أمير جبار الساعدي
مازالت النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات غير معلنة وفيما يبدو
بأن الحراك السياسي بين الكتل الفائزة حسب ما طرحته المفوضية العليا للانتخابات
المستقلة بدأت بحركتها لتشكيل بعضا من التحالفات لتشكيل الحكومات المحلية، فبعضا
يؤطرها مفهوم الشراكة وأخرى يغلفها مبدأ الاغلبية السياسية... فما ظهر من حصاد
الأصوات للأحزاب والكتل في هذه الانتخابات أظهرت تقدم ائتلاف دولة القانون بأكثر
من محافظة ويليها ائتلاف المواطن ومن ثم كتلة الاحرار بقوائمه المختلفة والتي
نافست على مواقع التقدم في بعض المحافظات على ائتلاف المواطن وفي محافظة ميسان
تصدرت كافة القوائم... فما ظهر من تداعيات الأزمات المتلاحقة فيما بعد تشكيل حكومة
الشراكة الوطنية أظهرت كثيرا من النقد من قبل ائتلاف المواطن وكتلة الاحرار لإدارة
الحكومة لكثيرمن هذه الملفات التي تشاركها في جسد السلطة التنفيذية وغالبا ما كان
هناك توافق في ما بين ائتلاف المواطن والاحرار في تشخيص طبيعة تلك الأزمات وطرق
حلها، ولكن لم يكن هذا الامر دائما لاختلاف جدول تلك التوافقات وطبيعة العلاقات
بين كل أطراف التحالف الوطني، وعودا على نتائج الانتخابات نرى بأن القانون الجديد
(سانت ليغو) في حساب الاصوات قد أعطى الفرصة للكتل الصغيرة الصعود الى سلم
الحكومات المحلية بحصولها على بعض المقاعد وإن كانت قليلة ولكنها تشكل جزءا مهما
في صياغة طبيعة التحالفات في مجالس المحافظات الجديدة وأختيار المحافظ ومجلس
المحافظة، وهكذا برز صعود ائتلاف كتلة المواطن بعد أن تراجع حضوره الانتخابي في
انتخابات مجلس النواب في عام (2010) وأصبح رقما مهما يشكل ثقلا كبيرا في طبيعة تلك
التحالفات التي عقدت والتي ستعقد مستقبلا والتي ظهر منها أولا وحتى قبل إنعقاد الانتخابات تحالف ديالى الوطني في
ديالى والذي أجتمعت فيه كل كتل التحالف الوطني في ديالى لتتشارك معا في خوض تلك
الانتخابات، وكان ذلك بسبب طبيعة التوجهات السياسية والاجتماعية في محافظة ديالى والذي
دعاها للتجمع قبل الانتخابات، وقد أظهرت النتائج الى الان بأنهم حققوا المركز
الثاني (وسط تنازع بينهم وعراقية ديالى التي تصدرت المشهد هناك على المركز الاول).