الأربعاء، 27 يناير 2010

تشتت الخطاب الاعلامي

أمير جبار الساعدي

قد يبدوا للبعض إن كلماتي هذه هي نوع من المبالغة والابتعاد عن هموم أكبر ترزح تحتها وحدة الخطاب الاعلامي في العراق ناهيك عن التوجه الحر لساحة الحرية الممنوحة للاعلام والتي تواجه بين الحين والاخر بعض الانتهاك أو المواجهة القاسية من خلال الاستهداف أو المنع أو حتى الضرب والاهانة، إن مجمل ما يدور في الساحة العراقية يستوجب من العراقيين أولا وخاصة من تصدروا لرفع قلم الحرية ونقل وقائع الحياة اليومية التي يتخللها صعوبات ومحن كثيرة يواجهها المواطن العادي يوميا، أن يكونوا أكثر حرصا على أختيار مفردات الأخبار التي تراعي مشاعر المواطن العراقي وخاصة عبر شاشات الفضائيات العراقية التي تنقل وقائع الجرائم الارهابية التي تضرب عدة مناطق في العراق من غير تمييز لعرق أو مذهب أو طائفة أو حتى جنس محدد بل تضرب العراقيين بالعموم، وكنت أود أن أرد على أحد هذه الفضائيات ذات الوشاح الديني (التابعة لحزب ديني) والتي من خلال متابعتي لنشرات أخبارها تصر دائما وخلافا لما تقوله أغلب الفضائيات العراقية بأن عدد ضحايا الحادث الإرهابي هو سبعة عشر قتيلا!!!، وهذا ما سمعته من خلال نشرة أخبارها يوم الثلاثاء المصادف 26-1-2010، فهل هو إرضاء لمن يدعم هذه القناة أم هو مسايرة لركب الإعلام العربي المتحير بتوجهات خطابه الإعلامي.
وتساؤلي هنا لماذا يعتبر من تسرق روحه من غير واعز لقانون ولا شرع ولا حتى أدنى إعتبارات للضمير الإنساني قتيلا وليس شهيدا فهل كان الضحايا على علم بالمواجهة وهم من أرادوا التصدي للمجرمين فأصبحوا في حالة من التشابه، لمجرم ضد مجرم أم أن هناك توعد وترصد لحياة هؤلاء المساكين الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والساعين للحصول على لقمة عيشهم ولا يدرون ماذا قد خبأ لهم القدر وهل كتابهم قد أغلقت صفحاته في هذا اليوم أم هناك وقت أخر لذلك، فلست من المتفقهين وليس لي دراية كبيرة في الشرع والدين ولكن أرجو من المتبصرين أن يفسروا لي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات دون دينه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون دمه فهو شهيد ومن مات دون نفسه في سبيل الله فهو شهيد) وكذلك روى البخاري عن أبي هريرة: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:( الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله). وفي حديث أخر عن جابر بن عتيك ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد - ذات الجنب: القروح تصيب الإنسان داخل جنبه وتنشأ عنها الحمى والسعال - والمبطون شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة - بجمع: أي التي تموت عند الولادة). رواه أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح. وعن أبي هريرة، ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:(ما تعدون الشهيد فيكم؟) قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: (إن شهداء أمتي إذن لقليل)، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: (من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد). رواه مسلم. والحديث صريح وواضح ولا يحتاج الى تأويل أفليس من يهدم عليه بيته وتفجر جدران مسكنه أو شقته، مكان عمله، ودراسته ويموت تحت الانقاض أو قتلا بالشظايا أوحرقا بعصف الانفجار هم "قتلى وليسوا شهداء".

وإذا كان هذا حال فضائياتنا فلا نعتب على الفضائيات العربية التي تتصدر أشرطة أنباءها عناوين عن عدد ضحايانا اليومية وهم يكتبون قتل وجرح 100... وقد مررت بأحد هذه التجارب أثناء إنعقاد منتدى الصحافة العربية في دورته الثامنة في مدينة دبي وأثناء منازلة بين مدير أخبار قناة العربية ومدير أخبار قناة الجزيرة أثناء تناولهم التغطية الاعلامية لحرب غزة وفي دورة التصارع بين الاثنين سأل مدير أخبار العربية مدير أخبار الجزيرة لماذا تكتبون عن ضحايا غزة شهداء وضحايا العراق قتلى فرد عليه قائلا (في غزة نعرف من يقتل من، ولكن في العراق قد ضاع الحابل بالنابل فلا نعرف من يقتل من). ولا أريد أن أسرد ما حصل بعد ذلك بيني وبين مدير أخبار الجزيرة. فتصورا حجم مأساة وتشت وحدة الخطاب الإعلامي في أبسط مفرداته.

فالأجدر بالمسؤولين عن سياسة هذه الفضائيات العراقية إن كانت ممولة حكوميا أم مستقلة أو من يدعون الاستقلال في خطهم الاعلامي الحر أن ينتبهوا لما تفعله هذه الكلمات ذات الطابع الإنساني في تداولها بقسوة منتهكة أدنى حقوق الإنسان العراقي حتى في أن يمنح صفة تطمئنه بأن له أجرا في الأخرة، وهي لا تكلفهم أجرا ولا جهدا ولا يمنعها قانونا أو شرع.
ألا يمكنهم أن يوحدوا صياغة تحرير مفردات الاخبار لديهم، فلو كانت هناك سلطة عليا تفرض وتضع القيود على ما تنشره وتبثه هذه الفضائيات ألم تكن لتقيم الدنيا ولا تقعدها عن الحريات المستباحة والحقوق المنتهكة للإعلام وأهله، فأين هي حقوق ضحايانا من الشهداء الذين يسقطون كل يوم ألم يكن الأحق بهم أن يأخذوا بالاعتبار مشاعر أهلهم ومحبيهم وهم يصرون في كل مرة بأن يستخدموا هذه العبارات الغير مفهوم القصد من وراء استخدامها، وعليهم الرد إذا كان لديهم شيء مقنع.

الأحد، 24 يناير 2010

السياسيون يزايدون والعراقيون ينتظرون

أمير جبار الساعدي

أستحلفكم بالله يامن أقسمتم اليمين الدستوري على القيام بخدمة الشعب العراقي وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الذود عن مصالحه ...هل سمعتم يوما بأن هناك أعضاء برلمان أو مجالس نواب أو ربما مجلس شيوخ قد أخر أقرار موازنة بلد ما والتي تقف عليها منافع ومعاش ملايين الافراد وجميع وزارات الدولة التي تعمل على تقديم خدماتها لابناء ذلك الشعب؟؟؟، هل بالامكان أن تتوقف عجلة الحياة في شرايين الجسد الحكومي بناءاً على مصالح كتل وأحزاب تريد أن تمرر هذا القرار أو ذاك؟؟؟، قد يوجد في دهاليز أروقة قبب البرلمانات الاخرى بعض التسويات والتوافقات التي قد تمنح بعض الاطراف خدمة أو منفعة لحزب ما على آخر ولكن هل سمعتم بأن مسار العمل الحكومي على وشك أن يصيبه الشلل أو التوقف في بعض مرافقه لعدم أقرار الموازنة العامة للبلد قد حصل في أحد البلدان.
لماذا الاصرار على أن تسموا أنفسكم بأسماء أحزابكم وكتلكم بعيدا عن المبدأ الوطني الذي يدعيه الجميع وأسألكم أين هو مبدأ الوطنية في عدم أكتمال النصاب القانوني لاقرار الموازنة العامة ؟؟؟ لماذا تتخلون عن الخدمة العامة وتنزعون عباءة العراق عن أهدافكم وتحجمونها بفئوية ضيقة "لا تغني ولا تسمن من جوع" هل لان السلطة والحصول على مقعد في مجلس النواب أهم من القسم والوعود التي أعطيت للعراقيين في الانتخابات السابقة. فالخيار الأخير لصوت الناخب العراقي الذي تحاربونه في قوت عياله وتأخير تقديم الخدمات له والتي هو أساسا يفتقر للكثير منها، فهل الحرص على أن تكون هناك أنتخابات بعيدة عن أستخدام المال العام أهم من حياة ومصالح من أُوجد المال العام لخدمته؟؟؟، يجب أن لا يكون الخوف من المنافسة السياسية التي سيحكمها صندوق الاقتراع أكبر من خوفكم على تقديم مصالح شعبكم على مصالح أحزابكم وكتلكم.
على الجميع أن يتذكر بأن التأريخ لا ينسى كبيرة ولا صغيرة وأن الشعب وحده من يحاكمكم بعد الله في ما تفعلون وأن الانتخابات العامة على الابواب.!!!

الثلاثاء، 19 يناير 2010

الضغوط الخارجية والتلويح بها

أمير جبار الساعدي

تتهاوى أوراق السياسة العراقية في مهب الضغوطات بين الحين والأخر وأخرها ما تلوح به الأطراف الخارجية الفاعلة في عملية صنع التغيير في العراق وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها الدول المتحالفة والمحتلة سابقا للعراق ويتبعها بعض المحسنين من يهمهم الأمن والسلم العالمي كهيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وغيرهم من دول الجوار الذين تأبى مصالحهم أن يبتعدوا عن "مساعدة"العراقيين في التدخل في صنع قراره السياسي أحيانا وذلك لكي لا نظلم من سعى ويسعى للحفاظ على وطنية العملية السياسية في العراق.
فالكل هنا يخاف على مسار التحول الديمقراطي الجديد وكيفية الحفاظ عليه من أي طارئ داخلي أو خارجي وهذا ما يحمدون عليه فنحن نخاف أيضا على أرواحنا وعلى أهلنا من أن يصيبهم الأذى، فترى وزير الخارجية الكويتي يصرح خائفا من انتقال ظلام الفوضى الى بلاده ويخوف من حوله بأن العراق سائر الى الهاوية ولا ريب في ذلك، وعلى الجميع أن يبعدوا الشرور عنهم.
أما تدخلات الأم تيريزا (أمريكا) فتراها تضغط على كل القوى السياسية في العراق فتارة تعطي الضمانات من كيسها الخاص وتارة أخرى ترسل اليهم لتسمع منهم، وُتجملها بمهاتفهم لتبدي رضاها من عدمه على القضايا الساخنة في الساحة العراقية، وهذه كفلتها العلاقات المتبادلة والاتفاقات بين الطرفين ولا ضير من ذلك.

والجدير بالاهتمام هو بأن دوائرنا الرسمية تنتفض حسب ضرورة الموقف المحسوب على دوائرها لرفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية فها نحن نرى موقف هيأة المساءلة والعدالة من تصريح مبعوث الأمم المتحدة أد ملكرد الرافض للتدخل بشؤونها، والتي لا تبدي مثله على اتصال ودعوى نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن بعدم ثقته بالهيأة التي قامت بالاجتثاث، والذي قدم مقترحا لحل الأزمة أيضا.وما أحزنني حقا وأسدل الستار على الوطنيين العراقيين ومناضليهم أن يلوحوا بهيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دولة الاحتلال الأولى أمريكا لتسارع في حل مشاكلنا، بل ويلوح ساستنا الأكارم باللجوء الى القوى الخارجية والمحافل الدولية والهيئات العالمية لمنع تدهور العملية السياسية.
وعودا على ذي بدء...أين هي حكمة ورجاحة ووطنية ومنطق وتفاهم سياسيّ العراق سابقا في محافل المعارضة واليوم في تصدرهم لقيادة البلد، ألم يصلوا الى حد الآن لمستوى من التواصل والتوافق الذي يمنع الهرولة الى الأصوات الخارجية والتماس الحلول من جنبات المشتركين في خضم التنافس السياسي العراقي، وعدم السعي وراء الضغوط التي تزرع النفور والرفض لدى المواطن العراقي أولا ولدى المشاركين بصنع القرار ثانيا، ومنعا لخلق تجاذبات الضغوط أو التلويح بها على السياسيين العراقيين التوجه الى بعضهم البعض وحل مشاكلهم فيما بينهم لأنهم لم يلحظوا حجم الكارثة التي يعيشها الشعب العراقي وهو يتفرج على كل طرف وهو يلوح بأوراقه الميمونة، فالعراقيون ينتظرون الحلول من ماسكي دفة الحكم ولم يكن بالحسبان أن يطول انتظارهم لكي يروا حكومتهم صاحبة القرار الوطني الخالص من أي تأثير خارجي، هي التي تصنع قراراتها بنفسها ولا تحتاج الى وصاية من الآخرين، وعليكم أن تتصورا كيف سينظر الشعب لكم ويؤمن بقراراتكم وأنتم تحلون المشاكل الداخلية بوساطات خارجية فهل ستكون لديه ثقة في ما تصنعونه من سياسات قادمة؟!.لأن الشعب ينتظركم لحل مشاكله الكثيرة والوقوف بوجه التحديات الخطيرة.

الأربعاء، 13 يناير 2010

الحقائق الشنيعة الأربع

لماذا لا يعترف السياسيون بحال العراق؟
جاكوب ويسبيرج/ 7 اذار 2007
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

هناك نوعان من المرشّحين الرئاسيين، عندما يتعلق الأمر بالعراق. النوع المنضبط، مثل هيلاري كلنتون، يتجنّب الإعتراف بالحقيقة بعناية. ونوعا أكثر صراحة، مثل جون ماكين وباراك أوباما، يفشون من دون تأني الحقيقة أحيانا، ولكن يعتذرون بسرعة.
للعديد من المرشحين الرئاسيين، الحقيقة الشنيعة الأولى ببساطة هي أن الحرب في العراق كانت خطأ. جاءت هذه القضية إلى الواجهة مؤخرا مع رفض هيلاري كلنتون العنيد للإعتراف بذلك التصويت لإعطاء الرّئيس بوش السلطة لغزو العراق كان الشيء الخاطئ الذي تم عمله. مع ذلك الزميلين الديمقراطيين جون إدواردز وكرستوفر دود إستطاعا القول بأنّهم أخطأوا في التصويت لصالح قرار الحرب عام 2002، كلنتون ينضمّ إليها جو بايدين وقائمة أسماء كاملة من الجمهوريين في عدم قابليتها لتقيّأ كلمة (M). ربما بسخافة جدا، دعا تشوك هاجيل "الزيادة المفاجئة" للقوّات بـ(21,500 جندي) من قبل بوش الخطأ الفاحش الأكبر منذ حرب فيتنام من دون القول أبدا بأنّ الحرب بنفسها كانت الحماقة الكبيرة وبأنّه يفضّلها.
إن الأسباب لرفض الإعتراف بأنّ الحرب نفسها كانت خطأ، إنه باندهاش مماثل جدا كان عبر خطوط الحزب. من السّهل نادرا أن تعترف بأنك كنت على خطأ لذا دعني أعيد الذي إعترفت به أولا بالقائمة في كانون الثّاني 2004، بأنّي آسف أن أعطي دعم مشروط المستوى إلى الحرب. ولكن الذي يصعب ذلك للمعلقين تقريبا هو إستحالة التبرير الذاتي للسياسين، الذين يقاومون الإعتراف بالخطأ على المستوى الجسدي. وتساعد بعض الحسابات السياسية على توضيح قراراتهم الفردية.فعلى سبيل المثال، هيلاري قلقة بأن تقرّ بفشلها الأمر الذي يجعل مهاجمة الصقور لها بوحشية أكثر سهولة إذا حصلت على الترشيح. لكن في القعر، دائما نفس الإندفاع. السياسيون عنيدون، وخائفون من الظهور في حالة ضعف، والخوف من أيّ إعتراف بالخطأ سيحسب تقلّبا وتضارب.

الحقيقة الثانية الغير معترف بها عالميا بأنّ الجنود الأمريكان يُقتلون، ويعوّقون بشكل مشوّه، وبعد ذلك يعالج مثل الأنين، ثم يستغلون علاج الأنين في مستشفى ولتر ريد بأنهم ضحايا مثلما هم "الأبطال". جون كيري كان أول من ينتهك هذه المحظورات عندما كان لا يزال مرشحا محتملا العام الماضي. حيث أظهر كيري عند ما قال لمجموعة من طلاب كلية كاليفورنيا انه من الغباء الذهاب والقتال في العراق. واستنكرت مجموعة منوعة من المحافظين المتوثبين على الفور السيناتور كيري لعدم احترامه الجنود. وكمعانات متقدمة لمجلس الشيوخ للعصمة الملازمة له، أبدى السيناتور كيري مقاومة للتراجع عن تعليقه لفترة من الوقت، ولكن في النهاية أظهر أسفه لما اسماه "نكتة الفاشل" عن الرئيس بوش.
النقاش حول ما إذا كان كيري يعني ما خرج من فمه هو حقيقة، وإن ما قاله كان صحيحا إلى حد كبير هو خسارة. فالأمريكيون الذين يحضرون الكليات ولديهم خيارات توظيف جيدة بعد التخرج من غير المرجح أن يوقعوا لجولات مجانية في المثلث السني في العراق. وينضم الأفراد إلى الجيش الأمريكي لأسباب مختلفة، ولكن منذ تحول حرب العراق إلى حالة مزرية فإن كل المتطوعين إلى الجيش قد انخفض مستواهم التعليمي ورفعت مكافآت تجنيدهم، وخفف التطلع في سجلاتهم الجنائية الماضية. إن اكبر واكبر عامل يدفع لاختيار الخدمة العسكرية هو القصور في وجود أفضل الخيارات أمامهم. فقواتنا في العراق قد لا تعتبر نفسها وقودا للمدافع أو ضحايا الأحكام الرئاسية الخاطئة، ولكن هذا لا يعني إنهم لا يعتقدون ذلك.

الحقيقة الثالثة والتي ترتبط أرتباطا وثيقا بالحقيقة الثانية وتأتي مباشرة من الحقيقة الأولى، هل أن الخسائر في أرواح الأميركيين في العراق كانت أرواح ضائعة. عبر باراك اوباما المرشح للانتخابات المقبلة الحدود في أول رحلة إلى ولاية ايوا عندما أعلن في لقاء جماهيري، "انتهى بنا الأمر إلى شن حرب ينبغي أن لا يؤذن لها قط وان لا تشن حربا، ونحن الآن قد أنفقنا 400 مليار دولار وشهدنا أكثر من 3000 روح من أشجع الشباب الأمريكان تضيع". وبسرعة البرق، قال اوباما انه أخطأ في كلامه واعتذر لأسر العسكريين.
استخدم جون ماكين نفس المصطلح المحظور عندما أعلن ترشيحه في أواخر ظهور مع ديفيد ليتبرمان الأسبوع الماضي "لقد أهدرنا الكثير من أغلى الكنوز وهي الأرواح الأميركية". وكان هذا اعترافا غريبا أعط المرشح ماكين دعم قبول اكبر من بوش. في أي حال، حيث تبع ماكين اوباما ورد سريعا بإعلان الأسف لاختيار كلماته. (الوطنية مصطلح مصحح لفقدانك أجزاء من جسمك في حرب لا معنى لها في بلاد النهرين، بالطبع، "التضحية".) هذه الأحداث جميعها كأنها تتبع قانون كينسليي للزلات الاجتماعية. خطأ كيري و اوباما وماكين الذي يقول الحقيقة أمام التراجع إلى الاعتياد على التورية.
الحقيقة الرابعة والأخيرة والقريبة من اليقين، والتي هي بشكل من الأشكال الأصعب على السياسيين للاعتراف بها، بأنّ أمريكا تفقد أو أنها فقدت بالفعل حرب العراق. إنّ الولايات المتّحدة الأمة الأقوى في تأريخ العالم ولا تعتبر نفسها كالتي تأتي في المرتبة الثانية في السباقات المزدوجة. عندما تعمل ذلك، فإنه بطيء للقبول بأنّها ضربت. فالزعماء السياسيون والعسكريون الأمريكان كانوا رافضين الاعتراف أو النطق بأنّهم أخطأوا الحساب وأهدروا عشرات آلالاف من الأرواح في فيتنام، والعديد منهم بعد الفشل والانسحاب اطمأن. حتى اليوم، يميل السياسيين الأمريكان أن لا يصفوا فيتنام كهزيمة بسيطة. وشيءً مماثل يحدث اليوم في العراق، حيث أنّ أكثر الزعماء يقولون ذلك نموذجيا بأنّنا "نخاطر بـ" الخسارة ولا يجب أن نعمل ذلك.
ويتفادى الديمقراطيون الحقيقة حول المأساة في العراق خوفا من تصنيفهم مخالفين للوطنية أو غير مساندين للقوّات المسلحة. ويتفادونها الجمهوريون خوفا من أن يلاموا على الكارثة أو فقدانهم الدفاع والوطنية كبطاقات للعب ضدّ الديمقراطيين. ويعتقد السياسيون على كلا الجانبين بأن الذين يعترفون بالحقيقة الغير سارة ستضعفهم وتقوّضهم تلك التي ما زالت تحاول المثابرة على مصلحتنا. لكن الأمم والأفراد لا يزدادون ضعفا بمواجهة الحقيقة. يزدادون ضعفا بتفادي الحقيقة ويصبحون مؤمنين بتهرّبهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صحفي سياسي أمريكي، حاليا يعمل محرر لمجلة Slate.com وصحفي للفاينانشيال تايمز.
نشرت في May 31, 2007 5:29:22 AM

الأحد، 10 يناير 2010

تأمين بغداد بالمجتمعات ذات الأبواب

*أنتوني كوردسمان:20 نيسان 2007
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي


إعلان
الولايات المتّحدة بأنها تسعى إلى تأمين ثلاث مناطق سنيّة واقعة في مشاكل آمنية وهي العامرية، الخضراء والأعظمية - مشابها لمجتمعات محاطة بالاسوار ذات الأبواب قد يثبت لكي يكون إتجاه رئيسي في التقرير إذا كان الجهد الحالي لتأمين بغداد يمكن أن يكون قابل للعمل.هو أيضا، على أية حال، يصوّر مقياس المشاكل ذات العلاقة في جلب الأمن المحدود المستوى إلى المدينة.
بغداد مدينة كبيرة وتتوسع.تخمّن المصادر المختلفة بأن سكانها بين 5 -7.5 مليون شخص، بالإعتماد كثيرا على إن التخمين يغطّي حدود المدينة أو منطقة بغداد الأكبر. تُقسم بغداد بواسطة بضع طرق رئيسية نسبيا نسبة إلى حاجات المرور الحالية، لها موانع وتقسيمات نهرية هامّة، وكثير من الحواجز الأمنية الأخرى مثل المنطقة الخضراء. تأمين كامل المدينة عمليا مستحيل.لإن بغداد مهمة جدا للإقتصاد العراقي لتفتيش كلّ عربة أو السيطرة على كلّ نقطة دخول، وينطبق نفس الشيء على حركة المرور الداخلي. ويمكن للمدينة أن تشتغل بالتدفق الثابت نسبيا بحركة المرور بين المناطق السنية، والشيعية، والمناطق المختلطة فحسب.

المجتمعات المحاطة بالأسوار قد تكون كذلك، الطريق الوحيد لضمان إعطاء الأمن الطبيعي النسبي لأجزاء من المدينة من دون شلّها،أو إيجاد أنظمة أمنية لا تستطيع الإشتغال. ويسمحون لبعض إقتصاد القوة أيضا. التركيز على أسس أمنية في المناطق الأكثر مشاكلا ما زالت قد تتضمّن قوة بشرية أكثر مما يمكن أن تنشره الولايات المتّحدة وقوات الأمن العراقية، لكن عمليا أكثر بكثير من محاولة كلاهما إلى تأمين كامل المحيط الخارجي وبعد ذلك تؤمن كامل التنظيم الداخلي للمدينة.
هناك، على أية حال، مشاكل خطيرة بمثل هذا الموقف وهي ستستغرق وقت للتقرير إذا كانت الحكومة الأمريكية والعراقية يمكن أن تتعامل معها:
** الحقيقة يأن المناطق الثلاث الأولى جميعا سنية تحذّر بأنّ تسويرها فيه ميل طبيعي إلى تقسيم المدينة بشكل أكبر إلى خطوط طائفية.أظهرت دول البلقان بأن مثل هذا الموقف يمكن أن يجلب أمن إضافي، لكنه يمكن أن يستقطب ويجمّد الإنقسامات ضمن السكان أيضا.
** حتى المناطق ذات الأسوار تٌظهر مشاكل أمن رئيسية من ناحية ضمان الوصول بينما في الحقيقة تُثبت الأمن. عمليا، هم يمكن أن يربطوا أعداد كبيرة أيضا من القوات الأمريكية ما لم يمكن أن يأتمن الجيش والشرطة العراقية في الواقع لتوفير الأمن بوسائل مقبولة وموثوقة من قبل السكان المحليين.
** إن جميعه سهل جدا لأولئك الذين يقدمون الأمن أن يصبحوا محتلين، سجّانون، أو العدو ما لم يحصلوا على ثقة السكان المحليين.تبدو الولايات المتّحدة بأنها تحاول إيجاد "شراكات"، تتضمّن دعما من المسؤولين المحليّين و"مراقبي الحيّ".هذه بالتأكيد النظرة المرغوبة، لكن الولايات المتّحدة لا تستطيع تحمّل ربط القوّات لفترات طويلة في تلك الأحياء، والوحدات المقاتلة الأفضل في الجيش العراقي أيضا لا يجب أن تكون مربوطة (وتقدّم مشاكل عرقية وطائفية)، وتعتمد كثيرا على نوعية مجهولة جدا من الشرطة العراقية. إنه تخميني لقول ذلك في هذه النقطة، لكنّه يبدو محتملا بأنّ النجاح سيعتمد بشدّة جدا على القدرة الأمريكية لإستعمال الولايات المتّحدة كجزء في مراكز الشرطة لإيجاد قوّة شرطة فعّالة ومؤتمنة بمرور الوقت.
** وجود الأبواب يعزل عناصر المقاومة الشعبية المحليّة خارجا، وإيجاد مكافئ "المناطق" من ناحية البطالة والخدمات الأساسية.قضيتان رئيسيتان يجب التعامل معهما. أولا، كسب الجيوش الشعبية (المليشيات) بدلا من تركها ببساطة لتتقيّح أو كقوة متوازية. ثانيا، متابعة التحسينات في الأمن بتحسينات في إيجاد فرص التوظيف، الخدمات العامة، ونشاطات البنى التحتية.
** والحالة بمثل كلّ هذه الجهود، "الفوز"يكون بلا معنى في النهاية بدون "المسك" و"البناء".
** الإحاطة يجب أن تكون بطيئة وتطوّرية، الذي يترك معظم المدينة ضعيفة لشهور قادمة. الإقتصاد وكلّ النشاطات الآخرى خارج المناطق ذات الأبواب تبقى ضعيفة. في نفس الوقت، المناطق ذات الأبواب يمكن أن تصبح ملاجئ لتلك القوات من (المليشيات)المقاومة الشعبية أو المتمرّدين الذي يعيشون ضمنهم وبعد ذلك الهجوم على أهداف خارج الأسوار. فمشكلة الأمن ليست بسيطة للتدخل فيها. إنها الذي في الداخل والذي يخرج منها.
** الأبواب ستزوّد أمنا نسبيا دائما، ليس كاملا. لا يمكن لأحد أن يوقف المتفجرات من أن تهرّب بكميات صغيرة، والمهاجمون يمكن أن يحسّنوا إخفاء المتفجرات في العربات أو مع الأفراد. فعمليات القنص والإغتيالات التي تستعمل الأسلحة الخفيفة تظهر تحدي كبير.
** علاوة على ذلك، تبقى الطرق الرئيسية والمناطق العامّة ضعيفة بشكل غير محدد. وطرق المرور الرئيسية، المساجد الكبيرة، الأسواق الرئيسية أو مناطق العمل على طول طرق الوصول الرئيسية، لا يمكن أن تعطى نفس الدرجة من الأمن.
** أخيرا، حتى إذا ساءت بعض المناطق، الثقة بالمنهج تميل إلى نظرة الفشل، تواصل عزل المدينة، والقوات الأمريكية يمكن أن تربط أعداد أكبر بكثير مما يمكن للولايات المتّحدة أن تتحمّل إذا أرادت التوسّع خارجا إلى المدن المحيطة ببغداد، وتطلق القوّات لأجزاء أخرى من العراق.
فليس أي من هذه القضايا تعني بأن الجهد الحالي لن يكون ناجح أكثر بكثير بمرور الوقت في تزويد الأمن المحليّ في بغداد من المعالجات الماضية.المناطق ذات الأبواب تعمل، على أية حال، تشمل تجربة ستستغرق وقت للتطبيق، وسيكون هذا بعيدا من الجواب المثالي، وقد تفشل.
هي بشكل حرج تعتمد على التحسينات في فعالية كل من الشرطة والحكم العراقي، والدعم المحلّي.
مثل أغلب الاندفاعات،إنه من المحتمل أن يكون في مقتبل عام 2008 قبل النتائج الكاملة وتأثير مثل هذه الجهود يمكن أن نحكم عليها.هذا يجعل صبر الكونجرس (والرئاسة) في موقف حرج. فطلب النجاح الفوري وصفة للفشل الفوري. يجب أن يُعطى المفهوم وقت وصبر لرؤية ما يكون مفعوله، والقوات الأمريكية والعراقية يجب أن تعطى الفرصة للتعلّم من أيّ حالات فشل مبكّرة وتتكيّف معها.
في نفس الوقت، من الواضح أنّ هذه المعالجة العسكرية للمشكلة إنه تابع فحسب لتأثيرها على الحلول والمصالحة السياسية مثل كلّ نشاط عسكري أخر. ومن ناحية، فإن أخطار مثل هذا الموقف ستكون صغيرة جدا إذا تحرك العراقيين حقا نحو المصالحة والمساومة. ومن الناحية الأخرى، إنه من غير الواضح الى أيّ درجة من النجاح المحليّ ستهمّ من دونهم. إن الولايات المتّحدة ببساطة لا تستطيع البقاء طويلا على خلاف البريطانيين أو القوات في دول البلقان، بما فيه الكفاية لإنتظار إنتهاء توتّرات مدينة مقسّمة أو العمل كقوّة حفظ سلام طويلة المدى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن يختص بقضايا السياسة العامّة الدولية (CSIS).
نشرت في April 30, 2007 7:13:49 AM

الخميس، 7 يناير 2010

أوباما يوشك أن يُخدع

الباحث أمير جبار الساعدي

تتوالى فقرات سيناريو جديد بشخوصه وقديم بمضمونه وأهدافه التي يتلاعب بها كل من المحافظين الجدد ووكالات الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية ذهابا وإيابا حسب الحاجة لتأجيج المواقف التي تخدم مصالح ومخططات الصقور في الحزب الجمهوري بعد أن أطاح الرئيس باراك أوباما بمنهج إعلان الحروب واستنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية لدولة المجون أمريكا من خلال حروبها المعلنة على عدة جبهات والتي تصب في الأخر في جيوب وحسابات الشركات العابرة للقارات من كارتيل الصناعة العسكرية والنفط ومن تبعهم في خدمة مصالحه في شتى أنحاء العالم المتعولم ، ومن بينها أحداث أفلام الحرب على الإرهاب في العالم والتي كانت أمريكا قد بذرت بذرتها الأولى في أفغانستان وبعض الدول التي أمتد اليها المد السوفيتي آنذاك، فارتدت على مخابراتها أولا وعلى موازين القوى في الساحة الدولية التي تحكم بعض مصالحها هناك، ومن الملاحظ للمتابع للأحداث الأخيرة لسيناريو دخول النيجيري في مغبة تفجير الطائرة وكيف تم بالأصل حصوله على تأشيرة الدخول لأمريكا، وهنا أروي لكم ما حصل مع أحد المسؤولين العراقيين عندما دعي ومستشاره الى حضور مؤتمر في العاصمة واشنطن عام 2007 وبعد طول انتظار أتت الموافقة على سمة الدخول للمسؤول من دون حصول مستشاره عليها علما بأنه شخص أكاديمي ومعروف لدى الحكومة ولا يرتبط بأي حزب أو جهة سياسية معارضة أو موافقة ، ولكن ما حصل مع المدعو عمر النيجيري هو العكس تماما مثلما حصل مع من سبقه من مرور التسعة عشر شخص الذين نفذوا أحداث الحادي عشر من أيلول وهم يمرون من أمام كاميرات المراقبة في المطار فانظروا الى التلاعب والضحك على الذقون الذي تريد الاستخبارات الأمريكية أن تمرره على العالم وعلى الشعب الأمريكي ورئيسه لجره بخطى مستعجلة نحو عجلة الحرب على الإرهاب ويقول الرئيس الأمريكي "إن أجهزة المخابرات الأمريكية كان لديها معلومات كافية لإحباط محاولة الشاب النيجيري لنسف الطائرة المتجهة الي ديترويت لكنها أخفقت في التنسيق فيما بينها" أتلاحظون هذا التأكيد على الفشل أهو فشل حقا أم سوء تنسيق مع أحد عملائهم المزدوجين والذين فشلوا في السيطرة عليه كما حصل مؤخرا مع الأردني الذي فجر نفسه في أحد المعسكرات الأمريكية أو كان موجها حسب ما أردوا له من مخطط يبدأ بسلسلة جديدة من التفجيرات ويستمر ليصعد من حمى الخوف والتهديد من المسلمين وإعادة صياغة سيناريو عام2001 مرة أخرى، وهذا ما نراه في توجه الجمهوريين وهم يتهمون إدارة أوباما الديمقراطية بالضعف في التعامل مع خطر الإرهاب وعدم قدرتها على إصلاح الثغرات في المخابرات المستمرة منذ الهجمات التي شنت في أمريكا بطائرات ركاب مخطوفة في 11 أيلول 2001. والذي أعلن بأنه سائر في إغلاق معتقل غوانتانامو وإجراء الإصلاحات في أجهزة المخابرات وهو يؤكد بأن"هذا لم يكن فشلا في جمع معلومات المخابرات". وأتصور بأن هؤلاء المعارضين سوف لن يتوقفوا عن إحداث المزيد من أفلام استهداف أمريكا من خلال التفجيرات المعدة من ظلال القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتستمر حلقة هذا السيناريو مع ارتفاع ضجيج القاعدة في اليمن السعيد الذي بدأ يتحول الى ساحة من النزاعات على عدة جبهات وأكثرها خطرا حسب ما يوجهون هو القاعدة، فمن المفيد أن توأد الخطر قبل أن يصيبك ولكن تحت أي ذرائع وما هو الثمن الذي يجب أن ندفعه.
حيث يؤكد أوباما سعيه على التصدي لمحاولات القاعدة ومنعهم من تهديد الأمن القومي، ويقول مستشار الرئيس أن واشنطن لا تنوي فتح جبهة لمكافحة الإرهاب في اليمن، وهذا يخالف ما يحدث على أرض الواقع لأن أمريكا متواجدة منذ زمن داخل الأراضي اليمنية لتقوم بمهام جمع المعلومات الاستخبارتية عن خلايا القاعدة وكل ما يهدد مصالحها من بعد تفجير السفينة "كول" أو قبل ذلك.
وعودا على ذي بدء فأن سيناريو المخطط الجهنمي لاستهداف أمريكا يراد به أبقاء حرب بوش ضد الإرهاب مستمرة بغليانها حتى يتسنى لتجار الحروب جني الأرباح الخيالية من وراء صب الزيت على النار وخاصة بعد الأزمات المالية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي، وإظهار باراك أوباما بالضعيف وبالتالي إجباره على قرع طبول الحرب والدخول بدوامة رصد الميزانيات الضخمة لتفعيل عمل الأجهزة الأمنية والمخابراتية بكل وكالاتها المتعددة الأسماء والتوجهات، ومثلها لإبقاء معنويات الجيش عالية بمده بما يحتاج اليه من دعم لوجستي وعسكري وكذلك إذكاء فتيل الحرب والانتقام لدى الشعب الأمريكي وزرع روح الكراهية لديهم.لا نريد أن تصيبهم دائرة الإرهاب ولكن عليهم أن يبعدوا عنا دائرة التشكيك والامتهان كلما طرأ طارئ على أمنهم ومصالحهم وعليهم أن يبحثوا عن الأسباب ويعالجوه قبل بحثهم عن الأدوات، وعليه يجب على الجميع التنبه لمثل هذا المخطط الذي سيضر بالمصالح العربية خصوصا والدول الإسلامية حتماً.

الأربعاء، 6 يناير 2010

العدالة الأمريكية العمياء

الباحث أمير جبار الساعدي

كيف يمكن لدولة رئيس إداراتها يحمل جائزة نوبل للسلام ويدعو الى الحوار وحل المشاكل العالقة مع الذين يختلفون معهم بالتفاوض والحلول الدبلوماسية أن يتغاضى قضاءه عن رؤية الأمور بنصابها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بجرائم مواطنيه الذين يرتكبونها بدم بارد تحت مسمى حماية الأخرين مقابل دفع الثمن المناسب لهم ليتصدوا بصدورهم لرصاص "الأعداء" العراقيين المساكين الذين أنهكهم الوضع الأمني المتردي والحالة الأقتصادية الصعبة ليحملوا فوق هذا كله مسؤولية التواجد على أرضهم وبشكل خاطئ وفي غير الزمن المرغوب به أن يكونوا ذرائع هوليودية لحماية الموظفين الرسميين الأجانب والمحتلين، هل يمكن لأكبر شواهد الحضارة الأمريكية بتمثالها نصب الحرية الذي يجسد الحرية والحضارة الإنسانية وهو يمثل التحرر من قيود الإستبداد، أن يُنزل من على عرشه، فالجواب حتما سيكون كلا، فما عاشه العراق بالأمس يعاد بثوب جديد يستبد به وتنتهك حقوقه، إذا لماذا يتعالى القضاء الأمريكي وعدالته العمياء على النظر بإنسانية الى الاجساد الممزقة في شوارع وطرقات بغداد والعراق جراء ما أقترفته أيدي أبطال أفلام رامبو من الحراس المأجورين لشركة بلاك ووتر.

أصبحت المطالبة بالأستنكار شيء ممجوج جدا ومع ذلك فنحن نشجب وندين ما توصلت اليه قمة الهرم الديمقراطي وقضائه الموشح بالنزاهة والعدالة، كنت قد شاهدت برنامج من على قناة MBC ACTION وهو يظهر أخطر المواقف لرجال الشرطة وفي أحدها رجل أسود يستفز رجل الشرطة ويتحول المشهد الى عراك بالأيدي، ومن ثم تطور الموقف الى أن سحب الشرطي مسدسه وأطلق الرصاص على المخالف() فرده الرجل وكانت الغلبة للشرطي بعد طول صراع والنتيجة حكم على الرجل الأسود 15 عاما لرفضه الانصياع وضربه للشرطي، فانظروا وجه العدالة المتحققة في القضاء الأمريكي لهذا الموقف وازدواجيته عندما يتعلق الأمر بإزهاق أرواح الغير من غير وجه حق ولا مسوغ ظرفي أو مكاني يمنح هؤلاء المرتزقة العاملين في الشركات الأمنية من انتهاك أرواح العراقيين. فعلت الحكومة خيرا هذه المرة ورفعت قضية ضد شركة القتل والترويع (بلاك ووتر) في أمريكا والعراق، والتي نرجو أن لا تكون ضمن حملتها الدعائية وحسب، وما نطلبه منكم هو إرسال هذه الرسائل للإدارة الأمريكية وقضائها بشكل رسمي يتلائم مع حجم الأتفاقية بين الطرفين ونوع الحماية التي يقدمونها لنا من الإرهابيين في العراق والذي يحتم عليهم التعامل بالمثل مع مواطنيهم المجرمين الذين يمثلون إرهاباً من نوع أخر، عليهم أن يساوو بين حقوق الأمريكيين والعراقيين لأننا بشر مثلهم ونتمتع بنفس الصفات الإنسانية ام لديهم قولا أخر.

الاثنين، 4 يناير 2010

تقرير مجموعة دراسة العراق- الموقف على المدى البعيد

* شون برملي، برنامج الأمن الدولي
المقدّم ستيفن سكلينكا (USMC)، باحث عسكري- 13كانون الأول 2006
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

منذ إطلاق تقرير مجموعة دراسة العراق، لم يكن هناك نقص يناقش، يحلّل، أو يناظر بخصوص محتوياته. في النهاية، كلّ المناقشات كانت تُغلى في الأسفل نحو سؤال واحد يدور في خُلد كلّ شخص: متى بإمكاننا أن نسترجع قواتنا من العراق؟
إن العديد في أجهزة الإعلام ومن الناس ترجموا التقرير جوهريا إعلانا لخيار الإنسحاب. ومع ذلك، فإن التقرير يوضّح بأنّ كلّ الألوية المقاتلة لا تعزى لها مسؤوليات قوة الحماية بشكل محدّد يمكن أن تُسحب من العراق في الربع الأول من عام 2008.
على أية حال، وفي إختبار قريب للتقرير خلال موشور توصياته حول الجيش والأمن، فإن التقرير يمكن أن يكون مترجم بسهولة كمحاولة تحزّبية للحزبين لوضع الأساس السياسي والثقافي لإلتزام عسكري طويل المدى في العراق والذي يدوم جيّدا الى ما بعد عام 2008.
أخبر وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس الأسبوع الماضي، والذي وافق عليه مجلس الشيوخ وسيؤدّي اليمين الإثنين القادم، اللجنة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ "بأنّ الولايات المتّحدة يجب أن يكون لها بعض الحضور في العراق لوقت طويل".
تقرير مجموعة دراسة العراق عمل بيان مماثل: "من الواضح أنّ [العراق] سيبقى يحتاج مساعدة أمنية لبعض الوقت للتغيير في ما يعملون لإنجاز تغييرات سياسية وأمنية".
إنّ تقييم تقرير الحرب واقعي ودقيق. إنه من الواضح على المستويات المتزايدة للعنف، الطبيعة الطائفية للحكومة العراقية، وقدرات "قوّات التحالف" المتدهورة للتأثير على الأحداث. وبتقديم هذا التقييم لوحده، أزال أعضاء المجموعة الدراسية معظم النغمة الحادة من الخطابات التحزبيّة المستمرة وحقنها بجرعة صحّية من الرزانة إلى النقاش المشحون إلى حد كبير مسبقا.

إنّ توصية التقرير المركزية عسكريا أن تجعل التدريب ونصح قوات العراق العسكرية الناشئة هي المهمّة المركزية للقوات الأمريكية في العراق. بينما هذا قابل للنقاش، بأنّه كان حجر الزاوية للسياسة الأمريكية لبعض الوقت (التذكير بـ "حينما ينهض العراقيون، إستعدادنا سيقل")، توضح مجموعة دراسة العراق إعتقادها بأنّ وزارة الدفاع الأمريكية أخفقت بشكل كافي تصدر هذه المهمّة الحاسمة.
يوصي التقرير بأن الجهود لتضمين المستشارين الأمريكيين داخل الوحدات العراقية كانت متزايدة من المستوى الحالي الذي فيه 4,000 جندي تقريبا إلى 10-20,000 جندي. وأعطيت الأولوية للمصادر والتنظيم المحفّز اللذان يضمنان كفاءة الجنود الأمريكيين الذين يخصّصون لمهمّة الأستشارة، تجادل مجموعة دراسة العراق بأنّ هؤلاء المستشارين، ينتشرون في فرق على شكل مستشار لكل 11 رجل حاليا، يمكن أن يوسّع حضورهم في الجيش وقوّات الشرطة العراقية من مستوى الكتيبة (وحدة تحتوي 500 جندي)، إلى مستوى السرية (وحدة تحتوي125 جندي). وهناك تقارير تشير بأن الجيش الأمريكي يدافع عن توسّع الفرق إلى 30 جندي لتحسين الأمن. إستنادا على تقييم عامّ عن حجم الجيش وقوّات الشرطة العراقية، الفرق الأمريكية الأكبر تساوي مجموع الذين يتضمّنهم الجهد بحدود 30,000 جندي أمريكي. تشير التقارير الإعلامية الأخيرة إلى أنّ هذا المستوى من الجهد ينظر له بجدية من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وإدارة بوش.

نتائج مثل هذه الزيادة المثيرة في الجهد المثبت على بقيّة حضور "قوات الائتلاف" في العراق يبقى غير مستكشف. بشكل واضح، مثل هذا الجهد يتطلّب دعم كبير من الجيش الأمريكي ووحدات سلاح البحرية.
لسوء الحظ، بدلا من أن يّقدم مستوى أكبر عن التفاصيل والتحليل حول توصية مجموعة دراسة العراق المركزية عسكريا، يستمرّ التقرير لإقتراح المهمات الإضافية التالية للقوات الأمريكية في العراق:
1. خدمة ودعم التسهيلات والوحدات الأمريكية
2. ردّ الفعل السريع
3. العمليات الخاصّة
4. الإستخبارات
5. البحث والإنقاذ
6. حماية القوات
المهمات أعلاه مهام عسكرية هامّة جدا، وتتطلّب حضور قوي في كافة أنحاء العراق والّذي سيكون فعّال. ومستوى حماية القوات لضمان بأن التجهيزات يمكن أن تتدفّق بين الكويت والقواعد المختلفة في كافة أنحاء العراق لوحدها هامّ أيضا- للقول ليس هناك وحدات "ردّ فعل سريع" التي يجب أن تكون ضمن بضعة أميال من كلّ فريق مضمّن لتقديم أيّ حماية حقيقية مطلقا.
إضافة إلى ذلك، يقترح تقرير مجموعة دراسة العراق بأنّ الوحدات الأمريكية يجب أن تدعم نشر الألوية العراقية بالإستخبارات، وسائل النقل، الدعم الجوي، دعم التموين، والأجهزة الرئيسية. المحلّلون يجب أن لا يقلّلوا من تقدير مستوى الجهد المطلّوب لدعم قوات العراق العسكرية الناشئة - عندهم أقل ما يمكن من قابليات الدعم الأرضي أو الجوي.
بعد تلخيص المهمات العسكرية المختلفة الّتي ستؤدّيها القوات الأمريكية في العراق، يؤكد تقرير مجموعة دراسة العراق بعد ذلك، بأنّ في الربع الأول من عام 2008، خاضع لتطوّرات الأمن الغير متوقّعة، "كلّ الألوية المقاتلة ليست ضرورية لحماية القوات يمكن أن تكون خارج العراق". مثل هذا البيان يدلّ على إنسحاب وشيك نسبيا من قبل القوات الأمريكية.
على أية حال، التقرير يستنتج: "حتى بعد أن تحرك الولايات المتّحدة كلّ الألوية المقاتلة خارج العراق، نحن ما زلنا نبقي تواجد عسكري كبير في المنطقة، مع ما يبقى من قوة هامّة في العراق". فإن المهمات التي تخصّصها مجموعة دراسة العراق إلى هذه القوة 'الهامّة' تقترح أن تكون كبيرة، لمدى طويل، وإلتزام مستمر.
الجمهور الأمريكي يجب أن يكون على دراية من غير أوهام أن المهمات أعلاه يمكن بسهولة أو بسرعة أن تؤدّي إلى تخفيضات كبيرة في عدد القوات الأمريكية في العراق. توحي الحقائق على الأرض بأنّ أيّ تغييرات وشيكة بموقف القوات ستؤثّر على ما حققه جنودنا، فليس بالضرورة كم من منهم ينتشر في العراق- أو كم هم سيبقون هناك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية-واشنطن (CSIS)
نشرت في May 5, 2007 8:10:51 AM

السبت، 2 يناير 2010

أمل مجموعة دراسة العراق الخاطئ

* ايفو.دالدر
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

إنّ المشكلة الأكبر بتقرير مجموعة دراسة العراق بأنّه، مثل معظم الموجودين في واشنطن، يشترون داخل الفكرة لأنه بسبب نتائج الهزيمة مريعة جدا نحن يجب أن لا نقبل الحقيقة بأننا قد خسرنا. حتى كما يرسمون صورة الكارثة المدمرة التي حدثت في العراق، مندوبوا الحكومة يصرّون بأنّنا يجب أن نواصل المحاولة لجعل الأشياء تعمل- يدعون الجيران للمشاركة، يدرّبون العراقيين،التحفيز على المصالحة - على أمل أنّ الحالة هناك ستتحول وتتحسّن. لكن الأمل، مثلما كان كولن باول مولع بالقول، إنها ليست إستراتيجية.والأسوأ، يعرض الأمريكان والعراقيين الفرصة الخاطئة التي بجهد أكثر قليلا، وبتغيّر في السياسة، يمكن أن نتفادى الهزيمة في العراق.
إنّ العيب الأساسي الأكبر في التقرير الإعتقاد بأن المصالحة السياسية ما زالت محتملة في العراق. لكن ليس هناك دليل لدعم ذلك الإعتقاد- وهناك العديد من الأدلة بأن العكس صحيح. يموت العراقيون بمعدل أكثر بكثير من 100 شخص باليوم - حيث يبلغ المعدل 40-50,000 عراقي من رجال ، نساء،وأطفال يهلكون كلّ سنة.وفي العديد من الأوقات ذلك العدد يكون من الذين مصابين إصابة خطيرة. أولئك الذين لم يقتلوا أو يعوّقوا يتركون العراق- حاليا بنسبة تبلغ مليون عراقي بالسنة.وأن هذه الأعداد التي تؤكّد، في عدة طرق بأن لا دورة يمكن أن تقاوم ذلك، وأنّ العراق الآن وكان تماما لبعض الوقت ينحدر إلى حرب أهلية بشكل مميت - حرب التي فيها بغداد، المدينة العراقية الكبيرة، تقف على المركز الدامي.
إنّ حالة الأمن المتدهورة في كافة أنحاء البلاد توصل الناس إلى زواياهم الطائفية الخاصة، وهكذا يقوّض إلإئتمان والثقة الضروريان إلى أيّ عملية مصالحة.والعراقيون يعرفون بأنّ حكومتهم فشلت في أكثر واجباتها الجدّية- وهي أن تحمي الناس. إنهم يعرفون الناس الذين يحتشدون في المنطقة الخضراء حكومة بالإسم فحسب، وليست حكومة بمعنى الكلمة.
لا شيء من الذي تقترحه مجموعة دراسة العراق سيغيّر هذه الحقيقة المركزية بدون حكومة- وبدون الأغلبية الواسعة للناس التي تأتمن أولئك الذين يحكمون- إن الناس يريدون الأمن والسلامة بين بعضهم البعض، بينما أولئك الذين لديهم القدرة سيتركون البلاد بالجملة.وقد رأينا هذه الصورة من قبل -في الحروب الأهلية التي إبتلعت دول البلقان، أفغانستان، رواندا ومجموعة كبيرة من البلدان الأخرى. ليس أفضل من تدريب قوات أمن التي ولائها يتوقّف على طائفة معينة بدلا من المصالح الوطنية ولا ترغيب وترهيب أكثر من حثّ الزعماء الطائفيين للمصالحة ولا دبلوماسية حاذقة حتى تتضمّن الجيران الذين سيغيّرون هذه الحقيقة الضرورية.
فالحقيقة الوحيدة التي تُهمنا- وحالما تكتب مجموعة دراسة العراق تقريرها، بكلّ واقعيته، أنهم يرفض القبول - بأنّنا خسرنا في العراق. نحتاج لمواجهة تلك الحقيقة الضرورية مباشرة - ولا يعطوا أمل خاطئ بإنّنا يمكن بطريقة ما، مع تعديل هنا وآخر هناك، نتفادى الهزيمة.
إن الذي نحتاجه الآن سياسة تتعامل مع نتائج هزيمتنا
- والتي تركّز على تأكيد إن الحرب الأهلية لن تصبح حرب إقليمية. نحتاج لإبعاد قوّاتنا عن العراق، وبينما يحثّ تقرير مجموعة دراسة العراق بشكل صحيح، نحتاج للتركيز على إعادة مقامنا في الشرق الأوسط. والذي يتطلّب الحوار مع كلّ البلدان في المنطقة- ليس أصدقائنا فحسب، لكن أيضا خصومنا. وقبل كل شيء، يتطلّب جهد جدّي للمحاولة لحلّ النزاع الإسرائيلي - الفلسطينيّ بشكل نهائي.
خسرنا العراق. فدعنا نحاول تجنّب إغراق بقيّة الشرق الأوسط معه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زميل أقدّم في الدراسات السياسة الخارجية - 8 ديسمبر/كانون الأول, 2006
نشرت في March 24, 2007 8:53:43 AM