الثلاثاء، 11 مايو 2010

عنف العراق الطائفي والعرقي وتطور تمرّده (7)

أنتوني كوردسمان بمساعدة إيما دافيس
التطوّرات حتى ربيع 2007
تم التحديث: 31مايو/مايس 2007

ترجمة: أمير جبار الساعدي

* غياب
التوحد بين زعماء السنّة أو الشيعة العرب بالقدرة على الكلام بأسم أو ممارسة السيطرة على فرص حدود اعتراف مجموعاتهم للمصالحة. ويبقى الأكراد راغبين في المشاركة في بناء الدولة العراقية ولكنهم يمانعون التنازل عن أيّ من المكاسب التي أنجزت في الحكم الذاتي.

* الأكراد يتحرّكون بشكل منظّم لزيادة سيطرتهم على كركوك لضمان إلحاق كلّ أو أغلب المدينة والمحافظة إلى حكومة كردستان الإقليمية، بعد أن حدّد الاستفتاء العام المنصوص دستوريا موعدا للحدث أقصاه 31 ديسمبر/كانون الأول 2007. حيث تواصل المجموعات العربية في كركوك المقاومة بصلابة للذي يرونه انتهاكا كرديا.

* على الرغم من التحسينات الحقيقية في قوّات الأمن العراقية خصوصا الشرطة العراقية والتي ستمرّ بصعوبات في الـ(12-18) شهر التالية لتنفيذ مسؤوليات الأمن المتزايدة جدا، وخصوصا التحرك بشكل مستقل ضدّ الجيوش الشعبية الشيعيّة(المليشيات) لتحقيق النجاح. وتضعف الانقسامات الطائفية درجة الاعتماد على العديد من الوحدات، فالكثير منها معاق بنقص الأجهزة والموظفين، وعدد من الوحدات العراقية رفضت الخدمة خارج المناطق التي جنّدوا فيها.

* يواصل المتطرّفون بشكل خاص مجموعة الجهاديين السنُة القاعدة في العراق وجيش المهدي الشيعي المعارض العمل كمعجّلات فعّالة جدا لما أصبح عليه الصراع الطائفي مكتف ذاتيا بين الشيعة والسنّة.

* إزاحة (هجرة) السكان بشكل هامّ، ضمن العراق وحركة العراقيين إلى البلدان المجاورة، يشير إلى قسوة الانقسامات العرقية - الطائفية،والذي يقلّل من أصناف العراقيين ذوي الكفاءات والتجار، ويجهد طاقات البلدان التي انتقلوا إليها. حيث تخمّن الأمم المتّحدة وجود أكثر من مليون عراقي الآن في سوريا والأردن.

وذكر
تقرير وزارة الدفاع "قياس الاستقرار والأمن في العراق" في مارس/آذار 2007 المرفوع إلى الكونجرس بأنهم وصلوا إلى نتيجة مماثلة. وعرّفت وزارة الدفاع الأمريكية النزاع في العراق في بداية خطة الرّئيس الجديدة كالتّالي:
لا يستحوذ تعبير"الحرب الأهلية"على تعقيد النزاع في العراق بشكل كافي، والذي يتضمّن العنف الشيعي مقابل الشيعي الواسع، القاعدة وهجمات المتمرّدين السُنة على قوّات "التحالف"، انتشار العنف المدفوع إجراميا بشكل كبير. وبعض عناصر الوضع في العراق وصفية "للحرب الأهلية" إلى حد كبير، بضمن ذلك تصلّب وتعبئة الكيانات العرقية- الطائفية، تغير طبيعة العنف، وعمليات تهجير السكان. حيث تنشغل المجموعات المسلّحة بشكل غير قانوني في دورة مكتفية ذاتيا من العنف الطائفي المدفوع سياسيا، استعمال الوسائل التي تتضمّن القصف العشوائي، القتل، والرمي غير المباشر لإخافة الناس وإذكاء نزاعا طائفيا. ويركّز معظم العنف الحالي على القضايا المحليّة، مثل الطائفية، السياسة والسيطرة الاقتصادية في بغداد؛ الكرد، العرب، وتطلّعات التركمان في كركوك؛ والسيطرة السياسية والاقتصادية داخل المناطق الشيعيّة في الجنوب. بالرغم من أن أكثر الهجمات تستمرّ إلى أن تكون موجّهة ضدّ قوّات "التحالف"، يعاني المدنيون العراقيون من أغلبية الإصابات الواسعة.
قال الفريق مايكل مابل، رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية في فبراير/شباط 27، في شهادة أمام اللجنة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ، بأنّ ديناميكا النزاع في العراق تغيّرت بشكل خاص. ووصف الحرب كالتّالي:
الإدراك بأن العنف الغير مراقب يخلق جوّ من الخوف، يُصلّب الطائفية، يشجّع مجموعات الحرس والجيوش الشعبية (المليشيات)، يُسرع نزوح الطبقة المتوسطة الجماعي، ويهزّ الثقة في الحكومة وقوّات الأمن. إنّ العنف الطائفي، حكومة مركزية عديمة الخبرة وضعيفة، مؤسسات غير ناضجة، مشاكل في تزويد الخدمات الأساسية، وبطالة عالية تشجّع العراقيين أكثر للتحول نحو المجموعات الطائفية، المليشيات، والمتمرّدون بسبب الحاجات الأساسية، والتي تُهدّد وحدة العراق. علاوة على ذلك، تفعل الشبكات الإجرامية الشديدة كمضاعفات قوة متمرّدة وإرهابية. والعديد من العرب السنّة، مدفوعون بالخوف، الحافز المالي، تصوّرات التهميش، والاستثناء من الحكومة العراقية ومؤسسات الأمن، لذا يعملون كمتعاطفين مع المتمرّدين، القادرين على دعم التمرّد.

معركة
تعريف عراق ما بعد صدام منذ عام 2003 كان قبل كل شيء نزاع عربي داخلي لتحديد كيف ستوزّع القوّة والسلطة. ونلاحظ بأنّ ظروف أكثر لتدهور الأمن والاستقرار موجودة ضمن هذا الصراع المستمر. بالرغم من الانهيار الهامّ للسلطة المركزية وعدم وجودها، يتحرّك العراق بصورة أقرب إلى هذه الإمكانية بسبب الحكم الضعيف، وازدياد تحديات الأمن، والافتقار إلى ميثاق وطني.
النزاع في العراق دورة مكتفية ذاتيا والتي فيها الأفعال العنيفة تولّد الانتقام على نحو متزايد. عدم الأمان يبرّر ويجعل وجود المليشيات عقلانيا، وبشكل خاص المليشيات الشيعيّة ويزيد المخاوف لدى مجتمع العرب السُنة. إنّ النتيجة دعم إضافي، أو على الأقل رضوخ، إلى المتمرّدين والإرهابيين مثل القاعدة في العراق. المليشيات الشيعية، وأكثرها بروزا جيش المهدي، والذي يُعد مسؤول عن بعض الزيادات في العنف. وفي بغداد مركز النزاع العربي الشيعي والسني حيث كلتا المجموعتين تتصارع من أجل الأرض والتأثير السياسي. تشكّل الهجمات الطائفية أغلب العنف في المناطق المختلطة عرقيا داخل وحول العاصمة، بينما تبقى قوّات "التحالف" الهدف الأساسي في الجنوب الشيعي والغرب السني.
اعترف هذا التقييم بأنّ بدون بعض التغيير الأساسي في الظروف، سيستمر الوضع في العراق بالتدهور. على أية حال، أشار اعتقاد بعض المسؤولين الأمريكان أيضا بأنّ بغداد كانت مركز العنف في البلاد. في الواقع، زادت هجمات المتمرّدين في محافظات ديالى وصلاح الدين في بداية خطة أمن بغداد ويظهر التطهير الطائفي الخفيف في شمال وجنوب البلاد بأن مركز الجاذبية يشمل كامل خريطة العراق.
وصفت وزارة الدفاع الأمريكية الانتشار الجغرافي للنزاع في تقرير وزارة الدفاع الفصلي "قياس الاستقرار والأمن في العراق" الصادر في مارس/آذار 2007 كما يلي:
توافقا مع التقارير السابقة، أكثر من 80% من العنف في العراق يحدّد في أربع محافظات متمركزة حول بغداد، بالرغم من أنّه يوجد في المراكز السكانية الأخرى أيضا، مثل كركوك، الموصل، والبصرة. وما زال العنف الطائفي وهجمات المتمرّدين يتضمّن جزء صغير جدا من السكان، لكن مفهوم الناس حول العنف عامل هامّ في منع المصالحة على القضايا الرئيسية. يبقى النزاع في العراق فسيفساء ويتطلّب مرونة قصوى من ناحية التحالف والحكومة العراقية لاجتثاث محركات العنف الرئيسية في المناطق المختلفة من البلاد…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصدرت في June 23, 2007 8:59:31 AM

ليست هناك تعليقات: