انتوني كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
الشراكات المتضادة تغير في الوطن والثقافة
إن العراق مثل فيتنام ومثل لبنان ومثل الصومال-هو تحذير بأن أفضل تخطيط للاستقرار وبناء الدولة سوف لن يكون كافياً إلا إذا حدثا في المجال الصحيح.فعلى الولايات المتحدة أن تخطط من البداية لتعالج الدول المضيفة كشركاء وليسوا زبائن أو تجارب.
"هذا يعنى أن يتم تحاشي لعب دور العملية الاستشارية التي أسستها الولايات المتحدة في سلطة الائتلاف المؤقتة،وقد جعلت من إنشاء حكم محلي فعال والسلطة المفتاح لأولوية إستراتيجية كبيرة،وقد أعطت نفس الأولوية إلى إنشاء قوات الشرطة،الأمن والعسكرية المحلية.
كان يجب أن يكون واضحا قبل أن تطلق الولايات المتحدة النار من أول سلاح بأنها سوف تعامل الدولة التي تنشأ من الحرب على أنها شريك،وليس على انها شعب للاحتلال،عليها أيضا أن توضح بان الولايات المتحدة سوف لن تسعى لإنشاء قواعد أو تواجد طويل الأمد،وسوف تنقل جميع أشكال السلطات بالسرعة الممكنة.
وفي نفس الوقت،إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتوهم أنها قادرة على بناء الثقافات والدول بصورتها الخاصة.وان جهود تطوير القوات لا تحدث من أنشاء الفراغ.يجب أن تكون هي جزء من جهود أوسع في معالجة شعب مختلف عنها-ذو أديان،أيديولوجيات،وأهداف وقيم ثقافية مختلفة-في المصطلحات التي يريدها الشعب.
إن "النسبية"لا يمكن تحاشيها ويجب أن يتم ترتيبها من اجل أن تناسب التقسيمات المذهبية،والاثنية، والسياسية في داخل دولة ما.وتحت أسوء الظروف،سوف يتم النظر إلى الولايات المتحدة وبنسبة كبيرة على أنها محتل،غازي،سلطة استعمارية،وصليبية،أو ببساطة أنانية تخدم مصالحها الإستراتيجية الخاصة بها.وان اللغة وحدها تمثل مشكلة حقيقية،وان دبلوماسية الشعب الأمريكي هي اثنية بشكل داخلي بحيث لا يمكن له أن تكون فعالة.
من الممكن للولايات المتحدة أن تشجع الإصلاحات الاجتماعية،الاقتصادية والسياسية،ولكن ليس لها أن تطلب تطبيقها.ومثل ما هو الحال عليه في العراق،فان الناس عليهم أن يجدوا قادتهم بأنفسهم،وكذا التركيبة السياسية،ومناهج الحكم التي تناسبهم.
يجب على الولايات المتحدة أن تقر أيضاً بأنه ينقصها العناصر الأساسية في الاقتصاد لبناء البلد في مجتمعات تركيبتها الاقتصادية،وقدرتها في تنفيذ وإصلاح، وعمل المشاريع،وإدراك بان القيم تختلف بشكل كبير عن تلك التي موجودة في الولايات المتحدة.إن الثقافات،والممارسات المختلفة في حقوق الإنسان،والمناهج القانونية،والممارسات الدينية من الممكن لها ان تتأثر في الظهور في طرق ترى الولايات المتحدة ايجابية،ولكن ليس هناك قوانين عالمية،وان الولايات المتحدة ليس بامكانها أن تكيف دين وثقافة دولة مختلفة.
وفي حالات عديدة،فان مدى المشكلة الحقيقي سوف يكون عامل أساسياً.إن تطوير القوات صعباً للغاية وانه يجب أن يرتبط بالأهداف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تريدها الدولة المضيفة وأن الولايات المتحدة من الممكن أن تحققه فعلا كـ"شريك"وليس كمحتل.
من الممكن أن تستغرق المشاكل المذهبية والاثنية والديموغرافية أجيالا من اجل أن يتم حلها بشكل كامل.إن عقوداً من الفشل لاقتصادي،والإهمال والفصل العنصري من الممكن ان تستغرق الى عقد او أكثر من اجل إصلاحها.إن نقص حكم القانون،والعمل بحقوق الإنسان،والقادة العمليين وذوي الخبرة ،والأحزاب السياسية ليس من الممكن إصلاحها ببضعة سنين من المساعدات الخارجية والتعليم.هذا لا يعني بان الولايات المتحدة لا يمكن أن تقوم بإجراء تأثير كبير،أو بان الولايات المتحدة عليها أن لا تسعى للإصلاح والتغير.ولكن المستنقع سوف يبقى هكذا حاله من دون تجفيف،إلا إذا أتت حكومة مضيفة وسلطة تنشأ من الحركات السياسية المحلية لتقود العملية السياسية.إن الإصلاحات الأيدلوجية، الثقافية والدينية يجب أن تأتي مصاحبة لهذه العملية.إن العامة يجب أن يروا سببا للإصلاح الاقتصادي،ويعتقدون به بشكل كافي من اجل ان يتفاعلوا معه.إن الحكم والأمن يجب أن يكون محليا بشكل كبير من اجل أن يكون منظوراً وشرعياً...
وانه مهم من الناحية الثانية،إن كان بالإمكان تجفيف المستنقع، فان العملية سوف تستغرق فترة طويلة جداً بشكل عام لدرجة أن حملة الولايات المتحدة في مقارعة "التمرد"سوف تكون خاسرة او رابحة لفترة زمنية طويلة قبل أن يتم إنهاء العملية.
يجب أن يرتبط تطوير القوة بشكل واسع مع تركيبة التحالفات قدر المستطاع
إن "التمرد"في العراق،مثل التمردات التي تبعت الحرب العالمية الثانية،إذ يظهر أن احتواء التمرد يعنى امتلاك او أنشاء شريك محلي من الممكن له أن يأخذ زمام الأمور من قوات الولايات المتحدة وانه من الممكن له أن يمسك زمام الحكم.لقد اظهر كلا من العراق وفيتنام بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفوز بحملة احتواء "التمرد"وحدها.إن على الولايات المتحدة أن تعتمد دائما على أناس في البلد المضيف،وعادة على التحالفات الإقليمية والمحلية.
والى حد ما،سوف تعتمد على نوعية العمليات في الأمم المتحدة،في التعامل مع الحلفاء التقليدين وعلى الدبلوماسية.واذا لم تستطيع الولايات المتحدة أن تتصور الطريقة التي عليها اتخاذها أو إنشائها لايجاد مثل هذا الحليف،وأن تحارب تحت تلك الظروف،فان الصراع في احتواء"التمرد"من الممكن ان لا يستحق الخوض به.وهذا يعني أن على الولايات المتحدة القيام بأكثر من أنشاء قوات حليفة فعالة.في اغلب الأحيان،تجد طرق في مساعدة شركائها في تكوين العملية السياسية والحكم من اجل أن يكون تطوير قواتها الأمنية مطابقاً للتطور النامي للحكم،ووجود مدني متجانس وتموين خدمات حكم فعالة.
الاقتصاد واحتواء التمرد: يجب استخدام الدولارات بالكفاءة التي تستخدم بها الطلقات
إن تطوير القوات يجب أن يتم تحت ظروف تكون فيها الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام دولارات المساعدة والعمل المدني كما تستخدم الطلقات،وإن العسكرية الأمريكية قد عملت أفضل من ذلك في مناطق العراق أكثر مما فعلتها في الماضي.ولسوء الحظ،إن تاريخ التمرد يُظهر أن نفس الشيء ليس من الممكن أن يقال عن مساعدات الولايات المتحدة في واشنطن أو لأي شكل من الأشكال الاقتصادية في جهود التخطيط تحت سلطة الائتلاف المؤقتة. لقد تجاهلت الولايات المتحدة الحقائق الثقافية والسياسية والاقتصادية المتعلقة ببناء البلد التي تجري في العراق، وهي تتجاهل الحقائق الاقتصادية الآن.
إن كل تقييم مستقل عن جهود الولايات المتحدة يحذر عن كيف كان أداء الولايات المتحدة سيئاً في تلك المناطق-حتى في مناطق حساسة مثل التي تضم الصناعة النفطية.لقد أنفقت الولايات المتحدة أو التزمت بطريقها للإنفاق حوالي 20 بليون دولار،وهي في الحقيقة لم تقم بعمل اي تغير في هيكلية الاقتصاد ذو الدعم الذاتي من اجل إظهاره.
إن اغلب مشاريع المساعدات قد أنفقت المزيد من الأموال على المسئولين، المقاولين،والأمن أكثر مما حصل عليه العراقيين على ارض الواقع. إنها لا تستطيع ان تحمي اغلب مشاريع المساعدات: للمزيد من المعلومات فإن الفترة التي أعقبت آذار عام 2003 كان"نمو"الاقتصاد العراقي عبارة عن خدّاع ويأتي من النفاية الأمريكية ومن الاستفادة من وقت الحرب.
حذر العراق أيضا بأنّ الإجراءات التشجيعية الذاتية عن الإنجازات هي غير منطقية،بغض النظر عن ان كانت تخبر عن تطور إعداد القوة او عن أعمال الولايات المتحدة الأخرى الضرورية من اجل إنجاز انتاج استراتيجي كبير.
تظهر الطريقة التي كذبت الولايات المتحدة بها على نفسها خلال المراحل الأولى من جهود تطوير القوة العراقية- وتركيزها على عدد الوحدات التي تمت تنشئتها،بأن العدد الكامل للرجال في الخدمة، والقوات الكاملة المنتشرة-تظهر ان مثل تلك الأعداد ليس لها معنى إلا إذا كانت مرتبطة باجراءات واضحة من النجاح ومن الفعالية.
وعلى ذات الصعيد،فان بناء المدارس سوف يكون غير متجانس إلا إذا كان هناك توزيع للكتب، والمدرسين،والأثاث،والطلاب والأمن،وبناء يصل الى المناطق المضطربة كما هو الحال في المناطق الأمينة.إن الأبنية الفارغة أو السيئة تصبح مرتعاً للعداء،وليس للنجاح. وان العيادات الفارغة او ذات القدرة المحدود لا تكسب القلوب والعقول.إن قدرة الطاقة المتزايدة ليس لها معنى الا إذا كان هناك منهل لحقوق الناس وبشكل فعلي.
دروس بناء البلاد،وعمليات الاستقرار وقتال المعارك
أخيرا،إن هذا التحليل عن جهود تطوير القوة العراقية يعطي دروساً عن الطريقة التي يجب ان يتم بها تطوير القوة من الناحية العسكرية.
أولا: مقاتلي الحروب يجب أن يركزوا وبشكل حثيث على النتيجة المرجوة من الحرب وليس ببساطة على المعركة أو على الموقف العسكري بشكل عام.
إن تطوير أو تحسين القوات المتحالفة والقوات المناوئة للإرهاب أو المناوئة "للتمرد"يجب أن يكون جزء من مجموعة واسعة من الأهداف الإستراتيجية السياسية والكبيرة للحرب.من الممكن أن لا يكون ذلك مسؤولية مباشرة من مسئوليات المقاتلين أو من مسئوليات المستشارين العسكريين،ولكن تكوين مثل تلك الجهود على المستوى القيادي يجب ان يطرح السؤال،إن كانت الولايات المتحدة تنتقل تجاه نتيجة إستراتيجية تخدم الأهداف النهائية للولايات المتحدة؟ إن كان المحاربين لا يعرفون،فان عليهم أن لا يعرضوا حياة الأمريكيين رجالا ونساء للتهديد في المقام الأول.
وبشكل أوسع،فان الجيش الأمريكي،والقوة العسكرية التي من الممكن أن تشتبك في الصراع ضد التمرد وفرض السلم المسلح،يجب أن تكون مدربة على جميع مستويات عمليات الاستقرار وإنهاء الصراع،فهي مسؤولية كل ضابط على ارض المعركة (وبالنسبة لهذا الشأن، فانه يشمل كل مدني). يحتاج المحاربون التصرف على مبدأ بان كل عملية تكتيكية يجب أن يكون لديها مضمون سياسي
وأهداف محددة.تحتاج الولايات المتحدة أن تربط خطة حملتها الشاملة الى خطة تفصيلية أكثر من اجل استخدام المساعدات الاقتصادية في كل المستويات،من الفساد البسيط الى البحث فعلياً عن التغيرات الأساسية في الاقتصاد في البلد المحدد.
ثانياً: تخطيط وعمليات الولايات المتحدة في حملات مكافحة التمرّد الرئيسية وحملات احتواء الإرهابيين والتي يجب أن يكون مستند على أساس مبدأ إن الأفضل "مضاعفة القوة"سوف يُكون حلفاء مؤثرين، ومشاركة بقدرة عملياتية مع شريك محلي فعال، وكليهما سُبل وشروط مسبقة لخوض حرب احتواء التمرد الخطرة.
حتى عندما يكون من الممكن لقوات الولايات المتحدة أن تسيطر على ساحة معركة بحرب تقليدية أو متطورة،فان هذا من الممكن له أن يشكل حدود الصراع الاستراتيجي والسياسي الواسع.
سوف يكون ممكن للولايات المتحدة أن تفوز بالحملات المناوئة للإرهاب،ان أنشأت تحالفات قوية فحسب وعلى الولايات المتحدة أن تتصرف بشكل حاسم على هذا المبدأ.إ ن انتصارات الولايات المتحدة التكتيكية سوف تكون غالبا سبل لتحقيق هذا الغاية.
سوف تأتي انتصارات الولايات المتحدة عندما يكون لدى الولايات المتحدة فرق حليفة فحسب والتي من المكن أن تتحرك ضد التمرد في ارض المعركة، وأن حكومة صديقة من الممكن لها أن تقوم ببناء البلاد وأنشطة العمل المدني في نفس الوقت.والاكثر من ذلك،إن انشاء مشاركة حقيقية مع الحلفاء يعني أعطاء الاحترام والتدريب لهم كشركاء فعليين وهذا لا يعني استخدام القوات الحليفة كوكلاء أو كأدوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق