أنتوني كوردسمان بمساعدة إيما دافيس
التطوّرات حتى ربيع 2007
تم التحديث: 31مايو/مايس 2007
ترجمة: أمير جبار الساعدي
"حربٌ بعد الحرب"
أصبح "التمرّد" في العراق "حربٌ بعد الحرب" الذي يهدّد بتقسيم البلاد، ويخلق نزاع مدني شامل. إنه أطلق مزيج من العنف الطائفي والعرقي الذي يسيطر على الكفاح لتشكيل العراق ثانيةً كدولة حديثة، والتي ظهرت بينما ينمو التهديد باتجاه منطقة الخليج، والذي أصبح مرتبط بالصراع الأوسع بين التطرّفية الإسلامية السنيّة والشيعيّة، والاعتدال والإصلاح، في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
تَطوّرت طبيعة القتال في العراق منذ بدايته في ربيع عام 2003 مِن صراع محدّد بشكل كبير إلى مجابهة بين "قوّاتِ التحالف" وموالي النظامِ السابقينِ إلى نزاع مستفيض أكثر بكثير، يتَضمن عدد مِن المجموعاتِ السنيّةِ، المليشيات الشيعيّة، والجهاديين من الخارج، والذي يَتضمّنُ النزاعَ المدنيَ الواسع الانتشار الآن. إنّ التمرّد يسيطر عليه الآن من قبل متطرّفي السلفية السنّة الجدد، والذين يسعون وراء أهداف دينية وأيديولوجية تمتدّ أبعد بكثير من العراق.
داخل العملية،على أية حال، أوجد "التمرّد" أنماط معقّدة من النزاع التي أصبحت صراع واسع للسيطرة الطائفية والعرقية على المجال السياسي والاقتصادي. وأصبح العنف المفتوح بثبات أكثر خطورة، لكن الأشكال الأخرى من العنف والتخويف هما اللذان يسيطران الآن. ويقسّم "التطهير" الطائفي والعرقي البلاد في كلّ مستوى، ويوجد مشاكل اللجوء الرئيسية، وتؤدّي إلى الانتقال الإجباري لعدد مهم من السكان.
وصف وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، بأن هناك أربعة نزاعات تحدث بشكل رئيسي: التمرّد السلفي المتطرّف الإسلامي الجديد؛ العربي السني العراقي مقابل العربي الشيعي، العربي الشيعي مقابل الشيعي، والعربي مقابل الكردي. هذا الانجراف نحو النزاع الطائفي والعرقي ركّب من قبل الاستثناء الواقعي والعديد من أعضاء البعث السابقين والمحترفين اللذين يشكّلان الصميم العلماني والقومي للبلاد، والتطهير البطيء للوطنيين الآخرين الذين لا يأخذون الجانب الطائفي والعرقي من الوزارات والمهن.
أعلن الرّئيس بوش إستراتيجية أمريكية جديدة لمحاولة إيقاف الانجراف نحو الحرب الأهلية الشاملة، في 10 يناير/كانون الثاني 2007. وتضمنت خطة أمن بغداد إرسال حوالي 21,000 عسكري أمريكي إضافي إلى العراق- الذي أغلبه يذهب إلى العاصمة- وحوالي 7,000 جندي كقوات دعم.ستكون زيادة عملية "الاندفاع" بالكامل طبّقت بحلول شهر يونيو/حزيران 2007 والتي ستزاوج مع عدد مماثل من القوات العراقية.
أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرّئيس بوش بداية خطة أمن بغداد رسميا في 13 فبراير/شباط 2007. حيث وضعت القوات الأمريكية والعراقية 19 محطة أمن مشتركة في كافة أنحاء بغداد- من ما مجموعه 40 محطة قد خطّط لها- كقاعدة إستراتيجية جديدة لمكافحة التمرّد. بينما مشهد العنف الطائفي في العاصمة انخفض فيها، فالذي ميّز "حرب بعد الحرب" في عام 2006،حيث هجمات المتمرّدين السُنة واصلت دفع الشيعة نحو الحرب الأهلية.
إن الأساليب في أنماط الهجوم والقتال في شتاء وأوائل الربيع من عام 2007 أكّد الحاجة لإستراتيجية أمريكية لكلّ العراق، وليس بغداد فحسب.حيث هرب المتمرّدون من قوات "الاندفاع" في العاصمة للحزام الحضري المحيط لبغداد. كما تدهور الأمن بشكل كبير في ديالى، صلاح الدين، ومقاطعات شرق الأنبار.وإن هزيمة الإستراتيجية البريطانية تركت جنوب العراق بشكل مفتوح للطائفية أيضا وتحت سيطرة تنافس السلطات الشيعيّة.
إن نجاح أو فشل خطة الأمن الجديدة لن يكون واضح حتى أواخر خريف عام 2007 على الأقل. وبعد أربع سنوات من بداية الغزو الأولي، ما زالت الولايات المتّحدة مشغولة في "حرب بعد الحرب"، الذي أثبت بأنه مميت أكثر بكثير لكلتا القوات الأمريكية والعراقيين. وقد أكّدت الإستراتيجية الجديدة "المسك والبناء" أجزاء" واضحة من المسك، والبناء"، لكن انخفاض الدعم الأمريكي والعراقي للحضور الأمريكي في العراق يعنى بأنّ "النجاح" يكون محكوم عليه في شهور وليس سنوات.
1. المقدمة: التطوّرات خلال أواخر شهر مارس/آذار 2007
عملت الحكومة العراقية بعض التقدّم نحو المصالحة السياسية وانخفّضت أسباب التوتّر الطائفي والعرقي في أوائل عام 2007. وتضمّنت هذه الخطوات موافقة مجلس الوزراء على قانون الموارد الهيدروكربونية وموافقة مجلس النواب على ميزانية عام 2007. وعلى أي حال، هذا التقدّم كان مبدئيا أكثر بكثير، من مسألة إيجاد حقائق جديدة على أرض الواقع.إن القضايا الرئيسية مثل الانتخابات المحليّة، اجتثاث البعث، واللامركزية والقضايا الإقليمية، وقضية كركوك، كلها بقيت عالقة.
صعّدت حالة الأمن المتدهورة، والتوتّر المتزايد بين الفئات العراقية الرئيسة والتنافس الطائفي، بينما قللت فرص المصالحة السياسية الطويلة المدى. تطوّرت "حربٌ بعد الحرب" إلى مجموعة معقّدة من النزاع بضمن ذلك الشيعة مقابل السنّة، المتمرّدون السنّة مقابل القوات الأمريكية،التوتّرات الشيعيّة الداخلية، والأكراد مقابل العرب.وتناقص النزاع الطائفي في بداية خطة الأمن الجديدة في منتصف شهر فبراير/شباط 2007، لكنه كان أوليا نتيجة تنازل مقتدى الصدر عن جيش المهدي. وقد كان السيد مقتدى الشخصية الرئيسية في العراق الذي بقى متقلّب بالأهداف والولاء المجهول. لقد كان من غير الواضح الطريق الذي يأخذه الصدر في عام 2007 وإذا كانت مقاومته الشعبية ستستمرّ بإجابة دعوته لضبط النفس.
واصل التمرّد السني استعمال التقنية البسيطة وكذلك التكتيكات المبتكرة لشغل القوات الأمريكية في بغداد والحزام الحضري المحيط ولمحاولة وتحريض هجمات العمل الانتقامي الشيعيّة. وطبقا للمسؤولين الأمريكان، وصل تفجير السيارات أعلى مستوى له في أواخر فبراير/شباط وأوائل شهر مارس/آذار 2007. وأصبح محتمل جدا بأنّ القوات الأمريكية والعراقية ستكون منتشرة لإبقاء حضور "الاندفاع" في بغداد بينما التمرّد يقوّى في المحافظات المحيطة.
استمر ازدياد التوتّرات في المدن الشمالية في الموصل وكركوك، لكن الأكراد لم يتّخذوا خطوات أخرى نحو الحكم الذاتي- جزء منه خوفا من تركيا، إمكانية مسودة قانون النفط، ورغبة في الدعم الأمريكي.كما زادت التوتّرات أيضا بين الولايات المتّحدة وإيران، لكن نشطت الروابط الاقتصادية والسياسية بين العراق وإيران.
تركّز تقارير القوة المتعددة الجنسيات في العراق والحكومة العراقية على العدد الساقط من "الجثث" والعدد الكليّ من السيارات المتفجرة. وكان جميعها واضح جدا،على أية حال، إن المفتاح المتري كان الآن المستوى السياسي النسبي، الأمن، والرقابة الاقتصادية التي كانت لدى الحكومة العراقية والمجموعات الطائفية والعرقية المختلفة على السكان، الأرض، والوسائل الاقتصادية والبنى التحتية الرئيسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الدولية والأستراتيجية، واشنطن Center for Strategic and International Studies
تم التحديث: 31مايو/مايس 2007
ترجمة: أمير جبار الساعدي
"حربٌ بعد الحرب"
أصبح "التمرّد" في العراق "حربٌ بعد الحرب" الذي يهدّد بتقسيم البلاد، ويخلق نزاع مدني شامل. إنه أطلق مزيج من العنف الطائفي والعرقي الذي يسيطر على الكفاح لتشكيل العراق ثانيةً كدولة حديثة، والتي ظهرت بينما ينمو التهديد باتجاه منطقة الخليج، والذي أصبح مرتبط بالصراع الأوسع بين التطرّفية الإسلامية السنيّة والشيعيّة، والاعتدال والإصلاح، في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
تَطوّرت طبيعة القتال في العراق منذ بدايته في ربيع عام 2003 مِن صراع محدّد بشكل كبير إلى مجابهة بين "قوّاتِ التحالف" وموالي النظامِ السابقينِ إلى نزاع مستفيض أكثر بكثير، يتَضمن عدد مِن المجموعاتِ السنيّةِ، المليشيات الشيعيّة، والجهاديين من الخارج، والذي يَتضمّنُ النزاعَ المدنيَ الواسع الانتشار الآن. إنّ التمرّد يسيطر عليه الآن من قبل متطرّفي السلفية السنّة الجدد، والذين يسعون وراء أهداف دينية وأيديولوجية تمتدّ أبعد بكثير من العراق.
داخل العملية،على أية حال، أوجد "التمرّد" أنماط معقّدة من النزاع التي أصبحت صراع واسع للسيطرة الطائفية والعرقية على المجال السياسي والاقتصادي. وأصبح العنف المفتوح بثبات أكثر خطورة، لكن الأشكال الأخرى من العنف والتخويف هما اللذان يسيطران الآن. ويقسّم "التطهير" الطائفي والعرقي البلاد في كلّ مستوى، ويوجد مشاكل اللجوء الرئيسية، وتؤدّي إلى الانتقال الإجباري لعدد مهم من السكان.
وصف وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، بأن هناك أربعة نزاعات تحدث بشكل رئيسي: التمرّد السلفي المتطرّف الإسلامي الجديد؛ العربي السني العراقي مقابل العربي الشيعي، العربي الشيعي مقابل الشيعي، والعربي مقابل الكردي. هذا الانجراف نحو النزاع الطائفي والعرقي ركّب من قبل الاستثناء الواقعي والعديد من أعضاء البعث السابقين والمحترفين اللذين يشكّلان الصميم العلماني والقومي للبلاد، والتطهير البطيء للوطنيين الآخرين الذين لا يأخذون الجانب الطائفي والعرقي من الوزارات والمهن.
أعلن الرّئيس بوش إستراتيجية أمريكية جديدة لمحاولة إيقاف الانجراف نحو الحرب الأهلية الشاملة، في 10 يناير/كانون الثاني 2007. وتضمنت خطة أمن بغداد إرسال حوالي 21,000 عسكري أمريكي إضافي إلى العراق- الذي أغلبه يذهب إلى العاصمة- وحوالي 7,000 جندي كقوات دعم.ستكون زيادة عملية "الاندفاع" بالكامل طبّقت بحلول شهر يونيو/حزيران 2007 والتي ستزاوج مع عدد مماثل من القوات العراقية.
أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرّئيس بوش بداية خطة أمن بغداد رسميا في 13 فبراير/شباط 2007. حيث وضعت القوات الأمريكية والعراقية 19 محطة أمن مشتركة في كافة أنحاء بغداد- من ما مجموعه 40 محطة قد خطّط لها- كقاعدة إستراتيجية جديدة لمكافحة التمرّد. بينما مشهد العنف الطائفي في العاصمة انخفض فيها، فالذي ميّز "حرب بعد الحرب" في عام 2006،حيث هجمات المتمرّدين السُنة واصلت دفع الشيعة نحو الحرب الأهلية.
إن الأساليب في أنماط الهجوم والقتال في شتاء وأوائل الربيع من عام 2007 أكّد الحاجة لإستراتيجية أمريكية لكلّ العراق، وليس بغداد فحسب.حيث هرب المتمرّدون من قوات "الاندفاع" في العاصمة للحزام الحضري المحيط لبغداد. كما تدهور الأمن بشكل كبير في ديالى، صلاح الدين، ومقاطعات شرق الأنبار.وإن هزيمة الإستراتيجية البريطانية تركت جنوب العراق بشكل مفتوح للطائفية أيضا وتحت سيطرة تنافس السلطات الشيعيّة.
إن نجاح أو فشل خطة الأمن الجديدة لن يكون واضح حتى أواخر خريف عام 2007 على الأقل. وبعد أربع سنوات من بداية الغزو الأولي، ما زالت الولايات المتّحدة مشغولة في "حرب بعد الحرب"، الذي أثبت بأنه مميت أكثر بكثير لكلتا القوات الأمريكية والعراقيين. وقد أكّدت الإستراتيجية الجديدة "المسك والبناء" أجزاء" واضحة من المسك، والبناء"، لكن انخفاض الدعم الأمريكي والعراقي للحضور الأمريكي في العراق يعنى بأنّ "النجاح" يكون محكوم عليه في شهور وليس سنوات.
1. المقدمة: التطوّرات خلال أواخر شهر مارس/آذار 2007
عملت الحكومة العراقية بعض التقدّم نحو المصالحة السياسية وانخفّضت أسباب التوتّر الطائفي والعرقي في أوائل عام 2007. وتضمّنت هذه الخطوات موافقة مجلس الوزراء على قانون الموارد الهيدروكربونية وموافقة مجلس النواب على ميزانية عام 2007. وعلى أي حال، هذا التقدّم كان مبدئيا أكثر بكثير، من مسألة إيجاد حقائق جديدة على أرض الواقع.إن القضايا الرئيسية مثل الانتخابات المحليّة، اجتثاث البعث، واللامركزية والقضايا الإقليمية، وقضية كركوك، كلها بقيت عالقة.
صعّدت حالة الأمن المتدهورة، والتوتّر المتزايد بين الفئات العراقية الرئيسة والتنافس الطائفي، بينما قللت فرص المصالحة السياسية الطويلة المدى. تطوّرت "حربٌ بعد الحرب" إلى مجموعة معقّدة من النزاع بضمن ذلك الشيعة مقابل السنّة، المتمرّدون السنّة مقابل القوات الأمريكية،التوتّرات الشيعيّة الداخلية، والأكراد مقابل العرب.وتناقص النزاع الطائفي في بداية خطة الأمن الجديدة في منتصف شهر فبراير/شباط 2007، لكنه كان أوليا نتيجة تنازل مقتدى الصدر عن جيش المهدي. وقد كان السيد مقتدى الشخصية الرئيسية في العراق الذي بقى متقلّب بالأهداف والولاء المجهول. لقد كان من غير الواضح الطريق الذي يأخذه الصدر في عام 2007 وإذا كانت مقاومته الشعبية ستستمرّ بإجابة دعوته لضبط النفس.
واصل التمرّد السني استعمال التقنية البسيطة وكذلك التكتيكات المبتكرة لشغل القوات الأمريكية في بغداد والحزام الحضري المحيط ولمحاولة وتحريض هجمات العمل الانتقامي الشيعيّة. وطبقا للمسؤولين الأمريكان، وصل تفجير السيارات أعلى مستوى له في أواخر فبراير/شباط وأوائل شهر مارس/آذار 2007. وأصبح محتمل جدا بأنّ القوات الأمريكية والعراقية ستكون منتشرة لإبقاء حضور "الاندفاع" في بغداد بينما التمرّد يقوّى في المحافظات المحيطة.
استمر ازدياد التوتّرات في المدن الشمالية في الموصل وكركوك، لكن الأكراد لم يتّخذوا خطوات أخرى نحو الحكم الذاتي- جزء منه خوفا من تركيا، إمكانية مسودة قانون النفط، ورغبة في الدعم الأمريكي.كما زادت التوتّرات أيضا بين الولايات المتّحدة وإيران، لكن نشطت الروابط الاقتصادية والسياسية بين العراق وإيران.
تركّز تقارير القوة المتعددة الجنسيات في العراق والحكومة العراقية على العدد الساقط من "الجثث" والعدد الكليّ من السيارات المتفجرة. وكان جميعها واضح جدا،على أية حال، إن المفتاح المتري كان الآن المستوى السياسي النسبي، الأمن، والرقابة الاقتصادية التي كانت لدى الحكومة العراقية والمجموعات الطائفية والعرقية المختلفة على السكان، الأرض، والوسائل الاقتصادية والبنى التحتية الرئيسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مركز الدراسات الدولية والأستراتيجية، واشنطن Center for Strategic and International Studies
اصدرت في June 9, 2007 11:40:43 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق