أنتوني كوردسمان
ترجمة: أمير جبار الساعدي
الخلاصة:
السؤال الأول: ما هو مصدر النزاعات بين أفغانستان والعراق؟ هل الولايات المتّحدة بحاجة إلى أن تسرع للخروج من العراق أو تأُخر ذلك في أفغانستان؟ ما هي المبادلات؟ هلّ بإمكان الولايات المتّحدة أن تعملهما معا ؟
الجواب: يعتمد كلّ شيء على ما إذا كان العراق يتحرّك بثبات نحو التسوية السياسية السلمية وعلى سرعة تدهور الوضع أو تحسّنه في أفغانستان وباكستان. إذا كان العراق يتقدّم للأمام بسلام، يمكن للولايات المتّحدة أن تزوّد أفغانستان بالقوّات التي تحتاجها على الأقل خلال السنة القادمة، والإنخفاض في كلفة حرب العراق يجب أن تخفّف الجهد للإنفاق بصورة أكثر على نزاع في باكستان وأفغانستان. يحذّر القادة، على أية حال، بأن الحالة في العراق تبقى متوترة، حسّاسة وقلقة بين العرب والاكراد وكذلك، التوتّر السني الشيعي، التهديد من القاعدة في العراق، التوتّر داخل البيت الشيعي الذي يتضمّن جيش المهدي والمليشيات الأخرى، التوتّر داخل السنة والذي يتضمّن أبناء العراق، الضغط من قبل إيران، وإنخفاض كبير في الإيرادات النفطية العراقية هذه كلّ الأخطار الهامّة الحالية.
من الناحية الأخرى، الجنود الجدّد الـ17,000 الذين تعهّدوا بأرسالهم لأفغانستان هم الحدّ الأدنى البحت المطلوب لمقابلة طلبات القيادة، لم تلزم باكستان لحد الآن قواتها بالكامل للدخول في المعركة، والحكومة الأفغانية ضعيفة وفاسدة، والتبذير الهائل وسوء الإستخدام يتلفان قوات الولايات المتّحدة، وحلف شمال الأطلسي/ وقوة المساعدة الامنية الدولية، والجهد الحكومي الأفغاني في حرب باكستان -الأفغان.لا يجب أن تكون كلفة الحرب قضية حاسمة، لكن الولايات المتّحدة قد تكون مجابهة بالمبادلات الخطرة جدا بين الإستمرار بأبقاء القوّات في العراق أو تزوّد أفغانستان بقوات كافية.
السؤال الثاني: ماذا تعمل الولايات المتحدة الأمريكية في العراق؟ لماذا هو مهم؟ أليست الأولوية الحقيقية هي الحرب الأخرى؟
الجواب: باكستان قد تكون مركز الجاذبية للقاعدة والحرب على الإرهاب، لكن العراق حاسم في إحتواء إيران، ويوازن الخليج والصادرات النفطية العالمية، ويغذي الإقتصاد العالمي. يتضمّن كِلا النزاعين المصالح الستراتيجية الحاسمة.
السؤال الثالث: لماذا نهتمّ بأفغانستان إذا كان تهديد الطالبان محلي والقاعدة مقرّها في باكستان؟ إذا العدو الحقيقي له ملجأ في بلد أخر، فلماذا يجب أن نواجه المشكلة الأفغانية؟
الجواب: ليس هناك جواب سهل عن هذا السؤال، لكن سيطرة طالبان في أفغانستان من المحتمل أن تُوجد ملجأ جديد للقاعدة والمتطرّفين والحركات الإرهابية في كافة أنحاء المنطقة، وهذا سيلهم الإرهابيين والمتطرّفين في كافة أنحاء العالم، ويجعل أيّ نصر دائم في باكستان مستحيل. على أية حال، تبقى الحقيقة، بأن باكستان مركز الجاذبية الإستراتيجي ومستقبلها ذو أهمية أكثر بكثير من أفغانستان إلى الولايات المتّحدة.
سؤال الرابع:هل تستطيع أمريكا الفوز في أفغانستان إذا لم تكن لديها خطة مقنعة وخيار مقنع للربح في باكستان؟
الجواب: كلا. من الواضح أنّ تأمين أفغانستان قد يكون مستحيلا طالما المناطق العشائرية المدارة بشكل إتحادي ومنطقة البلوش في باكستان تبقى ملاجئ لطالبان، حكمتيار، ومتمرّدو حقّاني. والأكثر أهميّة، تأمين أفغانستان ما زال يشكل هزيمة إذا بقيت باكستان غير مستقرة وكانت ملجأ قائم فعلا للقاعدة والحركات المتطرّفة. يجب أن يكون لدى الولايات المتّحدة إستراتيجية فعّالة للتعامل مع السياسيين، الجيش، والأبعاد الإقتصادية من القتال في كلا البلدين لتحقيق الفوز هناك.
السؤال الخامس: من اللّطيف التحدّث عن البعد غير العسكري. فأين موقع الناس والمصادر في كل هذا؟ وماذا يعني ذلك حقا؟
الجواب: من السّهل التحدّث عن "قوّة ناعمة "و" قوّة ذكية، "لكن أكثر من 1,000 شخص من العاملين في فرق إعادة البناء الإقليمية الأمريكية هم عسكريين وأقل من 50 شخص من المدنيين. إن إستراتيجية "الفوز، المسك (الاحتفاظ بالارض)، البناء" تتطلّب الكثير من الجهد لتوفير الأمن المحليّ، الحكم، والمعونة الإقتصادية كما النجاح في المعركة، لكن مصدر الولايات المتّحدة الوحيد لتلبية حاجتها من الناس، الآن، هو الاعتماد بشكل كبيرعلى الجيش.
السؤال السادس: إذا تحولت أستراتيجية الولايات المتّحدة لـ"التطهير، المسك، البناء" ماذا يكلّف ذلك حقا؟ هل يمكن حقّا إنّها تعمل حتى مع زيادة 30,000 رجل؟ هل هذه معركة مفتوحة ؟
الجواب: سيستغرق الامر شهر أو أكثر قبل أن تتمكن الولايات المتّحدة من أن تأمل بأن يكون لديها خطة وإستراتيجية للحملة المتكاملة المقترحة من قبل الرئيس الامريكي، أستنادا الى الخبرة وفرق البلاد والقادة الرئيسيين مثل الجنرال ديفيد بيترايوس والجنرال ديفيد ماكيرنان. يجب عليهم أن يعرّفوا مستوى الخطر، القوات اللازمة، والى متى يمكن أن تستمرّ الحرب.على أية حال، السنوات السبع الأخيرة، شهدت ارتفاعا حادا ومطردا في مستوى التهديد، وليس من الواضح أن هناك ما يكفي من القوات والموارد المتاحة حاليا.
السؤال السابع: إذا كانت الولايات المتّحدة أصلحت البعد العسكري، فمن يصلح مجموعة من الحكومات الفاسدة والفساد والتبذير في عملية المساعدات المدنية؟
الجواب: هذه مشكلة خطيرة في كلٍ من أفغانستان وباكستان. ويجب أن تضمن الولايات المتّحدة بأنّ هناك العدد الكافي من الجيش وعمال الإغاثة المدنيين موجودون في الميدان، ربط المساعدات إلى أفغانستان وباكستان بعناصر نزيهة في هذه الحكومات، تدقيق حسابات كلّ الإنفاق بشكل واضح، واتخاذ إجراءات واضحة من الفعالية. في الوقت الحاضر، جهود الإغاثة إلى حد بعيد فاسدة، عاجزة، ومبذّرة. إنها تفتقر إلى التكامل ولم تركّز على الحاجات الملحة القصيرة الأمد.
السؤال الثامن: هل هذا يمكن تحمله في وقت الإزمة الإقتصادية؟ هل الولايات المتّحدة لديها 12بليون دولار أخرى في الشّهر للحرب؟
الجواب: يجب أن تكون الحروب أرخص بكثير الآن إذا تحرّك العراق نحو التسوية السياسية والإستقرار، وإذا كان الوضع في أفغانستان وباكستان لا يتدهور بشكل أساسي. في أيّ حال من الأحوال، تبدو الكلفة الكلية للحروب رخيصة عندما تُرى كنسبة مئوية من إنفاقنا العسكري الكليّ، الميزانية الإتحادية، والإقتصاد. وهناك زاوية أخرى للنظر الى
السؤال هل بإمكان الولايات المتّحدة أن تتحمل فقدان أمن الخليج أو المعركة ضدّ القاعدة أو باكستان النووية ؟
السؤال التاسع: أين هي هذه الخطة بعد سبع سنوات؟ أين الشفافية؟
الجواب: هذا هو التحدي الذي يجب على الرّئيس باراك أوباما أن يواجهه بالكامل. يجب أن يعرف الشعب الأمريكي ماذا يجري، ويرى الأمور مفصّلة بأنّهم يمكن أن يأتمنوا، ويعتقدون بأن التضحية مطلوبة. ولا شيء من هذه الإختبارات سابقا إجتمعت بأيّ من الكرامة أو النزاهة: فليس هناك تفاصيل، وخطط، ولا شفافية؛ فبالكاد "يلفق" خطابات فارغة.
السؤال العاشر: هلّ بإمكان الولايات المتحدة أن تثق بمنظمة حلف شمال الأطلسي؟ الأمم المتّحدة ؟ حامد كرزاي؟ الرمزيّة لا تحتسب. فما هي خيارات العالم الحقيقي؟
الجواب: نحن لسنا مثاليين، ولا نعيش في عالمٍ كامل. لدى الولايات المتّحدة حلفاء حقيقيون، لكن لديهم حدود، وهناك بضع فرص من كلا منظمة حلف شمال الأطلسي/ وقوة المساعدة الامنية الدولية، أما أن تتغير فجأة أو أن تجد القائد والحكومة المثالية للعراق، أفغانستان، أو باكستان. ستحتاج الولايات المتّحدة لضغط حلفائها للعمل بقدر الستطاع والأنظمة المحليّة للإصلاح السياسي، ولكن سيتعين عليها أن تتحمل معظم العبء. الأمر الرئيسي في الشروط العسكرية ربّما تعزيز قوات الأمن العراقية، الأفغانية، والباكستانية والتي لا تحتاج الى قوات جديدة كبيرة من منظمة حلف شمال الأطلسي.
السؤال الحادي عشر: أربعة إلى خمس سنوات أخرى؟
الجواب: يبدو أن ذروة القتال في العراق قد تكون إنتهت، وفصل الحرب في أفغانستان أمّا سينقلب خلال عام 2009 إلى 2010 أو ستُخسر الحرب.إنها ستستغرق أربعة إلى خمس سنوات، على أية حال، لبناء قوّات الأمن العراقية والأفغانية المستقلة بالكامل ومساعدة العراق، أفغانستان، وباكستان لبناء الحكم المتقدم والجهود الإقتصادية الحاسمة لمجاراة النجاح العسكري. الفشل وحده يمكن أن يكون سريع.
السؤال الثاني عشر: لماذا لا يكون الإحتواء خياراًً ؟
الجواب: الولايات المتّحدة ستكون مجبرة على الإحتواء إذا رأت بأن العراق سينهار إلى النزاع الداخلي أو يقع تحت النفوذ الإيراني، إذا سيطرت الطالبان والمتطرّفين على أفغانستان، وإذا فشلت باكستان كدولة أو أصبحت دولة متطرّفة ذات أسلحة نووية. ما هو أبعد من الواضح بأنّ أيّ هزيمة من هذه ستكون أرخص أو أسهل أن تعيش معها من أن تحفظ تعريف معقول عن النصر في العراق، أفغانستان، وباكستان. من السّهل الكلام في العبارات العامة حول سهولة "الإحتواء"؛ تحديده بشروط عملية أكثر صعوبة بكثير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Critical Questions: The Future Challenge of the Iraq and Afghan-Pakistan Wars
Anthony H. Cordesman - February 23, 2009. (www.csis.org)