أمير جبار الساعدي
ما إن بدأت الحملة الانتخابية للترويج والدعاية للمرشحين على مختلف ألوانهم ومشاربهم السياسية والدينية حتى أنبرى أصحاب النفوذ في السلطة ومن مثلهم في المال بزرع الجزرات الوسطية لشوارع مدن عراقنا الحبيب بشتلات من ألوان تسر الناظرين، وتنفر البعض الأخر منها نتيجة عدم التوازن في صنع الدعاية الانتخابية لأولئك المرشحين، وقد سمعنا الكثير من المرشحين ومن مثلهم من الناخبين يتساءلون عن تساوي الفرص بينهم وبين الأحزاب والكتل الكبيرة التي رأى المواطنين بأن هناك تبذير كثير في صرف الأموال على الحملات الدعائية وكان الأولى بهم صرفها على المعوزين والفقراء الذين هم بأمس الحاجة لكل مساعدة، وكان رد الخبراء الاقتصاديين بأن ذلك الأنفاق الكبير على الحملات الانتخابية لن يؤثر على استقرار الاقتصاد العراقي، وبين هذا وذاك تبقى عملية التسويق الدعائي الغير متساوية والتي قد لن يحصل منها المرشح المستقل وممثلي الكتل الصغيرة في هذه الانتخابات الشيء الذي يتمنوه، ليلقوا بعض اللوم على البذخ الدعائي وصرف الأموال على دقائق البث الإذاعي والتلفزيوني وحجم الصور التي تتبارى الكتل الكبيرة في الاستحواذ على أماكن نشرها في الساحات والتقاطعات والشوارع الرئيسة المزدحمة وقرب مأراب نقل المسافرين ومداخل الأسواق، حتى ضج المرشحين المستقلين والكتل الصغيرة الذين يبحرون في موج بحر هائج من التنافس الذي يرسم صورته عدم توازن الفرص، والذي يَرشحُ منه تساؤل الكثيرين من أين لكم هذا المال وما رأيناه من على شاشة قناة العربية من سخونة المناظرة بين أثنين من مرشحي الائتلافات الكبيرة وكيف يلقى أحدهما على الأخر الاتهامات باستخدام المال العام، الذي سيرسم صورة قاتمة لدى الناخب العراقي وينفره من التصويت لتلك القوائم الكبيرة ويضع منافسا لها تلك الوجوه الجديدة التي تسعى للحصول على فرصتها في التعريف والوصول للناخبين بأسرع وقت ممكن لضيق فترة الحملة الدعائية والتي تقول المفوضية بأنها مناسبة جدا والتي كانت تنوي إذا لزم الأمر جعلها أسبوعين وحسب، ولكم أن تروا كيف يمكن للمرشح المستقل والكتل التي تعتمد بعد الله على حولها وقوتها أن تصل للمواطن البسيط والمهجر ومن يعيش في القرى والأرياف وأطراف المدن حتى يستطيع كل هؤلاء من التمتع أيضا بحقهم الانتخابي وفرصهم في التعرف على المرشحين الجدد ولا أقول صغارا لأنهم متساوون أمام القانون والدستور ورغبة الناخب العراقي بالتغيير!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق