أمير
جبار الساعدي
ترقب كبير وشوقا أكبر
لرؤية فعاليات الأفتتاح للتنافس على وضع رياضيي العالم من غير أستثناء بصمات الفوز والصعود على منصة التتويج في قمة اللقاء العالمي
في ما يسمى دورة الالعاب الاولمبية، وبعد أن أعلنت دقات ساعات "بيغ بن" لأول
مرة بعد وفاة والد الملكة اليزابيث نغمات دقاتها في غير توقيتها الرسمي وبدقات مختلفة
الايقاع عما تعوده سكان لندن الأيذان ببدء الاستعراض الأكبر في العالم وبأخراج هوليودي
يريد أن يروج ويسوق لحضارة الغرب وبريطانيا العظمى كما أسمت نفسها مرة أخرى وهي تخرج
أسمها على شاشات المتابعة لمسيرة رياضييها وهم يستعرضون أنفسهم أمام العالم، مذكرينا
بقدرة "جميس بوند" حتى لا ننسى بأن لديهم قدرات خيالية مثل أفلامهم.. وسؤالي
هنا من جعل بريطانيا عظمى هل هي الثورة الصناعية وحسب؟؟
أم التطور والتقدم
الثقافي والعمراني في مجمل حياة بريطانيا في ذاك العصر الأظلم أفقا وأتعس حالا على
باقي دول العالم الذي عاني الآمرين من غزو وإحتلال وأستعمار الدولة المتقدمة صناعيا
لتلك البلدان الغنية بمواردها الطبيعية والفقيرة بكل ما حباها الله من ثروات أخرى يمكن
أن تساعدها على النهوض لتساير طفرات التقدم في دول العالم الآخر .. والذي سارع الى
أستعباد السكان الأصليين في قارة أمريكا وأستراليا وأفريقيا وآسيا ليتوج عظمته بهذه
الوحشية والبربرية في المتاجرة بهولاء "العبيد" وتسخيرهم لمنفعته في الرقي
والحضارة وتسلق لقب العظمة الذي بني بدماء البسطاء والفقراء والمساكين في مختلف دول
قارات العالم ، كأن العالم وحوالي (204) دولة مشاركة بهذا الفعاليات لا دور لهم ولا
حضور ولا حضارة وكلها أستجمعت بدور بريطانيا العظمى بكل تاريخها الذي تفتخر به ولم
تذكر كيف أصبحت عظمى بسحق الشعوب وأستعبادهم وظلمهم وطمس معالم حضارتهم، ومازالت مخلفات
أثارهم يشهد لها تاريخ العالم الحديث في أستراليا وشعبه الاصلي الذي عانى ومازال يعاني
من مقدار عظمة الغرب ، أما ما حصل ويحصل لهذه الساعة في أرض العرب أكبر دليل، فهذه
فلسطين مازالت تقتل مثلما نقتل في العراق يوميا من وراء عظمة هذه الدولة ... التي ساعدت
على وصول خفايا النظام السابق الى سدة الحكم حسب ما أورده رئيس العراق الأسبق عبدالرحمن
عارف في مذكراته في كتاب "خيانة النص" لهيثم غالب الناهي... فما هي محاسن
هذا الفايروس التسلسلي الذي نهش أجساد العالم العربي كالسرطان الخبيث دمر حياته العامة
والخاصة بمجمل عمليات من التفتيت والانقسام ليسود هو ومن أستارثه من بعده متمثلا بالولايات
المتحدة الأمريكية ...
وبالرجوع الى التاريخ
وما ذكر حول أن بابل وسومر وآشور قد غزت الأرض لتعلو بمجدها فأن الأمر يختلف بميزان
المقارنة ... فتلك الدول لم تهدم حضارات البلدان طلبا في خيراتها واستعبادها وخوفا
من نهوضها مرة أخرى لتكون منارا للإنسانية ..بل على العكس كل الدول كان تستعدي العراق
ولليوم لأنه بلد أنبعاث حضاري ...
فما هي الحضارة التي
تفتخر بها بريطانيا والتي مازالت تكابر وتسمي نفسها عظمى ومثلها أمريكا .. فهل هذا
يضع الولايات المتحدة أو بريطاينا في ميزان العظمة والحضارة ام هي شواهد على تجنيها
على الشعوب وتدنيها حضاريا...
نحن لا نريد أن بخس
الناس أشيائهم فإن أمتلكوا ناصية التقانة والتقدم الصناعي ووصلوا للقمر ويسعون لزيارة
المريخ ، فهذا لا يعفيهم من أثام ما فعلوه في شرق الأرض وغربها....
وعودا على ذي بدء، كان على
العظيم أن يرينا عظمته بأعترافه أولا بالذنب بما خلفه بالأرض، وثانيا أن يعترف بحضارات
الآخرين في كل المعمورة من الصين والهند صعودا الى المكسيك وأمريكا ونزولا عند مجد
كل الحضارات أرض الرافدين ووادي النيل، حتى وأن جرت العادة في مثل هذه الفعاليات على
ذكر حضارة البلد المضيف ... لا أن يبقى متمسكا بما يذكرنا بظلمه وجحوده تجاه شعوب الأرض
(الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) غاب عنها الحق وللاسف....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق