د. أمير الساعدي
أن تطرب لسماع أي لحن أو ايقاع موسيقي أمر لا يحتاج
إلا الى ذائقة، ولكن أن تشارك بعزف أيّا كان نوعه، فإنك تحتاج الى الذائقة
والثقافة الموسيقية علما وتجربة حتى تستطيع أن تًطرب الاخرين أو أقلها تستميلهم
لسماعك، وما يحدث اليوم من تشابك بين كثير من أطراف العملية السياسية بالعراق وانقسام
كتلها حتى في البيت الواحد أضعف ثقة المواطن بهذه الكتل وبنفس الوقت عزز المشهد
الديمقراطي بتعدد الخيارات بأسلوب التنافس وتعدد البرامج التي تشابهت بمحاورها
الرئيسة ولكنها اختلفت بآلياتها أمام الناخب العراقي، وبما أنه قد حظي بتجربة 14
عام لم ير من تلك الاحزاب وبرامجها الشيء الكثير، فهذا مدعاة بأن يبحث عن التسلح
بالثقافة والعلم ليحسن اختيار ممثليه،
فسمة العزوف والتهكم بحال العمل السياسي بالعراق مازال يوجه كثير من وعي وثقافة
المواطن العراقي بهذه المرحلة نتيجة أخطاء الدورات النيابية وحكوماتها السابقة
وتراكم النظام السياسي قبل عام 2003، ووسط
هذا وذاك نسمع الحانا وايقاعات مختلفة من الكتل والاحزاب وتحالفاتها المشاركة بهذه
الانتخابات علها تدفع الناس للطرب على معزوفة برامجها الانتخابية، فلدينا بهذه
الدورة الانتخابية 329 مقعد، تسعة منها كوتا الاقليات والباقي 320 مقعد أرى بانها ستتوزع
على سبع كتل رئيسة وأحزاب وتحالفات صغيرة العدد والحضور