أمير جبار الساعدي
لماذا يصر البعض أي كان، ومن أي كتلة كانت على إضعاف تلاحم أركان العملية السياسية بالعراق؟؟ وإن كان معلوم لدينا بأن هناك الكثير الذي ينتظرها لأن تتعافى بشكلها السليم، وأن هناك الكثير من تقاطع المصالح الإقليمية والدولية في الساحة العراقية، والتي قد أعطت لبعض الأطراف الدولية المؤثرة في الساحة السياسية العراقية اليد الطولى في رسم أو تقديم المشورة والنصح لقادة العملية السياسية لرسم ملامح خارطة الطريق التي يمكن أن تسير ركب صانعي القرار على تماسك جهودهم والخروج ضمن أطر المشتركات الوطنية لجميع الكتل الفائزة بالانتخابات العامة الأخيرة، وأن يتحمل من تصدر لحمل أعباء مسؤولية النهوض بالعراق على العطاء وتقديم كل ما يصب بمصلحة العراق وشعبه..
وأخره ما شهدناه في أنجاح عملية تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وأشراك جميع أطياف الشعب العراقي فيها رغم مخاضها الصعب والذي يحتاج الى كثير من الدعائم والدعم من المشتركين في التخطيط ورسم سياسات هذا البلد، لا أن نزرع بذور الشك والضعف قي ثنايا من تصدر لصنع القرار في العراق.. وما تصريحات أحد أعضاء الكتل الفاعلة بالعملية السياسية حول مقدم المسؤول عن الملف العراقي في إدارة الرئيس الأمريكي المتمثل بنائبه جو بايدن بزيارة مفاجئة للعراق خارج الحدود الدبلوماسية التي تعطي أنطباعا على أن العراق أصبح يمثل طرفا فاعلا في الساحة الإقليمية والدولية، وما اقامة مؤتمر القمة العربية في بغداد إلا دليل واضح على تفعيل هذا الدور الضعيف للعراق في وسط محيطه العربي والإقليمي والدولي.. والذي سيكون أحد محاور زيارته المكوكية مع أصحاب القرار في العراق، وأن يتشاور معهم في تحديد طبيعة الأشخاص الذين سيتولون الملف الأمني العراقي، وكذلك الضغط للأسراع في تشريع قانون المجلس الوطني للسياسات العليا الاستراتجية.. فمن الدبلوماسية السياسية أن يتحفظ من يطلع على خفايا العمل السياسي، بأن لا يبوح بكل ما يقع في يديه خوفا من أن لا يحقق نتائجه المرجوة من هذه الترتيبات حتى وإن كانت لصالحه، كما أن الأفصاح عن بعض الأمور الغير معلنة قد تضر بتماسك صانع القرار العراقي .. وأن هناك من يتدخل دائم ويضغط عليه لأتخاذ قراراته المصيرية يعكس صورة سلبية لعموم الشعب، ويظهر من تصدر للمسؤولية بما فيهم كتلته الى هشاشة الموقف الوطني .. حيث أن كل تصريحات دولة المالكي وجميع قادة الكتل أتفقت على أن يكون أختيار الوزراء الأمنيين من أختصاصه وفق التوافقات السياسية التي أجمع عليها كل قادة الكتل في العراق، والذي تمخض عن لقاءات الطاولة المستطيلة للسيد مسعود البارزاني، واللقاءات المباشرة بين الدكتور الجعفري ودولة المالكي والدكتور أياد علاوي والتي كانت السبيل لأنهاء الكثير من التجاذبات للسير في تشكيل الحكومة بصورة توافقية ترضي الجميع .. وأن تصريحات الطرفين كانت قد أتفقت على تسمية وزراء المنظومة الأمنية وتشريع قانون المجلس الوطني للسياسات العليا الاستراتيجية من غير اي تأخير خلال هذا الشهر وبعد أقرار تسمية اللجان البرلمانية في مجلس النواب... فما الغرض من وراء مثل تلك التصريحات الغير مبررة.
وعودا على ذي بدء، فأن من يخوض في تناول ما يدور خلف الكواليس لا يمكن إلا أن يكون لديه أهداف محبطة للعمل السياسي العراقي، أو أغراض شخصية وفئوية، وخاصة وأن العراق يمر بموجة تحديات للثبات في الساحة السياسية المتغيرة الأجواء والظروف لكي تصب في مصلحته وشعبه، وأولها معالجة الخروقات الأمنية التي قد تعارض اقامة القمة العربية في بغداد .. وثانيها إنسحاب القوات الأمريكية في نهاية العام 2011 من كامل أرضه وسمائه ومياهه.. وما زيارة الرئيس طالباني لمراجع الدين في النجف الأشرف إلا دليل واضح على ذلك، فعلى هؤلاء التحلي ببعض بُعد النظر تجنبا لخلق حالة من عدم الفهم والتشويش على مدارات العملية السياسية في العراق...
ـــــ
علما بأن المقال قد نشر في الصحف العراقية بتاريخ 15-1-2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق