الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

لا تخطط له اصلاً

لا تخطط له اصلاً
ميزات القبضة القوية الملموسة
[1]
ترجمة الباحث:أمير جبار الساعدي

خلال اشهر المناقشات التي سبقت نشر مجلة الدفاع التي تصدر كل اربع سنوات في امريكا ظهر اقتراحان:
اولاهما "ان الريادة الواضحة لامريكا في مجال الأسلحة التقليدية من شأنها ردع الدول من أن تقدم على اتخاذ نفس القرار الذي اتخذه العراق منذ عقد من الزمان بتحدي الدبابات والطائرات والمروحيات الأمريكية لخوض غمار منافسة طرفاها غير متساويين.
ثانيا " ان أية تحديات عسكرية ستكون غير تقليدية , وسيستغل معارضوا امريكا انفتاح مجتمعها واقتصادها ومن غير الضروري ان يكون اعدائها دول منظمة.
كان معظم هذا التخمين عن " الحرب غير المتساوية تخمينا " صحيحا " الا ان مجلة الدفاع – نشرت في الثلاثبن من شهر ايلول بعد ان اجري عليها تحديث سريع لتقديم بيانات عن الاحداث الاخيرة – بانه لم يخمن اي شخص كم سيكون التغيير مدمرا " وكم سيكون العدو مخادعا " وتختتم المجلة بان أمريكا بحاجة الى كل شيء وبخاصة معدات الاتصالات ومعدات الاستطلاع وقواعد خارج أمريكا وطائرات وسفن بعيدة المدى ايضا".
وعلى خلاف العدد السابق في عام 1997 فالاصدار الجديد لا يتقدم بتوصيات محددة تتعلق بتركيبة القوات المسلحة الأمريكية مثل التقدم بعمليات تقليص في قوات الجيش الاعتيادية والاحتياطية لصرف الاموال المترتبة عن ذلك الى مزيد من الاسلحة ذات التقنية العالية (التي طالب يها العديد من الاشخاص) إلا انها تحث بالفعل على المباشرة في استثمار ضخم وجديد في الاسلحة ذات التقنية العالية وذات التقنية الواطئة لحماية الأمة الأمريكية.
وعلى اية حال , فهي ترفض اغراءات الانعزالية
[2] . رفضا " لا لين فيه . وتصر على انه بسبب مصالحها العالمية فانها تحتاج الى تواجدها وبالأخص في المحيطين الهندي والهادئ. وعلى الرغم من انها لا تدير ظهرها لأوروبا بشكل صحيح , فهي تؤكد على " قوس القلاقل الواسع" الذي يمتد من الشرق الأوسط حتى شمال شرق اسيا اذ يكتنف هذه المنطقة خليط من قوى صاعدة واخرى منحدرة , لبعضها القدرة على بناء او شراء أسلحة غير تقليدية.
سيتطلب هذا تواجد متزايد من القوات البحرية في المحيط الهادئ: والمزيد من السفن والغواصات والمزيد من الدوريات المكثفة تساندها حاملات الطائرات.
وستكون هنالك حاجة الى المزيد من القواعد وتسهيلات التزود بالوقود في المحيط الهادئ والهندي والقوات البحرية بحاجة الى المزيد من الاموال لتأمين التحرك البحري السريع كي تتمكن السفن الحربية من التحرك بسرعة صوب المحيط الهندي او الخليج العربي من البحر الابيض المتوسط او حتى من أماكن أكثر بعداً من ذلك.
وان هذا كله يهيئ المنبر لمناقشات من نوع اخر. لذلك فكل من انصار ومنتقدي فكرة الدفاعات المضادة للصواريخ . على سبيل المثال. يمكنهم الان ان يتوقعوا بان يوجه لهم السؤال عن كون اي من وجهات نظرهم أكثر احتمالية بانها لا تحمي الولايات المتحدة وحدها فحسب بل تحافظ على توازن القوى العسكرية في قارة اسيا , ولا تحسم المجلة مصير الأسلحة التي هي مثار للجدل مثل مدفعية كروستيدر ذات القدرة العالية على التنقل او طائرة v-22 ذات المقدف الدوار للصواريخ.
لكنها تدعم مبدأ " التحول" الا وهو مبدأ القفزات التكنولوجية المصمم للاستفادة من تكنولوجيا المعلوماتية استفادة تامة , وتتقبل حالات القلق التي تساور اختصاصي شؤون الدفاع حول التمكن من الدخول الى مناطق الحرب. وربما يكون من الصعب على أمريكا ان تدفع بجنودها عن معارك بعيدة حتى لو امتلك اعدائها بعض الصواريخ غير المتطورة او غواصات قديمة الطراز , ونتيجة لذلك يتوجب على صانعي الأسلحة ان يجيبوا على هذا .
ومع ذلك سيشعر دعاة التوسع الكبير في الإنفاق على الدفاع بالطمأنينة وذلك من خلال البديهية الجديدة التي قد دخلت في لغة واضعي الخطط العسكرية الا وهي " النصح بالعدول عن فعل شئ ما " . ويعني هذا انه من الأفضل ان يكون الاستثمار في الاسلحة بأعلى قدر من التطور التكنولوجي ( فعلى سبيل المثال في الدرع المضاد للصواريخ ) لكي يؤدي الى الأقتناع ،هناك تحدي مباشر للتفوق الأمريكي في مضمار معين من مضامير صناعة السلاح , فربما يكون من الأفضل ان يتم انفاق المزيد من المال لتوسيع مجال الريادة ولمنع اي تحدي محتمل , وباختصار "لا تخطط له اصلا".

[1] مجلة الايكونمست (ECONOMIST) العدد الصادر في 6 تشرين الاول 2001 / نقلا عن مجلة الدفاع لعام 2001.
[2] ISOLATION :- سياسة قوامها الانعزال السياسي وعزوف الدولة عن اقامة العلاقات المختلفة مع الدول الاخرى.

ليست هناك تعليقات: