كيف يمكن لدولة رئيس إداراتها يحمل جائزة نوبل للسلام ويدعو الى الحوار وحل المشاكل العالقة مع الذين يختلفون معهم بالتفاوض والحلول الدبلوماسية أن يتغاضى قضاءه عن رؤية الأمور بنصابها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بجرائم مواطنيه الذين يرتكبونها بدم بارد تحت مسمى حماية الأخرين مقابل دفع الثمن المناسب لهم ليتصدوا بصدورهم لرصاص "الأعداء" العراقيين المساكين الذين أنهكهم الوضع الأمني المتردي والحالة الأقتصادية الصعبة ليحملوا فوق هذا كله مسؤولية التواجد على أرضهم وبشكل خاطئ وفي غير الزمن المرغوب به أن يكونوا ذرائع هوليودية لحماية الموظفين الرسميين الأجانب والمحتلين، هل يمكن لأكبر شواهد الحضارة الأمريكية بتمثالها نصب الحرية الذي يجسد الحرية والحضارة الإنسانية وهو يمثل التحرر من قيود الإستبداد، أن يُنزل من على عرشه، فالجواب حتما سيكون كلا، فما عاشه العراق بالأمس يعاد بثوب جديد يستبد به وتنتهك حقوقه، إذا لماذا يتعالى القضاء الأمريكي وعدالته العمياء على النظر بإنسانية الى الاجساد الممزقة في شوارع وطرقات بغداد والعراق جراء ما أقترفته أيدي أبطال أفلام رامبو من الحراس المأجورين لشركة بلاك ووتر.
أصبحت المطالبة بالأستنكار شيء ممجوج جدا ومع ذلك فنحن نشجب وندين ما توصلت اليه قمة الهرم الديمقراطي وقضائه الموشح بالنزاهة والعدالة، كنت قد شاهدت برنامج من على قناة MBC ACTION وهو يظهر أخطر المواقف لرجال الشرطة وفي أحدها رجل أسود يستفز رجل الشرطة ويتحول المشهد الى عراك بالأيدي، ومن ثم تطور الموقف الى أن سحب الشرطي مسدسه وأطلق الرصاص على المخالف() فرده الرجل وكانت الغلبة للشرطي بعد طول صراع والنتيجة حكم على الرجل الأسود 15 عاما لرفضه الانصياع وضربه للشرطي، فانظروا وجه العدالة المتحققة في القضاء الأمريكي لهذا الموقف وازدواجيته عندما يتعلق الأمر بإزهاق أرواح الغير من غير وجه حق ولا مسوغ ظرفي أو مكاني يمنح هؤلاء المرتزقة العاملين في الشركات الأمنية من انتهاك أرواح العراقيين. فعلت الحكومة خيرا هذه المرة ورفعت قضية ضد شركة القتل والترويع (بلاك ووتر) في أمريكا والعراق، والتي نرجو أن لا تكون ضمن حملتها الدعائية وحسب، وما نطلبه منكم هو إرسال هذه الرسائل للإدارة الأمريكية وقضائها بشكل رسمي يتلائم مع حجم الأتفاقية بين الطرفين ونوع الحماية التي يقدمونها لنا من الإرهابيين في العراق والذي يحتم عليهم التعامل بالمثل مع مواطنيهم المجرمين الذين يمثلون إرهاباً من نوع أخر، عليهم أن يساوو بين حقوق الأمريكيين والعراقيين لأننا بشر مثلهم ونتمتع بنفس الصفات الإنسانية ام لديهم قولا أخر.
الأربعاء، 6 يناير 2010
العدالة الأمريكية العمياء
الباحث أمير جبار الساعدي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق