الاثنين، 28 ديسمبر 2009

تقرير مجموعة دراسة بيكر هاملتن: الفيل يلد فأر

أنتوني كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

سيستغرق وقت لعمل تقييم كامل لكلّ الملاحق ومحتوى التقرير الكامل، لكن مبدأ توصيات لجنة بيكر هاملتن من غير المحتمل جدا أن ينتج عنه نجاح.ويقدر التقرير بأنّ الوضع في العراق يتدهور وإن الإستراتيجية الحالية فاشلة - ولكن هكذا يفعل الآخرون عمليا كذلك.
إنّ المشكلة الرئيسية بأنّ الأحداث قد تتصاعد خارجة عن السيطرة، والمفتاح إلى النجاح ليس بواسطة الفعل الخارجي ولكن عن طريق العمل العراقي. وكنتيجة،الجملة الوحيدة الأكثر أهمية في خلاصة المجموعة الدراسية التنفيذية هي تحذير تمهيدي، "إذا تقدّمت الحكومة العراقية للأمام بالمصالحة الوطنية".
إنّ المشكلة بهذا التحذير بأنّ أيّ مزيج معقول من التوصيات يعمل تقريبا إذا المجتمع العراقي ككل تقدّم للأمام بالمصالحة الوطنية. إنّ المشكلة بأنّ التقرير لا يعمل إقتراحات عملية لإيجاد أو تحفيز مثل هذا العمل. إنه يدعو ببساطة إلى حكومة عراقية ضعيفة ومنقسمة للتصرّف بوجه كلّ القوات التي تمزّق العراق إربا إربا وهي ضعيفة تقريبا: إنه "نصر الأمل على التجربة". فجهود حثّ العراقيين نحو المصالحة جديدة بالكاد؛ وهذا كان جهد سياسي رئيسي من إدارة بوش من قبل الإنتخابات، وتأريخها يعود على الأقل إلى صيف عام 2005.
إنّ التطور المفاجئ الجديد والوحيد أن تدعو الولايات المتّحدة لإستعمال التهديدات والعقبات للضغط على الحكومة العراقية للتصرّف بشكل حاسم. والقول بأنّ، "الولايات المتّحدة يجب أن تجعل الأمر واضحا إلى الحكومة العراقية بأن الولايات المتّحدة يمكن أن تنفّذ خططها، بضمن ذلك التخطّيط لإعادة الإنتشار، حتى إذا الحكومة العراقية لم تطبّق تغييراتها المخطّطة" بحدود على أن تكون غير مسؤولة. ويأتي إلى حد كبير جدا من أخذ تهديد الولايات المتّحدة بأخذ كرتها وتذهب إلى البيت إذا الأطفال العراقيين لا يلعبون على طريقتنا.
وتهمل مثل هذه السياسة قلة قادة وهيكل السلطة السنية الواضحة، والطموحات المتنوّعة للأكراد، وقبل كل شيء الإنقسامات بين الشيعة. المالكي ليس ضعيف لأنه شخصيا ضعيف،هو ضعيف لأنه زعيم مساومة مع طرفين قويين - الصدر والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق- اللذين يريدان سلطة شيعيّة ويتابعان طموحاتهم الخاصة.
والأكثر أهميّة،تهمل حقيقة بأنّ الحكومة العراقية ضعيفة بنفس القدر بسبب العمل الأمريكي مثل المشاكل المتأصّلة في العراق. حيث حطّمت الولايات المتّحدة المركز العلماني للبلاد بحلّ البعث،وأوجدت عملية دستورية قبل أن يكون العراق جاهزا بفترة طويلة لذلك، وصنعت وثيقة خلافية جدا بأكثر من 50 موضع رئيسي تحتاج "التوضيح" بضمن ذلك الإتحاد(الفيدرالية)، السيطرة على مصادر وعوائد النفط ، السيطرة على الأمن، دور الدين، طبيعة النظام القانوني، الخ. كما أوجدت الولايات المتّحدة نظام إنتخابي أجبر العراقيين تقريبا على التصويت لكي يكون هناك سنّة، شيعة، وأكراد وقسّمت الأمة حسب الخطوط الطائفية والعرقية.وعمليا أرسلت الولايات المتّحدة ثورا ليحرر دكان خزف، والمجموعة الدراسية تدعو الآن الولايات المتّحدة للتهديد بإزالة الثور إذا الدكان لا يثبّت الخزفيات.
ودعوة القوى الخارجية لمساعدة الولايات المتّحدة وعلى الولايات المتّحدة أن"تطلق فورا هجوما دبلوماسيا جديدا لبناء إجماع دولي للإستقرار في العراق والمنطقة "قد تكون تستحق المحاولة. فالإعتماد على "جيران العراق والدول الرئيسية داخل وخارج المنطقة لتشكيل مجموعة دعم لتعزيز الأمن والمصالحة ضمن العراق" هل يعمل، على أية حال، مثل الإقترب من أمل ديني. فالجيران الذين سيحاولون سبق وأن حاولوا. والمؤتمر داخل أو خارج العراق ما زال فكرة جيدة، لكن التمحور حول إستراتيجية نجاحها المحتمل حماقة حقّا.
وهناك سبب أقل درجة للإعتماد على إيران وسوريا لتغيير سلوكهم بشكل حاسم وتصوّراتهم الحالية من مصلحتهم الوطنية. لماذا يجب أن يفعلوا ؟ من المحتمل،بأنهم يشعرون إن إستراتيجيتهم الحالية وأعمالهم صحيحة، ولماذا يجب أن يتفاعلوا مع الضعف الأمريكي في الطرق التي تساعد الحوار الأمريكي بكلا الدولتين بكل الوسائل، لكن المستقبل الباهر ليس سياسة ذات مغزى.
لا تعالج الخلاصة التنفيذية خيارات محفّزة. إنه من المحتمل بأن نوع من ائتلاف الولايات المتّحدة أو الإتحاد الدولي الذي عرضا برنامج مساعدات رئيسي مربوط بالمصالحة يمكن أن تحدث تأثيرا. فهناك العديد من المناطق التي تحتاج الى المساعدة على المستوى المحليّ، وهي قد تكون مفيدة جدا في المناطق "المتمرّدة" في المدن الغربية والمختلطة. وبرنامج مساعدات رئيسي لإنعاش وتوسيع صادرات العراق النفطية، يربط مع التوزيع العادل للثروة قد يساعد أيضا. إنه من المحتمل حتى خطة الإنتقال قد تخفّف بعض التسويات الطائفية والعرقية.

يتعرض التقرير الرئيسي سريعا على هذه القضايا ويوصي حتى بإنفاق معتدل للمساعدة الأمريكية بقيمة 5 بليون دولار في السّنة. إنّ الخلاصة التنفيذية، على أية حال، إن كلّ التهديدات الضمنية ولا الحوافز وليس هناك شيء يقترب من خطة المساعدة أو نظرة عملية لإستعمال المساعدة لجلب الإستقرار بسرعة أو إعطاء الحوافز لعملية المصالحة. والأسوأ، تجعل ذلك التهديد، "إذا الحكومة العراقية لم تعمل تقدم جوهري نحو إنجاز معالم المصالحة الوطنية،الأمن،والحكم، فإن الولايات المتّحدة يجب أن تخفّض سياسيتها، الجيش، أو الدعم الإقتصادي للحكومة العراقية".
إنّ المجموعة الدراسية تهدّد بإضعاف حكومة ضعيفة؛وهذا جيد لمعارضيها، لكن سيء للولايات المتّحدة والعراق.
إن التقرير لا يوفّر خيارات سياسة أمنية موثوقة أيضا. فتخفيض القوّات الأمريكية الغير معرّفة تكون مقبولة بحلول عام 2008،أو من المحتمل في وقت سابق أو بعده. إنّ على الولايات المتّحدة أن تسرع بتأهيل المدربين بصورة أكبر وأثبتت بأنّه ليس عندها ذلك، وخصّصت قوات قتالية حالية أكثر غير مؤهّلة للمهمّة. إنّ الخطة للتعامل مع الجيوش الشعبية (المليشيات) هي أن تشكّل بيروقراطية أمريكية جديدة من دون توجيه الحاجة للأمن اليومي الفوري في أمة بدون محاكم وشرطة فعّالة في أكثر المناطق المهدّدة.
فليس هناك خطة ذات مغزى لإيجاد مزيج من القوات العسكرية العراقية الفعّالة، قوّات الشرطة، الحكم، ونظام عدالة جنائي في أي مسألة في المستقبل القريب، وأقل بكثير بحلول عام 2008.إن الجهد الفعّال حقا قد يكون محتمل بالمصالحة السياسية وتوزيع المصادر والتخطيط الصحيح.
لكن، (أ) التقرير الكامل لا يقّدم تفسير موثوق كيف يمكن هذا أن يحدث،
(ب) تطوير القوات العراقية الفعّالة بالتأكيد ليس ممكنا من دون مصالحة.
ويهمل التقرير الرئيسي مشاكل التدريب اليومية وبرامج تطوير القوات بدقّة حيث العديد من توصياته لا تزيد عن هراء تحريضي. كما إن التقرير عديم الجدوى لإثارة سلسلة طويلة من التوصيات الثانوية المفصّلة للتغيير في قوّات الأمن العراقية في التقرير الرئيسي بدون تبرير مفصّل وبدون تقييم مفصّل ذو مغزى عن قابليات القوات الحالية وجهود التدريب.
أخيرا،ليس هناك "الخطة ب". التقرير لا يحاكي ما يحدث إذا الأحداث تصاعديا خرجت عن السيطرة، أو كيف الولايات المتّحدة يجب أن تردّ على حالات الطوارئ المستقبلية المحتملة. إنّ الفرضية الضمنية بأنّهم يلعبون على طريقتنا أو نغادر نحن سريعا. ليس هناك خطة واضحة لما يجب عمله إذا حدثت الحرب الأهلية الواسعة النطاق؛ كيف نتعامل مع القوى الإقليمية الفاعلة إذا إشتركت في النزاع أو أخذوا مواقع المعارضين للولايات المتّحدة. تبدو الرسالة بأن مخاوف السياسة الأمريكية المحلية تستدعى إهتمام أكثر من طبيعة وسرعة الأحداث في العراق أو مصالح أمريكا الأمنية البعيدة الأمد في العراق، المنطقة، والعالم.
وهذا لا يعني بأنّ ليس هناك العديد من الأفكار الجيدة والكثير من المادّة المفيدة والمدروسة ضمّنت في الهيكل الرئيسي للتقرير. لكن، هذه ليست خطة جيدة أو عملية للمستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية – واشنطن(CSIS)
نشرت في January 31, 2007 5:17:20 AM

ليست هناك تعليقات: