*أنتوني كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
مازال مستوى نجاح الولايات المتحدة وحلفائها في انجاز تطوير القوات العراقي مشكوك به.لكن اعطت الحالة العراقية دروساً مهمة يحتاجها صناع السياسة والمخططين العسكريين في العمليات المستقبلية لصنع السلام،وبناء الوطن،والاستقرار.تلك الدروس المتعلقة بتطوير العمليات المحلية الفعالة تمثل وجه حساس من أوجه العمليات العسكرية وهي بحاجة إلى معالجة أيضا.
ان التخطيط الى الحرب يعني التخطيط الى عمليات الاستقرار وبناء الوطن.
ليس هناك درسا أهم من درس جهود تطويرالقوات العراقية-وهذا ينطبق على مناطق ستراتيجية عدة، وعلى التقنيات،والتخطيط والعمليات-ومن ثم تأتي الحاجة الى قياس دقيق للطبيعة الكاملة للموقف الاستراتيجي برمته في خوض الحرب،ومن ثم التصرف بحزم وبشمولية في كل بعد من أبعاد الحرب الضرورية لتحقيق النصر.
إن أي مبدأ إستراتيجي يركز بشكل أساسي على البعد العسكري للحرب،وبشكل خاص على مصطلحات قتالية حربية تقليدية هو مبدأ يخرج عن المنطق الى درجة يصبح فيه سبباً من أسباب الهزيمة التلقائية.خلفت الأخطاء الاستخبارية كماً كبيراً من التداعيات في حالات تقيم أسلحة الدمار الشامل العراقية.إن حالات الفشل تلك تبدوا أنها لاشيء مقارنة مع فشل سياسة الولايات المتحدة والمخططين العسكريين من اجل تقييم الموقف بشكل صحيح وبشكل عام في العراق قبل الخوض في الحرب،وكذا خطر "التمرد"في حال قيام الولايات المتحدة بعمل خليط فعال من بناء الوطن ومن عمليات أحلال الاستقرار. أن هذا الفشل لا يمكن أن تتحمله المجموعة الاستخبارية فحسب.
إذ أن القيام بالتقييم الاستراتيجي الصحيح في خوض الحرب هي مسؤولية ذات مستوى سياسي.وفي حالة العراق،فأنها مسؤولية الرئيس،نائب الرئيس،مستشار الأمن الوطني،وزير الخارجية،وزير الدفاع،وكبار المسؤوليين.
الجميع يتحمل المسؤولية في جمع صناع السياسة،والمخططين العسكريين وخبراء المخابرات،وخبراء المسح،من اجل تقديم صورة صحيحة عن العراق وكذا عن عواقب الحرب الممكن حدوثها.وكل واحد من هؤلاء قد فشل في ممارسة المسؤولية.إن القياديين من صناع السياسية الوطنية اختاروا التصرف بنظرة إيديولوجية عالية وتم تحديد الإبعاد عن العراق.وقد تم التخطيط لها على اساس تعريف نجاح المتفائلين للغاية،ولكن لم يتم تعريف أبعاد خطر الفشل..
ليس بالإمكان عذر صانع السياسة مدني أو ضابط عسكري رفيع المستوى لتركيزه على القتال في الحرب وتجاهل البعد السياسي لها.خصوصاً عندما لا تؤثر الحرب على بقاء كيان الوطن وعندما تكون اختيارية.إن هزيمة العدو تعتبر دائماً وسيلة للوصول الى غاية.وهي لها معنى إن أمكن ترجمتها إلى نجاحات سياسية دائمة ونتيجة استراتيجية كبيرة.
إن الرئيس،مجلس الأمن الوطني،وزير الخارجية،وزير الدفاع،رئيس الموظفين،وصناع السياسة الكبار والضباط العسكريين فشلوا في تحمل المسؤولية وعلى المستوى الأساسي.
لم يكن هناك خطة للإعداد لعمليات إحلال الاستقرار.لم يرد صناع السياسة الكبار الدخول في عملية اعمار البلاد واختاروا الاعتقاد أن ازاحة صدام حسين من السلطة من الممكن أن تجعل الحكومة العراقية تعمل بشكل سليم ومن دون ضرر..
لقد تم عمل الخطط على أساس أن المجاميع الرئيسية لقوات الجيش العراقي التي من الممكن ان تقف بجانب قوات التحالف،وأن تبقى في حالة مستسلمة،أو تقوم بعمل مقاومة بسيطة.لم تبذل جهود حقيقية للتأكد من استمرار الحكومة أو استمرار الاستقرار والأمن في المدن العراقية الرئيسية وفي القرى والارياف.
لقد تم تجاهل عقوداً من التوترات العرقية والمذهبية الحادة.وتجاهلوا أيضا أعمال صدام حسين التي شلت التطور الاقتصادي منذ السنين المبكرة من الحرب العراقية-الإيرانية عندما كان عدد نفوس العراق لا يتعدى الـ 17- 18مليون نسمة.كان من المفترض أن يكون العراق بلداً غنياً بالنفط واقتصاده كان من الممكن أن يتعافى سريعاً لو لم يتم إحراق حقول النفط،وحول نفسه إلى تركيبة رأسمالية حديثة في العملية.
أن قادة أمريكا رفيعي المستوى من العسكريين قد زادوا الطين بلة بالتخطيط لهزيمة تقليدية يلحقونها بالعدو ومن ثم خروج مبكر من العراق،من خلال القيام بجهود مقصودة لتحاشي المرحلة الرابعة وتحاشي عمليات الأعمار...
أن حقيقة القيام بذلك من اجل تقليل الضغط على وضع قوات الولايات المتحدة،وكذا من أجل تقليل "خسارة"قوات الولايات المتحدة من خلال القيام بمهام ذات "أولوية محدودة"لعب دوراً أساسياً في خلق ظروف ينمو فيها "التمرد"ويزدهر.
من الممكن أن قسم الاستخبارات وقسم خبراء المنطقة العسكرية والمدنية لم يقوموا بتقديم توقع دقيق عن طبيعة "التمرد"الذي من الممكن أن يلي الحرب.إن التحليلات التي كانت تُقدم لم تكن نبوءة.رغم ذلك،لقد قدمت تحذيرات عديدة بان هنالك خطر من أن عراقي المنفى والمهجر كانوا غالباً ما يفشلون في تقديم صورة دقيقة أو موزونة عن الحقيقة،وان اعمار البلاد سوف يكون ضرورياً وصعباً جداً في آن واحد.أختار صناع القرار في البلاد تجاهل وإحباط مثل تلك التحذيرات باعتبارها"سلبية" و"مبالغ فيها"،ومضوا في التخطيط للنجاح.رغم أنهم شاهدوا فعلاً التفكك في يوغسلافيا والمشاكل الاثنية والعرقية في أفغانستان.
التخطيط للفشل وليس فقط للنجاح
يقدم العراق درساً مكرراً عن الدرس الذي تعلمه الجيش الأمريكي عند أول اشتباكات له مع سكان أمريكا الأصليين والهزائم الدراماتيكية التي مني بها في المعارك الرئيسة مع هؤلاء الأمريكان أصحاب الأرض.ومن اجل النجاح،على الولايات المتحدة التخطيط للفشل كما تخطط للنجاح.عليها أن تشاهد التطورات أو التصعيد في التمرد وان تعتبره خطر حقيقي في أي طارئ حيث يكون ممكناً،وان تتخذ خطوات مستمرة ووقائية من اجل منعه أو تحديده.
ليس هناك شكلا أساسياً في التخطيط للحرب وليس هناك وزارة دفاع،ووزارة الخدمات،أو مسئول سياسة مدنية رفيع المستوى،أو مسئول القادة،أو قائد موحد ومحدد من الممكن أن يعفى من منصبه بسبب الفشل في التخطيط والتصرف في تلك المنطقة.
تبدأ المسئولية مباشرة من القمة،أما الفشل فيصبح باهت حتى يصل الى حد ليس له معنى من خلال المقارنة،إن الحقيقة،انه من الممكن دائما تفسير الفشل على أنه غير مرتبط في هذا المستوى من صناعة السياسة والقيادة،وأنه ليس من الممكن أبداً ان يتم أعطاء العذر له.
هنالك أيضا ما هو أكثر في العراق إذ أن صناع القرار ذوي المستوى الرفيع فشلوا في التعرف وفي إقرار مستوى المشكلة عند تطورها.إن فشلهم كان في الكم الكبير من الفشل في ردود الفعل في التخطيط للاحتمالية والتوقع،والفشل في التقييم بشكل صحيح وعمل ردة فعل للأحداث التي تحصل وهي اقل ما يمكن أن تجد عذراً له.لم يكن هناك من أسرار في مدى فشل الحكومة العراقية وقوات الأمن خلال ايام سقوط نظام صدام.كان رد الفعل بطيئاً،وغير مناسباً،وقد كان مشوبا بعدم معرفة خطورة المشكلة.
لم يتحسن الموقف حتى بعد مرور أكثر من عام على سقوط نظام صدام،وعلى الأقل ستة أشهر بعد أن أصبح واضحاً بان تمردا خطيرا كان في حالة التطور.لم تردد المصادر الرئيسة الى ضرورة إنشاء قوات عراقية فعالة حتى عام 2004.
إن جهود الولايات المتحدة في المساعدة تصرفت ولقرابة عام ونصف على ان"التمرد"كان فعلاً مجموعة صغيرة من المتطرفين أو الإرهابيين.وحتى في أواخر عام 2005،فان صناع القرار المدنيين في الولايات المتحدة انقسموا بأجزاء على علم دلالة الألفاظ من اجل المحاولة لتحاشي ذكر كلمة "تمرد"وقد فشلوا في أدراك أن العديد من العراقيين السنة العرب يرون في مثل هذا "التمرد"بان له أسباب منطقية،واختاروا تجاهل الموضوع وبشكل علني وكبير مخاطر الصراع المدني والمشاكل المتطورة في القوات الشيعية والتركيبات السياسية.
لقد تجاهلت الولايات المتحدة مخاطر وحقائق حرب فيتنام.إن القوات الأوربية قد أنكرت وبشكل أساسي الحقائق التي أجبرتهم على إنهاء دورهم الاستعماري.تجاهلت إسرائيل المخاطر والحقائق في ضرب عمق لبنان وحاولت البحث عن انشاء دولة متحالفة ذات سيطرة مسيحية.تجاهلت روسيا المخاطر والحقائق في الشيشان رغم الدروس القاسية التي تلقتها في تجاهل الخطر والحقائق في أفغانستان.
إن الفشل في تعلم الحاجة من اجل تشخيص حقيقي للبلد والمنطقة حيث من الممكن وجود التمرد-أو الذي يعمل معه-يبدو بأنه توجد دروس ثابتة عن السبب الذي يدعوا الدول الذهاب إلى الحرب والمضي بها.إن الفشل في تخطيط المخاطر والفشل والنجاح على حد سواء له دلالته أيضاً.إن الموضوعية القاسية هي من أرخص الحلول لمنع وتحديد "التمرد"،والتخطيط ونشر المستوى الكامل من عمليات الاستقرار وبناء الوطن وهي إجراء وقائي عندما تكون الرهانات عالية المخاطر ذات دلالات واضحة.
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
مازال مستوى نجاح الولايات المتحدة وحلفائها في انجاز تطوير القوات العراقي مشكوك به.لكن اعطت الحالة العراقية دروساً مهمة يحتاجها صناع السياسة والمخططين العسكريين في العمليات المستقبلية لصنع السلام،وبناء الوطن،والاستقرار.تلك الدروس المتعلقة بتطوير العمليات المحلية الفعالة تمثل وجه حساس من أوجه العمليات العسكرية وهي بحاجة إلى معالجة أيضا.
ان التخطيط الى الحرب يعني التخطيط الى عمليات الاستقرار وبناء الوطن.
ليس هناك درسا أهم من درس جهود تطويرالقوات العراقية-وهذا ينطبق على مناطق ستراتيجية عدة، وعلى التقنيات،والتخطيط والعمليات-ومن ثم تأتي الحاجة الى قياس دقيق للطبيعة الكاملة للموقف الاستراتيجي برمته في خوض الحرب،ومن ثم التصرف بحزم وبشمولية في كل بعد من أبعاد الحرب الضرورية لتحقيق النصر.
إن أي مبدأ إستراتيجي يركز بشكل أساسي على البعد العسكري للحرب،وبشكل خاص على مصطلحات قتالية حربية تقليدية هو مبدأ يخرج عن المنطق الى درجة يصبح فيه سبباً من أسباب الهزيمة التلقائية.خلفت الأخطاء الاستخبارية كماً كبيراً من التداعيات في حالات تقيم أسلحة الدمار الشامل العراقية.إن حالات الفشل تلك تبدوا أنها لاشيء مقارنة مع فشل سياسة الولايات المتحدة والمخططين العسكريين من اجل تقييم الموقف بشكل صحيح وبشكل عام في العراق قبل الخوض في الحرب،وكذا خطر "التمرد"في حال قيام الولايات المتحدة بعمل خليط فعال من بناء الوطن ومن عمليات أحلال الاستقرار. أن هذا الفشل لا يمكن أن تتحمله المجموعة الاستخبارية فحسب.
إذ أن القيام بالتقييم الاستراتيجي الصحيح في خوض الحرب هي مسؤولية ذات مستوى سياسي.وفي حالة العراق،فأنها مسؤولية الرئيس،نائب الرئيس،مستشار الأمن الوطني،وزير الخارجية،وزير الدفاع،وكبار المسؤوليين.
الجميع يتحمل المسؤولية في جمع صناع السياسة،والمخططين العسكريين وخبراء المخابرات،وخبراء المسح،من اجل تقديم صورة صحيحة عن العراق وكذا عن عواقب الحرب الممكن حدوثها.وكل واحد من هؤلاء قد فشل في ممارسة المسؤولية.إن القياديين من صناع السياسية الوطنية اختاروا التصرف بنظرة إيديولوجية عالية وتم تحديد الإبعاد عن العراق.وقد تم التخطيط لها على اساس تعريف نجاح المتفائلين للغاية،ولكن لم يتم تعريف أبعاد خطر الفشل..
ليس بالإمكان عذر صانع السياسة مدني أو ضابط عسكري رفيع المستوى لتركيزه على القتال في الحرب وتجاهل البعد السياسي لها.خصوصاً عندما لا تؤثر الحرب على بقاء كيان الوطن وعندما تكون اختيارية.إن هزيمة العدو تعتبر دائماً وسيلة للوصول الى غاية.وهي لها معنى إن أمكن ترجمتها إلى نجاحات سياسية دائمة ونتيجة استراتيجية كبيرة.
إن الرئيس،مجلس الأمن الوطني،وزير الخارجية،وزير الدفاع،رئيس الموظفين،وصناع السياسة الكبار والضباط العسكريين فشلوا في تحمل المسؤولية وعلى المستوى الأساسي.
لم يكن هناك خطة للإعداد لعمليات إحلال الاستقرار.لم يرد صناع السياسة الكبار الدخول في عملية اعمار البلاد واختاروا الاعتقاد أن ازاحة صدام حسين من السلطة من الممكن أن تجعل الحكومة العراقية تعمل بشكل سليم ومن دون ضرر..
لقد تم عمل الخطط على أساس أن المجاميع الرئيسية لقوات الجيش العراقي التي من الممكن ان تقف بجانب قوات التحالف،وأن تبقى في حالة مستسلمة،أو تقوم بعمل مقاومة بسيطة.لم تبذل جهود حقيقية للتأكد من استمرار الحكومة أو استمرار الاستقرار والأمن في المدن العراقية الرئيسية وفي القرى والارياف.
لقد تم تجاهل عقوداً من التوترات العرقية والمذهبية الحادة.وتجاهلوا أيضا أعمال صدام حسين التي شلت التطور الاقتصادي منذ السنين المبكرة من الحرب العراقية-الإيرانية عندما كان عدد نفوس العراق لا يتعدى الـ 17- 18مليون نسمة.كان من المفترض أن يكون العراق بلداً غنياً بالنفط واقتصاده كان من الممكن أن يتعافى سريعاً لو لم يتم إحراق حقول النفط،وحول نفسه إلى تركيبة رأسمالية حديثة في العملية.
أن قادة أمريكا رفيعي المستوى من العسكريين قد زادوا الطين بلة بالتخطيط لهزيمة تقليدية يلحقونها بالعدو ومن ثم خروج مبكر من العراق،من خلال القيام بجهود مقصودة لتحاشي المرحلة الرابعة وتحاشي عمليات الأعمار...
أن حقيقة القيام بذلك من اجل تقليل الضغط على وضع قوات الولايات المتحدة،وكذا من أجل تقليل "خسارة"قوات الولايات المتحدة من خلال القيام بمهام ذات "أولوية محدودة"لعب دوراً أساسياً في خلق ظروف ينمو فيها "التمرد"ويزدهر.
من الممكن أن قسم الاستخبارات وقسم خبراء المنطقة العسكرية والمدنية لم يقوموا بتقديم توقع دقيق عن طبيعة "التمرد"الذي من الممكن أن يلي الحرب.إن التحليلات التي كانت تُقدم لم تكن نبوءة.رغم ذلك،لقد قدمت تحذيرات عديدة بان هنالك خطر من أن عراقي المنفى والمهجر كانوا غالباً ما يفشلون في تقديم صورة دقيقة أو موزونة عن الحقيقة،وان اعمار البلاد سوف يكون ضرورياً وصعباً جداً في آن واحد.أختار صناع القرار في البلاد تجاهل وإحباط مثل تلك التحذيرات باعتبارها"سلبية" و"مبالغ فيها"،ومضوا في التخطيط للنجاح.رغم أنهم شاهدوا فعلاً التفكك في يوغسلافيا والمشاكل الاثنية والعرقية في أفغانستان.
التخطيط للفشل وليس فقط للنجاح
يقدم العراق درساً مكرراً عن الدرس الذي تعلمه الجيش الأمريكي عند أول اشتباكات له مع سكان أمريكا الأصليين والهزائم الدراماتيكية التي مني بها في المعارك الرئيسة مع هؤلاء الأمريكان أصحاب الأرض.ومن اجل النجاح،على الولايات المتحدة التخطيط للفشل كما تخطط للنجاح.عليها أن تشاهد التطورات أو التصعيد في التمرد وان تعتبره خطر حقيقي في أي طارئ حيث يكون ممكناً،وان تتخذ خطوات مستمرة ووقائية من اجل منعه أو تحديده.
ليس هناك شكلا أساسياً في التخطيط للحرب وليس هناك وزارة دفاع،ووزارة الخدمات،أو مسئول سياسة مدنية رفيع المستوى،أو مسئول القادة،أو قائد موحد ومحدد من الممكن أن يعفى من منصبه بسبب الفشل في التخطيط والتصرف في تلك المنطقة.
تبدأ المسئولية مباشرة من القمة،أما الفشل فيصبح باهت حتى يصل الى حد ليس له معنى من خلال المقارنة،إن الحقيقة،انه من الممكن دائما تفسير الفشل على أنه غير مرتبط في هذا المستوى من صناعة السياسة والقيادة،وأنه ليس من الممكن أبداً ان يتم أعطاء العذر له.
هنالك أيضا ما هو أكثر في العراق إذ أن صناع القرار ذوي المستوى الرفيع فشلوا في التعرف وفي إقرار مستوى المشكلة عند تطورها.إن فشلهم كان في الكم الكبير من الفشل في ردود الفعل في التخطيط للاحتمالية والتوقع،والفشل في التقييم بشكل صحيح وعمل ردة فعل للأحداث التي تحصل وهي اقل ما يمكن أن تجد عذراً له.لم يكن هناك من أسرار في مدى فشل الحكومة العراقية وقوات الأمن خلال ايام سقوط نظام صدام.كان رد الفعل بطيئاً،وغير مناسباً،وقد كان مشوبا بعدم معرفة خطورة المشكلة.
لم يتحسن الموقف حتى بعد مرور أكثر من عام على سقوط نظام صدام،وعلى الأقل ستة أشهر بعد أن أصبح واضحاً بان تمردا خطيرا كان في حالة التطور.لم تردد المصادر الرئيسة الى ضرورة إنشاء قوات عراقية فعالة حتى عام 2004.
إن جهود الولايات المتحدة في المساعدة تصرفت ولقرابة عام ونصف على ان"التمرد"كان فعلاً مجموعة صغيرة من المتطرفين أو الإرهابيين.وحتى في أواخر عام 2005،فان صناع القرار المدنيين في الولايات المتحدة انقسموا بأجزاء على علم دلالة الألفاظ من اجل المحاولة لتحاشي ذكر كلمة "تمرد"وقد فشلوا في أدراك أن العديد من العراقيين السنة العرب يرون في مثل هذا "التمرد"بان له أسباب منطقية،واختاروا تجاهل الموضوع وبشكل علني وكبير مخاطر الصراع المدني والمشاكل المتطورة في القوات الشيعية والتركيبات السياسية.
لقد تجاهلت الولايات المتحدة مخاطر وحقائق حرب فيتنام.إن القوات الأوربية قد أنكرت وبشكل أساسي الحقائق التي أجبرتهم على إنهاء دورهم الاستعماري.تجاهلت إسرائيل المخاطر والحقائق في ضرب عمق لبنان وحاولت البحث عن انشاء دولة متحالفة ذات سيطرة مسيحية.تجاهلت روسيا المخاطر والحقائق في الشيشان رغم الدروس القاسية التي تلقتها في تجاهل الخطر والحقائق في أفغانستان.
إن الفشل في تعلم الحاجة من اجل تشخيص حقيقي للبلد والمنطقة حيث من الممكن وجود التمرد-أو الذي يعمل معه-يبدو بأنه توجد دروس ثابتة عن السبب الذي يدعوا الدول الذهاب إلى الحرب والمضي بها.إن الفشل في تخطيط المخاطر والفشل والنجاح على حد سواء له دلالته أيضاً.إن الموضوعية القاسية هي من أرخص الحلول لمنع وتحديد "التمرد"،والتخطيط ونشر المستوى الكامل من عمليات الاستقرار وبناء الوطن وهي إجراء وقائي عندما تكون الرهانات عالية المخاطر ذات دلالات واضحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (Iraq War and Lessons for Developing Local Forces)
نشرت في 4 كانون الثاني 2006 Center for Strategic and International Studies)
نشرت في 4 كانون الثاني 2006 Center for Strategic and International Studies)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق