الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

خمسة خيارات سيئة للعراق (6-6)

* دانيال بيمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

إن الانسحاب سوف يتم اعتباره مثلما أعتبر في "فيتنام" حيث اتاح الانسحاب للشيوعيين السيطرة على جنوب فيتنام.بالتاكيد سوف يعتبر الجهاديين ومعارضي الولايات المتحدة الانسحاب مقدمةً لانسحابٍ كامل وسوف يدعّون النصر كنتيجة لذلك.اساساً،أن مثل هذا التفكير سيكون صعب المواجهة،كون أن صورة مغادرة قوات الولايات المتحدة سوف تدعم مثل هذا التفيكر.في الحقيقة أن العديد من المراقبين في الغرب سوف يؤكدون على تصوير الانسحاب كخطوة اولى تجاه الانسحاب الكامل.ورغم ان الولايات المتحدة سوف تضغط على حلفائها من أجل ان يتمسكوا بالتزاماتهم فأن اعضاء اخرين من التحالف من المحتمل ان يعتبروا انسحاب الولايات المتحدة فرصة من اجل سحب قواتهم بشكل كامل،ان أفضل حملة من حملات العلاقات العامة ليس بأمكانها أن تتغلب على هذا الانطباع ولكن مع مرور الوقت، فان التزام الولايات المتحدة المستمر تجاه العراق سوف يتحدث عن نفسه.وعلاوة على ذلك فان الانطباع بان أمريكا تسارع في المغادرة هو ليس شيئا كبيرا،كون إن ذلك سوف يضيف دعماً الى ادعائات الولايات المتحدة بان نظام العراق الجديد هو في الحقيقة، صوت العراق الحقيقي.
على سبيل التوضيح،فان الانسحاب لا يقدم استرتيجية جيدة للنصر. إن تدريب الاخرين من أجل ان يمتلكوا زمام الامور يبقى اكثر المسارات وضوحاً لتحقيق النجاح، ولكن هذه المهمة تبقى مملوئة بالصعاب،بالاضافة الى ذلك،فأن الانسحاب لا يقدم تاريخاً واضحاً مثبت للمغادرة. بالرغم من تلك المسألة الكبرى،فأن الانسحاب يمنع أحد اسوء النتائج (وبشكل خاص الملاذ الجهادي) حيث انه يبقى في تطور.إن الخيارات الاخرى تتطلب الكثير من التضحيات، وهي سياسياً غير منطقية أو (في حالة ترك العراق بشكل كامل) فأننا نضحي بالعديد من الأهداف.
من الممكن ان تكون الولايات المتحدة تتحرك اصلا بهذا الاتجاه، ولكن بطريقة لا تدرك بها المخاطر الحقيقة لذلك،ان الجنرال ابو زيد الذي يقود قوات الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي،اشار الى انه من الممكن ان تنسحب الولايات المتحدة من العراق عندما تصبح قوات الامن العراقية اكثر قدرة.ان القوة المتبقية من الممكن لها القيام بشكل اساسي بالتدريب وبدعم القوات العراقية.
وبشكل ساخر، من الممكن أن تعلن الولايات المتحدة بأن الموقف الامني مستقر، وان القوات العراقية مدربة بشكل كافي و يمكنها استخدم الانتخابات كغطاء من اجل الانسحاب.لكن الانسحاب من دون معرفة الحاجة في تقريب الاهداف سيكون خطيرا.
إن اعلنت الولايات المتحدة النصر بكل بساطة وقامت بتقليل قواتها، فان القوات المتبقية سيكون لها العديد من المهام للقيام بها بشكل فعال مع شعور بنسبة من الوطنية.والاكثر من ذلك، فأن الولايات المتحدة سوف لن تكون مستعدة للنتائج البغيضة الحتمية في الانسحاب أن ادعت بابتهاج بان العراق قد اجتاز المحنة.
لا توجد خيارات جيدة في العراق،فقط أهون الشرّين.إن المعالجة الحالية مكلفة وتتوجه نحو الفشل هي الاخرى.إن زيادة فرقنا مع تصعيد دراماتيكي لا يمكن تحقيقه، بينما إذا قمنا بقطع خسائرنا من خلال انسحاب كامل سيؤدي ذلك الى كارثة على العراق وعلى المنطقة وعلى الولايات المتحدة.إن التوجه لمقارعة المتمردين بشكل مباشر من الممكن ان تكون استراتيجية ضرورية للحصول على فرصة للنصر، وايضاً هنالك مخاوف بشأن حماية السلطة، ونقص في القطعات،وكذلك الوقت المناسب من اجل تأسيس القوة الصحيحة المشتركة،وهناك أيضا عدم استعداد واسع لتقديم التضحيات الضرورية،جميع تلك الامور تجعل من غير المحتمل ان يتم تبني هذا الأختيار.ان لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لدفع التكاليف، فان عليها الاقرار بالحقيقة المؤلمة بوجوب تقليل طموحاتها.
بغض النظر سواء ان الولايات المتحدة ستبقى على مسارها في الانسحاب وأن تطوير القوات العراقية يعد من اولوياتها، فان القوات العراقية تعتبر البطل الاسطوري لجميع الخيارات المطروحة في العراق: حتى تكون كفوءة، فان الولايات المتحدة لا يسعها المغادرة مع اي امل في النجاح.ان المصادر المعطات لتك المهمة يجب أن تكون كبيرة وغير مقيدة.إن الخطوة الأساسية هي من خلال تطويرعدة وحدات صغيرة ولكن كفوءة والتي ممكن استخدامها في مهمات محدودة وذات طبيعة خاصة.وبمرور الوقت، ستكون تلك الوحدات جوهر قوة اكبر.ومن اجل زيادة القدرات التدربيبة، سيكون من المفيد أيضا بدفع المشاركة الاوربية وبشكل اكبر،وبصورةخاص، من دول قامت بارسال مدربين عسكريين كجزء من مشاركة حلف الناتو للسلام.(ان مثل تلك المشاركة الاوربية الاكبر ان كانت ممكنة، سوف تقوم بحل جزء بسيط من النقص الكلي للقوات) ان كلا من الانسحاب أو التوجه نحو مقارعة التمرد بشكل مركز سوف يتطلب شجاعة سياسية من جانب إدارة بوش.ان ضباط الإدارة سوف يتوجب عليهم القبول بأن العديد من أهدافهم الطموحة كانت جديرة بالثناء ولكنها صعبة المنال وترزح تحت وطأة الانتقادات (وان جزء كبيرا من هذه الانتقادات سوف تأتي من المقربين على المدى القصير) ان العراق الذي سينتج من هذه الظروف سيسود فيه العنف مع ديمقراطية محدودة في أحسن الأحوال.رغم ذلك، ان البدائل السياسية هي الاستمرار في المستنقع الحالي أو انسحاب كارثي.إن لا احد من تلك البدائل يخدم الولايات المتحدة أو المصالح العراقية.

شكر
أود أن اشكر روبرت ارت، نورا بنساهل، ميكائيل أي.براونا، سيمور، بيمان ، ديفد ابدلستيني، سيت جونسن، روبر ليبر، كنيث بورك، داريل بريس، جيد مي شابيرو، سامر شيهاتا، بنجامين فالنتينو والن فيك على تعليقاتهم على الطبعات السابقة لهذا البحث.اود ايضاً ان اشكر عدة اصدقاء وزملاء والذين رغبوا ان تبقى أسمائهم مجهولة. إن مساهتمهم في صياغة أفكاري كانت ضرورية من اجل أن تدعم مواقفهم حججي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظات: في كانون الأول من عام 2004، علق دونالد رامسفيلد بأن قوات الولايات المتحدة ممكن ان تخرج من العراق في غضون اربع اعوام ان تم كل شيئ على ما يرام.يراجع اريك شمت ."رامسفيلد يرى الانسحاب من العراق في غضون اربع اعوام، نيويورك تايمز، 7كانون الاول 2004، موجود على الانترنت التالي:
www.nytimes/2004/12/07international/ middleeast/07 rumesfield.html.
2. فريديرك بارتون وباث شيسا كروكر، "التطور او الهلاك" " قياس مركز اعادة اعمار العراق ، للدراسة الاستراتيجية والدولية، ايلول 2004، صفحات 19 و25.
*دانيال بيمان: استاذ مساعد في برنامج الدراسات الامنية في مدرسة جامعة جورجتاون للخدمة الخارجية والزميل الاقدم، في مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكنز.

ليست هناك تعليقات: