تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية
أنتوني كوردسمان وآدم موسنير
ترجمة: أمير جبار الساعدي
لا أحد يمكن أن يكون متأكّد فيما إذا العراق يمكن أن يحقق مستوى من الاستقرار في التسوية السياسية للتعامل مع مشاكله الداخلية. قدمت الانتخابات العراقية الأمل، ولكن التوترات بين العرب والأكراد والسنة والشيعة، ومجموعة من التوترات داخل الفصائل والمناطق لا تزال تبقي تقسم البلد. والقاعدة في العراق لم تهزم بالكامل.
تسعى إيران لتوسيع نفوذها في العراق، وتركيا سوف لن تسمح بملجأ للحركات الكردية المعادية لها مثل حزب العمال الكردستاني (PPk).يبقى الدعم العربي للعراق ضعيفا، وتخشى العديد من الدول العربية من الهيمنة الشيعيّة وهذا يمكن أن يقصد به من ناحية الدور الإيراني ليس في العراق وحسب، لكن في سوريا ولبنان.
رُكّز النقاش في وضع الاتفاقية العراقية-الأمريكية العسكرية والاتفاقية الإستراتيجية التي صدّق البرلمان العراقي عليها في نوفمبر/تشرين الثّاني، 2008 على التوقيت والشروط للانسحاب الأمريكي، السلطة القضائية العراقية على أفراد الجيش والمقاولين الأمريكيين، أساس الحقوق، والموافقة العراقية على العمليات العسكرية الأمريكية. اتجهت كلا من الحكومة العراقية والأمريكية في هذه العملية إلى التقليل من قيمة الحاجة لإيجاد قوّات أمن عراقية فعّالة.
ترجمة: أمير جبار الساعدي
لا أحد يمكن أن يكون متأكّد فيما إذا العراق يمكن أن يحقق مستوى من الاستقرار في التسوية السياسية للتعامل مع مشاكله الداخلية. قدمت الانتخابات العراقية الأمل، ولكن التوترات بين العرب والأكراد والسنة والشيعة، ومجموعة من التوترات داخل الفصائل والمناطق لا تزال تبقي تقسم البلد. والقاعدة في العراق لم تهزم بالكامل.
تسعى إيران لتوسيع نفوذها في العراق، وتركيا سوف لن تسمح بملجأ للحركات الكردية المعادية لها مثل حزب العمال الكردستاني (PPk).يبقى الدعم العربي للعراق ضعيفا، وتخشى العديد من الدول العربية من الهيمنة الشيعيّة وهذا يمكن أن يقصد به من ناحية الدور الإيراني ليس في العراق وحسب، لكن في سوريا ولبنان.
رُكّز النقاش في وضع الاتفاقية العراقية-الأمريكية العسكرية والاتفاقية الإستراتيجية التي صدّق البرلمان العراقي عليها في نوفمبر/تشرين الثّاني، 2008 على التوقيت والشروط للانسحاب الأمريكي، السلطة القضائية العراقية على أفراد الجيش والمقاولين الأمريكيين، أساس الحقوق، والموافقة العراقية على العمليات العسكرية الأمريكية. اتجهت كلا من الحكومة العراقية والأمريكية في هذه العملية إلى التقليل من قيمة الحاجة لإيجاد قوّات أمن عراقية فعّالة.
ما لم تكون قوات الأمن العراقية حقا قادرة على تحمل العبء عندما تنسحب الولايات المتّحدة، فإن الضغوط السياسة الداخلية العراقية والأمريكية يمكن أن يضعا الإطار الزمني للانسحاب الأمريكي بأنه سيؤدّي إلى عدم الاستقرار في العراق، وتجبر الولايات المتّحدة على تسليم المسؤولية إلى قوّات الأمن العراقية قبل أن يكونوا قادرين على تأدية واجباتهم. في الواقع، يبدو أن القادة العراقيين والأمريكيين قد اتفقوا على الجداول الزمنية لانسحاب القوات الأمريكية من دون الاتفاق بشكل كامل على الخطة التي ستضمن بأنّ القوات العراقية يمكن أن وستكون جاهزة للعمل من دون ضمانات الأمن والدعم الأمريكي. يمكن لهذا أن يفتح صندوق باندورا*( Pandora‘s box) للمشاكل في ضمان بأنّ المدربين الأمريكيين يمكن أن يكونوا فعّالين في نقل قوّات الأمن العراقية إلى مستوى القوة والقابلية القتالية الكاملة، ويبقى ما يكفي من تلك القوات الأمريكية المقاتلة في البلد لحماية موظفي التدريب الأمريكيين بينما يعملون على ذلك.
تبرز الدراسة التقدّم الذي حصلت عليه قوّات الأمن العراقية والتحديات التي هم ما زالوا يواجهونها. وتصف الأهمية الحاسمة لاستمرار الدعم الأمريكي الفعّال لقوّات الأمن العراقية. يحتاج كلا من العراقيين والأمريكان لفهم مستوى التقدّم المتزايد الذي تحرزه القوات العراقية بصورة فعلية، وكم ما زال عليهم أن يذهبوا ليصيبوا منالهم. إنه من المهم أن نتذكر إن كلا من وزير الدفاع العراقي والجنرال ديوبك ( رئيس استشاري جهد قوات المتعددة الجنسيات من تموز 2007 وحتى تموز 2008)، قد صرّح في عام 2007 بأنّ من غير المحتمل أن يكون الجيش العراقي قادر على السيطرة على مهمّة مكافحة التمرّد قبل عام 2012، وهناك أسباب وجيهة لماذا؟ لأن تطوير الفروع الأخرى لقوّات الأمن العراقية، مثل قوّة شرطته الاعتيادية، غير مؤكدة لدرجة كبيرة.
حققت قوّات الأمن العراقية تقدّم هام منذ ذلك الوقت، لكنّها ما زالت تواجه مشاكل خطيرة في الحد من استقلالية القوات الكردية، عملية دمج أبناء العراق مع قوّات الأمن العراقية وبرامج التشغيل، إصلاح الشرطة الوطنية، تعزيز سيادة القانون، وتكافح نفوذ المليشيات المختلفة والجماعات المحلية على استخدام القوة. ما زالت قوّات الأمن العراقية تواجه عيوب جدّية في قابلياتها اللوجستية، والبحرية والقوات الجوية، قابليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وتطوير القوات ذات التسليح الثقيل حتى تكون قريبة من القوة بما فيه الكفاية لأن تدافع عن حدود العراق في ظل جيرانه الأقوياء.
إنجاز كلّ هذا في 2-3 سنوات سيكون تحدياً صعباً جداً، والتحالف لحدّ الآن لم يصدر خطة مفصلة عن كيف ينوى أن يعمل هذا. فالتعاطي مع هذه القضايا أولوية حاسمة وفورية للإدارة الأمريكية الجديدة إذا كان عام 2010 - 2011 موعد نهائي للانسحاب على أن يتضمّن أقل خطر ممكن. استعداد قوّات الأمن العراقية في الوقت المناسب ستعني القضاء أيضا على أكثر من 6 أشهر من التأخير في الولايات المتحدة في عملية بيع الأسلحة تسليمها - والـ12 شهر من التأخير العراقي في التخطيط والتنفيذ - الذي يضع القيود الأساسية الآن على توسّع القوات.
ليس أيًّ من هذه النقاط يعني بأنّ الولايات المتّحدة يجب أن لا توافق على الجهود العراقية لوضع الأهداف المحتملة للانسحاب أو أن عام 2011 هو بالضرورة هدف سيء. لا الولايات المتّحدة ولا العراق لديه سبب لطلب إبقاء القوات الأمريكية أطول مما يحتاجه ذلك، وإيجاد مجموعة مشتركة من الضغوط على الولايات المتّحدة للمغادرة بأسرع ما يمكن يحتمل أن تكون بنّاءة أكثر من كونها تدميرية. يحتاج كل من العراق والولايات المتّحدة في نفس الوقت، لتطوير خطط أكثر وضوحا الآن لمثل هذا الانتقال، وتحديد ما هي الأهداف العملية حقا، وأن يكون مستعدا للمشاكل والتأخيرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق