الثلاثاء، 20 أبريل 2010

عنف العراق الطائفي والعرقي وتطور تمرّده (1)

أنتوني كوردسمان بمساعدة إيما دافيس
ترجمة: أمير جبار الساعدي
التطوّرات حتى ربيع 2007
تم التحديث: 31 مايو/مايس 2007
خلاصة التقرير
تعريف: يسيطر على التمرّد الآن متطرّفي السلفية السنّة الجدد، والذين يسعون لتحقيق أهداف دينية وأيديولوجية تمتدّ أبعد كثيرا وراء العراق. داخل العملية، على أية حال، أوجد "التمرّد" أنماط معقّدة من النزاع التي أصبحت كفاح واسع للسيطرة الطائفية والعرقية على المجال السياسي والاقتصادي. أصبح العنف المفتوح بثبات أكثر جديّة، لكن الأشكال الأخرى من العنف والتخويف هما اللذان يسيطران الآن. ويقسّم "التطهير" الطائفي والعرقي البلاد في كلّ مستوى،حيث توجد مشاكل التهجير الرئيسية، وتؤدّي إلى الانتقال الإجباري لعدد مهم من السكان. وتنظّم الفئات الكردية والسنيّة والشيعيّة على نحو متزايد توفير الأمن المحليّ بينما تريد إخراج الفئات الأخرى من المناطق حيث لديهم الأغلبية. وركبت هذه المشاكل بالاستثناء الواقعي العديد من أعضاء ومحترفي البعث السابقين الذين يشكّلون الصميم العلماني والقومي للبلاد، والتطهير البطيء للوطنيين الآخرين الذين لا يأخذون الجانب الطائفي والعرقي من الوزارات والمهن.
الحرب للسيطرة الطائفية والعرقية على المكان
تعرض النقاط المختلفة للإصابات والهجمات النمط المتصاعد بثبات من العنف، كما بينت استطلاعات الرأي العام الأخيرة ذلك.ويجعل تحليل القتال المفصّل الأمر واضحا، على أية حال، ذلك القتل والإصابات جزء من هذه القصّة فحسب. إنّ خريطة العنف الطائفي والعرقي أوسع جدا من حوادث العنف الرئيسية التي ذكرت من القوات المسلحة الوطنية والحكومة العراقية. ليس هناك حساب دقيق أو موثوق لمثل هذه الوفيات والمجروحين لأنهم لا يمكن أن يحسبوا بأيّ ثقة حتى في منطقة بغداد. على أية حال، ذكر مركز حساب الجثث في العراق بأنّ ما مجموعه تقريبا 64,000 مدني عراقي ماتوا منذ عام 2003.
التخمينات مأساوية في حد ذاتها ، فأشكال أخرى من "التطهير" أصبحت على الأقل مهمة كأعمال العنف العلنية الرئيسة. فالشيعة والسنّة، والعرب والأكراد، يسعون للسيطرة على الجانب الآخر أو إخراج الجانب الأضعف من المناطق حيث لديهم الأغلبية أو لهم قوّة متفوّقة. تتضمّن هذه الأشكال من التطهير العرقي "الناعم" التهديدات، التخويف الجسدي، الابتزاز، حجز الملكية، الهجمات على البيوت والأعمال التجارية، استعمال نقاط التفتيش لإخراج فئات أخرى، حوادث الاختطاف والابتزاز، سوء استعمال مكاتب الشرطة والحكومة، وكذلك الاختفاء.
تعرض خرائط بغداد ومدن رئيسية أخرى أن المناطق المختلطة السكان تنفصل بشكل ثابت على خطوط طائفية وعرقية، وتعكس جهود الجانب المهيمن لإخراج الآخرون أو إقصائهم.والمقياس الآخر لمستوى النزاع الذي يتجاوز البيانات على حالات القتل هو عدد اللاجئين.
وفي النهاية، ذكرت الأمم المتّحدة بأن هناك 1.7 مليون عراقي مرحّلين داخليا منذ عام 2003، بمعدل 50,000 عراقي من الذين يتركون بيوتهم كلّ شهر، وذكرت المنظمة الدولية للهجرة بأن هناك 41,189 عائلة مرحّلة حديثا في عام 2006.
بالرغم من مبادرات "قوّات التحالف" لاستئصال العنف، وتدريب القوات العراقية، وبناء ثقة لدى العامة في المؤسسات السياسية، فالتوتّرات العرقية والطائفية واصلت دفع البلاد بشكل أعمق نحو الحرب الأهلية. وكَانَ تفجير المسجدِ الذهبيِ(الإمامين العسكريين في سامراء) في22 فبراير/شباط عام 2006 الرمز الأكثر مرئيا فحسب لنمط الأشتباكات الشيعية - السنيّة التي بدأت في عام 2003، حيث ازداد بثبات في عامي 2004 و 2005، وأصبح نزاعا مدنيا رئيسي في عام 2006. وعزّزت الفئات المختلفة جيوشهم الشعبية(المليشيات)، واخترقت قوّات الأمن العراقية الجديدة. فأصبحت الجيوش الشعبية الشيعيّة التحدي الأساسي الذي يواجه رئيس الوزراء نوري المالكي، والمجتمع الشيعي نفسه تمزّق إلى أطراف متنافسة.
تواجه الولايات المتّحدة الأمريكية الآن كلا من "التمرّد" ومزيج معقّد من الحروب الأهلية. كما قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، هناك أربعة نزاعات تحدث بشكل آني: التمرّد السلفي المتطرّف الإسلامي الجديد؛ العربي السني العراقي مقابل العربي الشيعي، الشيعي العربي مقابل الشيعي، والعربي مقابل الكردي. وفي الشهور الأخيرة، القتال السني مقابل السني في المنطقة الغربية بين المتطرّفين الإسلاميين والمجموعات العشائرية والذي يبدو أنه أضاف لدينا نزاع خامس إلى هذا المزيج.
يتضمّن كلّ نزاع مستوى مختلف ومزيج من العنف. والكلّ أيضا، على أية حال، يتضمّن كفاح اقتصادي وديني وعرقي وسياسي للسيطرة على المكان والمصادر، بالإضافة إلى السلطة السياسية المطلقة. كلّ كفاح سيستمرّ في بعض الأشكال تقريبا بشكل غير محدد في المستقبل، وبغض النظر أكثر عن نجاح أو فشل الأسلحة الأمريكية.
الإستراتيجية الجديدة
أعلن الرّئيس بوش الإستراتيجية الجديدة في 10 يناير/كانون الثاني 2007 نداءات لزيادة هامّة في القوات الأمريكية، جهد أمريكي وعراقي رئيسي مشترك لضمان أمن بغداد، وجهود رئيسية جديدة في المصالحة السياسية.إنها جميعا واضحة جدا، على أية حال، ذلك النجاح الأمريكي سوف لن يعتمد على الجهد تحت القيادة العراقية، المزيج الفعّال من قوّات الأمن العراقية، والنجاح في المصالحة العراقية، أو القدرة الأمريكية لإيجاد جهد اقتصادي فعّال "للبناء" في الوقت المناسب لهذا الهجوم. إنه سيعتمد على القدرة الأمريكية لتطبيق عقيدة جديدة لمكافحة "التمرّد"، وعلى طبيعة ردّ الفعل العراقي.
النتيجة القصيرة الأمد والتي كانت سلفا هي دفع عناصر "التمرّد" والصراع الطائفي خارج بغداد إلى المناطق المختلطة مثل ديالى. والذي أجبر الولايات المتّحدة مسبقا لإرسال 700 جندي "اندفاع" بزيادة مفاجئة إلى مركز المحافظة بعقوبة. وأصبح القتال عمليا مدينة بعد مدينة تصارع من أجل السيطرة الطائفية في المدن المختلطة، وجهد ثابت لدعم القوّة في المناطق حيث طائفة واحدة أو انتماء عرقي يسيطران عليه. في نفس الوقت، "التمرّد" يتكيّف للتفجيرات الواسعة النطاق الأقل والتي ضبطت لإبقاء الضغط لإذكاء الحرب الأهلية. ويركّز "المتمرّدون السنّة" على العمليات الانتحارية وتفجير السيارات الكبيرة التي صمّمت لإثارة الحرب الأهلية وإظهار بأن بغداد لا يمكن تأمينها، بينما تدفع الشيعة نحو هجمات العمل الانتقامي.
شهد شهري فبراير/شباط و مارس/آذار عام 2007 نقصان 50% من حالات القتل على طراز الإعدام الطائفي، ولكن ارتفاع في عدد السيارات المفخّخة.علما بأن القوات الأمريكية والعراقية لن تنشر بالكامل حتى مايو/مايس ومن المحتمل يونيو/حزيران. وسيستغرق عنصر المساعدة المدنية على الأقل عدد أكثر من الشهور لجعلها نشطة بالكامل، وليس هناك تقويم واضح للمصالحة السياسية.
وقد يكون ذلك في أواخّر خريف عام 2007 على الأقل قبل أن يكون من الواضح إذا كانت الولايات المتّحدة أمنت حتى جزء من محافظة بغداد، ويظهّر تأريخ مكافحة "التمرّد" بأنّ أيّ نصر أولي قد يثبت الحال الخادّع على مر الشهور المتوالية التي إذا تكيّف المتمرّدين وحسّنوا وسائلهم، أو إذا كانت الانتصارات التكتيكية لم تتبعها المصالحة السياسية، والتقدم الاقتصادي، والأمن المحليّ الدائم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الدولية والأستراتيجية، واشنطن Center for Strategic and International Studies

ليست هناك تعليقات: