الجمعة، 9 يوليو 2010

بايدن على بساط الريح لتشكيل الحكومة

أمير جبار الساعدي

مازال
مخاض تشكيل الحكومة العراقية يمر بمراحل معقدة وصعبة تقترب تارة وتبتعد تارةً أخرى من الوصول الى حل تلك العقد بين زملاء الأمس وشركاء اليوم ممثلينا الذين صوتنا لهم يوم السابع من أذار والذين رسموا ومازالوا يضعون لمسات المصالح الوطنية العليا للشعب في الباب الأول فوق كل شيء، فالجميع ينادي بذلك ولنسمع الأخوة الأكراد الذين طالما أرادوا أن يجعلوا دفع المظالم عن أهلنا في أقليم كردستان وتقديم الأفضل لهم عن كل ما حرموا منه وضمان ذلك على المدى القريب والبعيد، وها هم يصرون على منصب رئيس الجمهورية، ومن مثلهم باقي الكتل الفائزة بالانتخابات العامة، ولتحقيق ذلك يحتاج الجميع أن يضع شروطه ومنهجه المناسب لمن يمثل من العراقيين، حتى يصل محطة الأمان الضامن لكل ما يصبو له، وهذا حقهم وحقنا عليهم أيضا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يفرض السياسيين على بعضهم البعض الشروط والكل يسعى لمصلحتنا الوطنية أولا ليس إلا؟؟؟.
وكما يقول المثل "لكل عقدة ولها حلال" فمن يرعى أمرا ما يكون ملزما بتقديم كل أنواع الدعم لإنجاح من يرعاه، وهذا ما تمر به العملية السياسية في العراق من راعيها الأول الولايات المتحدة الأمريكية التي غالبا ما تفرش بساطها السحري وتضع عليه الشخص المسؤول عن إدارة هذه العملية "نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن" بعد كل عقدة عويصة يتوقف عندها ساستنا ليساهم في المشورة والدعم الملائم لهذه العقدة أو تلك ولا نقول ضغطا دبلوماسيا ملائم أو غيره والذي رفضه البعض، يدفع الجميع الى التفاوض وقبول تسوية الأخر وإن كانت له بعض التساؤلات عليه، فالائتلافات الأربعة قد عقدت الكثير من اللقاءات والتشاورات والتسويات التي لم تصل الى باب الفرج، وكان أخرها حواجز أتفاق التحالف الوطني فيما بين طرفي العقد على نقاط الأشتراك أكثر من نقاط الخلاف وإن لم يقطعوا الأمل بعد، فما زالت جولات قادة الأئتلاف الوطني مستمرة بين جوانب الدول الأقليمية، وكانت النتيجة على الضفة المقابلة بين أئتلاف العراقية ودولة القانون الذي سارع نحو تعضيد حلقات التفاوض بين الطرفين لعلهم يصلون بنا الى شاطئ الأمان بتشكيل الحكومة، والذي باركه بعض قادة الأئتلاف الوطني إذا كان سيسرع بتشكيل حكومة العراق المقبلة، وبشراكة المربع الماسي الذي حصل على أغلب المقاعد في الانتخابات النيابية وهذا ما أتفق عليه جميع الفرقاء السياسيين.
فهل سيكون دور التدخلات والضغط ولنسميه بصورة أخرى الدعم والمشورة الدولية والأقليمية عاملا معجلا، وكما سمعنا من قادة العراقية بأنتظار مفاجئة قريبة على الساحة السياسية، أو سنسمع العكس من قبل أطراف أخرى تعيد الكرة لملعبها وتمنع الشريك من أن يسدد ضربة جزاء في مرماها، وهذا ما يمكن أن نراه قبل يوم الرابع عشر من تموز الحالي.
وعودا على ذي بدء فهل سحر بساط بايدن الذي هرع به الى العراق سيغلق مسرح الأحداث المعقدة ويفك عُقد تشكيل حكومتنا العتيدة؟، ونقبل بسياسة الأمر الواقع ونرضى بما قبلته الأطراف المتفاوضة بتقسيم المغانم وليس الأندفاع نحو مصالح الشعب أولا، والذي لم يسأل عن رأيه فيما يحدث من حوله والتي نخشى أن يخرج عن صمته كما فعل يوم الكهرباء المشحون بالغضب، فما يردده حال المواطن هو تسديد ديونه التي علقت بأعناق السياسيين يوم قبلوا بهم في الانتخابات.
أم هناك قولا أخر يمكن أن يعرقل ولادة الحكومة العراقية قبل أنعقاد جلسة مجلس النواب القادمة في الثالث عشر من تموز. فالجميع يأمل بأن تنتهي مخاضات هذه الولادة التي طالما أتعبت العراقيين وهم ينظرون متى سيأتي الفرج.

ليست هناك تعليقات: