الباحث أمير جبار الساعدي
تتوالى فقرات سيناريو جديد بشخوصه وقديم بمضمونه وأهدافه التي يتلاعب بها كل من المحافظين الجدد ووكالات الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية ذهابا وإيابا حسب الحاجة لتأجيج المواقف التي تخدم مصالح ومخططات الصقور في الحزب الجمهوري بعد أن أطاح الرئيس باراك أوباما بمنهج إعلان الحروب واستنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية لدولة المجون أمريكا من خلال حروبها المعلنة على عدة جبهات والتي تصب في الأخر في جيوب وحسابات الشركات العابرة للقارات من كارتيل الصناعة العسكرية والنفط ومن تبعهم في خدمة مصالحه في شتى أنحاء العالم المتعولم ، ومن بينها أحداث أفلام الحرب على الإرهاب في العالم والتي كانت أمريكا قد بذرت بذرتها الأولى في أفغانستان وبعض الدول التي أمتد اليها المد السوفيتي آنذاك، فارتدت على مخابراتها أولا وعلى موازين القوى في الساحة الدولية التي تحكم بعض مصالحها هناك، ومن الملاحظ للمتابع للأحداث الأخيرة لسيناريو دخول النيجيري في مغبة تفجير الطائرة وكيف تم بالأصل حصوله على تأشيرة الدخول لأمريكا، وهنا أروي لكم ما حصل مع أحد المسؤولين العراقيين عندما دعي ومستشاره الى حضور مؤتمر في العاصمة واشنطن عام 2007 وبعد طول انتظار أتت الموافقة على سمة الدخول للمسؤول من دون حصول مستشاره عليها علما بأنه شخص أكاديمي ومعروف لدى الحكومة ولا يرتبط بأي حزب أو جهة سياسية معارضة أو موافقة ، ولكن ما حصل مع المدعو عمر النيجيري هو العكس تماما مثلما حصل مع من سبقه من مرور التسعة عشر شخص الذين نفذوا أحداث الحادي عشر من أيلول وهم يمرون من أمام كاميرات المراقبة في المطار فانظروا الى التلاعب والضحك على الذقون الذي تريد الاستخبارات الأمريكية أن تمرره على العالم وعلى الشعب الأمريكي ورئيسه لجره بخطى مستعجلة نحو عجلة الحرب على الإرهاب ويقول الرئيس الأمريكي "إن أجهزة المخابرات الأمريكية كان لديها معلومات كافية لإحباط محاولة الشاب النيجيري لنسف الطائرة المتجهة الي ديترويت لكنها أخفقت في التنسيق فيما بينها" أتلاحظون هذا التأكيد على الفشل أهو فشل حقا أم سوء تنسيق مع أحد عملائهم المزدوجين والذين فشلوا في السيطرة عليه كما حصل مؤخرا مع الأردني الذي فجر نفسه في أحد المعسكرات الأمريكية أو كان موجها حسب ما أردوا له من مخطط يبدأ بسلسلة جديدة من التفجيرات ويستمر ليصعد من حمى الخوف والتهديد من المسلمين وإعادة صياغة سيناريو عام2001 مرة أخرى، وهذا ما نراه في توجه الجمهوريين وهم يتهمون إدارة أوباما الديمقراطية بالضعف في التعامل مع خطر الإرهاب وعدم قدرتها على إصلاح الثغرات في المخابرات المستمرة منذ الهجمات التي شنت في أمريكا بطائرات ركاب مخطوفة في 11 أيلول 2001. والذي أعلن بأنه سائر في إغلاق معتقل غوانتانامو وإجراء الإصلاحات في أجهزة المخابرات وهو يؤكد بأن"هذا لم يكن فشلا في جمع معلومات المخابرات". وأتصور بأن هؤلاء المعارضين سوف لن يتوقفوا عن إحداث المزيد من أفلام استهداف أمريكا من خلال التفجيرات المعدة من ظلال القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتستمر حلقة هذا السيناريو مع ارتفاع ضجيج القاعدة في اليمن السعيد الذي بدأ يتحول الى ساحة من النزاعات على عدة جبهات وأكثرها خطرا حسب ما يوجهون هو القاعدة، فمن المفيد أن توأد الخطر قبل أن يصيبك ولكن تحت أي ذرائع وما هو الثمن الذي يجب أن ندفعه.
حيث يؤكد أوباما سعيه على التصدي لمحاولات القاعدة ومنعهم من تهديد الأمن القومي، ويقول مستشار الرئيس أن واشنطن لا تنوي فتح جبهة لمكافحة الإرهاب في اليمن، وهذا يخالف ما يحدث على أرض الواقع لأن أمريكا متواجدة منذ زمن داخل الأراضي اليمنية لتقوم بمهام جمع المعلومات الاستخبارتية عن خلايا القاعدة وكل ما يهدد مصالحها من بعد تفجير السفينة "كول" أو قبل ذلك.
وعودا على ذي بدء فأن سيناريو المخطط الجهنمي لاستهداف أمريكا يراد به أبقاء حرب بوش ضد الإرهاب مستمرة بغليانها حتى يتسنى لتجار الحروب جني الأرباح الخيالية من وراء صب الزيت على النار وخاصة بعد الأزمات المالية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي، وإظهار باراك أوباما بالضعيف وبالتالي إجباره على قرع طبول الحرب والدخول بدوامة رصد الميزانيات الضخمة لتفعيل عمل الأجهزة الأمنية والمخابراتية بكل وكالاتها المتعددة الأسماء والتوجهات، ومثلها لإبقاء معنويات الجيش عالية بمده بما يحتاج اليه من دعم لوجستي وعسكري وكذلك إذكاء فتيل الحرب والانتقام لدى الشعب الأمريكي وزرع روح الكراهية لديهم.لا نريد أن تصيبهم دائرة الإرهاب ولكن عليهم أن يبعدوا عنا دائرة التشكيك والامتهان كلما طرأ طارئ على أمنهم ومصالحهم وعليهم أن يبحثوا عن الأسباب ويعالجوه قبل بحثهم عن الأدوات، وعليه يجب على الجميع التنبه لمثل هذا المخطط الذي سيضر بالمصالح العربية خصوصا والدول الإسلامية حتماً.
هناك 3 تعليقات:
أكدت عدة مرات, بأن السيناريو المعد أصلا منذ البداية, حين اعلن عن هجمات سبتمر, بأنه ضعيف وذو ثغرات كبيرة! لكن ما اذهلني أن هذا السيناريو قد صدقه الكثيرون وقد بات من الجنون الآن أن تقول هل صدقتم هذا !! الغريب بأن سيناريو النيجيري الأضعف حتما, قد اصابه ما اصاب السناريوهات السابقة. هل أصبحت شعوب العالم مغبونة لهذا الحد وأين يمكن لهذه الترهات أن تتوقف ! باراك اوباما باعتقادي يعلم جيدا ماخطط له وهو جزء لايتجزأ من هذا السيناريو ..
المقال رائع .. أريد أن انوه على أن العنوان لايتناسب والحقيقة فقط .. شكرا
مرور مرحبا به وتعليق ينم عن ثقافة عالية وألمام بفنون والعاب السياسة التي أصبحنا نحمل عليها وتحمل علينا لا بمفهومها ومبادئها بل بالادوات التي تعمل بها وتتعامل معها وها أنت ترى حال العرب والعراقيين بالذات كيف تتقاذفهم بحور وشطأن عالم الخديعة من غير أن ترى سفينة وربان يقربها من مرفئ الأمان. وأتفق مع ما جاءت به حول العنوان وهو شيء مقصود لاعطاء الذريعة والتحفيز للمخدوع بأن ينتبه
بما يراد به ولكن أن سلمنا بأنه يعلم وهذا ما أويده أيضا فسوف نغلق الابواب ضده وتعلم بأن السياسة هي فن المناورة في ما ترى وتفعل في أحيانا كثيرة.
وتقبل تحياتي وتقديري
شكرا عزيزي .. أخي في البشرية والأرض .. أخي في النوع والقلب .. !!
من منا لايحمل هذا الحب في دمه .. حب مسقط الرأس .. حب البشر .. والأهل ..
قرأت وبتمعن, ماجاء في ردك بشأن أوباما, وهذا حقيقي وإن افترضنا بأنه يمثل طيفا"ظنناه جميعا" مختلفا عندما سمعنا خطاب القسم !.. حتى أننا جررنا انفسنا الى فانتازيا أكبر, بأنه الطيف المعاكس لسابقه الجمهوري .. لكنه بدأ يخيب امالنا يوما بعد يوم ..
رأيته البارحة.. بوشاً بلون أغمق ..
هل هذه لعبه اخرى .. كلينتون آخر قبل بوش .. عندما بدأت صراعات حول البوسنة ..!! سؤال ربما نعرف جوابه .. لكن علينا الانتظار .. تحت أمطار التوقعات لسنين أخرى .. !!
لبغداد ولشعبها دعائي وتمنياتي بسلام دائم وحب لايقف عند حد.
رفعت
إرسال تعليق