الأحد، 14 فبراير 2010

كم قريبا سيكون آمن؟ (2-2)

تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية
أنتوني كوردسمان وآدم موسنير
ترجمة: أمير جبار الساعدي

النقاش
حول وضع اتفاقية القوات، المواعيد النهائية للانسحاب الأمريكي، وكيف يمكن للعراق قريبا أن يؤكّد كلّ درجة محتملة من السيادة التي فقدت اتصالها مع الحقائق العملية التي تنطوي عليها. لم يناقش أي من الطرفين ما إذا كانت القوات الأمريكية ينبغي أن تخفض قواتها باطراد وبعد ذلك تنسحب كليّا. من الضروري أن يكون كلا الجانبين حذر في وضع الأهداف حول كم هي سرعة الانسحاب ومتى يتم ذلك. قد لا تكون القوات الأمريكية ذات شعبية(محبوبة)، ولكنّ لديهم عامل تأثير يثبّت الاستقرار وهذا يساعد على تهدئة خطر بأن العراق في العديد من الصراعات على السلطة والتي قد تتحوّل إلى حالة عنف. من المرجح تأثير الاستقرار أن يزيد أيضا أثناء الفترة الانتقالية الحرجة والتي تنطوي على الانتخابات والتسوية السياسية بين عامي 2009 - 2011 إذا كان ذلك واضح إلى العراقيين بأن الولايات المتّحدة بالفعل ستغادر وأن قواتهم وحكومتهم في الواقع هما اللذان سيسيطران.

ولهذا السبب يحتاج القادة العراقيون والأمريكيون أن يجعلوا معظم تفاصيل خططهم غير سرية والتواصل بشكل فاعل مع المجالس التشريعية، والقادة السياسيين، ووسائل الإعلام، وشعب العراق والولايات المتحدة. ومن الأهمية بمكان أن يفهم العراقيين كم هو بطأ عملية تطوير قوى الأمن الداخلي وأن الولايات المتّحدة ليس لها نية بالبقاء حتى بحضور استشاري أو داعم، ماعدا استجابة صادقةً إلى رغبات الحكومة العراقية والشعب العراقي. لا يمكن أن تكون "الشروط الأساسية" للانسحابات ببساطة مستندة على الاحتياجات الأمنية العراقية، يجب عليهم أيضا أن يعتبروا بأن العراقيين يريدون بقوة مغادرة الولايات المتّحدة وقوّات التحالف الأخرى العراق بأسرع وقت ممكن وعدم ترك التأثير السلبي للحضور الأمريكي على السياسة العراقية والرأي العام.

يحتاج الأمريكان إلى فهم مدى حساسية العراقيين وحسب إلى ما يعتبره الكثيرون وجود الاحتلال، وأن العديد من العراقيين ما زالوا يرون الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة بغير المبرّر ويشعرون بأن الولايات المتّحدة الأمريكية تنوى البقاء في العراق و/ أو للسيطرة على النفط العراقي. كما يحتاج العراقيون الى إدراك بأن الولايات المتّحدة ملتزمة حقا بمساعدة العراق لتحقيق السيادة الكاملة وإنهاء اعتماد أمنه بالكامل على الولايات المتّحدة، وإلى أن الولايات المتحدة ترغب فعلا في نهاية المطاف الى سحب كل قواتها. إنهم بحاجة الى أن يروا ذلك التقدّم يحدث بالسرعة الممكنة موضحة الوضع الأمني والسرعة التي يمكن بها أن تجعل من قوات الأمن العراقية فعّالة، وأن الولايات المتّحدة لا تفضّل أيّ طائفة أو مجموعة عرقية وتدع العراق بثبات يتحمل مسؤولية جهود تطوير قواته. ويحتاج الأمريكان لرؤية بأنّ هناك نهاية واضحة للعبة والتي يمكن أن تؤدّي إلى النجاح، والتي تضع نهاية إلى تواجد الوحدات المقاتلة والإنفاق من المصادر الأمريكية. إذا سارت كل الأمور بشكل حسن، فيجب على الولايات المتّحدة أن تكون قادرة بثبات على إخراج قواتها المقاتلة ضمن الموعد النهائي الحالي، وبعد ذلك تُزيل كامل تواجدها العسكري إذا كان هذا ما يرغب فيه العراق. في نفس الوقت، ما زال العراق في حالة حرب، وما زال يواجه تهديداً خطيراً من النزاع الطائفي والعرقي. فالقوات العراقية ليست جاهزة لحد الآن لتوفير الأمن والاستقرار الذي يحتاجه العراق، وإن من الضّروري أن ُيضبط الانسحاب الأمريكي مع تقدّم العناصر المختلفة لقوات الأمن العراقية وما تصنعه على أرض الواقع.

نادرا ما سوف تضر بسيادة العراق عملية انتظار إزالة (إبعاد) كلّ القوات الأمريكية ومساعديها حتى تكون قوات الأمن العراقية مستعدّ وقادرة بشكل كامل. إنّ الاختلاف على الأغلب يحتمل أن يكون بين الانسحاب الكامل في وقت ما في عام 2011 وفي وقت ما في عام 2013. وفقا لبعض الظروف، بطأ سرعة الانسحابات الأمريكية قد تؤدّي إلى مزيد من التوافق السياسي في العراق، ويسمح بازدياد خطى التنمية، وتعطي القوات العراقية الوقّت لأن تصبح قادرة بالكامل على الدفاع عن البلد من دون دعم أمريكي.
ليس بالضرورة قد يثبت هذا، بأن كلّ شهر يجب أن ترى العراقيون يستلمون سيطرة أكثر والولايات المتّحدة تقيّم بعناية ما هي القوّات التي يمكن أن تجعلها تنسحب. يواجه تأريخ الدول مأزق مشابه لوضع العراق الحالي، على أية حال، ويظهر بأن الوقت والصبر يمكن أن يكونا اصول حاسمة. ومن الواضح أيضا ليس هناك طرف ضمن العراق يمكن أن يربح إذا كانت نتيجة الإسراع الى الأمام هي العنف الطائفي والعرقي، قوّات أمن عراقية منقسمة أو عاجزة، ونوع من السياسة العراقية الداخلية الذي يثير النزاع بدلا من إنتاج الاستقرار الدائم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
How Soon is Safe? Iraqi Force Development and Conditions-Based U.S. Withdrawals
Author: Anthony Cordesman and Adam Mausner
February 19, 2009. (www.csis.org)
* من(الأساطير اليونانية) وهي علبة أعطاها زوس الى بندور مع تعليمات بأن لا تفتحها ؛ ولكن الفضول دفعها وفتحت العلبة ؛ فتطايرت كل الشرور والمآسي من العلبة لتصيب البشرية.

ليست هناك تعليقات: