الجمعة، 7 مايو 2010

عنف العراق الطائفي والعرقي وتطور تمرّده (6)

أنتوني كوردسمان بمساعدة إيما دافيس
التطوّرات حتى ربيع 2007
تم التحديث: 31مايو/مايس 2007
ترجمة: أمير جبار الساعدي

الفدرالية(الإتحاد)، تقسم أو تفصل البلاد

بقيت قضية مناطق الحكم الذاتي القضية الرئيسية التي تقسّم البلاد، لكن أيّ انفصال رسمي قد أجّل حتى عام 2008. على أية حال،هذا لم يعطّل المخاوف السنية مقابل الشيعيّة حول القومية مقابل الفدرالية (الإتحاد)، التوتّرات الكردية - العربية على الحكم الذاتي الكردي، أو الشيعي مقابل التوتّرات الشيعيّة على تعريف أيّ منطقة ستكون فدرالية موحّدة وعلى سيطرة الشيعة على الأرض المهيمنة عليها.
أعاد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) تأكيده على ضرورة إيجاد مناطق منفصلة في العراق مستندة على الطائفة. حيث قال، "أعيد التأكيد بأن تأسيس هذه المناطق سيساعدنا في حلّ العديد من المشاكل التي نحن نعاني منها. علاوة على ذلك، إنه يمثّل أفضل حلّ لهذه المشاكل. ونؤكّد على ضرورة تأسيس إقليم الجنوب والمركز وبغداد بعد أن يصوّت الناس عليه". كما دعا إلى توقف عملية القتل بين السنّة والشيعة، وحث الشيعة على أن لا يردوا بالانتقام ضدّ هجمات المتمرّدين.

3. "حروب العراق الأربعة"

كما أن الظروف الأمنية ساءت، كذلك توقّعات التحسن المستقبلي في ظروف الحياة - نتيجة مزعجة خصوصا، عندها الأمل لمستقبل أفضل يمكن أن يكون الصمغ الذي يمسك مجتمعا يكافح للبقاء سوية. توقّع على سبيل المثال، ثلاثة أرباع العراقيين في 2004 وعلى حدّ سواء في عام 2005 ستكون هناك تحسينات في السنة القادمة تشمل الأمن، المدارس، توفر الوظائف، العناية الطبية، الحماية من الجريمة، تزويدهم بالماء النظيف والكهرباء. واليوم حوالي 30 - 45% ما زال يتوقّع أيّ من هذه التحسينات.
تضمّن تقرير وزارة الدفاع في مارس/آذار 2007 "قياس إستقرار وأمن في العراق" الاستطلاعات التي أجرت من قبل القوة متعددة الجنسيات في ديسمبر/كانون الأول 2006. وتضمّنت العينات 5,000-12,000 مستجيب في عموم البلاد. ووجدت هذه الاستطلاعات بأن العراقيين رأوا تزايد التوتّرات في مناطقهم المحيطة المباشرة والبلاد كاملةً، لكن ما زال لديهم إيمان في قوّات الأمن العراقية. هذه الاستطلاعات لم تعتل بالطائفة أو المنطقة، ولذا فهي لا تقدّم كامل الصورة.
أجرى استطلاع أكثر شمولية من قبل أخبار أي بي سي (ABC)، بالارتباط مع صحيفة (USA Today)،أخبار بي بي سي (BBC)،وتلفزيون ARD الألماني.حيث أجرى المسح من قبل 150 موظّف ميداني عراقي، والذين قابلوا 2,212 مستجيب مختارين بشكل عشوائي في 458 موقع في كافة أنحاء البلاد من 25 فبراير/شباط إلى 5 مارس/آذار 2007. ولقد كان الثالث من سلسلة الاستطلاعات التي بدأت في 2004.
قدّم هذا الاستطلاع صورة متجهمة عن الظروف في العراق في بداية خطة الرّئيس لأمن بغداد الجديدة. تأثر أغلبية العراقيين شخصيا بالعنف وقريب من النصف إعتقد بأنّ العراق كان في حالة من الحرب الأهلية. كان العراقيون - وخصوصا السنّة متشائمون جدا وأقل من نصف السنّة والشيعة اعتقدوا أن خطة الأمن الجديدة ستعمل.ويظهر الاتجاه من 2004 إلى 2005 وإلى 2007 انحطاط مستمر بالرأي العام من حالة الأمن، والقوات الأمريكية، والحكومة العراقية. حدث الهبوط الأكثر بمرور الوقت في بغداد، حيث 100% من المستجيبين شهد نوع من العنف و31% واجه التطهير العرقي.
إعطاء هذه الخلفية، ليس من المفاجئ بأن مناقشة المسؤولين الأمريكيين لأنماط العنف المدني في العراق أصبحت صريحة أكثر بكثير في أوائل 2007. حيث وصف وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس هذا العنف بأربعة صراعات أو نزاعات مترابطة. وقال الوزير غيتس في 7 مارس/آذار 2007 حول مائدة إعلامية مستديرة تضم رئيس الأركان المشتركة، الجنرال بيتر باس:
أعتقد بأن كلمات "الحرب الأهلية" تبالغ في تبسيط حالة معقّدة جدا في العراق. كما أعتقد بأنّ هناك جوهريا أربعة حروب تستمرّ في العراق. واحد شيعي مقابل شيعي، أساسا في الجنوب؛ وإنّ الثانية نزاع طائفي، أساسا في بغداد، لكن ليس بغداد وحدها؛ الثالث هو التمرّد؛ والرابع هو القاعدة، والقاعدة تهاجم، أحيانا، كلّ تلك الأهداف. لذا أعتقد الآن-- تعرف، أنا -- هو ليس، أعتقد، إنها مسألة سياسة أو دراسة معاني الكلمات فحسب. أعتقد إنه يبالغ في تبسيطها. إنها شيء ضخم جدا شديد الاحتمال يستجيب إلى ما يجري في العراق.
كلّ هذه النزاعات تضمّنت صراع اقتصادي وديني وعرقي وسياسي للسيطرة على المكان والمصادر، بالإضافة إلى السلطة السياسية المطلقة. ويستمرّ كلّ صراع في بعض الأشكال تقريبا بشكل غير محدد إلى المستقبل - بغض النظر أكثر عن النجاح أو فشل الأسلحة الأمريكية.

إعادة تعريف طبيعة النزاعات في العراق

تقييم الاستخبارات القومية حول العراق في يناير/كانون الثّاني عام 2007 وصف الأنماط المعقّدة للعنف في العراق. حيث قال التقييم المتجهم بأنّه ما لم تُعكس الظروف الحالية في الـ(12-18) شهر القادم، فإن حالة الأمن ستستمرّ بالتدهور في نفس المعدل السريع مثل نهاية عام 2006. ويستنتج التقرير "بأنّ تعبير "الحرب الأهلية" وصف العناصر الرئيسة بدقّة في النزاع العراقي". وأضاف، على أية حال، بأن تعبير "الحرب الأهلية " لا يصف تعقيد النزاع بدقّة في العراق"، ويشير إلى أن النزاع تضمّن ممثلين وصراع أكثر من ذلك الذي يقترحه التعبير.
ذكر تقييم الاستخبارات القومية التحديات المعقّدة التالية التي تواجه العراق في النصّ الغير محظور ما يلي:
* عقود من التبعية الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية إلى الهيمنة السنيّة، جعلت الشيعة غير آمنين جدا حول إحكام قبضتهم على السلطة. ويقود عدم الأمان هذا الشيعة للارتياب في الجهود الأمريكية لمصالحة الطوائف العراقية ويعزّز إحجامهم للمشاركة مع السنّة على مختلف القضايا، ويتضمن ذلك تعديل تركيب نظام العراق الفدرالي (الاتحادي)، كبح جماح الجيوش الشعبية الشيعيّة، ويخفّف قانون اجتثاث البعث.

* يبقى العديد من العرب السنّة غير راغبين بقبول منزلة أقليتهم، يعتقدون أن الحكومة المركزية غير شرعية وعاجزة، ومقتنعون بأن الهيمنة الشيعيّة ستزيد من نفوذ إيران في العراق، بالوسائل التي تضعف طبيعة الدولة العربية ويزيد من قمع السنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصدرت في June 20, 2007 9:57:40 AM

ليست هناك تعليقات: