الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في تسليح الجيش العراقي وتنامي نشاط الإرهاب


 د. أمير الساعدي

بدأت مظاهر الحرب الروسية - الأوكرانية تنعكس على كثير من مجريات الامور السياسية والاقتصادية والأمنية بالعالم والمنطقة، ومما نخشاه هو عملية إنشغال روسيا الاتحادية عن عملية ملاحقة ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا لانشغالها باولوية أولى بحربها في أوكرانيا، والامر الاخر هو الاهتمام الكبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الاوروبي، وحلف الناتو بدعم عملية التصدي لروسيا الاتحادية في حربها على أوكرانيا، وبهذا هناك إنشغال واضح من قبل التحالف الدولي والناتو وأمريكا في أوكرانيا مما يخفف زخم اهتمامهم بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا مما سيعرض العراق لارتدادات سلبية من سوريا التي قد تُفعل نشاط خلايا إرهاب داعش..

ولاسيما نحن نشهد عودة نشاط بعض الخلايا المسلحة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق، حيث شنت القوات العراقية عدة عمليات استباقية ضد عناصر عصابات داعش، ولا سيما بعد التفجير الانتحاري في وسط العاصمة بغداد في منطقة ساحة الطيران عندما فجر انتحارييان نفسيهما وسط السوق في شهر كانون الثاني عام 2021.

ولديمومة سير المعارك وزخمها ضد الإرهاب الداعشي، قد تواجه القوات المسلحة العراقية والاجهزة الأمنية تحديات حقيقية تتعلق بقدرة الحكومة على تأمين قطع الغيار والذخيرة الخاصة بالأسلحة والمعدات الروسية، أو الأوكرانية، التي تقارب على ما يصبو ثلث ترسانة الجيش العراقي، حيث بين مسؤول في وزارة الدفاع - لوسائل إعلام محلية- عن تأجيل خطط شراء أسلحة ومعدات تسليحية من روسيا، بسبب العقوبات الأمريكية والغربية على موسكو جراء حربها على أوكرانيا.

 ومع كل العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوات المسلحة العراقية والأمنية من أصطياد ومحاصرة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، لكن الكثير من خلايا التنظيم الإرهابي لا تزال موجودة، وتنشط بين الفينة والاخرى، ولا سيما بعد تهديدات بشن عزوة رمضان من قبل الإرهاب الداعشي، حيث أعلن القائد العام أعلى درجات الحيطة والحذر والبقاء على أهبة الاستعداد لأي طاريء.

 وكانت هناك عمليات نوعية قامت بها القوات العراقية ضد خلايا التنظيم المنتشرة في صحاري محافظة الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، وهناك عمليات مهمة غربي البلاد، كان آخرها عملية "الارادة الصلبة" في المناطق الفاصلة بين قيادة عمليات الأنبار وكربلاء لملاحقة ما تبقى من عصابات داعش الإرهابية غربي البلاد وصولا للمناطق الحدودية مع سوريا.

 فهل هناك تأثير تعطل وصول السلاح الروسي على قدرات القوات العراقية؟، أرى بأنه لن يؤثر على التصدي للأزمات الحالية، لأن العراق يمتلك خزينا إستراتيجيا يمكنه من التصدي لنشاط الإرهاب، وإن كان لا يؤمن الحاجة على مدى طويل الأمد.

 وأستطاع العراق في حربه ضد الإرهاب الداعشي من تنويع مصادر استيراد الأسلحة، رغم أن جزءً كبيراً من عقيدة السلاح العراقية معتمد على السلاح الشرقي، وبالتالي من الممكن إيجاد بدائل من رومانيا والصين وبولندا وهنغاريا وبلغاريا وبعض دول أمريكا اللاتينية التي تنتج بعضا من حاجتنا لهذا النوع من الأسلحة.

 فعلى سبيل المثال، يمتلك العراق 140 دبابة "أبرامز" و90 دبابة "تي -90" حصل عليها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فضلاً عن امتلاكه نحو 350 دبابة من طرازي "تي 72" و"تي 55" وبعض الدبابات الصينية التي أُعيد تأهيلها من مقابر دبابات الجيش العراقي السابق، وبنظرة سريعة لاعداد الطائرات السمتية نرى بأن التفوق للتسليح الروسي. 

الاسم

المنشأ

النوع

العدد

ملاحظات

 

بيل 206

 الولايات المتحدة

مروحية متعددة الأغراض

10

بيل 407

 الولايات المتحدة

مروحية متعددة الأغراض

وطائرة تدريب

27


3

أو إتش-58 كيوا

 الولايات المتحدة

طائرة تدريب

8

يوروكوبتر إي سي 635

 فرنسا

طائرة هجومية خفيفة

24

يو إتش-1 إركويس

 الولايات المتحدة

مروحية متعددة الأغراض

21

ميل مي-8

 الاتحاد السوفيتي

مروحية نقل

65

ميل مي-17

 الاتحاد السوفيتي

مروحية متعددة الأغراض

22

ميل مي-24

 الاتحاد السوفيتي

مروحية هجومية

24

ميل مي-28

 روسيا/  الاتحاد السوفيتي

مروحية هجومية

36

 صياد الليل القوة الجوية العراقية

ميل مي-35

 روسيا

مروحية متعددة الأغراض

30

ميل مي-28

(المعلومات الواردة بالجدول قد تكون أقل مما يظهر لانها قد تعرضت لبعض الخسائرأما فنيا او بالمعارك)

 وبمقارنة بسيطة حول طبيعة ونوعية التسليح ومصادره، نرى بان التسليح الأمريكي مازال ينافس التسليح والتجهيز الروسي والذي يبقي العراق بحاجة ماسة لادامة تعويض الخسائر وإعادة التأهيل ولا سيما بما يخص الدبابات والمدرعات، والطائرات التي تحتاج الى إعادة تأهيل شامل بعد أنتهاء عمرها الزمني أو ساعات الطيران المحددة بها، والتي سيواجه العراق صعوبة بأرسال طائراته لاجراء تأهيلها بشكل شامل الى روسيا او أوكرانيا.

 وكما أن العراق الآن قد أنشأ صناعة حربية ليست للأسلحة الخفيفة وحسب، بل كذلك الأسلحة المتوسطة وبعض الاسلحة الثقيلة، فقد افتتح العراق في نهاية عام 2019 ثلاثة خطوط لإنتاج العربات القتالية المدرعة والألغام والطائرات المسيرة، بالشراكة مع شركة عراقية خاصة، وبموجب الرخصة العالمية لشركة "أرمسترونغ" الصربية و"تاك" الأمريكية، ولديه إمكانيات تصنيع الأعتدة الخفيفة والمتوسطة، وبعض قذائف الهاون والمدفعية وبأنواع محددة، والتي قد تساعد على تلبية بعض الحاجة لسد النقص بتجهيز وتسليح الجيش العراقي.

يستلزم من وزارة الدفاع والداخلية ودوائر التسليح والتخطيط الاستراتيجي بهذه المؤسستين وباقي الاجهزة الأمنية ان تقدم خطط عاجلة لتعويض الخزين الاستراتيجي الذي يتم استنزافه بالمعارك الحالية بتنويع مصادر التسليح واظهار القدرة على التعويض وحجم الاحتياط من الاسلحة والاعتدة التي تعتبر القوة الضاربة بتأمين العراق وشعبه ضد الهجمات الارهابية أو أي تحد داخلي او خارجي يمكن أن يمس السيادة العراقية.

 قدمت محاضرة في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية يوم 23-4-2022.

وكتبت في يوم 22-4-202

ليست هناك تعليقات: