جيفري وايت*
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
ملخص لمقدمة تقرير موسع وبتفصيل أكثر موجود على صفحات موقع معهد واشنطن.
بعد سنتين من بداية الحرب على العراق، يبقى هنالك الكثير من الريبة ومن التشويش فيما يخص حالة وتوجه التمرد. من الواضح إن الحقائق بعيدة عن التطورات وينقصها الكثير عن معرفة الحقيقة داخل العراق. على سبيل المثال، لقد تم تركيز الكثير من الأهتمام العام على عدد المتمردين المتبقين، وبأرقام متفاوتة بقدر التفاوت بين 3,500 و 200,000 حيث وردت تلك الارقام على آلسن مسؤولين أمريكين وعراقيين والذين كان بإمكانهم العمل على معالجة منهجية أكبر.
التحدي في التقييم
إن الدقة في اللغة مرتبطة بشكل وثيق بالدقة في الافكار والأتفاق على التعريفات والاجراءات. إن ذلك يعد مهماً في عمل التقييم الأيجابي للتمرد.لا يمكن ان يكون مثل هذا التقييم مؤثرا إن تم استخدام لغة مستلهمة سياسياً أو عاطفياً (فمثالاً على ذلك، تسمية جميع المتمردين بالقوى المناوئة للعراق).لا إذا تم تحديد الافكار بشكل واضح ومفهوم، حيث إن حواراً مثمراً عن المتمرد أصبح صعباً ان لم يكن مستحيلاً.
هنالك متطلب فكري واحد وهي تحديد إن كان العنف في العراق يجب اعتباره مقاومة ام تمرد ام إرهاب أو مجموعة من تلك الثلاث. لقد تم تعريف المقاومة: "بالمعارضة المسلحة ضد سلطة محتلة" وبالتأكيد فان أكثر ماحصل في العراق يندرج تحت هذه الفئة رغم حقيقة أن مصطلحات مثل "المقاومة" والاحتلال قد تم وضعها من قبل بعض العناصر في الحكومة الأمريكية. إن الفشل في تعريف المقاومة وحقيقتها في السابق وفي الوقت الحالي قد اعاق الجوانب السياسية والعسكرية للتحالف. لقد تم تعريف التمرد بـ "حركة منظمة تهدف الى اسقاط حكومة دستورية من خلال استخدامها التدمير والصراع المسلح".إن أول اثر للحكومة العراقية كان مجلس الحكم العراقي والذي أسس في تموز 2003ثم تصاعد العنف المناوئ للحكومة وللأئتلاف في صيف 2003مما أدى الى اندلاع جدل علني قصير الأمد بين سكرتير الدفاع ورئاسة القيادة المركزية للولايات المتحدة على خلفية إن كان يواجه قوة محتضرة للنظام السابق ام تمرد. وقد ظهر التمرد في حدود هذا الوقت من خلال هجمات ذات اسلوب إرهابي كلاسيكي والذي بدأ في شهر اب عام 2003. عُرف عن الإرهاب استخدامه العنف التهديدي والغير قانوني ضد المدنيين أو الأفراد غير المحاربين بمحاولة لفرض تحقيق أهداف ايديلوجية، دينية وسياسية للمجتمعات والحكومات. ويبدو بديهياً في العراق الحالي بأن ما يحدث هو "تمرد" تركيبي متكون من مقاومة المحتل، والتمرد ضد الحكومة العراقية المنبثقة، والارهاب ضد أفراد الشعب العراقي. عندما يستخدم مصطلح "المتمرد" في هذه الصحيفة، فأنه يشير الى جميع المظاهر الثلاث.
هنالك دول مختلفة عديدة للافراد المتورطين في التمرد، بدءاً من القيادة المركزية وحتى الدعم اللوجستي. وهكذا، عندما يتم تقييم حجم التمرد، يجب أن يتم تحديد، بشكل واضح، ماهية التمرد.ومن الممكن تعريف التمرد بشكل نافع على أنه شخص متورط باعمال عنف مستهدفاً "قوات التحالف"، والحكومة العراقية أو الشعب العراقي."متورط"، يعني المشاركة في هذه العملية والتي تؤدي الى أعمال عنف "ذات هدف" تعني، عمل ذو هدف موجه بينما "العمل" بحد ذاته يعني "نشاط محسوس" وليس فقط افكار ومشاعر تعبر عن تعاطفاً مع التمرد. وبالضبط، كون ان هنالك العديد من الادوار يلعبها المتمردون، وهنالك مستويات عديدة والتي من الممكن لهم ممارستها، بدءاً من عمل لمرة واحدة الى مقاتل متمرس.عندما يتم مناقشة التمرد، فأنه يحتاج الى معالجة تلك المستويات بشكل جلي، هنالك مشكلة اخرى وهي الدمج المستمر بين الظاهرتين. التمرد ذو الاساس السني- والمعارضة المتسلسلة العنيفة لرجل الدين مقتدى الصدر والتي تمنع التقييم الدقيق لاي واحدة منها.
أبعاد "التمرد": إن التمرد ليس على خط واحد وهو ديناميكي، ومرن وغالباً ما يحتوي على مفاجأت. وعلى حقيقة هذا التعقيد، اطلقت النداءات من اجل التقيم المتعدد الابعاد، يسمح بعمل استحداث معلوماتي ديناميكي على مستويات عديدة شاملاً التالي:
التركيب: يتكون التمرد من عدة كينات: وتركيبها الكلي - سواء في المراتب، الشبكة، الخلية أو مجموعة من ذلك- يبقى غير واضحاً وعلى الصعيد نفسه، فان وجود الاجنحة العسكرية، والمجاميع السياسية المرتبطة معها والحيز النسبي من الدعم والانشطة العملياتية والعلاقة البنيوية بين العناصر الأقليمية والمحلية تعد جميعها مناطق رئيسية لعدم الاستقرار والريبة.
العمل والوظائف: يشمل ذلك العمليات الاجتماعية، الأقتصادية، السياسية والعسكرية "الانتاج" الارهاب- وكذا "الحفاظ" على الوظائف مثلاً الادارة، التطويع والتدريب. من الممكن قياس مبلغ المصادر شاملاً بذلك القدرة البشرية، التي يوظفها التمرد في الوظائف.
القوة العددية: إن الارقام المقترحة عن قدرة التمرد في انتاج العنف تشير بالاضافة الى دعمها الشعبي، الى قدرتها على التجنيد والقدرة النسبية لاجراءات ردع التمرد.إن تقديرات قوة التمرد يجب ان تبقى في تعريفات واضحة عن من هو المتمرد وعن تفهم للطبيعة الديناميكية "لعضوية" المتمرد.
الانشطة أو مستويات الحوادث: إن تجاهل المشاكل المرتبطة بجميع المعلومات الحوادث ومعدلاتها تعد اجراءات فقيرة. يعمل التمرد على عدة خطوط عريضة في تغيرات في العمليات (ضد التحالف- ضد التعاون، الخ) وهي تغير في تركيزة وكثافة بين تلك الخطوط ويملي تغيرات في ستراتيجية التمرد. بالاضافة الى ذلك، تختلف الحوادث في نوعيتها في كلا المصطلحات التأثيرية التي يستخدمونها والتنظيم والمصادر المطلوبة من اجل تمويلهم. ان صاروخ واحدة يقذف على عجلة تابعة للولايات المتحدة هو مختلف بالنوعية عن الهجوم المنسق على مركز للشرطة العراقية ولكن كل من هذا يعد "حادث" تحت التعريف الحالي.
بعد سنتين من بداية الحرب على العراق، يبقى هنالك الكثير من الريبة ومن التشويش فيما يخص حالة وتوجه التمرد. من الواضح إن الحقائق بعيدة عن التطورات وينقصها الكثير عن معرفة الحقيقة داخل العراق. على سبيل المثال، لقد تم تركيز الكثير من الأهتمام العام على عدد المتمردين المتبقين، وبأرقام متفاوتة بقدر التفاوت بين 3,500 و 200,000 حيث وردت تلك الارقام على آلسن مسؤولين أمريكين وعراقيين والذين كان بإمكانهم العمل على معالجة منهجية أكبر.
التحدي في التقييم
إن الدقة في اللغة مرتبطة بشكل وثيق بالدقة في الافكار والأتفاق على التعريفات والاجراءات. إن ذلك يعد مهماً في عمل التقييم الأيجابي للتمرد.لا يمكن ان يكون مثل هذا التقييم مؤثرا إن تم استخدام لغة مستلهمة سياسياً أو عاطفياً (فمثالاً على ذلك، تسمية جميع المتمردين بالقوى المناوئة للعراق).لا إذا تم تحديد الافكار بشكل واضح ومفهوم، حيث إن حواراً مثمراً عن المتمرد أصبح صعباً ان لم يكن مستحيلاً.
هنالك متطلب فكري واحد وهي تحديد إن كان العنف في العراق يجب اعتباره مقاومة ام تمرد ام إرهاب أو مجموعة من تلك الثلاث. لقد تم تعريف المقاومة: "بالمعارضة المسلحة ضد سلطة محتلة" وبالتأكيد فان أكثر ماحصل في العراق يندرج تحت هذه الفئة رغم حقيقة أن مصطلحات مثل "المقاومة" والاحتلال قد تم وضعها من قبل بعض العناصر في الحكومة الأمريكية. إن الفشل في تعريف المقاومة وحقيقتها في السابق وفي الوقت الحالي قد اعاق الجوانب السياسية والعسكرية للتحالف. لقد تم تعريف التمرد بـ "حركة منظمة تهدف الى اسقاط حكومة دستورية من خلال استخدامها التدمير والصراع المسلح".إن أول اثر للحكومة العراقية كان مجلس الحكم العراقي والذي أسس في تموز 2003ثم تصاعد العنف المناوئ للحكومة وللأئتلاف في صيف 2003مما أدى الى اندلاع جدل علني قصير الأمد بين سكرتير الدفاع ورئاسة القيادة المركزية للولايات المتحدة على خلفية إن كان يواجه قوة محتضرة للنظام السابق ام تمرد. وقد ظهر التمرد في حدود هذا الوقت من خلال هجمات ذات اسلوب إرهابي كلاسيكي والذي بدأ في شهر اب عام 2003. عُرف عن الإرهاب استخدامه العنف التهديدي والغير قانوني ضد المدنيين أو الأفراد غير المحاربين بمحاولة لفرض تحقيق أهداف ايديلوجية، دينية وسياسية للمجتمعات والحكومات. ويبدو بديهياً في العراق الحالي بأن ما يحدث هو "تمرد" تركيبي متكون من مقاومة المحتل، والتمرد ضد الحكومة العراقية المنبثقة، والارهاب ضد أفراد الشعب العراقي. عندما يستخدم مصطلح "المتمرد" في هذه الصحيفة، فأنه يشير الى جميع المظاهر الثلاث.
هنالك دول مختلفة عديدة للافراد المتورطين في التمرد، بدءاً من القيادة المركزية وحتى الدعم اللوجستي. وهكذا، عندما يتم تقييم حجم التمرد، يجب أن يتم تحديد، بشكل واضح، ماهية التمرد.ومن الممكن تعريف التمرد بشكل نافع على أنه شخص متورط باعمال عنف مستهدفاً "قوات التحالف"، والحكومة العراقية أو الشعب العراقي."متورط"، يعني المشاركة في هذه العملية والتي تؤدي الى أعمال عنف "ذات هدف" تعني، عمل ذو هدف موجه بينما "العمل" بحد ذاته يعني "نشاط محسوس" وليس فقط افكار ومشاعر تعبر عن تعاطفاً مع التمرد. وبالضبط، كون ان هنالك العديد من الادوار يلعبها المتمردون، وهنالك مستويات عديدة والتي من الممكن لهم ممارستها، بدءاً من عمل لمرة واحدة الى مقاتل متمرس.عندما يتم مناقشة التمرد، فأنه يحتاج الى معالجة تلك المستويات بشكل جلي، هنالك مشكلة اخرى وهي الدمج المستمر بين الظاهرتين. التمرد ذو الاساس السني- والمعارضة المتسلسلة العنيفة لرجل الدين مقتدى الصدر والتي تمنع التقييم الدقيق لاي واحدة منها.
أبعاد "التمرد": إن التمرد ليس على خط واحد وهو ديناميكي، ومرن وغالباً ما يحتوي على مفاجأت. وعلى حقيقة هذا التعقيد، اطلقت النداءات من اجل التقيم المتعدد الابعاد، يسمح بعمل استحداث معلوماتي ديناميكي على مستويات عديدة شاملاً التالي:
التركيب: يتكون التمرد من عدة كينات: وتركيبها الكلي - سواء في المراتب، الشبكة، الخلية أو مجموعة من ذلك- يبقى غير واضحاً وعلى الصعيد نفسه، فان وجود الاجنحة العسكرية، والمجاميع السياسية المرتبطة معها والحيز النسبي من الدعم والانشطة العملياتية والعلاقة البنيوية بين العناصر الأقليمية والمحلية تعد جميعها مناطق رئيسية لعدم الاستقرار والريبة.
العمل والوظائف: يشمل ذلك العمليات الاجتماعية، الأقتصادية، السياسية والعسكرية "الانتاج" الارهاب- وكذا "الحفاظ" على الوظائف مثلاً الادارة، التطويع والتدريب. من الممكن قياس مبلغ المصادر شاملاً بذلك القدرة البشرية، التي يوظفها التمرد في الوظائف.
القوة العددية: إن الارقام المقترحة عن قدرة التمرد في انتاج العنف تشير بالاضافة الى دعمها الشعبي، الى قدرتها على التجنيد والقدرة النسبية لاجراءات ردع التمرد.إن تقديرات قوة التمرد يجب ان تبقى في تعريفات واضحة عن من هو المتمرد وعن تفهم للطبيعة الديناميكية "لعضوية" المتمرد.
الانشطة أو مستويات الحوادث: إن تجاهل المشاكل المرتبطة بجميع المعلومات الحوادث ومعدلاتها تعد اجراءات فقيرة. يعمل التمرد على عدة خطوط عريضة في تغيرات في العمليات (ضد التحالف- ضد التعاون، الخ) وهي تغير في تركيزة وكثافة بين تلك الخطوط ويملي تغيرات في ستراتيجية التمرد. بالاضافة الى ذلك، تختلف الحوادث في نوعيتها في كلا المصطلحات التأثيرية التي يستخدمونها والتنظيم والمصادر المطلوبة من اجل تمويلهم. ان صاروخ واحدة يقذف على عجلة تابعة للولايات المتحدة هو مختلف بالنوعية عن الهجوم المنسق على مركز للشرطة العراقية ولكن كل من هذا يعد "حادث" تحت التعريف الحالي.
المعدل: شهد شهري شباط وآذار من عام 2005مستويات متدنية نسبياً من انشطة التمرد، ولكن هكذا كان الحال أيضا في شهر شباط واذار من عام 2004. هل أن هذا نموذج دوري ام انه يعزى الى العمليات المناوئة للتمرد وكذا الى مدى تأثير العملية السياسية على التمرد بطريقة ما؟ يجب دراسة التصريحات الرسمية بحذر، خصوصاً تلك التي تفترض إن المستويات الحالية للانشطة تمثل نوعاً من "ذروة التصعيد" أو فترة ذروة التصعيد".
فعالية التمرد: من بين جميع مراحله، مالذي حققه "التمرد"؟ وما هي نسبة تأثيره؟ إن قتل جنود "قوات التحالف" في عمليات التمرد يعد إجراءا يستخدم غالبا من أجل الإجابة على هذا السؤال. مع تنامي قوات الأمن العراقية، يعد قتل العراقيين احد الإجراءات المهمة التي يعالجها التمرد، بالإضافة الى استخدام طرق معقدة اخرى. يبدو أن التمرد فعال بشكل أكثر في تأثيره بين السنة، لو أخذنا بنظر الاعتبار النجاح الكبير الذي حققه التمرد في إبعاد السنة الكبير عن انتخابات كانون الثاني. في الحقيقة، يعتبر التمرد، تقليديا، معارك للقلوب والعقول للشعب المتضرر، والذي هو في هذه الحالة، المجتمع السني. هنالك طرق منهجية عديدة بعضها غير تقليدية في تقييم مدى تغلغل هذه الفكر المحفز في المجتمع المدني وفي عقله. ان الأسئلة المهمة تشمل: الى أي مدى يتمتع التمرد بالدعم الشعبي؟ الى أية تركيب اجتماعية وصل هذا التمرد، والى أي عمق؟ ومدى عمق تغلغل هذا التمرد في عقول السنة . وكيف انهم خالفوا التوقعات في الاستجابة الى نداءات الديمقراطية، الحرية، والتغير السياسي؟
التكيف: كبف يتكيف "التمرد"، في الحقيقة مع التغيرات في بيئته، وكيف هي مرونته في التكيف؟ وبشكل خاص، كيف يتعامل التمرد مع الندم العقابي؟ اكد قائد أميركي كبير ان قوى التحالف قتلت وأسرت 15.000متمرد في عام 2004. ولكن مدير وكالة مخابرات الدفاع ذكر انه 12.000الى 20.000متمرد ينشطون في الوقت الحالي. ان كان كلا التأكيدين صحيح، فما هي العملية التي سمحت للتمرد في الإبقاء على حالة الطاقة البشرية والعملياتية هذه في وجه العمليات المضادة للتمرد التي يدعمها التحالف وكذا التغيرات السياسية المستمرة؟
الخاتمة
من الممكن تقييم أهم وجوه التمرد وكذا تعريفه وقياسه، وفي أقل احتمال إعطاء رقما لحجمه. في الحقيقة، نحتاج الى العديد من الإجراءات من أجل تقييم حجمه كاملاً. ان تقييم قويا مثل هذا من الممكن أن يساعد في حل مشكلة أراء الخبراء التي طالما اختلفت أو على الأقل ايجاد أساس لحل خلافاتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*جيفري وايت في 24 اذار 2005 جيفري وايت: زميل لشؤون الدفاع في معهد واشنطن، مختص في الشؤون العسكرية والأمنية لكل من العراق والشرق الأوسط (Assessing the Iraqi Insurgency (Part I): Problems and Approaches)
اصدرت في October 18, 2005 9:22:00 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق