الأحد، 9 مايو 2010

حرية التعبير مستباحة بين الإعلاميين أنفسهم

أمير جبار الساعدي

نعيش
هذه الأيام مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة التي طالما كانت تناضل في كل مكان تسعى به لنقل الحقيقة مجردة وبحيادية، فالشارع العربي على وجه الخصوص غالبا ما يشتكي من فرض الحدود على الحيز المتاح لمفهوم الحرية في العمل الصحافي والإعلامي، ومع كل الأدوات التي أتاحتها عولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم اليوم، فما زلنا نسمع ونشاهد الكثير من صور فرض القيود على هذه الحرية المهنية في البلدان العربية ومن منظمات دولية ومحلية، والتي قد تكون بعض من هذه الشكاوى مرتبطة بالجهة التي وراءها وخاصة إذا كانت من طرف سياسي في ذاك البلد، وما حصل أخيرا في تونس الخضراء وتكريم رئيسها بدرع الصحافة العربية من قبل اتحاد الصحفيين العرب واحد من هذه الشواهد، وحسب تقارير مرصد الحريات الصحافية في العراق هناك 262 انتهاك ضد العمل الصحافي والإعلامي والكوادر العاملة في هذا الميدان.فسياسة الكبت وتكميم الأفواه أداة مباحة لذوي السلطة والمال في أي مكان يتيح لهم المناخ الاجتماعي والسياسي أن تنفذ منه لفرض ما يناسب مصالحها وليس ما تراه عين الحقيقة والواقع صحيحا.
وعود على ذي بدء سينعقد بعد أيام منتدى الإعلام العربي بدورته التاسعة في دبي وتحت رعاية رسمية وجهود أكبر من أن نستطيع مكافأتها أو الإطراء عليها وحسب، فمقدار النشاط والعمل الذي يقوم به أعضاء فريق نادي دبي للصحافة والجائزة العربية للصحافة في الإعداد لهذا المنتدى متداخلة مع بعضها وتشمل الكثير من المفردات، ومن الملاحظ بأن القائمين على هذه الفعاليات يستطلعون أراء المشاركين عن مقترحاتهم للدورة القادمة ويسمعون منهم أصغر التعليقات، ولكن ما مقدار ما يطبق من هذه المقترحات، أو ما يناسبهم من مقترحات المشاركين ما زال في موضع يشير للسلبية أكثر من الايجابية مع ظهور البوادر الأولى لفعاليات الإعداد والاستضافة وجدول الأعمال، ناهيك عن أنها أطلقت بدعم كبير، وخاصة إذا ما ذكرنا ما دار من تجاذب حول مصداقية تقييم لجنة التحكيم في جائزة الصحافة العربية التي أثارها (الكاتب السعودي مطر الأحمدي رئيس تحرير مجلة "لها"، في الأوساط الإعلامية العربية بإعلانه استقالته من مجلس إدارة الجائزة) وردت الجهة المنظمة على الاتهامات الموجهة لها مشفوعة بالوثائق، ومن الصور العالقة في ذهني هو ما جرى في الدورة الثامنة لمنتدى الإعلام العربي (عام 2009) وفي ورشته الأخيرة التي أدارها الإعلامي "الدكتور سليمان الهتلان" الذي حرم "متقصدا" الزميل نقيب الصحافيين العراقيين من حق الرد على ما ذكره المتحدثون في جلسة التغطية الإعلامية للحرب على غزة، وعندما تعرضوا للشأن العراقي خلال التجاذب بين المتحدثين(قناة الجزيرة، وقناة العربية)، ورغم المطالبات العديدة والإلحاح في طلب المشاركة بالرد على أحد الزملاء المتحدثين (رئيس تحرير أخبار الجزيرة)، وحتى عندما رجوت مدير الجلسة السماح له بالتعليق على الموضوع وأشار بالأيجاب، لكنه رفض وأصر على عدم منحه هذا الحق(ولا أعرف لماذا)، سالباً إياه حق التعبير ولو بتعليق (لأكثر من 30دقيقة) حتى انتهاء جلسة الحوار، بينما سمح لأسماء صحافية كبيرة بالمداخلة لأكثر من مرة وخلال نفس الجلسة، فانظروا لمستوى الحرية المتاحة لنا في التعبير وسط محافل الإعلام التي يشارك بها الإعلاميين من مختلف بلدان العالم (أكثر من 2000 مشارك)، فكيف يمكن أن نطالب بالسماح لنا من ذوي السلطة والمال، أن نؤشر ونشير لهم بمواضع الضعف والسلبية في أدائهم لا لغرض انتهاك حدود حرياتهم، ولكن من باب التأشير بعين المراقب الذي يبغي الإصلاح ليس إلا. وأرجو أن لا يفهم من ذلك هو الطعن بمؤتمر وفعاليات منتدى الإعلام العربي، ولكنها مشاهدات مراقب ومشارك يسعى للارتقاء بحرية الكلمة والتعبير في شارعنا العربي.

ليست هناك تعليقات: