الجمعة، 16 أكتوبر 2009

الحرب هي "الفشل الكامل للروح البشرية"(1-2)

ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
قابلنا روبرت فيسك مراسل الـ "اندبنت اللندنية" ذو الباع الطويل، الشهر الماضي في سانتا في - نيو ميكسيكو... الثلاثاء،20 تشرين الثاني 2005، يقول فيسك، "على الأمريكان مغادرة (العراق). وسوف يغادر الأمريكيون ولكنهم لا يستطيعون فعل ذلك. وتلك هي المعادلة التي تحول الرمال الى دماء.
حالما تصبح السيطرة لسلطة محتلة، فأن عليها تجشم المسؤوليات عن المدنيين، وإن هذا ما لم تفعله الولايات المتحدة. ولكن من الناحية الأخرى، فانك تتحمل مسؤولية نفسك. وعليك الاستمرار في تقديم التبريرات، مراراً وتكراراً، ومرات عديدة الى شعبك هناك، لتبرر إن ما فعلته كان صحيحاً ..."شاملا بذلك شهادات صعبة".
يقوم مراسل الاندبندنت اللندنية في الشرق الأوسط، روبرت فيسك ذائع الصيت بمناقشة القضية العراقية في وسائل الإعلام عن الذي يمنحه أملا في كل ذلك. أبان الثلاثين عام التي شغلها مراسلا في الشرق الأوسط، قام فيسك بتغطية جميع الاحداث الكبيرة في المنطقة، من الحرب المدنية الجزائرية وحتى الثورة الايرانية، ومن أزمة الرهائن الأمريكيين في بيـروت، الى الحرب العراقية الإيرانية، ومن الاحتلال الروسي لأفغانستان حتى احتلال إسرائيل للبنان، ومن حرب الخليج الى الاحتلال وتطورات الحرب في العراق. قامت امي غودمان بإجراء المقابلة في سانتا في - نيو ميكسيكو، في الشهر الماضي بحضور فعاليات تحت رعاية مؤسسة لانان... فيسك كتب كتابه الجديد، "الحرب العظمى للحضارة: فتح الشرق الأوسط". كان روبرت فيسك ، يتحدث في سانتا في- نيو مكسيكو ، في 21 ايلول 2005.
امي كودمان: سألته عن تقيمه للموقف الحالي في العراق وما هي الأمور التي يجب القيام بها.
روبرت فيسك: بعد ثلاثة أيام من وصول الأمريكان الى بغداد، قلت أن القصة الحقيقة على وشك البدء وأن تلك القصة هي قصة الحرب ضد الاحتلال الأمريكي. ظن العديد من زملائي إن ما أقوله كان مضحكاً جداً - أطلقوا الضحكات في حينها.ولكنهم لم يعودوا يفعلون ذلك في الوقت الحالي.انظر: باستثناء المنطقة الكردية، فان العراق يعيش في حالة من الفوضى ومن انعدام النظام. ليس هناك طرق أمنة خارج بغداد.أجزاء كبيرة من بغداد تقع في يد المتمردين. فقط المناطق الخضراء الصغيرة، ومناطق الفنادق المحصنة حيث يعيش الغربيون ويمارسون السباحة في المسابح، وفي بعض الحالات لا يبرحون حتى غرفهم وهذا ينطبق على العديد من الصحفيين، ولكن هنالك أناس يسمح لهم بالتوهم بان الأشياء تتحسن، وان الأمور تسير في تطور حسن. وفي الخارج، في الطرقات مازال بعض الصحفيين يخرجون، يشمل ذلك مثلا، زميلي باتريك كوكبيرن من الاندبندت وأنا من جريدة الغارديان، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على اغلب الأمريكان. في الطرقات حيث القليل منا يذهب الى هناك حيث الجحيم على الأرض. تدبرت الذهاب منذ أسبوعين الى المشرحة في مدينة بغداد، كما افعل غالباً في الماضي، أعد الجثث التي أُزهقت في النهار وفي وسط الصيف وفي هذا الحر اللاهب، كان هناك 26جثة حتى وقت الظهيرة. وصلت تسعة جثث في الساعة التاسعة صباحاً. واستطعت الحصول على الرقم الرسمي في تموز لعدد الذين أُزهقت أرواحهم جراء العنف في بغداد وحدها، وكانت الارقام تشير الى 1.100 حالة موت جراء العنف، رجال، نساء وأطفال: أطلاق نار، ذبح، ضرب بالسكين، تنفيذ حكم الإعدام، قتل جماعي. وهي أرقام لا تقوم وزارة الصحة العراقية بإذاعتها كما هو دأبها، وبالتأكيد لا تفعل ذلك سلطات الاحتلال. لدينا في الوقت الحالي موقف في العراق حيث إن هناك "تمرد" على مدى واسع يقوم به كلا الجانبين "الشيعي والسني" ضد القوات الغربية. وعندما يندلع مثل هذا "التمرد" في دولة مسلمة، فانه من المستحيل احتوائه. عذرا، أيها الرجال، هل من الممكن أن نضع الكتاب جانبا؟ فنبدأ مرة أخرى، إننا نعيد ارتكاب نفس الخطأ. ليس بإمكانكم عمل ذلك. ليس بإمكانكم عمل ذلك. كنت أناقش مع صديق عراقي منذ ثلاث أسابيع في بغداد عن رأيه حيال الموقف. كان جوابه: "ليس هناك جواب" عليكم الرحيل.عليكم الرحيل."كتبت في الوقت الذي اعتبرته معادلة رهيبة في العراق، مفادها إن على الأمريكان المغادرة. وان الأمريكان سوف يغادرون ولكنهم لا يستطيعون المغادرة. وان تلك المعادلة التي تحول الرمال الى دم. حالما تصبح قوة محتلة، عليك تولي زمام أمور المدنيين، وهذا ما لم نفعله، ولكن من الناحية الثانية لدينا مسؤولية حيال أنفسنا.علينا الاستمرار في التبرير تكرارا ومرارا لشعبنا. بان ما فعلناه كان صواباً: حسنا، لم تكن هناك أسلحة الدمار الشامل ولكننا تخلصنا من صدام: حسناً ، لم نصلح الكهرباء بعد ولكن عملنا على أن يكون هناك دستور. حسنا، نأمل ذلك. وان ما فعلناه كان الانتخابات. تذكرهم في كانون الثاني؟ وطيلة هذا الوقت يموت الناس بأرقام أكبر. تذكر إن الرقم في تموز كان في بغداد وحسب. ماذا يعني ذلك للبلد بشكل كامل؟ انه يعني 5000 قتيل؟ في تموز؟
وماذا يعني ذلك في كامل العراق وخلال عام واحد؟ ترون مدى المشكلة؟ نحن نتحدث عن 50.000-60.000 قتيل في السنة. ومن الناحية الثانية، إن أسوء رقم سمعناه كان 100.000 منذ 2003 ولكننا لم نحصل على إحصاء لحد الآن. عندما يتوجب على الصحفيين الأفراد التوجه الى مشارح المستشفيات وعد الجثث الممزقة على الأرض، فانك تعرف حينها انك تواجه مشكلة. في أخر مرة كنت في بغداد، بدأت اطرح على نفسي السؤال حول المخاطر المحتملة واني لم أقم بهذا في أية حرب أخرى باستثناء حرب الجزائر والتي كانت مشابهة لحد كبير وفي العديد من أساليبها. وكنت اسأل نفسي هل أن المخاطر التي تحدث بالعراق تستحق الخبر الذي نستخلصه؟ أظن أنه كذلك. ولكني أظن عندما أنظر الى وجهي في المرآة صدفة وأرى شعري الأشيب، أتسائل إن كان علي الاستمرار بذلك. من الممكن أن أفعل ذلك، ولكني لست متأكداً. امي كودمان: روبرت، ماذا بخصوص عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم في العراق؟ في عطلة نهاية الأسبوع، سوف تقام احتجاجات كبيرة مناوئة للحرب في واشنطن، في 24 من هذا الشهر تغطي كل البلاد. وسوف يحضر أخ وأم جوزكوسو، وهو المصور الاسباني الذي قتل في فندق فلسطين، قبل يوم من قيام القوات الأمريكية بسحب تمثال صدام في ساحة الفردوس، كلاهما أو واحداً منهما.
روبرت فيسك: كلا، حدث ذلك في نفس اليوم. حدث ذلك في نفس اليوم. نفس اليوم. كانت الدبابة المدرعة للفرقة الأولى. كانت الدبابة الأمريكية التي قتلته وبشكل مؤكد، ولكن حدث ذلك في نفس اليوم. أمي غودمان: في الوقت الحالي، يعد رقم بين أعداد الصحفيين الذين قضوا مؤخراً. لقد قتل مصور وكالة رويتر، وقد ألقي القبض على زميله على يد القوات الأمريكية وقد بقى رهن الاعتقال، وأخر أيضا قد تم احتجازه في سجن أبو غريب. وكذا العشرات من الصحفيين. ماذا عن زملائك في العراق في الوقت الحالي؟ فيسك: أن العدد الكامل للصحفيين الذي قضوا خلال وبعد احتلال عام 2003 حتى هذا اليوم يصل الى 68 صحفي*. إن أخر تلك الأحداث هو المراسل العراقي الذي يعمل هو الأخر مع نيويورك تايمز في البصرة، وقد عثر عليه مرمى في مجمع للقمامة. لقد قتل بثلاث طلقات خلف رأسه. اشك أن الشرطة العراقية هي التي قتلته، كما واني اشك أيضاً أن الشرطة العراقية قد قتلت الصحفي الأميركي في البصرة. انظر، ليس هناك مجال للشك بان الموقف أصبح خطيرا للغاية بالنسبة للصحفيين هناك أكثر من أية مكان أخر.إن تبحث عن أسوأ فترة فأنها من الممكن أن تكون في البوسنة في عام 1992عندما زج بالعديد من الصحفيين والذين كانت تنقصهم خبرة الحروب في البوسنة. وكانوا يقتلون بمعدل العشرات في كل شهر. يعزى ذلك، كما أظن، الى أنهم كانوا يرسلون صغيري العمر والذين كانت خبرتهم لا تتجاوز خبرة حروب هوليود حيث البطل يبقى حيا بالطبع. وان ما يثير الصدمة هو أن جميع الصحفيين تقريباً قد قتلوا، من دون استثناء في العراق، وجميعهم كانوا يتمتعون بخبرة ما في حالات كثيرة، وهم شباب في متوسط العمر، والذين كانوا تحت مرمى النار لعدة مرات، والذين يعرفون خطورة الأسلحة ، ولكن لم يتم احترام عملهم أو حياتهم. لم أخض أبدا أية حرب شبيهة بما يحدث في العراق، والتي تتعرض فيها حياتنا لخطر مثل هذا، حيث نستهدف الى درجة كبيرة من جميع الأطراف مثلما يبدو في العديد من المرات. وأنا لست متأكد ما الذي من الممكن القيام به حيال ذلك. إن بعض المراسلين الأمريكيين، يتم حراستهم من قبل مسلحين عراقيين.إن لدى "النيويورك تايمز" مجمع مكون من أربع أبراج مراقبة ومسلحين عراقيين يرتدون قمصان سوداء مكتوب عليها "نيويورك تايمز". تقطن الـ "أن بي سي" في فندق في حي الكرادة تحيطه أسوار حديدية. وتقطن الـ"اسوشيتد برس (A.P) في فندق فلسطين يحيطهم جدارين مدرعين. ومن النادر جداً يخاطرون بالخروج وان الموظفين الأمريكيين لا يخرجون أبداً في الطرقات. وكما قلت، مازلنا نخرج مع أصدقاء عراقيين. نحن في الحقيقة نخرج لتناول الغداء في المطاعم العراقية. ولكن أظن انه طالما نحن مع العراقيين وطالما نطالع ساعاتنا ونقول، 20 دقيقة انتهت الوجبة، نصف ساعة، علينا أن نخرج. أنت في حال جيد ولكن يحسب موقفك على انك في خطر. وكما قلت، لم أعد متأكد من أن المخاطرة تستحق. حياتنا ليس لها قيمة لدى المتمردين. ويبدو أن حياتنا ليس ليها قيمة حقيقية لدى الأمريكان أو البريطانيين. أظن انه عندما تصل الى المرحلة حيث لم تعد حياتنا وعملنا تنالا الاحترام المناسب، فعليك أن تطرح على نفسك السؤال، هل مازال ذلك يستحق؟ أظن انه يعزى ذلك كون أن العراق يعيش مأساة حقيقية. أولا بالنسبة للعراقيين طبعاً، والذين لا نضعهم على رأس قائمتنا. نحن نقول 1900 أمريكي ، 93 بريطاني أو أي رقم. ولكن العراقيين هم الذين يتجشمون العناء، وأنهم هم الذين يلقون حتفهم بأعداد كبيرة.العديد منهم، لأنهم قد وضعوا ثقتهم بنا وعملوا معنا وأرادوا العمل في الشرطة أو أرادوا العمل في شركات الاعمار وفي مناطق البناء للأمريكان أو في حصون الأمريكان. ولكن أظن أن الخبر العراقي بصورة عامة أصبح بالنسبة لنا كصحفيين من شبه المستحيل تغطيته. وبالتأكيد إن كان لديك صحفيين يقطنون خلف حائطين محصنين للفندق ومستخدمين هاتف محمول فحسب للاتصال بدبلوماسيين بريطانيين أو أمريكان يقطنون هم أيضاً خلف جدار كونكريتي أخر، فانه من الممكن أيضاً العيش في مقاطعة ما مثل مايو، ايرلاند أو سانتا في- نيومكسيكو. أي أنه لا جدوى من تواجدك هناك. وعلى سبيل المثال، كانت سفرتي الأخيرة لمدينة النجف التي قمت بها خارج العراق والتي استغرقت أسبوعين لتدبيرها وتكاد تكون مرعبة أيضا. لقد كنت أقود السيارة مع ثلاثة من الأصدقاء العراقيين. أحدهم كان شيعيا كادحاً، وشيخ دين معمم ورجل دين. لقد تخلى الجيش العراقي عن جميع نقاط التفتيش. وقد كان بالضبط بعد قول جورج بوش"إن الجيش العراقي قد نزل إلى الميدان". شاهدت سيارات الشرطة العراقية مقلوبة، وعجلات أمريكية محترقة. لم أشاهد أحداً من قوات الأمن حتى وصولي إلى تخوم النجف على مسافة تقارب الثمانين ميل من بغداد. إن كل الريف خارج بغداد هو الآن ضمن "ملكية المتمردين" لكل من السنة والشيعة. وهذا، لم يتم إخبارنا به. وهو الذي لن يقر به الرئيس الأمريكي. وان "سيدنا" السيد بلير سوف لن يقر به هو الأخر. وهذا جزء من التراجيدية. ويبدو الأن أنه جزء من حياتنا، وأن فيضان نيو اورليانز هو ليس حقيقيا حتى أصبح حقيقياً، وان سقوط العراق هو ليس حقيقياً حتى يصبح حقيقياً. مع مثل تغطية تلفازية فقيرة، بالرغم من الصور الجيدة التي حصلنا عليها، إلا أنني لاحظت الجنود البريطانيين المحترقين، بشكل مثير للعجب، في عجلاتهم المصفحة. لم أعد اعلم إن كان في الإمكان توضيح ما يحدث في العراق.إن أغلب الصحفيين، الغربيين يعتمدون على الصحفيين والمراسلين العراقيين الذين يخاطروا بحياتهم في الطرقات.إنهم يخاطرون بحياتهم ويموتون لأجل جلب الخبر لنا إذ انه ليس هناك صحفيين مستقلين غربيين في الطرقات.إن صحيفتي ليس لديها حماية. نحن لا نحمل السلاح. ولكن لا أعرف الى أي مدى من الممكن لنا الاستمرار في عمل ذلك. في كل مرة أنا وباترك نذهب للعراق نجده في حال أسوء مما كان عليه.وعندما ننظر الى الخلف على ما كان الحال عليه قبل عام، والذي كان يعتبر مثير للقلق، نندهش لرؤية كم كنا أحراراً، وكم كنا نستطيع أن نذهب الى البقالة بسهولة ونتبضع. مازلت اذهب الى البقال للتبضع، ولكن لستة دقائق فقط. التقط الخبز، أندفع الى أمام الطابور، أدفع، وأندفع الى الخارج. تتعلم الكثير... ذهبت مرة الى مطعمي المفضل، الرمايا، في ذلك اليوم لأجد بأنه لم يكن رمايا. كان قد تم منحه اسماً إسلاميا وقد وضعت عليه علامة خضراء ضوئية. عندما دخلت الى الداخل، لم تكن القائمة في اللغة الانكليزية، ولا الفرنسية، بل كانت عربية. كانت عربية فحسب. لم يعد هناك قوارير من الخمرة الحمراء اللبنانية.لقد تم تغطيتها بمسحة إسلامية. تحتاج لرؤية هذا وان تفهمه. ولكن المشكلة هي في زملائنا لم يسمح لهم حتى من قبل مكتبهم الإداري بفعل ذلك.
أمي كولدن: لقد عدنا تواً من نيو ارليانز.إن أكثر ما يدهشنا هو ما حدث في وسائل الإعلام، بعيدا عن الرعب الذي حدث، هل كان ذلك نظرا الى أن الحرس الوطني الأمريكي يتواجد في العراق، ألهذا لم يحصل الرئيس بوش على المصادر هناك بشكل مباشر، لم تكن هناك قطعات عسكرية من اجل أن يندمج المراسلين معهم.إذن، ما الذي يحدث عندما يصبح المراسلين ضحايا، في الشارع، وهم ينقلون الأخبار عن الحقائق على أرض الواقع وكأننا لم نرى أبداً مراسل قرب جسد يطوف خلفهم. ومن ثم عندما يقف مسئولي الحكومة، فأنهم يقولون بأن ذلك ليس صحيحاً، عندها يقوم المراسلون بتحدي مسئولي الحكومة فعلاً، لأنهم اختبروا هذه المواجهة بأنفسهم.أحد أول الأشياء التي قام بها الرئيس بوش عندما بدأ بالتدخل كان قوله بأن الجثث ليست للتصوير.أظن إن ما حدث قد قلب البلاد رأساً على عقب، إذ إن الناس قد عرفوا حقيقة ما يحدث بمشاهدة الصور الحقيقية عن نيو اورليانز بطريقة لم نشهدها في العراق.هل من الممكن لك أن تتحدث عن عملية الاندماج الكاملة والسيطرة على وسائل الأعلام؟
روبرت فيسك: إنها ليست مسالة اندماج.إنها ليست مسالة اندماج، آمي. إنها مسألة رفض تلفازي لإظهار حقيقة الحرب. دعيني أعطيك مثلا. في عام 1991، كنت أقود على الطريق الرئيسي الذي يقود الى البصرة، ما يدعى بالخط السريع للموت، كنت مع طاقم من ITV والقناة التجارية البريطانية. وقد توقفنا في مكان حيث كان هناك عدد كبير من الجنود العراقيين الميتين في الصحراء. وقد ظهرت مجموعات من الكلاب. وهي تقطع بأشلاء الجنود ويأكلون من لحمهم. كانوا يقطعون ذراع مع اليد بقسوة ويبتعدون الى الصحراء، يأكلون البطون وعظام الجنود الميتين. خرج طاقم ITV وبدأ التصوير. قلت، ماذا تصورون؟ سوف لن تستطيعون أبدا إرساله عبر الهواء" أجاب كلا، انه من اجل الأرشيف وحسب".

ليست هناك تعليقات: