الأحد، 4 يوليو 2010

عنف العراق الطائفي والعرقي وتطور تمرّده (15)

أنتوني كورد سمان بمساعدة إيما دافيس
التطوّرات حتى ربيع 2007
ترجمة: أمير جبار الساعدي

كتب
مايكل نايتس، على أية حال، بأنه عُرف أقلّ بكثير حول استعمال السُنة العبوات المُشَكَّلة بشكل انفجاري خارق للدرع، والذي ساهم في الإصابات الأمريكية في أواخر عام 2006 وأوائل عام 2007. اعتمد المتمرّدون السنّة بشدّة أكثر على عبواتهم المشكّلة، لأنهم افتقروا إلى التدريب الرسمي الذي اكتسبته المجموعات الشيعيّة من حزب الله. على أية حال، وجد القادة العسكريين الأمريكيين في تحقيقاتهم كُتيبات تدريب حزب الله مع المتمرّدين المأسورين، الذي يمكن أن يوضّح الارتفاع في الاستعمال السني لهذه المتفجرات. رغم ذلك، قال مايكل، "كما أظهر متمرّدي العراق السنّة إبداع كبير في الحقول الأخرى مثل التصميم، المواضع ومبادرات الأجهزة المتفجّرة المرتجلة التقليدية، أو تسليم ذخائر الانتحار، كان فشلهم لتبنّي تشكيل المقذوفات بشكل انفجاري يحتمل أن يكون اختيار عملياتي بدلا من كونه فشل للابتكار.
لمواجهة مشكلة الأجهزة المتفجّرة المرتجلة، وخصوصا، العبوات المُشَكَّلة بشكل انفجاري خارق للدرع استثمر الجيش الأمريكي 9.4 مليون دولار لشراء السيارات المدرّعة بالهياكل على هيئة V التي عطّلت الانفجار من القنابل. كما تم تجهيز كلّ عجلة هامفي في الجيش الأمريكي بمشوشين قيمتهما 100,000 دولار، صُنعت من قبل منظمة إبطال الأجهزة المتفجّرة المرتجلة المشتركة في عام 2006. لسوء الحظ، بدأ المتمرّدون باستعمال المفجرات بواسطة السلك أو أنظمة الأشعة تحت الحمراء المحصّنة ضدّ المشوشات. علاوة على ذلك، تم وضع آلات التصوير المسيطر عليها عن بُعد فوق مائة برج، كلفة كل واحد منها 12 مليون دولار، وهي تراقب الطرق التي تتنقل عليها القوات الأمريكية بكثرة لتوقّف المتمرّدين من زراعة القنابل.
ذكر الناطق باسم القوات المتعددة الجنسيات اللواء كالدويل بأنّ قوات أمريكية ستبدأ بالتحرّك خارج منطقة "الاندفاع" بغداد لإغلاق "مصانع" العجلات المحملة بأدوات متفجّرة مرتجلة أيضا. قال كالدويل بأنّ تجمّيع العجلات المحملة بأدوات متفجّرة مرتجلة يكون في مصانع المتمرّدين المؤقتة في الحزام الحضري خارج العاصمة، الذي تضمّن جزء من المثلث السني بالإضافة إلى بعقوبة، العاصمة الإقليمية لمحافظة ديالى. وقد أضاف بأنّ في الشهر الأول من خطة الأمن الجديدة حطّمت القوات العراقية والأمريكية "اثنان أو ثلاثة" من هذه المصانع. وأكّدت تعليقاته حقيقة أنّ الولايات المتّحدة تحتاج إستراتيجية لكلّ العراق، وليس لمدينة واحدة - خصوصا عندما تركز على السيطرة على بغداد يمكن أن تعني ترك أغلب البلاد عرضة للتقسيم على الخطوط الطائفية والعرقية.

قال الجيش الأمريكي بأنّ هجمات الأجهزة المتفجّرة المرتجلة انخفضت 20% في أول عدّة أسابيع من خطة الأمن الجديدة على الرغم من عدم ثبات تزايد العبوات المُشَكَّلة بشكل انفجاري خارق للدرع. في نفس الوقت، على أية حال، وجد الجيش الأمريكي مادّة في بغداد لصنع حوالي 150 عبوة مُشَكَّلة بشكل انفجاري خارق للدرع. حيث زاد العدد الكليّ لهجمات العجلات المحملة بالأدوات المتفجّرة المرتجلة خلال الفترة من 13 فبراير/شباط -1 مارس/آذار من معدل 1.2 في اليوم إلى 1.7. وأكثر من ذلك، ارتفع عدد الناس الذين جرحوا جراء هجمات الأجهزة المتفجّرة المرتجلة / العجلات المحملة بالأدوات المتفجّرة المرتجلة / وعمليات التفجير الانتحارية من 40.4 في اليوم إلى 51.2 خلال نفس الفترة. كما انخفضت جرائم القتل الطائفية إلى أوطأ نقطة لها خلال سّنة. وانخفض معدل عدد الجثث التي يتم تخلّص منها من 22.8 باليوم إلى 14.3.
صرّح الجيش الأمريكي بأنّ "النصائح" من المواطنين العراقيين ساهمت في قدرتهم على إبطال مفعول قنابل الطرقات قبل أن يتمكنوا من تفجّيرها. وقال مسؤولو وزارة الدفاع بأن عدد النصائح ازداد من 4,250 في أغسطس/آب 2006 إلى 10,070 في يناير/كانون الثّاني عام 2007. كما قال الجنرال مونتغومري ميجز، رئيس منظمة إبطال الأجهزة المتفجّرة المرتجلة المشتركة، إن ذلك ساهم في تلك الحقيقة، بأن واحد من كل خمسة أجهزة متفجّرة مرتجلة قد وجد انفجر مسبّبا إصابات في القوات الأمريكية فحسب في بداية عام 2007. لم يكن واضحا، على أية حال، المدى الذي كانت فيه زيادة نصائح العراقيين تعكس ببساطة الزيادة في عدد الأجهزة المتفجّرة المرتجلة التي زرعت. ويظهر الشكل 4.6 عدد "نصائح" الخط الساخن التي استلمت من قبل "القوات المتعددة الجنسيات" في العراق من أغسطس/آب 2006 حتى يناير/كانون الثّاني 2007.
الشكل 4.6: نصائح الخط الساخن الوطني الفعالة بين أغسطس/آب 2006 - يناير/كانون الثّاني 2007


صرّح الجنرال كالدويل في 14 مارس/آذار 2007، شهر بعد بداية خطة الرّئيس لأمن بغداد، بأنّ في فبراير/شباط كان "أعلى مستوى" للسيارات المفخّخة. فما مجموعه 77 سيارة انفجرت في فبراير/شباط، كانت منها 44 سيارة في بغداد.
كما استمرّت عمليات التفجير الانتحارية أيضا في أواخر شتاء وأوائل ربيع عام 2007. والتي بقت الوسيلة الرئيسية للمتمرّدين السنّة الذين يسعون وراء إثارة العنف الطائفي. تضمّنت هجمات التفجير الانتحارية في فبراير/شباط ومارس/آذار ما يلي:
* 1 فبراير/شباط 2007: قتل ستّة أشخاص وجرح 12 عندما قام انتحاري بتفجّير نفسه في حافلة صغيرة في منطقة وسط بغداد في الكرادة.

* 3 فبراير/شباط 2007: قام انتحاري بقيادة سيارة نقل محمّلة بطنّ من المتفجرات إلى داخل سوق في منطقة شيعيّة رئيسة في بغداد فقتل 135 شخص وجرح المئات.

* 10 فبراير/شباط 2007: فجّر انتحاري سيارته المفخخة وقتل جندي عراقي وجرح خمسة أشخاص، بضمن ذلك ثلاثة مدنيين، عندما استهدف نقطة تفتيش عسكرية في بلدة تلعفر شمال العراق. كما فجّر انتحاري سيارته المفخخة وقتل خمسة أشخاص وجرح 10 قرب طابور خارج مخبز في منطقة شيعيّة رئيسة في منطقة الكرادة.

* 11 فبراير/شباط 2007: جرح شرطي واحد عندما قام انتحاري بتفجّير نفسه قرب مسجد شيعي في منطقة الإعلام في جنوب بغداد. وهاجم انتحاري بسيارة ملغومة مركز شرطة في بلدة الدور قرب تكريت، قتل بين خمسة إلى خمسة عشر شخص.

* 13 فبراير/ شباط 2007: قام انتحاري بتفجير شاحنته قرب كليّة بغداد للعلوم الاقتصادية في منطقة الإسكان الغربية، وقتل 18 شخص وجرح 40.

* 14 فبراير/ شباط 2007: فجّر انتحاري سيارته المفخخة وقتل على الأقل خمسة أشخاص وجرح 20 آخرين عندما فجّر عربته في مدخل مركز شرطة في الرمادي، قالت مصادر الشرطة بأن الضابط مسؤول المحطة، العقيد سلام الدليمي، مات في الانفجار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصدرت في August 1, 2007 5:07:15 AM

ليست هناك تعليقات: