د. أمير الساعدي
أصبحت
السيادة العراقية فيما يبدو محطة ضعف في جسد الدولة في خضم ضعف العراق ودخوله في
حلقة تنافس سياسي للفوز بالكتلة الاكثر عددا لتشكيل الحكومة المقبلة.. هل نستطيع
تجاوز تلك الخروقات دبلوماسيا وتقديم شكوى لدى مجلس الامن؟؟ ام الرد على عملية
القتل التي نتهم بها بأنه خطأنا لأننا تجاوزنا الحدود العراقية ؟؟ انظروا الى عمق
المهزلة يسمح للكيان الصهيوني بان يدافع عن أمنه القومي ويضرب اينما يريد بالشرق
الاوسط !! وتركيا تصول وتجول بسوريا والعراق للدفاع عن أمنها القومي، ولكن عندما
يريد العراق أن يمنع عصابات داعش الارهابية ويقوم بضربة استباقية مثل ما تفعل
طائرات أمريكا او مدافع فرنسا أو صولات صقور الجو العراقي مؤخرا يصبح الامر خرقا
للسيادة نعاقب عليه ولا نلق اهتمام او مساندة بل اعتراضا وملامة لحفظ أرضنا.
ونتيجة هذا الاعتداء سقط
22 شهيدا وعشرات الجرحى من قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية والذي
اوضحه بيان هيئة الحشد الشعبي وهي جزء من منظومة الدفاع الوطني العراقي (انه وبسبب
طبيعة المنطقة الجغرافية كون الحدود أرض جرداء، فضلا عن الضرورة العسكرية فإن
القوات العراقية تتخذ مقرا لها شمال
منطقة البو كمال السورية والتي تبعد عن الحدود
700 متر فقط كونها أرض حاكمة تحتوي على بنى تحتية وقريبة من حائط الصد حيث يتواجد
الارهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول الى الأراضي العراقية وهذا
التواجد بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية.) .. نحن لا ندافع عن نظام
سوريا الان بل نعاضد الدور السوري للدفاع عن أنفسنا انظروا الى حجم المعلومات
الاستخبارية عن عدد الهجمات التي قامت بها داعش بالأشهر الثلاث الاخيرة على الحدود
العراقية وكم عملية إرهابية نفذتها بداخل العراق، ولا يمكن اغفال التهديدات
المباشرة من المتحدث باسم التنظيم الارهابي المدعو أبو الحسن المهاجر
بانهم سيستهدفون أمن واستقرار المدن العراقية ودعا المهاجر عناصر التنظيم إلى
استهداف الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعدم التفريق بين المرشحين أو الناخبين،
قائلا إن حكمهم سواء، ويجب قتلهم دون استثناء. كما طالب المهاجر من عناصره
استهداف جميع رجال الدين السنة والشيعة الذين دعوا للمشاركة في الانتخابات، إضافة
إلى استهداف رؤوس العشائر، ووسائل الإعلام خلال هذه المرحلة ..فهل من المنطق أن
تأتي تركيا للعمق العراقي من غير موافقة الحكومة العراقية رسميا ولا يسمح لنا ونحن
الذين لدينا مواقف وموافقة رسمية من سوريا بملاحقة عصابات داعش داخل الاراضي
السورية حتى لو بعمق عدة كيلومترات. وقد يعتبره البعض تدخلا بالشأن الداخلي السوري،
ولكنه ليس تدخلا بل يسمى حماية مصالح وأمن العراق لأنه بعلم وموافقة سوريا ودراية
الحكومة العراقية.. ولعدم امتلاكنا عناصر قوة الدولة، وعظم التحديات، والعجز
الاقتصادي لا نستطيع أن نلبي احتياجات بناء جدارا مثل جدار تركيا على الحدود
العراقية مع سوريا اقلها في المدى القريب.. فالعقدة الحقيقية بأن هذا التدخل
الاستباقي مسموح به "لإسرائيل" بأن تضرب متى ما تشاء بسوريا والعراق ولكن
لا يسمح لنا بأن نفعل المثل لمنع اعتداءات عصابات داعش على الأراضي العراقية.. نحن
لا نتكلم عن الدبلوماسية هنا بل عن رؤية الرد على هذه الاعتداءات بمحدودية
الامكانات مقاربة مع خروقات الاخرين على سيادتنا .. ونحن لا نتكلم عن القومية ولا
العروبة بل عن عمليات عسكرية رادعة لتلك العصابات مازال النظام السوري لا يستطيع
معالجتها وحده وهي تشكل علينا خطرا مستقبليا..
سوريا
أولا وكل من يقاتل على أرضها له حق الرد على الكيان الصهيوني بأرض فلسطين وعلى
قيادات المقاومة أن تُنشط الان العمل الفدائي داخل العمق الفلسطيني واذكر بعمليات
(ام العقارب) وغيرها فالرد الصاروخي على الجولان وحدها وسط تحييد الدور الروسي
والضمانات التي قدمها "لإسرائيل" وأمريكا قد تعرقل هذا الامر، فان
السماء السورية مخترقة ولا تفعل روسيا شيئا جديا قد يقف بوجه هذه التهديدات، نحتاج
الى قوة دفاع جوي توزان قوة الرعب وتكون رادعة للطائرات "الإسرائيلية"
ومن يقف معها والتي وعدت روسيا أكثر من مرة بانها ستعطيها لسوريا ولكن من غير
تفعيل على ارض الواقع..
دماءنا
تسأل من سيرد على المعتدي؟؟؟
باحث
في الشؤون السياسية والاستراتيجية
بغداد-العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق