الاثنين، 4 يناير 2010

تقرير مجموعة دراسة العراق- الموقف على المدى البعيد

* شون برملي، برنامج الأمن الدولي
المقدّم ستيفن سكلينكا (USMC)، باحث عسكري- 13كانون الأول 2006
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

منذ إطلاق تقرير مجموعة دراسة العراق، لم يكن هناك نقص يناقش، يحلّل، أو يناظر بخصوص محتوياته. في النهاية، كلّ المناقشات كانت تُغلى في الأسفل نحو سؤال واحد يدور في خُلد كلّ شخص: متى بإمكاننا أن نسترجع قواتنا من العراق؟
إن العديد في أجهزة الإعلام ومن الناس ترجموا التقرير جوهريا إعلانا لخيار الإنسحاب. ومع ذلك، فإن التقرير يوضّح بأنّ كلّ الألوية المقاتلة لا تعزى لها مسؤوليات قوة الحماية بشكل محدّد يمكن أن تُسحب من العراق في الربع الأول من عام 2008.
على أية حال، وفي إختبار قريب للتقرير خلال موشور توصياته حول الجيش والأمن، فإن التقرير يمكن أن يكون مترجم بسهولة كمحاولة تحزّبية للحزبين لوضع الأساس السياسي والثقافي لإلتزام عسكري طويل المدى في العراق والذي يدوم جيّدا الى ما بعد عام 2008.
أخبر وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس الأسبوع الماضي، والذي وافق عليه مجلس الشيوخ وسيؤدّي اليمين الإثنين القادم، اللجنة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ "بأنّ الولايات المتّحدة يجب أن يكون لها بعض الحضور في العراق لوقت طويل".
تقرير مجموعة دراسة العراق عمل بيان مماثل: "من الواضح أنّ [العراق] سيبقى يحتاج مساعدة أمنية لبعض الوقت للتغيير في ما يعملون لإنجاز تغييرات سياسية وأمنية".
إنّ تقييم تقرير الحرب واقعي ودقيق. إنه من الواضح على المستويات المتزايدة للعنف، الطبيعة الطائفية للحكومة العراقية، وقدرات "قوّات التحالف" المتدهورة للتأثير على الأحداث. وبتقديم هذا التقييم لوحده، أزال أعضاء المجموعة الدراسية معظم النغمة الحادة من الخطابات التحزبيّة المستمرة وحقنها بجرعة صحّية من الرزانة إلى النقاش المشحون إلى حد كبير مسبقا.

إنّ توصية التقرير المركزية عسكريا أن تجعل التدريب ونصح قوات العراق العسكرية الناشئة هي المهمّة المركزية للقوات الأمريكية في العراق. بينما هذا قابل للنقاش، بأنّه كان حجر الزاوية للسياسة الأمريكية لبعض الوقت (التذكير بـ "حينما ينهض العراقيون، إستعدادنا سيقل")، توضح مجموعة دراسة العراق إعتقادها بأنّ وزارة الدفاع الأمريكية أخفقت بشكل كافي تصدر هذه المهمّة الحاسمة.
يوصي التقرير بأن الجهود لتضمين المستشارين الأمريكيين داخل الوحدات العراقية كانت متزايدة من المستوى الحالي الذي فيه 4,000 جندي تقريبا إلى 10-20,000 جندي. وأعطيت الأولوية للمصادر والتنظيم المحفّز اللذان يضمنان كفاءة الجنود الأمريكيين الذين يخصّصون لمهمّة الأستشارة، تجادل مجموعة دراسة العراق بأنّ هؤلاء المستشارين، ينتشرون في فرق على شكل مستشار لكل 11 رجل حاليا، يمكن أن يوسّع حضورهم في الجيش وقوّات الشرطة العراقية من مستوى الكتيبة (وحدة تحتوي 500 جندي)، إلى مستوى السرية (وحدة تحتوي125 جندي). وهناك تقارير تشير بأن الجيش الأمريكي يدافع عن توسّع الفرق إلى 30 جندي لتحسين الأمن. إستنادا على تقييم عامّ عن حجم الجيش وقوّات الشرطة العراقية، الفرق الأمريكية الأكبر تساوي مجموع الذين يتضمّنهم الجهد بحدود 30,000 جندي أمريكي. تشير التقارير الإعلامية الأخيرة إلى أنّ هذا المستوى من الجهد ينظر له بجدية من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وإدارة بوش.

نتائج مثل هذه الزيادة المثيرة في الجهد المثبت على بقيّة حضور "قوات الائتلاف" في العراق يبقى غير مستكشف. بشكل واضح، مثل هذا الجهد يتطلّب دعم كبير من الجيش الأمريكي ووحدات سلاح البحرية.
لسوء الحظ، بدلا من أن يّقدم مستوى أكبر عن التفاصيل والتحليل حول توصية مجموعة دراسة العراق المركزية عسكريا، يستمرّ التقرير لإقتراح المهمات الإضافية التالية للقوات الأمريكية في العراق:
1. خدمة ودعم التسهيلات والوحدات الأمريكية
2. ردّ الفعل السريع
3. العمليات الخاصّة
4. الإستخبارات
5. البحث والإنقاذ
6. حماية القوات
المهمات أعلاه مهام عسكرية هامّة جدا، وتتطلّب حضور قوي في كافة أنحاء العراق والّذي سيكون فعّال. ومستوى حماية القوات لضمان بأن التجهيزات يمكن أن تتدفّق بين الكويت والقواعد المختلفة في كافة أنحاء العراق لوحدها هامّ أيضا- للقول ليس هناك وحدات "ردّ فعل سريع" التي يجب أن تكون ضمن بضعة أميال من كلّ فريق مضمّن لتقديم أيّ حماية حقيقية مطلقا.
إضافة إلى ذلك، يقترح تقرير مجموعة دراسة العراق بأنّ الوحدات الأمريكية يجب أن تدعم نشر الألوية العراقية بالإستخبارات، وسائل النقل، الدعم الجوي، دعم التموين، والأجهزة الرئيسية. المحلّلون يجب أن لا يقلّلوا من تقدير مستوى الجهد المطلّوب لدعم قوات العراق العسكرية الناشئة - عندهم أقل ما يمكن من قابليات الدعم الأرضي أو الجوي.
بعد تلخيص المهمات العسكرية المختلفة الّتي ستؤدّيها القوات الأمريكية في العراق، يؤكد تقرير مجموعة دراسة العراق بعد ذلك، بأنّ في الربع الأول من عام 2008، خاضع لتطوّرات الأمن الغير متوقّعة، "كلّ الألوية المقاتلة ليست ضرورية لحماية القوات يمكن أن تكون خارج العراق". مثل هذا البيان يدلّ على إنسحاب وشيك نسبيا من قبل القوات الأمريكية.
على أية حال، التقرير يستنتج: "حتى بعد أن تحرك الولايات المتّحدة كلّ الألوية المقاتلة خارج العراق، نحن ما زلنا نبقي تواجد عسكري كبير في المنطقة، مع ما يبقى من قوة هامّة في العراق". فإن المهمات التي تخصّصها مجموعة دراسة العراق إلى هذه القوة 'الهامّة' تقترح أن تكون كبيرة، لمدى طويل، وإلتزام مستمر.
الجمهور الأمريكي يجب أن يكون على دراية من غير أوهام أن المهمات أعلاه يمكن بسهولة أو بسرعة أن تؤدّي إلى تخفيضات كبيرة في عدد القوات الأمريكية في العراق. توحي الحقائق على الأرض بأنّ أيّ تغييرات وشيكة بموقف القوات ستؤثّر على ما حققه جنودنا، فليس بالضرورة كم من منهم ينتشر في العراق- أو كم هم سيبقون هناك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية-واشنطن (CSIS)
نشرت في May 5, 2007 8:10:51 AM

ليست هناك تعليقات: