أمير جبار الساعدي
"التحذير من
احتمالات الاجتياح السلفي التكفيري للعراق ليهدد كربلاء المقدسة غربا والعتبات المقدسة
في سامراء شمالا ومشارف بغداد في حالة انهيار النظام السوري" ... (جاسم محمد كاتب
بقضايا الإرهاب والاستخبارات)
كنت قد علقت على موضوع
استخدام الطائرات المسيرة في استهداف خلايا القاعدة في اليمن وباكستان .. حيث كتبت
"أنه من الممكن أن نشاهد أو نسمع عن استخدمها في المستقبل القريب في كل من سوريا
أو سيناء أو غيرها من دول أفريقيا .. وما قصدته بذلك هو أن الامتداد القاعدي هذا له
جذوره في تلك المناطق بشكل ملحوظ هذه الأيام، ولكن مدى حقيقة أن يكون على أرض الواقع
قوة تهديد قادرة على تغيير خارطة المنطقة أيدلوجيا وسياسيا..
فهذا أمر مرتبط بعدة ظروف إقليمية ودولية هي التي تحرك هذه الآفة وليس سقوط سوريا الأسد وحسب .. وإن كان هذا الامر يعطيهم الدافع لذلك... والأمر الأهم .. ما هي مصلحة كل من يستقرأ الواقع القاعدي؟ ويُنظر له وهو من أوجده أصلا وغذاه في مختلف الظروف وعلى عدة مستويات كلما تطلبت مصالحه ذلك والمعني بهذا هي الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد...
فهذا أمر مرتبط بعدة ظروف إقليمية ودولية هي التي تحرك هذه الآفة وليس سقوط سوريا الأسد وحسب .. وإن كان هذا الامر يعطيهم الدافع لذلك... والأمر الأهم .. ما هي مصلحة كل من يستقرأ الواقع القاعدي؟ ويُنظر له وهو من أوجده أصلا وغذاه في مختلف الظروف وعلى عدة مستويات كلما تطلبت مصالحه ذلك والمعني بهذا هي الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد...
فلماذا العراق؟! ومن المعلوم
بأن هناك أرضية طائفية خصبة في لبنان أيضا، وهناك بعض الأحداث الأخيرة التي تنبئ بوجود
حراك لهولاء المسلحين لأغتنام الفرصة وأشعال المنطقة ليس في العراق وحسب، ولكن في عموم
منطقة الشرق الأوسط .. فهل يستطيعون إشعال أكثر من جبهة في أن واحد؟ وتأليب متشددي الشيعة
مثلما تحشد بعض الاطراف الان لنصرة السيدة زينب عليها السلام ومنع هولاء الارهابيين
من تدنيسها بتدمير ضريحها الشريف.. فمن أين يأتي كل هذا التمويل لشن الهجمات الارهابية
بعدة دول في (العراق، ولبنان، وسوريا...)؟؟ .. فكل ما أستعرضناه مرشح جدا إذا ما أخذنا
بنظر الاعتبار تواجد القاعدة بشكل أكبر وبقدرات أوسع في اليمن والصومال وكلاهما كانت
الظروف البيئية تساعدهم على التمركز والانتشار أكثر من "سوريا بشار" الذي لم يكن إلا
مفرخ لهذه الخلايا أستخدمها في لعبته السياسية وحسب، وهذا بأعتراف سفيره بالعراق
... ولكن السحر أنقلب على الساحر .. وعلينا أن لا ننسى بأن من مجد القاعدة مؤخرا، هو المخابرات الأمريكية عبر ما كشفته من رسائل لابن لادن وكأنها تريد أن تحييه بلعبة جديدة
في منطقة الشرق الأوسط، أفليس الجهاد في أرض الجولان أسمى وكذلك الانطلاق من سيناء
والأردن لفك حصار غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني أولى؟؟، ولكن لماذا الجميع يتهافت على ظلم
الانظمة ويستهدف أبناء البلد الواحد مبتعدا عن ظلم الاعداء؟ ..وإن كانوا يشيرون الى
خيانة الانظمة وتواطئها مع أعدائها.. ونحن لا نبرأ الأنظمة الشمولية والدكتاتورية
من ذلك... فماذا هم فعلوا في أفغانستان والعراق وغيرها من دول العالم الإسلامي؟؟
..هل هناك من تقدم أم تطور؟؟!! ... ألم يتركو الجثث ورائهم محروقة، والرؤوس مقطوعة،
والبلاد مدمرة ومشوهة ثقافيا وحضاريا، والإسلام مشتتا أفكار ورؤئ، وشرعا كان يجب أن
يكون مُصلحاً لأحوال الرعية، لا قاتلا لهم لإصلاحهم.. وبعد هذا كله إذا تحاشينا اللاعب
الإقليمي الأكبر في المنطقة اليوم وقصدي الشرق الأوسط وهي إيران في تحريك هذه الدمى..
فلماذا يقتلون الشيعة في العراق ويريدون الثأر للسنة ولا يذهبون للقتال في إيران وتحرير
السنة والعرب إذا كانوا حقيقة هم صادقين وليسوا بيادق تحركها بعض الأطراف الخارجية
... هدفها الأول والأخير تفتيت عضد المسلمين وتقسيم دويلاتهم الى قطع دومينو يسهل التحكم
بها وأسقاطها...
فالفسحة التي تواجدت
بها القاعدة في لبنان وأرادت الاستحكام بها من كان وراءه؟ ولماذا أرادت أن تعلن دولتها
هناك أيضا؟، والكل يعرف بأن لبنان لا تمتلك قدرات عسكرية ولوجستية بكل اصنافها معلومات
ومعدات مثلما امتلكت سوريا فكيف استطاعت لبنان الصغيرة الامكانيات من هزم مسلحي نهر
البارد وأرهابيي القاعدة؟ الذين عاد بعضا منهم الى أرض الشام..
ومن الأمور المهمة
كذلك التهاون الأمريكي بموقفه المعلن والغير معلن من قضية جمع المعلومات عن القاعدة
وهو يخوض حربه الشعواء الكبرى ضد هذا الإرهاب بإعلانه الحرب العالمية عليه، ألم يكن
يمتلك المعلومات الواضحة عن التنظيم أم هي فكاهة؟ أو أنها حقيقة مرّة كنا نحن
مذبحها! .. والذي سبق أن وجه أتهامه لسوريا للسماح لإرهابيي القاعدة بالتدريب أو المرور
من خلال "سوريا بشار" الى العراق فماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها واستخباراتها
لايقاف هذا المد وحماية الحدود العراقية ؟؟.. والجواب لم يكن هناك شيئا يذكر ... فما
السبب ؟؟!!!
إذن... أما أن يكون
هناك تواطئ حسب قاعدة المصالح، وإن ما خططوا له لاستقدام القاعدة للعراق وجعله مصيدة الفئران
التي أنفتحت مرة أخرى عليهم، أم هم من فتحها لنفس الغاية مرّة أخرى بالمنطقة والتلويح
بالعصى لاطراف داخلية في الشرق الأوسط وخارجية تتلاعب بهذه الورقة لإفقادها حلفائها
المزعمون في عموم المنطقة...
فماذا يمتلك العراق؟؟
ولا يمتلكه الآخرين ليجعله ساحة للصراع الإقليمي والعالمي للقاعدة مرة أخرى وبشكل كبير
هل هي حقيقة الدفاع عن المظلوميين من أهل العراق ونصرة الدين؟؟.. فلماذا لا يتوجهون
الى بورما أذن ؟؟!! ... أم أنه تعاون قاعدي ومخلفات نظام سياسي سابق كان السبب الأول
بما يعانيه العراق ويريد أن يعيد أستعباد العراقيين مرة أخرى بعد أن صحى على زمانه؟؟
فهناك أخرين في أرض العرب بأمس الحاجة للمساعدة أكثر من العراق في الصومال وغيرها!!
هل لآنه قلب العالم
كما رأه الكثير من المنظرين؟؟ أم لآنه أغنى أرض الله كما أشار الحديث الشريف لرسول
الله محمد (صلعم)... أو لأن روح الاسلام مازالت تنبض بشكل أقوى بالعراق .. وكونه كان
باني مجد أهم حضارات الأرض من قبل وهو من سيعيد مجد تاريخ الإنسانية مرة أخرى ليسقط
كل عروش سلاطين الظلام .. لعلهم يخشون من يأجوج ومأجوج كما كان يخشى بوش الأبن
!!!....
والرد على كل هذا
وذاك هو بيد العراقيين بالحفاظ على لحمة نسيجهم الاجتماعي وتوطيد وحدتهم الوطنية بعيدا
عن صراعات الساسة ومنازلاتهم الإعلامية التي تحترب على مصالح أبعد ما تكون عن مصلحة
المواطن الذي أصبح وأمسى ضحية الإرهاب دائما .. فلن ينهزم المجرمون إلا بأن يتسلح
الشعب بالايمان بحقه بالحياة أولا وبحقه بأن يقرر هو مصيره لا أن يأتي من يقرر عنه
... فالابتعاد عن المتاجرة بالطائفية التي يراد لها أن تكون حكما فصلا في ديمومة
الحياة السياسية، وأبعاد المحاصصة والقومية والآثنية من قانون بناء الدولة العراقية
هو السبيل لدق ركائز الديمقراطية الحقة التي ترعى مصالح وحاجات الشعب قبل السلاطين....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق