أمير جبار الساعدي
تتهاوى أوراق السياسة العراقية في مهب الضغوطات بين الحين والأخر وأخرها ما تلوح به الأطراف الخارجية الفاعلة في عملية صنع التغيير في العراق وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها الدول المتحالفة والمحتلة سابقا للعراق ويتبعها بعض المحسنين من يهمهم الأمن والسلم العالمي كهيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وغيرهم من دول الجوار الذين تأبى مصالحهم أن يبتعدوا عن "مساعدة"العراقيين في التدخل في صنع قراره السياسي أحيانا وذلك لكي لا نظلم من سعى ويسعى للحفاظ على وطنية العملية السياسية في العراق.
فالكل هنا يخاف على مسار التحول الديمقراطي الجديد وكيفية الحفاظ عليه من أي طارئ داخلي أو خارجي وهذا ما يحمدون عليه فنحن نخاف أيضا على أرواحنا وعلى أهلنا من أن يصيبهم الأذى، فترى وزير الخارجية الكويتي يصرح خائفا من انتقال ظلام الفوضى الى بلاده ويخوف من حوله بأن العراق سائر الى الهاوية ولا ريب في ذلك، وعلى الجميع أن يبعدوا الشرور عنهم.
أما تدخلات الأم تيريزا (أمريكا) فتراها تضغط على كل القوى السياسية في العراق فتارة تعطي الضمانات من كيسها الخاص وتارة أخرى ترسل اليهم لتسمع منهم، وُتجملها بمهاتفهم لتبدي رضاها من عدمه على القضايا الساخنة في الساحة العراقية، وهذه كفلتها العلاقات المتبادلة والاتفاقات بين الطرفين ولا ضير من ذلك.
والجدير بالاهتمام هو بأن دوائرنا الرسمية تنتفض حسب ضرورة الموقف المحسوب على دوائرها لرفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية فها نحن نرى موقف هيأة المساءلة والعدالة من تصريح مبعوث الأمم المتحدة أد ملكرد الرافض للتدخل بشؤونها، والتي لا تبدي مثله على اتصال ودعوى نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن بعدم ثقته بالهيأة التي قامت بالاجتثاث، والذي قدم مقترحا لحل الأزمة أيضا.وما أحزنني حقا وأسدل الستار على الوطنيين العراقيين ومناضليهم أن يلوحوا بهيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دولة الاحتلال الأولى أمريكا لتسارع في حل مشاكلنا، بل ويلوح ساستنا الأكارم باللجوء الى القوى الخارجية والمحافل الدولية والهيئات العالمية لمنع تدهور العملية السياسية.
وعودا على ذي بدء...أين هي حكمة ورجاحة ووطنية ومنطق وتفاهم سياسيّ العراق سابقا في محافل المعارضة واليوم في تصدرهم لقيادة البلد، ألم يصلوا الى حد الآن لمستوى من التواصل والتوافق الذي يمنع الهرولة الى الأصوات الخارجية والتماس الحلول من جنبات المشتركين في خضم التنافس السياسي العراقي، وعدم السعي وراء الضغوط التي تزرع النفور والرفض لدى المواطن العراقي أولا ولدى المشاركين بصنع القرار ثانيا، ومنعا لخلق تجاذبات الضغوط أو التلويح بها على السياسيين العراقيين التوجه الى بعضهم البعض وحل مشاكلهم فيما بينهم لأنهم لم يلحظوا حجم الكارثة التي يعيشها الشعب العراقي وهو يتفرج على كل طرف وهو يلوح بأوراقه الميمونة، فالعراقيون ينتظرون الحلول من ماسكي دفة الحكم ولم يكن بالحسبان أن يطول انتظارهم لكي يروا حكومتهم صاحبة القرار الوطني الخالص من أي تأثير خارجي، هي التي تصنع قراراتها بنفسها ولا تحتاج الى وصاية من الآخرين، وعليكم أن تتصورا كيف سينظر الشعب لكم ويؤمن بقراراتكم وأنتم تحلون المشاكل الداخلية بوساطات خارجية فهل ستكون لديه ثقة في ما تصنعونه من سياسات قادمة؟!.لأن الشعب ينتظركم لحل مشاكله الكثيرة والوقوف بوجه التحديات الخطيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق