انتوني كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
ليس هناك طريقة اكيدة لمعرفة الدوافع خلف الموجة الاخيرة للهجمات في العراق ولكن هنالك اسباب حقيقية لمثل تلك الهجمات كما ينظر لها من وجهة نظر خط التمرد المتشدد.
تجري الجهود حثيثة على قدم وساق لتكوين حكومة أئتلافية مستقرة تشمل جميع الاطرف:العرب السنة والشيعة،والاكراد،ولكن هدف "التمرد"الاساسي هو منع تكوين هذا الأئتلاف.وبالنسبة "للتمرد"،فان الطريقة المثلى لمثل هذا المنع هو الهجمات الدامية التي يشنها التمرد على الشيعة.
وعليه،أصبح الهدف اسقاط المصداقية عن عملية الحكومة برمتها،وذلك من خلال استغلال ارتفاع الأسعار الاخيرة للمحروقات من الوقود والغاز ومهاجمة،وتهديد المصافي من اجل جعل الموقف يسوء اكثر فأكثر.
وعلى المدى القصير على الاقل،فان الهدف الاساسي لخط التمرد المتشدد منطقياَ هو هدم بناء "الائتلاف" واسقاط المصداقية عن الحكومة.
لكن هذا جزء من ستراتيجية الخط المتشدد من المتمردين فحسب،والذي منطقياً سوف يتبعونه ايضاً، إذ انهم يحتاجون الابقاء على قاعدتهم السنية ومن ناحية أخرى مهاجمة، واسقاط المصداقية عن السنة المتوجهين نحوعملية التسوية.
لم يكن ذلك منطقياً خلال الأنتخابات.إذ لم تستطيع القوات العراقية والأمريكية دعم الأمن والابقاء عليه في حالة الاستعداد الكاملة،معطياً السنة العرب قوة لوجستية تكون منطقية ماداما هؤلاء المنتخبين يستخدمونها لفحص قوة الشيعة وتحديد عمليات بناء الأئتلاف الجديد.
رغم ان الزرقاوي والقاعدة يعارضان الانتخابات،ولكنهما تصرفا بشكل منطقي في الانتظار وتخويف السنة الذين تبوؤا مناصب رسمية،واستغلوا التهم في تزويرالانتخابات وقد اوضحوا بانه أمنا معارضة الانتخابات والتسوية داخل النظام السياسي...ولكن ليس معارضته.
ان احد "الفرق الحمراء"هي دوافع "التمرد"،فان هنالك أيضاً اسباب تجعل المتمردين متفائلين أكثر حيال الانجازات التي من الممكن انجازها خلال السنة القادمة.مازال باستطاعتهم شن عدد كبير من الهجمات.ان "قوات التحالف" تؤكد بان عدد الهجمات قد ارتفع،ومن الناحية الثانية فان نجاح هذه الهجمات قد انخفض.مازال النجاح يبدو بعيداً وغير مؤكداً.فتأثير الهجمات مازال كبيراً،والنقطة المهمة ان المتمردين مازلوا يستطيعون ان يمثلوا قوة في القيام بعدد كبير من الهجمات وزيادتها..
إزدادت بعض الاوجه الرئيسة لتمزق خطوط الروابط بين السنة والشيعة وإن التوتر في قوات الأمن تزداد حدته بين السنة والشيعة العرب والاكراد.رغم ان الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة قد بذلتا الجهود الحثيثة من أجل السيطرة على الوضع وعملت من اجل تهدئتهم.إلا ان الانقسامات المذهبية داخل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية في ازدياد مستمر.
ان الجيش العراقي يصبح شيعيا وبشكل مطرد اكثر فأكثر وهناك مشاكل متفاقمة في ترقية الضباط السنة.تبقى الشرطة مقسمة بين الخطوط الاثنية،العرقية والمذهبية.كما ازدادت المشاكل عند اقحام وحدات عراقية جديدة الى الساحة،فالعديد منها قد تسبب في انفصالات مذهبية داخل المناطق التي انتشر فيها.
(يبدو أن هناك تضليلاً في المعلومات المقدمة عن الاستعداد من اجل الوصول بعدد الكتائب،ذات مستوى الاستعداد من الدرجة 3 والمستوى 2 من الاستعداد،وصولا الى 50 كتيبة).ربما قد تمت اضافة وحدات ذات نوعية رديئة بشكل سابق لأوانه الى مستوى الاستعداد (3) بشكل دائم بالرغم من النوعية والخبرة المتدنين.
بالنسبة للسنة كانت الانتخابات موضوع جدلياً جداً، إذ انه قد تغلف بجميع أنواع التهم ونظريات المؤامرة.وان العديد من الذين صوتوا في الانتخابات،صوت ضد الدستور وكان رد فعل لأزدياد النفوذ الكردي والشيعي.
ان الائتلاف الجديد سوف لن يكون مستقرا حتى وان ضم مجموعة سنية واحدة تبدي استعدادها لقبول الحل الوسط. إذ ستأتي فترة لاتقل عن 6-8 اشهر تتخللها جدليات سياسية مستمرة على الفيدرالية، السيطرة على مصادر النفط والعوائد، وسلطة فرض الضرائب،وتمويل منح الحكومة،ودورالدين والقانون في الحكومة،وعملياً كل قضية تحتوي على"زر ساخن".
ومن الناحية الثانية،فان هذا لا يعني بان"المتمردين"-وبشكل خاص المتمردين المتشددين(الراديكالين)مثل الزرقاوي والقاعدة-يحققون فوزاً.إذ ليس هناك شخصية قيادية عراقية سنية "كريزماتيكية" فعلية،هنالك فقط دعم اجنبي محدود،وان المتمردين المتشددين هم اقلية منعزلة داخل الاغلبية السنية،وان اغلب النجاحات في بناء قوات عراقية جديدة اصبحت حقيقية.
ولكن،على الغرباء تفهم أن بالنسبة للعديد من"المتمردين"،فان الهدف المباشر هو ليس القدرة على الفوز،أو تطبيق برنامج محدد (اغلبهم ليس لديه برنامج عملي منطقي).إن هدفهم بالاحرى هو أنكار اي نصر او نجاح تحققه الحكومة العراقية المنتخبة حديثاً ومن أجل دفع الولايات المتحدة والائتلاف لخوض حرب استنزاف.
ومن خلال نظرة"الفريق الأحمر"،فان هذا يبدوا ممكناً جداً وإنه يبدوا أن"المتمردين"يتصرفون على اساس تلك الاستراتيجية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 كانون الثاني 2006. مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية (CSIS)
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
ليس هناك طريقة اكيدة لمعرفة الدوافع خلف الموجة الاخيرة للهجمات في العراق ولكن هنالك اسباب حقيقية لمثل تلك الهجمات كما ينظر لها من وجهة نظر خط التمرد المتشدد.
تجري الجهود حثيثة على قدم وساق لتكوين حكومة أئتلافية مستقرة تشمل جميع الاطرف:العرب السنة والشيعة،والاكراد،ولكن هدف "التمرد"الاساسي هو منع تكوين هذا الأئتلاف.وبالنسبة "للتمرد"،فان الطريقة المثلى لمثل هذا المنع هو الهجمات الدامية التي يشنها التمرد على الشيعة.
وعليه،أصبح الهدف اسقاط المصداقية عن عملية الحكومة برمتها،وذلك من خلال استغلال ارتفاع الأسعار الاخيرة للمحروقات من الوقود والغاز ومهاجمة،وتهديد المصافي من اجل جعل الموقف يسوء اكثر فأكثر.
وعلى المدى القصير على الاقل،فان الهدف الاساسي لخط التمرد المتشدد منطقياَ هو هدم بناء "الائتلاف" واسقاط المصداقية عن الحكومة.
لكن هذا جزء من ستراتيجية الخط المتشدد من المتمردين فحسب،والذي منطقياً سوف يتبعونه ايضاً، إذ انهم يحتاجون الابقاء على قاعدتهم السنية ومن ناحية أخرى مهاجمة، واسقاط المصداقية عن السنة المتوجهين نحوعملية التسوية.
لم يكن ذلك منطقياً خلال الأنتخابات.إذ لم تستطيع القوات العراقية والأمريكية دعم الأمن والابقاء عليه في حالة الاستعداد الكاملة،معطياً السنة العرب قوة لوجستية تكون منطقية ماداما هؤلاء المنتخبين يستخدمونها لفحص قوة الشيعة وتحديد عمليات بناء الأئتلاف الجديد.
رغم ان الزرقاوي والقاعدة يعارضان الانتخابات،ولكنهما تصرفا بشكل منطقي في الانتظار وتخويف السنة الذين تبوؤا مناصب رسمية،واستغلوا التهم في تزويرالانتخابات وقد اوضحوا بانه أمنا معارضة الانتخابات والتسوية داخل النظام السياسي...ولكن ليس معارضته.
ان احد "الفرق الحمراء"هي دوافع "التمرد"،فان هنالك أيضاً اسباب تجعل المتمردين متفائلين أكثر حيال الانجازات التي من الممكن انجازها خلال السنة القادمة.مازال باستطاعتهم شن عدد كبير من الهجمات.ان "قوات التحالف" تؤكد بان عدد الهجمات قد ارتفع،ومن الناحية الثانية فان نجاح هذه الهجمات قد انخفض.مازال النجاح يبدو بعيداً وغير مؤكداً.فتأثير الهجمات مازال كبيراً،والنقطة المهمة ان المتمردين مازلوا يستطيعون ان يمثلوا قوة في القيام بعدد كبير من الهجمات وزيادتها..
إزدادت بعض الاوجه الرئيسة لتمزق خطوط الروابط بين السنة والشيعة وإن التوتر في قوات الأمن تزداد حدته بين السنة والشيعة العرب والاكراد.رغم ان الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة قد بذلتا الجهود الحثيثة من أجل السيطرة على الوضع وعملت من اجل تهدئتهم.إلا ان الانقسامات المذهبية داخل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية في ازدياد مستمر.
ان الجيش العراقي يصبح شيعيا وبشكل مطرد اكثر فأكثر وهناك مشاكل متفاقمة في ترقية الضباط السنة.تبقى الشرطة مقسمة بين الخطوط الاثنية،العرقية والمذهبية.كما ازدادت المشاكل عند اقحام وحدات عراقية جديدة الى الساحة،فالعديد منها قد تسبب في انفصالات مذهبية داخل المناطق التي انتشر فيها.
(يبدو أن هناك تضليلاً في المعلومات المقدمة عن الاستعداد من اجل الوصول بعدد الكتائب،ذات مستوى الاستعداد من الدرجة 3 والمستوى 2 من الاستعداد،وصولا الى 50 كتيبة).ربما قد تمت اضافة وحدات ذات نوعية رديئة بشكل سابق لأوانه الى مستوى الاستعداد (3) بشكل دائم بالرغم من النوعية والخبرة المتدنين.
بالنسبة للسنة كانت الانتخابات موضوع جدلياً جداً، إذ انه قد تغلف بجميع أنواع التهم ونظريات المؤامرة.وان العديد من الذين صوتوا في الانتخابات،صوت ضد الدستور وكان رد فعل لأزدياد النفوذ الكردي والشيعي.
ان الائتلاف الجديد سوف لن يكون مستقرا حتى وان ضم مجموعة سنية واحدة تبدي استعدادها لقبول الحل الوسط. إذ ستأتي فترة لاتقل عن 6-8 اشهر تتخللها جدليات سياسية مستمرة على الفيدرالية، السيطرة على مصادر النفط والعوائد، وسلطة فرض الضرائب،وتمويل منح الحكومة،ودورالدين والقانون في الحكومة،وعملياً كل قضية تحتوي على"زر ساخن".
ومن الناحية الثانية،فان هذا لا يعني بان"المتمردين"-وبشكل خاص المتمردين المتشددين(الراديكالين)مثل الزرقاوي والقاعدة-يحققون فوزاً.إذ ليس هناك شخصية قيادية عراقية سنية "كريزماتيكية" فعلية،هنالك فقط دعم اجنبي محدود،وان المتمردين المتشددين هم اقلية منعزلة داخل الاغلبية السنية،وان اغلب النجاحات في بناء قوات عراقية جديدة اصبحت حقيقية.
ولكن،على الغرباء تفهم أن بالنسبة للعديد من"المتمردين"،فان الهدف المباشر هو ليس القدرة على الفوز،أو تطبيق برنامج محدد (اغلبهم ليس لديه برنامج عملي منطقي).إن هدفهم بالاحرى هو أنكار اي نصر او نجاح تحققه الحكومة العراقية المنتخبة حديثاً ومن أجل دفع الولايات المتحدة والائتلاف لخوض حرب استنزاف.
ومن خلال نظرة"الفريق الأحمر"،فان هذا يبدوا ممكناً جداً وإنه يبدوا أن"المتمردين"يتصرفون على اساس تلك الاستراتيجية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 كانون الثاني 2006. مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية (CSIS)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق