أمير جبار الساعدي
صورة العراق الجديد بحلته الديمقراطية المبعثرة لحد الآن والتي رسمتها أيدي تحالف الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبألوان قوس حزن العراقيين بحمر الدم ووشاح الحزن وزرقة الحسرة على من تيتم وترمل وتعوق عقب الأعمال العسكرية الممنهجة لرسم لوحات واقعية تحمل توقيع اسماء جنود الاحتلال أبتداءً بالقتل والترويع وأستكمالا بلوائح الحقوق المطبقة في سجن أبو غريب، ووصولا الى تهديم كل البنى التحتية للبلد، فهم لم يتركو بقعة في أرض الرافدين إلا ولطخوها بالآسى والفجيعة، كما لم يدعو لأول دولة تأسست على أرض العراق بعد الاحتلال البريطاني منذ عام 1921، أي عرى متينة لديمومتها بل عملوا مسرعين على تهديم كل ما يتصل بأسس بناء هذه الدولة وليس القضاء على نظامها السياسي الدكتاتوري الذي عانى منه شعب العراق وحسب.
فالمشهد العراقي المضطرب والقلق في طيات صفحاته السياسية وكذلك الأمنية وما يتبعها من ميادين اقتصادية واجتماعية الذي غالبا ما تعصف به موجات التردي والأضطراب نتيجة تصارع الكتل والأحزاب التي تمسك بقرار البلد، وهذه مدعاة أخرى تفرز ضعف بناء هيكلية الدولة العراقية الحالية، مما يضعها في مهب المطامع من قبل دول إقليمية ودولية لفرض أجندة مصالحها على حساب مصالح الشعب العراقي، وأخرها زيارة وفد الكونغرس الأمريكي الذي يقترح من غير وجه حق ولا حياء أن يعوض العراق الغني خسائر جنود الاحتلال وخسائره في العراق نتيجة الظرف الاقتصادي الصعب للولايات المتحدة الأمريكية، فإذا كانت خسائرها الاقتصادية من غير حساب مقدار الديون الخارجية الكبيرة المتراكمة والمستمرة بسبب حرب العراق تبلغ أكثر من ترليون دولار وهي تكاليف الحرب على العراق وحسب، فهل هي أشارة من الجانب الأمريكي للضغط على الحكومة العراقية لتمديد بقاء قواتها؟؟ بأظهار موقفها المتعاطف مع العراقيين ومساعدته في الخلاص من جلاده، أم هي رغبات أمريكية حقيقية موجودة لدى صانع القرار الأمريكي للمطالبة بهذه النفقات من الحكومة العراقية. فإن كان القانون الدولي لا يمنحهم هذا الحق، فهل سيمنح الشعب العراقي حقه في التعويض عن كل ما لحق به خلال مدة احتلاله طيلة السنين الماضية؟؟، فإذا كانت خسائرهم المالية التي تعدت الترليون دولار في العراق، فإن بعض الخبراء والمراقبين الدوليين في مؤتمر عمان الخاص بمشروع تعويض الشعب العراقي من جراء الاحتلال صرح بأن حجم تعويض العراقيين يقدر بـ(25) ترليون دولار... ولكن الحقيقة المرة هي أضعاف هذا المبلغ بكثير جدا، فما هو التقدير الحقيقي لحجم خسائر الدولة العراقية التي عمرها تسعون عاما التي قامت بتحطيمها الالة العسكرية الأمريكية، وكم هي حجم التعويضات التي يستحقها الشعب العراقي الذي عاني الكثير.
فمثل ما طالب أعضاء الكونغرس الأمريكي بنفقات حربهم على العراق، فإن مجلس النواب العراقي مطالب اليوم وبشكل جدي وحاسم وجريء بالسعي لتحصيل تعويضات الشعب الذي يمثله من الإدارة الأميركية ومجلس نوابها وشيوخها وأن يقوم بتعويض جميع العراقيين المتضررين من جراء أعمال قواتهم في العراق.
فلقد َضِمن المواطنون الأمريكيون حقهم بالتعويض من الدولة العراقية... واليوم جاء الدور على حكومتنا ومجلس نوابنا وسلطتنا القضائية بالعمل سوية ولو لمرة واحدة في سبيل تحصيل حقوق أبناء الشعب العراقي... فهل سنرى صوت الحق قريبا يطالب جميع من مد يده بالأذى على العراق وهو يدفع ضريبة هجمته الظالمة بحق المدنيين ومؤسسات دولته العريقة؟؟؟...
هناك تعليقان (2):
مرحبا استاذ امير
اكتشفت اليوم بالصدفة مدونتك وسرني الاطلاع عليها
انا الباحثة والاعلامية العراقية إسراء كاظم طعمة ولي مدونة بصراحة اون لاين
على الرابط التالي
http://bysarahaonline.blogspot.com/
مع الاحترام
أطيب التحايا وأجملها أستاذة إسراء
شرفني كثيرا مرورك الكريم على مدونتي الفقيرة، وترك كلمات الاعجاب بها...وسرني كثيرا زيارة مدونتك لما بها من مادة صحفية وإعلامية غنية.. أتمنى عليك نشر مدونتك في فهرس المدونات العراقية(http://iraqiblogindex.blogspot.com)..وستجدين الكثير من مختلف المستويات الفكرية وتنوع كبير بأقلام العولمة المصبوغة بنكهة عراقية تكتب الكثير بين أقصى اليمين الى أقصى الشمال وبين الوسط المحايد بين الاثنين..
تقبلي خالص تقديري وأحترامي
إرسال تعليق