أنتوني .كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
تَبدأُ اليوم الصفحة الثانية من المعركة والحكومةِ الأمريكيةِ والعراقيةِ تُحاولُ ضمان أمن بغداد، معززة بالمصادرِ الأمريكيةِ الأكبرِ جداً وتعزيزات عسكرية عراقيةِ هامّة.وهذا يُؤشّرُ النقطة الخطرة في حربِ العراق. فتأمين بغداد (أَو لِكي يَكُونَ تحسين الأمن أكثر واقعيةً) لن تَربح، لكن فقدان بغداد سوف تَخسر. إذا فازت الولايات المتّحدةِ والحكومة العراقية،إنهم يُواجهون فترة من 3-5 سَنَوات إضافية من الجهود السياسيةِ، الأمنية، والاقتصادية. إذا خَسِروا،فمن المحتمل أَن يَنزلق العراق إلى حرب أهلية كبيرة.فَقدت الولايات المتّحدةُ والحكومةُ العراقيةُ الصفحة الأولى بشكل واضح.هناك مؤشر رئيسي واحد بأنّ لا أحد يستطيع حتى أن يَعمل حجة جدّية بأن العمليةَ السابقةَ حققت مكاسبَ رئيسية.المؤشرات الأخرى هي حقيقة بأن الحكومةَ لا تَستطيعُ أَن تَثبت مستوى عالي مِن القدرةِ لإيقاف "فرقِ الموت" وأن هناك خوف من الشرطةِ وأجهزةِ الأمن مُستمر. ولا تَستطيعُ الحكومة العراقية أَن تَعرض مستوى جديد مِن التأثيرِ في القواتِ العراقيةِ، أَو أنّ يكونَ عِندَها وزارة دفاع ووزارة داخلية فعّالة ومؤثرة.وقد حققت القوات الأمريكيةُ بَعض التقدّم منذ أن صعّدوا هجماتَهم قريبا من الرابع والعشرون من يوليو/تموز2006، لَكنَّه لَيسَ نوعَ التقدّمِ الذي يُغيّرُ تصوّراتَ العراقيين عن أمنِهم العامِّ أَو الحكومةِ العراقية.لم تعمل الحكومة العراقية أي تقدّم نحو تسوية سياسية وطنية، لا تستطيعُ أَن تَبدأ الجُهودَ حتى لتَوضيح الدستورِ، وتظهر وحدةً داخلية محدودةَ حتى بين الشيعة. في نفس الوقت، الخدمات في بغداد واصلت هُبُوطها، وإستمرّار النشاط الإقتصادي إلى أَن يَكُونَ أقل سلامة، وازدياد البطالة . تستخدم الحكومة الوقت والمصداقية وهي لا تستطيعُ أَن تَتحمّلَ مزيدا من الهدر.إنه من غير الواضحُ حجم التقدّمُ الذي يُمكن أَن تحققه الحكومةُ الأمريكيةُ والعراقيةُ الآن في الصفحة الثانية. تُواجهُ الحكومةُ العراقيةُ عِدّة مشاكل حرجة:
*الأولى قلةُ التقدّمِ المقنعِ الرئيسيِ في المصالحةِ السياسيةِ وأيّ وعد وشيك بمثل هذا التقدّمِ. إنها تُريدُ علاج الانقسامات الطائفية، لَكنَّها لم تُنجز شيئاً يذكر حتى الآن على وزن بأنهم يمكن أن ينزعوا فتيل هذه الأزمة.
* إنّ الثانيةَ بأنّ جُهودِها لتَحسين صورةِ أجهزةِ الأمن والشرطةِ أخفقتَا الى الحد الذي سيستغرقُ الشهورَ ويتطلبُ خطوات مثيرة حتى يكُون لدَيها التأثير المطلوب؛ يُمكِنُ أَن يُعمَلَ القليل في هذه الصفحة من معركة بغداد. فجُهود أمريكا الاستشارية والوحدات المشاركة يُمكِنُ أَن يُساعدا على تَخفيض الانتهاكات وربما يَعطيان القوات العراقية انتصارات أكثرَ مصداقية، ولَكنَّهم لا يَستطيعونَ تَغيير صورةِ القواتِ العراقيةِ في الوقتِ المطلوب.
* إنّ الثالث قلةُ الخدمات العامةِ ونظام المحاكم الوظيفية والعدل الجزائي. ويرى بعض العراقيين، إن الحكومة مسألة إرتباطاتِ وفسادِ. وللعراقيين العاديينِ، هي ببساطة لَيست موجودة.
هذا يَضعُ عبء ثقيل جداً على القوات الأمريكيةِ القادمة. إنّ الأخبارَ الجيدةَ بأنّ مهمّتِهم تَبدو واضحة المعالمَ وتُربطُ عَمَلهم بشكل واضح بأكثر مِن َتعقِّب "الأعداء". لقد تم إعطاؤهم أوامرَ واضحةَ ليَعمَلواُ ما باستطاعتهم لتعزيز دَور القواتِ العراقية- والذي يمكن أن يَدفعُ الى صفحة ثالثة وهكذا للأمام. تم إعطاؤهم توجيهات بتوخي الحذر لتَجنُب خَلق المشاكلِ مَع السكانِ المدنيين، وهم عِندَهُم تفويض لتَقديم المساعدةِ والعمل العسكري المدنيِ الضرورية لطمأنة العراقيين ويُعوّضانِ عن عدمِ قابلية الحكومةَ جزئياً للحكم وإظهار الحضور اليومي في الشارعِ.إنّ الأخبارَ السيئةَ الواضحةَ بأن التعزيزات الأمريكيةِ سَيكونُ عِندَها تجربةً محدودةً جداً في هذا النوعِ مِن عمليةِ الأمن، وبالمعرفة التفصيليةِ الصَغيرة عن المدينةِ، يَجِبُ أَن يَتعاملَ الآن مع استحكام المقاتلين والفئاتِ الطائفيةِ الذين لَيسوا "رجال سيئون" في أيّ اتجاه واضح. فمعظم ما تشعرُ به هذه المجموعاتِ هو دوافعَ النجاة وتبرير الانتقام. فالكثير يُمكِنُهم أَن يُجادلوا بأنّ الحكومةَ لا تَستطيعُ الحُكم في الطرقِ التي تَضمنُ أمنَهم وقواتَها تَبدو في أغلب الأحيان عنصر لتَهديدهم. الأخبار السيئة الواضحة الأخرى مسألة نِسَبِ القوات. تُشيرُ تقاريرُ الأخبارِ بأنّ بغداد كَانَ لدَيها حوالي 9,000 فرد من القوات الأمريكيةَ، 8,500 فرد من الجيش العراقي، و34,000 فرد من الشرطة العراقية لتَغطية المدينةِ في الصفحة الأولى. إضافة الى 3,500-4,000 فرد من القوات الأمريكية و4,000 فرد عراقي قيل بأنه سيتم نشرهم. هذا يَبدو يمثل الكثير حتى يَتذكّرُ أحدنا بأنّ بغداد منطقة حضريةُ فيها 5-6.5 مليون شخص والعديد مِن المناطقِ فيها كثافاتِ سكانية عاليةِ جداً وضيّقة جداً وشوارعَ معقّدةَ- خصوصاً في الأماكنِ ذات الإصطفافِ الطائفيِ القويِ مثل مدينةِ الصدر. فالعديد مِن القوات الأمريكيةِ لَها واجباتُ أخرى أَو أدوارٍ داعمة. فعدد كبير مِن القواتِ العراقية لَيست هناك حقاً. وتَتضمّنُ الشخصياتُ العراقيةُ من الرجالُ ذَهبوا لمدى بعيد، والوحداتَ كانت سلبية كلياً أَو جزءَ من المشكلةِ تقريباً.
أقل الأخبار سوءً والواضحة بأن كلاً من القوات الأمريكية والحكومة العراقية تَركا حالةَ الأمنَ يزل من أيديهم بشكل تدريجي في بغداد لستّة شهورِ على الأقل قَبلَ أَن يبَدأَ هذا الجُهدِ المجدّد، متمنّين بأنّ الإنتخاباتِ والمصالحةِ يُمكنُ أَن تَعملانِ أكثر مِن الحضور العدواني الذي يُمكنُ أَن يَعزلَ مُختَلف الفئات. وهذا سَمحَ للقواتِ الفئويةِ أَن تُصبحَ أقوى بكثير، وتحدّيد ناشطين الشارع والإستخباراتَ البشرية المتوفرةِ. إنها خَلقت مجموعة جديدة كُلياً مِن المناطقِ الطائفية ذات الخطوط الحمراء، والعديد مِنْهم شيعي. وأعطىَ أيضاً فرصة رئيسية سانحة إضافية للجريمةِ.إنه ملفت للنظر بأن الصفحة الثانية تَبدأ بدون أي كلمة حول كيفية إن القوات الأمريكية والحكومية العراقية تَنوى مُعَالجة الفئات إضافة إلى "المتمرّدين"، بدون مبادراتِ جديدةِ للمُحَاولة بإقناع المليشيات الشعبية وقوّات الأمن المحليّةِ لدَعم العمليةِ الجديدةِ، وبدون عفو، والدفع، أَو خطة إدراجِ لإعْطاء المليشيات الشعبية وقوات "التمرّد" المحليّة رزمة من الحوافزِ.الموضوع الحرج الأخر للأخبارِ السيئةِ بأن المشكلة تَتجاوزُ كلا من التمرّد والقتال الطائفي الآن. والصراع الداخلي السياسي الشيعي يُصبحُ مصدر للعنفِ أيضاً، خصوصاً بين مليشيات المهدي التابعة للتيار الصدري ومنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. ومن غير الواضحُ كَم هو حجم سوء هذه الفئويةِ الشيعيّةِ حقاً، وكلتا الفئات قَد تَتجمعُ ضدّ أيّ جُهد أمريكي أَو حكومي عراقي للسَيطَرة عليهم أَو نَزع سلاحهم. فالصراع على السلطة في الداخل الشيعي انَتشر أبعد بِكَثير مِن البصرة والجنوب، على أية حال، فقَد تظهرُ على السطح مشكلة جديدة رئيسية في الصفحة الثانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصدرت في August 12, 2006 7:36:00 AM
*مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية csis. الأول من اب 2006
هناك تعليق واحد:
كل عام وأنت بخير أخي الكريم..
شكراً على التهنئة بالعيد أعاده الله على جميع المسلمين والعراقيين وهم بخير ومحبة وأمان..
إرسال تعليق