الخارجية الأمريكية أقلّ خيارات العراق السيئة
مذكّرة عمل
*مايكل أوهانلون وإدوارد يوسف
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
إعادة- خيار البوسنة لتحديد الحرب الأهلية في العراق
في ضوء الحالة الصعبة والمتدهورة في العراق، نحتاج للنظر في الخيارات الجديدة في حالة ما إذا كانت الجهود الحالية لا تستطيع إدارة وضع الأمن الحالي قريبا،والتيارات السياسية والإقتصادية هناك. إن خيار البوسنة لبؤر العراق على إعادة الإصطفاف المسيطرة عليها لمجموعات السكان لكي تقلّل العنف العمومي وتحدد المرحلة لتسوية سياسية مستقرّة- الذي قد تعيّن "تقسيم ناعم" للبلاد (لكن بإحتفاظ تركيب كونفدرالي، يسوي بالتوزيع المتكافئ للإيراد النفطي على قاعدة لكل فرد بين كلّ المجموعات). تراجع هذه المذكرة الظروف الحالية سريعا وبعد ذلك تلخّص خيار البوسنة للعراق.
الوضع الحالي
إنّ المهمّة في العراق تفشل. خطة أمن بغداد في الصيف الماضي، التي نظرنا اليها في ذلك الوقت كنفس أخير لإنقاذ الوضع،لم تُخفّض العنف. إنّ العملية السياسية راكدة عمليا مع حكومة المالكي التي تجذب القليل من الدعم العربي السني، زعماء شيعة عاجزين أو غير راغبين في السيطرة على جيوشهم الشعبية (المليشيات)، وليس هناك تقدّم حول الخلافات الدستورية الرئيسية على مصادر النفط والأمور الحاسمة الأخرى والتي يفترض بأنهم كانوا فد حلوها حتى الآن. يظهر الإقتصاد العراقي بعض البقع اللامعة لكن، إجمالا، كفاءة البنى التحتية ليست أفضل من عهد صدام، يبقى مستوى البطالة عالي والإستثمار في القطاع خاصّ واطئ، وإستنزاف عقول الطبقة الراقية المتوسّطة يعجّل بالعراقيون بوسائل الهروب من الذي يرونه من فشل الدولة.
إذا الوضع لم يستقرّ قريبا، فالزخم السياسي للإستسلام يمكن أن يصبح لا يقاوم. على أية حال، أولئك الذين يحثّون على الإنسحاب المندفع يقلّل أخطار حرباً أهلية مدمّرة التي يمكن أن تعكّر المنطقة بشكل أوسع، ويسمح للقاعدة لتحقيق الإنتصار والتبشير بعرض عالمي عن الفشل الأمريكي. مهما كانت أخطائنا، فنحن كنّا بوضع أفضل على الهدف الرئيسي: نحن يجب أن نعمل مع حلفائنا العراقيين لخلق الإستقرار، دولة متماسكة لا تهاجم جيرانها، تذبح أقلّياتها، "يتآمر مع القاعدة أو يطوّر أسلحة الدمار الشامل". لكن في الوقت الحاضر نحن ليس لنا خطة موثوقة للإنجاز حتى هذه الأهداف البسيطة نسبيا (ناهيك عن الهدف النهائي لإيجاد ديمقراطية متعددة الأعراق). العمل بعدّة وسائل جديدة، تتضمن برنامج شامل لإيجاد فرص العمل وخطة إعادة تأهيل البعثيين السابقين ذوي المستوى الواطئ والمتوسط، يمكن أن تساعد في إستقرار الوضع. على أية حال، الوسائل الجديدة من المحتمل لن تكون كافية.
خيار البوسنة
للمفارقة،إنفجار العنف الطائفي وبداية التطهير العرقي كنمط دول البلقان في معظم العراق قد يقترح وسيلة نحو الإستقرار. إذا الحكومة العراقية، مع المساعدة الأمريكية، تساعد العراقيين بالأنتقال إلى أجزاء البلاد حيث يشعرون بأنهم أكثر أمانا، فالعنف يمكن أن يُخمد والأساس يكمن بوضع حلّ سياسي. والنموذج الذي يمكن أن يعمل في العراق يأتي من البوسنة وجيرانها.
الحرب في البوسنة أنتهت بعد أن مات بحدود 200,000 مدني فحسب ونصف سكان البلاد كان أمّا طردوا أو هربوا من بيوتهم، وترك البلاد خليط من القطع المتجانسة عرقيا. السلاح الجوي لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، عزّز فريق الأمم المتّحدة والنجاحات العسكرية للجيوش الإسلامية والكرواتية الذين كانوا عناصر حاسمة تؤدّي إلى إتفاقية دايتون 1995. لكن دايتون لم تكن قد تفاوضت حول ما كان حدث من إنتقال عرقي، إيجاد أراضي معرّفة ويمكن الدفاع عنها في الغالب. كما إن الأمم المتّحدة صرّحت في "تقرير سريبرينيكا" المؤثر،"ليس هناك شكّ بأنّ السيطرة على سريبرينيكا وزيبا من قبل الصرب جعلا الأمر أكثر سهولة على البوسنيين والصرب للموافقة على القاعدة الإقليمية لتسوية السلام". فقط بعد التعزيز العرقي الكبير، هل كان من المحتمل التفاوض وبعد ذلك تطبيق مقايضات الأرض بين الصرب والكروات والمسلمين، لإيجاد الخريطة التي بعد عشر سنين ما زالت بنفس المكان بينما البلاد تبقى، على أية حال بحزن، وبسلام.
إن في تفكيك العراق، يجب أن يبقى هدفنا بنفس الطريقة لإيجاد مناطق ثانوية ممكن الدفاع عنها عسكريا. والذي سيوقف العنف، وبمرور الوقت،دولة موحدة يمكن أن تبقي- لتتقاسم الإيراد النفطي، إدارة السياسة الخارجية، المحافظة على المؤسسات الوطنية، ويعطي الأمل لعراق أكثر تماسكا في المستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مايكل أوهانلون زميل متقدّم في مؤسسة بروكنجز، مؤلف مشارك قوّة صعبة: السياسة الجديدة للأمن القومي والمؤلف الكبير لدليل عراق بروكنجز. إدوارد يوسف خدم لأكثر من عقد في دول البلقان بالجيش الأمريكي/ منظمة حلف شمال الأطلسي، الأمم المتّحدة ومجموعة الأزمة الدولية. هو الآن باحث زائر وأستاذ محاضر في مدرسة جونس هوبكنز للدراسات الدولية المتقدّمة.
نشرت في February 17, 2007 5:44:36 AM
*مايكل أوهانلون وإدوارد يوسف
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
إعادة- خيار البوسنة لتحديد الحرب الأهلية في العراق
في ضوء الحالة الصعبة والمتدهورة في العراق، نحتاج للنظر في الخيارات الجديدة في حالة ما إذا كانت الجهود الحالية لا تستطيع إدارة وضع الأمن الحالي قريبا،والتيارات السياسية والإقتصادية هناك. إن خيار البوسنة لبؤر العراق على إعادة الإصطفاف المسيطرة عليها لمجموعات السكان لكي تقلّل العنف العمومي وتحدد المرحلة لتسوية سياسية مستقرّة- الذي قد تعيّن "تقسيم ناعم" للبلاد (لكن بإحتفاظ تركيب كونفدرالي، يسوي بالتوزيع المتكافئ للإيراد النفطي على قاعدة لكل فرد بين كلّ المجموعات). تراجع هذه المذكرة الظروف الحالية سريعا وبعد ذلك تلخّص خيار البوسنة للعراق.
الوضع الحالي
إنّ المهمّة في العراق تفشل. خطة أمن بغداد في الصيف الماضي، التي نظرنا اليها في ذلك الوقت كنفس أخير لإنقاذ الوضع،لم تُخفّض العنف. إنّ العملية السياسية راكدة عمليا مع حكومة المالكي التي تجذب القليل من الدعم العربي السني، زعماء شيعة عاجزين أو غير راغبين في السيطرة على جيوشهم الشعبية (المليشيات)، وليس هناك تقدّم حول الخلافات الدستورية الرئيسية على مصادر النفط والأمور الحاسمة الأخرى والتي يفترض بأنهم كانوا فد حلوها حتى الآن. يظهر الإقتصاد العراقي بعض البقع اللامعة لكن، إجمالا، كفاءة البنى التحتية ليست أفضل من عهد صدام، يبقى مستوى البطالة عالي والإستثمار في القطاع خاصّ واطئ، وإستنزاف عقول الطبقة الراقية المتوسّطة يعجّل بالعراقيون بوسائل الهروب من الذي يرونه من فشل الدولة.
إذا الوضع لم يستقرّ قريبا، فالزخم السياسي للإستسلام يمكن أن يصبح لا يقاوم. على أية حال، أولئك الذين يحثّون على الإنسحاب المندفع يقلّل أخطار حرباً أهلية مدمّرة التي يمكن أن تعكّر المنطقة بشكل أوسع، ويسمح للقاعدة لتحقيق الإنتصار والتبشير بعرض عالمي عن الفشل الأمريكي. مهما كانت أخطائنا، فنحن كنّا بوضع أفضل على الهدف الرئيسي: نحن يجب أن نعمل مع حلفائنا العراقيين لخلق الإستقرار، دولة متماسكة لا تهاجم جيرانها، تذبح أقلّياتها، "يتآمر مع القاعدة أو يطوّر أسلحة الدمار الشامل". لكن في الوقت الحاضر نحن ليس لنا خطة موثوقة للإنجاز حتى هذه الأهداف البسيطة نسبيا (ناهيك عن الهدف النهائي لإيجاد ديمقراطية متعددة الأعراق). العمل بعدّة وسائل جديدة، تتضمن برنامج شامل لإيجاد فرص العمل وخطة إعادة تأهيل البعثيين السابقين ذوي المستوى الواطئ والمتوسط، يمكن أن تساعد في إستقرار الوضع. على أية حال، الوسائل الجديدة من المحتمل لن تكون كافية.
خيار البوسنة
للمفارقة،إنفجار العنف الطائفي وبداية التطهير العرقي كنمط دول البلقان في معظم العراق قد يقترح وسيلة نحو الإستقرار. إذا الحكومة العراقية، مع المساعدة الأمريكية، تساعد العراقيين بالأنتقال إلى أجزاء البلاد حيث يشعرون بأنهم أكثر أمانا، فالعنف يمكن أن يُخمد والأساس يكمن بوضع حلّ سياسي. والنموذج الذي يمكن أن يعمل في العراق يأتي من البوسنة وجيرانها.
الحرب في البوسنة أنتهت بعد أن مات بحدود 200,000 مدني فحسب ونصف سكان البلاد كان أمّا طردوا أو هربوا من بيوتهم، وترك البلاد خليط من القطع المتجانسة عرقيا. السلاح الجوي لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، عزّز فريق الأمم المتّحدة والنجاحات العسكرية للجيوش الإسلامية والكرواتية الذين كانوا عناصر حاسمة تؤدّي إلى إتفاقية دايتون 1995. لكن دايتون لم تكن قد تفاوضت حول ما كان حدث من إنتقال عرقي، إيجاد أراضي معرّفة ويمكن الدفاع عنها في الغالب. كما إن الأمم المتّحدة صرّحت في "تقرير سريبرينيكا" المؤثر،"ليس هناك شكّ بأنّ السيطرة على سريبرينيكا وزيبا من قبل الصرب جعلا الأمر أكثر سهولة على البوسنيين والصرب للموافقة على القاعدة الإقليمية لتسوية السلام". فقط بعد التعزيز العرقي الكبير، هل كان من المحتمل التفاوض وبعد ذلك تطبيق مقايضات الأرض بين الصرب والكروات والمسلمين، لإيجاد الخريطة التي بعد عشر سنين ما زالت بنفس المكان بينما البلاد تبقى، على أية حال بحزن، وبسلام.
إن في تفكيك العراق، يجب أن يبقى هدفنا بنفس الطريقة لإيجاد مناطق ثانوية ممكن الدفاع عنها عسكريا. والذي سيوقف العنف، وبمرور الوقت،دولة موحدة يمكن أن تبقي- لتتقاسم الإيراد النفطي، إدارة السياسة الخارجية، المحافظة على المؤسسات الوطنية، ويعطي الأمل لعراق أكثر تماسكا في المستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مايكل أوهانلون زميل متقدّم في مؤسسة بروكنجز، مؤلف مشارك قوّة صعبة: السياسة الجديدة للأمن القومي والمؤلف الكبير لدليل عراق بروكنجز. إدوارد يوسف خدم لأكثر من عقد في دول البلقان بالجيش الأمريكي/ منظمة حلف شمال الأطلسي، الأمم المتّحدة ومجموعة الأزمة الدولية. هو الآن باحث زائر وأستاذ محاضر في مدرسة جونس هوبكنز للدراسات الدولية المتقدّمة.
نشرت في February 17, 2007 5:44:36 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق