أمير جبار الساعدي
تموج بساحتنا السياسية العديد من التناقضات التي أوجدها من تصدر للعملية السياسية في العراق وشمر عن ساعده للذود عن مصالح الشعب العراقي.. فمع كل من ينادي بضرورة تطبيق القانون والمضي بالحكم عبر الدستور الذي كتبه قادتنا الذين هم أنفسهم يعملون على خرقه وتميعيه كلما سنحت لهم الفرصة وتحت عدة مسميات مختلفة الاهواء والتوجهات ولعل ما نعيشه اليوم من عدم تقارب آفة العملية السياسية والديمقراطية في العراق والمعروفة "بالتوافق السياسي" الذي طالما كان المحرك الكبير لحل أغلب مشاكل العراق السياسية وهو نفسه الذي ينخر جسد هذه العملية من الداخل بنفس الوقت .. ولديكم الكثير من الامثلة الظاهرة للعيان أمامكم والتي لا نريد الخوض بها لأنها أتعبت العراقيين وهم يتابعون تلك المناكفات بين الكتل والاحزاب العراقية..
وقد أنتبه جميع السياسيين الى هذه المعضلة المسماة "التوافق السياسي" ومقدار تأثيرها على أنجاز أي تقدم مدني وحضاري وقانوني ومؤسساتي ليتصدر هيكيلية بناء الدولة العراقية.. ولكنه لا يبدو بأنهم يبالون بالكثير حول إيجاد منظومة عملياتية وعقلانية تبعد هذه العملية السياسية عن هذه "البدعة الحسنة" إن أمكن أن أسميها بهذا القالب الديني الذي كان دائما ما يتنكر عليه بأيجاد الحلول وأصبح اليوم هو المهدد البارز للعملية السياسية بالعراق نتيجة خيبة أمل الشعب العراقي بما قدمه الإسلام السياسي في تجربة أحزابنا العراقية.. ولا أنزه هنا باقي الاحزاب والكتل المدنية العلمانية ولكن الشيء بالشيء يذكر... فالفساد بين وواضح لكل العالم والعراق ممن يتصدر قائمته والحمد لله... والبناء بطيء جدا والمعوقات أكثر من أن نحصيها هنا والكهرباء أوضح بينة...والأمن متذبذب ويحتاج الكثير من عملية البناء المعنوي واللوجستي وغيرها الكثير وبقاء قوات الاحتلال جلي للمتابع.. ولا نكيل بمكيال واحد إذا أردنا أن نؤشر مواطئ الخلل في قواعد بناء الدولة العراقية وعمليتها السياسية.. فمع وجود كل حركة النهوض والنية بأنشاء المشاريع الكبيرة ودعم الصناعة وتوسيع قطاع الزراعة والنفط والاستثمارت الكبيرة والتي يحوم حول بعضها اللغط والكثير من التساؤل... وهكذا هلما سيرا نحو باقي قطاعات البنى التحتية والمشاريع العملاقة المنجزة والتي تنتظر الانجاز في باقي محافظات العراق العزيز..
وفيما يخص التخطيط الاستراتيجي فأنه يحتاج الى تعبئة حكومية وسياسية ممنهجة ومخطط لها تقوم بها كل الوزارات ذات الشأن المعني بكل تحديات العراقيين.. ولكن سياستنا وسياسيينا مازالوا في طريق متعرج..
من الواضح بأن جهلي وجهلك (أي كل من ذهب وأنتخب) له الاثر الكبير نتيجة لما ظهر من نتائج مخيبة للامال بعد الانتخابات النيابية وخارجا عما تمنياناه وتوقعنا بأن يكون المخلص لنا من هذه الازمات.. ولن تحل هذه العقدة قريبا فيما يبدو ... وكما يفترض بأن الرقيب الاول على تصحيح مسار الاداء الحكومي هو مجلس النواب الذي يناقش منذ أيام البرنامج الحكومي بعد أن قام دولة المالكي بعرضه في مجلس النواب وأيضاحه ما خفي عن نوابنا من آليات وصيغ الترشيق الحكومي والذي هو معضلة جديدة مضافة للاداء الحكومي وإن كانت مطلب شعبي وسياسي، ولكن مجلس النواب هو الأخر قد غطَّ في سبات عميق ولا يعرف له قرار فاعل ومؤثر سوى التخاصم مع الحكومة... والرقيب الأخر الذي ذهب وأنتخب وهو الشعب.. فهو الاكثر فاعلية بكل حالات التصحيح على أي مستوى سياسي أخر.. ولكنه معطل.
فمن أجل العراق ندعو نوابنا وجميع من أعلن نفسه مدافعا عن حقوق العراق وشعبه من السياسيين أن نصحح المسار ولا سيما ونحن في أجواء رمضانية فضيلة ومباركة، ولا تتركونا نتسائل كيف إن كنا قد خسرنا الوطن.. كيف وإن كانت السياسات تفرقه والكتل.. كيف أربح صفقة لم أكن طرفا في عقدها...إلا بأسمٍ إني من هذا الوطن.. أينك يا موطني يا بيت أهلي وكل الملل والطرائق والمذاهب والنحل والأعراق والالوان والفسفيساء الذي شظاه كل محبا لنفسه وليس للوطن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق