الأربعاء، 13 يناير 2010

الحقائق الشنيعة الأربع

لماذا لا يعترف السياسيون بحال العراق؟
جاكوب ويسبيرج/ 7 اذار 2007
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

هناك نوعان من المرشّحين الرئاسيين، عندما يتعلق الأمر بالعراق. النوع المنضبط، مثل هيلاري كلنتون، يتجنّب الإعتراف بالحقيقة بعناية. ونوعا أكثر صراحة، مثل جون ماكين وباراك أوباما، يفشون من دون تأني الحقيقة أحيانا، ولكن يعتذرون بسرعة.
للعديد من المرشحين الرئاسيين، الحقيقة الشنيعة الأولى ببساطة هي أن الحرب في العراق كانت خطأ. جاءت هذه القضية إلى الواجهة مؤخرا مع رفض هيلاري كلنتون العنيد للإعتراف بذلك التصويت لإعطاء الرّئيس بوش السلطة لغزو العراق كان الشيء الخاطئ الذي تم عمله. مع ذلك الزميلين الديمقراطيين جون إدواردز وكرستوفر دود إستطاعا القول بأنّهم أخطأوا في التصويت لصالح قرار الحرب عام 2002، كلنتون ينضمّ إليها جو بايدين وقائمة أسماء كاملة من الجمهوريين في عدم قابليتها لتقيّأ كلمة (M). ربما بسخافة جدا، دعا تشوك هاجيل "الزيادة المفاجئة" للقوّات بـ(21,500 جندي) من قبل بوش الخطأ الفاحش الأكبر منذ حرب فيتنام من دون القول أبدا بأنّ الحرب بنفسها كانت الحماقة الكبيرة وبأنّه يفضّلها.
إن الأسباب لرفض الإعتراف بأنّ الحرب نفسها كانت خطأ، إنه باندهاش مماثل جدا كان عبر خطوط الحزب. من السّهل نادرا أن تعترف بأنك كنت على خطأ لذا دعني أعيد الذي إعترفت به أولا بالقائمة في كانون الثّاني 2004، بأنّي آسف أن أعطي دعم مشروط المستوى إلى الحرب. ولكن الذي يصعب ذلك للمعلقين تقريبا هو إستحالة التبرير الذاتي للسياسين، الذين يقاومون الإعتراف بالخطأ على المستوى الجسدي. وتساعد بعض الحسابات السياسية على توضيح قراراتهم الفردية.فعلى سبيل المثال، هيلاري قلقة بأن تقرّ بفشلها الأمر الذي يجعل مهاجمة الصقور لها بوحشية أكثر سهولة إذا حصلت على الترشيح. لكن في القعر، دائما نفس الإندفاع. السياسيون عنيدون، وخائفون من الظهور في حالة ضعف، والخوف من أيّ إعتراف بالخطأ سيحسب تقلّبا وتضارب.

الحقيقة الثانية الغير معترف بها عالميا بأنّ الجنود الأمريكان يُقتلون، ويعوّقون بشكل مشوّه، وبعد ذلك يعالج مثل الأنين، ثم يستغلون علاج الأنين في مستشفى ولتر ريد بأنهم ضحايا مثلما هم "الأبطال". جون كيري كان أول من ينتهك هذه المحظورات عندما كان لا يزال مرشحا محتملا العام الماضي. حيث أظهر كيري عند ما قال لمجموعة من طلاب كلية كاليفورنيا انه من الغباء الذهاب والقتال في العراق. واستنكرت مجموعة منوعة من المحافظين المتوثبين على الفور السيناتور كيري لعدم احترامه الجنود. وكمعانات متقدمة لمجلس الشيوخ للعصمة الملازمة له، أبدى السيناتور كيري مقاومة للتراجع عن تعليقه لفترة من الوقت، ولكن في النهاية أظهر أسفه لما اسماه "نكتة الفاشل" عن الرئيس بوش.
النقاش حول ما إذا كان كيري يعني ما خرج من فمه هو حقيقة، وإن ما قاله كان صحيحا إلى حد كبير هو خسارة. فالأمريكيون الذين يحضرون الكليات ولديهم خيارات توظيف جيدة بعد التخرج من غير المرجح أن يوقعوا لجولات مجانية في المثلث السني في العراق. وينضم الأفراد إلى الجيش الأمريكي لأسباب مختلفة، ولكن منذ تحول حرب العراق إلى حالة مزرية فإن كل المتطوعين إلى الجيش قد انخفض مستواهم التعليمي ورفعت مكافآت تجنيدهم، وخفف التطلع في سجلاتهم الجنائية الماضية. إن اكبر واكبر عامل يدفع لاختيار الخدمة العسكرية هو القصور في وجود أفضل الخيارات أمامهم. فقواتنا في العراق قد لا تعتبر نفسها وقودا للمدافع أو ضحايا الأحكام الرئاسية الخاطئة، ولكن هذا لا يعني إنهم لا يعتقدون ذلك.

الحقيقة الثالثة والتي ترتبط أرتباطا وثيقا بالحقيقة الثانية وتأتي مباشرة من الحقيقة الأولى، هل أن الخسائر في أرواح الأميركيين في العراق كانت أرواح ضائعة. عبر باراك اوباما المرشح للانتخابات المقبلة الحدود في أول رحلة إلى ولاية ايوا عندما أعلن في لقاء جماهيري، "انتهى بنا الأمر إلى شن حرب ينبغي أن لا يؤذن لها قط وان لا تشن حربا، ونحن الآن قد أنفقنا 400 مليار دولار وشهدنا أكثر من 3000 روح من أشجع الشباب الأمريكان تضيع". وبسرعة البرق، قال اوباما انه أخطأ في كلامه واعتذر لأسر العسكريين.
استخدم جون ماكين نفس المصطلح المحظور عندما أعلن ترشيحه في أواخر ظهور مع ديفيد ليتبرمان الأسبوع الماضي "لقد أهدرنا الكثير من أغلى الكنوز وهي الأرواح الأميركية". وكان هذا اعترافا غريبا أعط المرشح ماكين دعم قبول اكبر من بوش. في أي حال، حيث تبع ماكين اوباما ورد سريعا بإعلان الأسف لاختيار كلماته. (الوطنية مصطلح مصحح لفقدانك أجزاء من جسمك في حرب لا معنى لها في بلاد النهرين، بالطبع، "التضحية".) هذه الأحداث جميعها كأنها تتبع قانون كينسليي للزلات الاجتماعية. خطأ كيري و اوباما وماكين الذي يقول الحقيقة أمام التراجع إلى الاعتياد على التورية.
الحقيقة الرابعة والأخيرة والقريبة من اليقين، والتي هي بشكل من الأشكال الأصعب على السياسيين للاعتراف بها، بأنّ أمريكا تفقد أو أنها فقدت بالفعل حرب العراق. إنّ الولايات المتّحدة الأمة الأقوى في تأريخ العالم ولا تعتبر نفسها كالتي تأتي في المرتبة الثانية في السباقات المزدوجة. عندما تعمل ذلك، فإنه بطيء للقبول بأنّها ضربت. فالزعماء السياسيون والعسكريون الأمريكان كانوا رافضين الاعتراف أو النطق بأنّهم أخطأوا الحساب وأهدروا عشرات آلالاف من الأرواح في فيتنام، والعديد منهم بعد الفشل والانسحاب اطمأن. حتى اليوم، يميل السياسيين الأمريكان أن لا يصفوا فيتنام كهزيمة بسيطة. وشيءً مماثل يحدث اليوم في العراق، حيث أنّ أكثر الزعماء يقولون ذلك نموذجيا بأنّنا "نخاطر بـ" الخسارة ولا يجب أن نعمل ذلك.
ويتفادى الديمقراطيون الحقيقة حول المأساة في العراق خوفا من تصنيفهم مخالفين للوطنية أو غير مساندين للقوّات المسلحة. ويتفادونها الجمهوريون خوفا من أن يلاموا على الكارثة أو فقدانهم الدفاع والوطنية كبطاقات للعب ضدّ الديمقراطيين. ويعتقد السياسيون على كلا الجانبين بأن الذين يعترفون بالحقيقة الغير سارة ستضعفهم وتقوّضهم تلك التي ما زالت تحاول المثابرة على مصلحتنا. لكن الأمم والأفراد لا يزدادون ضعفا بمواجهة الحقيقة. يزدادون ضعفا بتفادي الحقيقة ويصبحون مؤمنين بتهرّبهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صحفي سياسي أمريكي، حاليا يعمل محرر لمجلة Slate.com وصحفي للفاينانشيال تايمز.
نشرت في May 31, 2007 5:29:22 AM

هناك تعليقان (2):

البرجوازي العراقي يقول...

هل تعتقد ان انفاق اربعمئة مليار دولار يمكن ان يكون صدفة؟
وهل تعتقد ان هذا الكم من موتى الجيش الامريكي نتج عن غلطة مطبعية؟

هذا ما تقوله وسائل الاعلام الان وذلك يختلف عن رنين طبول الحرب الذي كان ابان اسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين.

الحقيقة ان كل شيء هو مدروس ومخطط له بشكل دقيق.

فالحل لكل اللعبة يكمن في من تمتلأ ارصدته المصرفية بالنقود؟ من يستفاد؟
المستفيد هو ليس الشعب الاميركي البسيط ابداً وهو ليس الجنود الذين يَنفقون فوق ارضنا ابدا المستفيد هم نخبة مصرفية تحرك خيوط اللعبة في كل انحاء العالم.


شكرا على المقال الجميل وعلى المساهمة في توعية الشعب العراقي الذي هو بنسبة خمسة وثمانين بالمئة لايقرأ ويكتب فلا اعلم مانحن فاعلون؟


البرجوازي العراقي

IRAQI SPIRIT يقول...

تحايا عطرة للبرجوازي العراقي على هذا المرور وسلامي لك ولكل من يقرأ مهما أختلف موضوع قرأته المهم أنه يطالع ويقرأ،والشيء بالشيء يذكر فلقد بلغت تكاليف حرب العراق وأفغانستان ترليوني دولار فليتصور معي السادة القراء كيف يمكن لدافعي الضرائب الامريكيين أن ترد أموالهم عبر الاقتصاد المتدهور وازدياد نسبة البطالة وغيرها الكثير أم ترى بأنهم تبرعوا بها لسواد مظلومية الشعوب ونشر قشور الديمقراطية، فعلينا أن نتخيل كيف يمكن سداد هذا الدين وبماذا ومن سيدفع الثمن وعلى حساب من؟؟؟؟.
تحياتي