الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

عنف العراق الطائفي والعرقي وتطور تمرّده (19)

أنتوني كورد سمان بمساعدة إيما دافيس
ترجمة: أمير جبار الساعدي

العنف في بغداد

بالرغم من توسع تعريف الحرب كسلسلة من النزاعات المدنية المترابطة، إعتبرت إدارة بوش والعديد في الجيش الأمريكي بغداد مركز الاستقطاب في عام 2007. يظهر الشكل 5.1 ان هناك بعض التبرير لهذا، إذا كان العنف يقاس بشكل كبير من ناحية عدد هجمات المتمرّدين،حتى بالرغم من هذا الإحصاء كانت هناك مشكلة رئيسية في ثلاث مقاطعاات أو محافظات أخرى.قال المسؤولون العسكريون الأمريكيون بأنّ هجوم بغداد يكون " بنسبة بضع مئات "أكبر من الهجمات السابقة في العاصمة - مثل عملية "معاً للامام" في صيف عام 2006.
فالتأكيد على بغداد تم تأكّيده في تقرير وزارة الدفاع الأمريكية الفصلي إلى الكونجرس: أعطى تركيز السلطة السياسية والسكان في بغداد وتنوعها العرقي والطائفي ،أن يبقى أمن بغداد المفتاح إلى الإستقرار في العراق. وان العراقي تصور وقاد خطة أمن بغداد على إنها القطعة المركزية ليواجه العنف المتزايد.
الشكل 5،1 يظهر تقدير قوات الجيش العراقي حول العنف في بغداد مقارنة بالمناطق الأخرى في العراق للفترة بين 11تشرين الثاني 2006 – 9شباط 2007.
تبدأ المشاكل العويصة مع العملية الجديدةكان العمل بمركز قيادة المكافحة الامنية العراقي/ الامريكي المشترك في المنطقة الخضراء في 6 فبراير/شباط - 2007، لكن لا يمكنه ان "يعمل بصورة حسنة" في ذلك الوقت. بالإضافة الى ذلك، قال مسؤولين عسكريين عراقيين وأمريكيين بأنّ تركيب سلسلة القيادة العراقية في مبادرة الأمن لم تكن قد حلت رغم ذلك. لامّ العراقيون علنا الولايات المتّحدة على إتّخاذ اجراءات صارمة ضدّ جيش المهدي قبل أن تصل أولى القوات الأمريكية الإضافية ،والذي ترك فراغا أمنيا سمح للمتمرّدين بتفجير شاحنة في سوق شيعيّة، قتلت 135 وجرحت أكثر من300شخص. أعلن المسؤولون العراقيون بأنّ الفريق عبّود قمبر سيقود الهجوم. والقائد قمبر, شيعي من جنوب العراق، كان برتبة لواء في الجيش العراقي السابق وكان الإختيار الثاني لرئيس وزراء نوري المالكي لقيادة عملية بغداد. ولم يدعم الجيش الأمريكي إختيار المالكي الأول الفريق موحان الفريجي لهذا المنصب.إنفجر القتال في شارع حيفا، مباشرة قبل بدأ إنتشار القوات الأمريكية الإضافية، خارج المنطقة الخضراء في بغداد. تنقّلت السيطرة على المنطقة منذ القتال الذي إندلع بين الولايات المتّحدة / القوات العراقية والمتمرّدون السنّة في الإسبوع الأول من يناير/كانون الثّاني،عدّة أوقات وأمنت بشكل كثيف بالقوات الأمريكية. أوصلت العمليات المشتركة اليومية لضمان أن المتمرّدين لن يرجعوا إلى البنايات المتروكة في الغالب.وخارج هذه التأثيرات كانت هناك مشكلة أيضا. في بداية التحضير للخطة، في 30يناير/كانون الثاني 2007 أوقف العراق كلّ الرحلات إلى ومن سوريا واغلق المعبر الحدودي مع إيران.


الهجوم لتطهير شارع حيفا - للمرّة الثالثة كما هو مشابه في عدد من السنوات - كان بشكل واضح تحت قيادة القوات الأمريكية. مزجت القوات الأمريكية في شارع حيفا تجاربها مع قوات الامن العراقية، ووجدت بأن وحدات الجيش العراقية المعنية بالدوريات المشتركة لم تظهر، خصوصا في الوقت المبكّر صباح بدأ العمليات. وذكرت النيويورك تايمز بأنّه متى ما ظهرت القوّات العراقية في ساحة العمليات في شارع حيفا، لم يبدوا عليهم أخذ الامر بجدية. فتّشت وحدات قوات الامن العراقية نصف عدد الشقق التي يفترض بهم تفتيشها فحسب، ولم يأخذوا بعين الإعتبار للمتعلقات الشخصية لهولاء السكّان. قالت القوات الأمريكية في شارع حيفا بأنّ الهدف الرئيسي كان أن تترك القيادة للقوات العراقية لتأخذ مركز الصدارة - أيّ أنهم كانوا يعملون بالاسم وحسب(القوات الامريكية) - لكن بالقيام بذلك فإن القوّات الامريكية يمكن أن تفقد السيطرة على المنطقة التي عملوا بجدّ كبير لكسبها. قال الناطق العسكري الأمريكي الرائد ستيفن لامب بأنّ منطقة شارع حيفا كانت آمنة وفي أيدي القوات العراقية بحلول منتصف شهر فبراير/شباط 2007.

دافع
جنرال عراقي عن قوات الأمن العراقية بالقول بأنّه ذُكر ليس كلّ القوّات العراقية قد وصلت إلى العاصمة. حيث رفض التصريح بقوله "كم هم المتواجدين في بغداد من الشمال الكردي أو الجنوب الشيعي من عدد الجنود الـ8,000، لكن القادة المحليّين خمّنوا بأنّه وصل 2,000 جندي من القوّات العراقية فحسب. قال المسؤولون العراقيون بأنّ لديهم 22,000 جندي عراقي في العاصمة و 20,000 فرد من قوّات الشرطة الوطنية والمحليّة. خمّن المسؤولين الأمريكان أيضا بأنّ ثلث من القوّات العراقية تقريبا كانت تتغيّب في أي وقت من الأوقات، وفعالية القوّات الباقية محدودة في أحسن الأحوال.على أية حال، أبلغ القائد المشرف في بغداد اللواء جوزيف فيل، كان هناك 13,000 جندي من الجيش العراقي، 20,000 فرد من الشرطة الوطنية، 41,000 من الشرطة المحليّة، وأكثر من 35,000 من القوات أمريكية في بغداد في منتصف شهر فبراير/شباط 2007.

تقوم القوات الأمريكية بدوريات في بغداد من أوائل فبراير/شباط متسائلتً هل أن 17,500 جندي إضافي يمكن أن تجلب الأمن إلى العاصمة. قال بعض الجنود بأنّ الهجوم جاء متأخر جدا وبأنّ القوات الأمريكية ما زالت مفتقرة إلى البعض من التدريب الذي هم بالحاجة اليه لشنّ حملة مكافحة التمرّد بكافة المقاييس. قال الجنود من الكتيبة الأولى، فوج المشاة السادس والعشرون بأنّ موقف السكان العراقيين إنقلب على القوات الأمريكية إلى مثل هذه الدرجة التي جعلت جمع المعلومات شبه مستحيل وجهودهم لكسب ثقة عامة الناس أصبحت عقيمة.إستمرّت الهجمات الطائفية في أواخر يناير/كانون الثّاني 2007. تضمّن تقرير من مجلة التايم تخمين يذكر بأنّ تقريبا نصف الهجمات الطائفية اليومية في بغداد جاءت من "مدينة الصدر". حيث بلغ متوسط العدد الكليّ للهجمات باليوم في يناير/كانون الثّاني180هجمة، مساوي إلى أعلى مستوى وصله في أكتوبر/تشرين الأول 2006. وإنخفض العدد العامّ للهجمات ضدّ القوات الأمريكية والعراقية، على أية حال، في الإسبوع الأول من خطة أمن بغداد الجديدة، التي شرع بها رسميا في 14 فبراير/شباط 2007. قال الناطق العسكري الأمريكي المقدّم كرستوفر كارفر كان هناك انخفاض نسبي في حوادث الإختطاف الطائفية وجرائم القتل. ذكرت الأسوشيتد بريس بأنّ عدد متوسط الجثث التي جلبت إلى المشرحة انخفض من50-60 إلى 10 باليوم. قال الجيش الأمريكي في تقرير له بأنّ هجمات الأجهزة المتفجّرة المرتجلة انخفض 20% وانخفضت جرائم القتل الطائفية إلى أوطأ نقطة خلال سنة بعد أول عدّة أسابيع من خطة الأمن الجديدة. الأنواع الأخرى لهجمات المتمردين، مثل عمليات التفجير الإنتحارية، على أية حال، ارتفعت الى 14 بين فبراير/شباط والإسبوع الأول من مارس/آذار 2007. جرح نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي في انفجار داخل وزارة الأشغال العامة العراقية في 26 فبراير/شباط 2007. والهجوم على الجامعة المستنصرية ذات الاغلبية الشيعية في بغداد من قبل امرأة قامت بعملية إنتحارية حيث قتل40 طالب وجرح 55 أخرين. أكّد الشيعة بأنّ الزيادة في تفجير السيارات المفخخة نتجت من الفراغ الأمني بعد أن أوقف الصدر نشاط جيش المهدي، والولايات المتّحدة / القوات العراقية لا تستطيع أن تملأ الفراغ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصدرت في February 29, 2008 7:34:04 AM
*مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية، واشنطن Centre for Strategic and International Studies

ليست هناك تعليقات: