الأحد، 2 يوليو 2017

لا خلافة لسلطان متغطرس


 أمير الساعدي
   يحدونا الأمل أن حال الشعب العربي سيصحو يوما على يأسه من احداث تغيير حقيقي يستعيد عبره مكانته بين الأمم المتحضرة إنسانيا ولهذا جاء الرد على عنوان ما كتبه الاستاذ عبد الناصر سلامة في مقاله اللاذع "أمير المؤمنين "ترامب"...
   لا خلافة لسلطان متغطرس، ولا خلافة لمدعي سلام يقتل بالليل والنهار، ولا خلافة لمن يتبجح بالديمقراطية وينتهكها بأرضه العنصرية، ولا خلافة لمن يقول بأن بلاده فيها الحرية وقد اتفق معه، ولكن أرى بان حكوماتهم سلبت أبناء الارض جذورهم الاصلية ... وفي كلمته أمام القمة الإسلامية-الأميركية يقول ترامب: "نبدأ فصلا
جديدا بين بلدينا سيعم من خلاله الخير على الجميع"، أي خير وأنت تؤشر اصابع الاتهام على من يرعى الإرهاب وتغمض عينا عن أخرين، فأي خير سيأتي منكم وأنتم تتزعمون بأحلافكم مقاتلة الارهاب ولقرارات مجلس الأمن تخرقون، فأينكم من القرارات (2177، 2178، 2199) ممن تحالفتم معهم ولعدوكم وعدوهم الحرب تعلنون، ولمدللتكم "اسرائيل" تجاملون فلماذا قرار منع الاستيطان لا تطبقون؟.
   فلم نكن يوما ولاته ولم نكن يوما من رعايا أربابه فلا يحق له أن يتطوس علينا بغرته الذهبية ... فلكل رقعة شطرنج مات شاه أو كش ملك ينتظر من يجد له فوق تلك الرقعة الأبدية طريقة لعب تذكره بأن حركاته أوشكت على النهاية، فلم تكن رؤاهم بأن الأرض يرثها عباداً صالحون، وإنها ستقوم على أيدي من ورثوها لعنتهم الفكرية بإسلام متطرف لا يليق إلا بعقول تعفنت من جور سلب الحريات والحقوق تغولت، وهم من دعم سالبيها السلطة والسلاح والتأييد حتى يزرعوا الارض فرقةً نحصد مواسمها خراب تأكل الاخضر واليابس من غير وعي أو تسديد فاتورة وعودهم الوردية لنا، فالخليفة المتطوس يقول"نحن هنا من أجل إلحاق الهزيمة بالتطرف ومن أجل بناء الرخاء والتنمية للشباب"، هكذا يخطط راعي الديمقراطية فأفسدوا بالأرض وقتلوا أهلها وسبوا الحلائل كلها ظنا بأن الرب قد نسى بأن يتركهم يمرون من غير تقدير لما يجري، حتى يرى الإنسان شر نفسه وشرور من حرَف معاني الإنسانية، فانبرى لهم من شق عصى طاعة أهل الضغينة وأعلن أن هبوا لحماية ارضكم وانسانكم ومقدساتكم، فخاب ما أعدوا له وأبعد شبح تقديرهم لنا الى حين ...
  ومن تسلط علينا بجبروت سلاح النووية والصواريخ البعيدة البالستية، وهو يقول"إن لم نقف متحدين لوقف القتل فإن الله سيعاقبنا" فقد عرف مع من أراد لهم التمكين وبإدارة التوحش يستودون، بأن الارض ستورث لعباد ذوي عزم وبأس فاعدوا العدة علّهم يأخروا موعداً قد قدرَ له الرب موقتاً وهم عنه يبحثون ولأنفسهم يحمون ولمستقبلهم يأمنون، فإن فرقونا وعن دولنا أبعدونا ولثرواتنا سلبونا واضِعنا أنفسنا وهم نهبونا، فنحن أيضا متهمون بهذه الصفحة السوداء بسفر لا يراد له ان يكون أبيض ببناء متحضر أو عقلاً متدبر يزهو بتنمية مستدامة، وحياة مدنية بها كل الحقوق مصانة، فلن يكن البناء إلا بإرادة ابناءنا صولة لا يعرف أحد متى يكون موعدها بعد حين أو الصبح "اليس الصبح بقريب".

باحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية

ليست هناك تعليقات: