الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

لماذا لا تَستطيعُ (بَيع) حرباً عالميةً رّابعة ؟(2-3)

جون براون
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

إذا كنت تَعتقدُ بأنّها لَيسَت طويلَة بما فيه الكفاية، ماذا عَن الألفيةَ؟
تَحُول مدير وكالة المخابرات المركزيةِ السابقِ جيمس ولزي، وهو نصير مبكّر للحرب العالمية الرابعة، الآن إلى فكرةِ الحربِ الطويلةِ أيضاً.حيث قالَ في الملاحظاتِ التي عَنونَها "الحربَ للديمقراطيةِ" في ديسمبر/كانون الأولِ: "حَسناً، دعني أَتشاركُك معك ببضعة أفكار هذا الصباح على الذي أعتدتُ دَعوته الحربِ الطويلةِ للقرنِ الحادي والعشرونِ. أنا كُنتُ أَدعوها الحرب العالميةَ الرّابعة، أتبع صديقِي إليوت كوهين، الذي دَعاها بذلك في اليمين المعارض مباشرةً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في صحيفة الوول ستريتِ. فكرة إليوت بأنّ الحرب الباردةِ كَانت حرب عالمية ثالثةَ. وهذه الحربِ سَتكونُ أكثرُ اتساعا وشيوعا مما حصل في الحرب الباردة وكذلك مِن الحرب العالمية الأولى أَو الثّانية.
"لكن الناسَ يَسمعونَ عبارةَ الحرب العالميةَ وهم يُفكّرونَ "بنورماندي" و "آوجيما" وفترات حادّة قصيرة مِن المعركةِ العسكريةِ أساساً. أعتقد إن فكرة إليوت صحيحةُ، وهي أن الحربِ سَتكونُ فيها عنصر أيديولوجي قوي وسَتدُومُ بَعض الوقت.لذا، لكي تتفادى الارتباط مع الحرب العالميةِ الأولى والثّانية، بَدأتُ بدَعوتها الحربِ الطويلةِ للقرنِ الحادي والعشرونِ. الآن، لماذا أعتقد بأنها سَتصبَحُ طويلَة الأمد؟
أولاً، إنها تَخرجُ بثلاث حركاتِ استبدادية مِن الشرق الأوسط". يَستمرُّ ولزي بالقَول، الحركات الاستبدادية الثلاث، "فاشيو الشرق الأوسطِ"؛ "آيات الفقه (Vilayat Faqih)، قانون رجالِ الدين في طهران- خامنئي، رافسنجاني وزملائه"؛ "وخط إسلاميو القاعدةِ، والمُسنَد، في عدّة أشكالِ، مِن قِبل الوهابيين في المملكة السعودية".
بكُلّ هذا الكلامِ عن الحربِ مِن قبل المحافظين الجدد، إنه من المطمئنُ دائماً أن نسَمع أصوات أولئك الذين، إذا كَانَ محاربينا العالميينَ عِندَهُم طريقُهم، ليَتخلّوا عن حياتَهم بحماس "للحرب الطويلة". كَتبَ القارئ روبرت.ستيلزير في 31 ديسمبر/كانون الأول، رسالة إلى بريد دينفير التي قالَ فيها للمتابعة بخصوص إجناتيوس إلى أبي زيد: "أُفسر المقالةَ على إنها قطعة دعايةِ لكسب السكانِ الأمريكيين ليعوّدَون على فكرةَ الحرب الطويلة، وبعد ذلك فهي مُسوّدة عسكرية. لَرُبمَا نَحتاجُ إلى الإمبراطوريةً للإبقاء على مستوىِ معيشتنا، لكن إذا كُنا نملك ديمقراطية فأننا نَحتاجُ ناخبين مطّلعينَ".
على الرغم مِن أصواتِ المعارضةِ النادرة مثل ستيلزير، فإن ردّ فعل أكثر الأمريكان على أغنية الحربِ الطويلة (بالنسبة إلى "الحرب العالمية الرّابعة") كَانت جوهرياً تلك الأغلبية الصامتة: لا شيء،اعتمد على معقل المحافظين الجددِ في المعيارِ الأسبوعي (في يناير/كانون الثّاني) في مُحَاوَلَة لإثارة أولئك الأمريكان الصامتينِ مَع رَفع نداء المعركة في الهجوم على العدو الهالكَ تحت عنوان "حرب الألفيةَ" مِن قِبل مثقّفِ خليج أوستن، وهو العقيد، الذي أظهر "بأنّ الحربِ العالميةِ على الإرهابِ هو اسمُ غبي لحربٍ وسخِة. فمن المحتمل أن يُعلنُ أحد ما الحرب في التمرينِ كما يُعلنُ حرباً على الإرهابِ، فالإرهابِ هو الوسيلة التي استعملت من قبل العدو. . . في سبتمبر/أيلولِ عام 2001 فحسب، اقترحتُ بأنّنا نَدعو هذا البشع نزاعِ حربِ الألفيةَ, الاسم المنتحل الذي يَأْسرُ كلا من العصر الزمني والأبعاد الأيديولوجية للنزاع".
لكن أوستن صاحب ألبي أم دبليو BMW (اعتذر إلى شركة صنع السياراتِ الألمانيةِ) لأنها غير مباعةُ أيضا، فأَن تكرّار ذلك بدرجة أقل في التعليقاتِ الإعلاميةِ مِن الحربِ الطويلةِ نفسها- التي تَجْلبُنا إلى موقفِ إدارة بوشَ الحاليَ نحو تصنيف المحافظين الجدد، الحرب العالمية الرابعة.

أسقط تلك الحربِ! فإن المُنتَج لَن يُباع!
إذا كان هناك شيء واحد أثبتَه التأريخ الحزين في السَنَوات الأخيرة وبإسهاب، هو بأنّ بيت بوش الأبيضِ غير مهتمُ بشكل كبير في الأفكارِ (وحتى السطحية منها التي أعلنت مِن قِبل المحافظين الجدد). الذي يَهمُ دوبيا وحاشيته ليست الأفكّار، لكن القوَّةَ. يَرفعونَ ويُسقطونَ "الأفكار" في رأسِ القبعة، يَتخلون عنها متى ما لا تتناسب ومصالحَهم الضيّقةَ في تلك اللحظة. ("التبريرات" المُتَغَيّرة باستمرار للحربِ على العراق توضح بشكل كامل هذا الموقفِ). إن فريق بوش خبراءَ تكتيك قصير الأمدَ وبارعين من الدرجة الأولى، مَع خطّة واحدة طويلة الأجلِ جوهرياً ،وهي بدائية ولكنها مركّزة: بينما يُترجم الجمهوريين عمل حزبَ لنكولن- في الهيمنة على الولايات المتّحدةِ لسَنَوات قادمة. مرّرَ كارل روف بطلاً، مع ذلك، وليام مكينلي، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الخامس والعشرون، والذي يُجادل البعض فيه، كَانَ مسئولا عن إيجاد سيطرةِ الحزب الجمهوري على السياسات الأمريكية لعقود.
تُوضح ملاحظةَ جورج كينان إنّ الإدارةَ الحاليةَ، ربما أكثر من أي إدارة في التأريخِ، "بأنّ أعمالنا في حقلِ الشؤون الخارجية هي ردودَ أفعال تشنّجيةَ للسياسيين وانعكاسا للحياةِ السياسية الداخلية، التي سيطرت عليها بالأقلّياتِ العلنية". في الحقيقة، هناك قضية قوية والّتي سَتجعَلُ الحربَ في العراق ابتداع جوهري للاستهلاك المحليِ (كبير موظفي البيت الأبيض أندرو كارد، الابن. لمحَ إلى النيويورك تايمز في سبتمبر/أيلول عام 2002، عندما قالَ كلامه المشهور عن التخطيط لحربِ العراق، "مِن وجهة نظر تسويقية، أنك لا تُقدّمُ منتجات جديدةَ في أغسطس/آب"). بينما كُلّ الأسباب وراء هذه الحربِ الغبيّةِ المأساوية- والتي ظَهرَت أسوأ بكثير جدا ًمما كان البيت الأبيض يتوقعه بأن "المهمّة أنجزت"، وقَد لا يعرَفُ بالكامل، ما يُمكِنُ أَن يُقالَ مَع درجة قوية مِن التأمينِ والذي سُوقَ إلى الجمهور الأمريكيِ، على الأقل جزئياً، لكي تَنقلَ الرئيس بوش الثّاني، الذي لم يُنتخب بالأصواتِ الشعبيِة والمستوى الواطئِ في الاستطلاعات مبكراً في رئاستِه، إلى "القائد الأعلى" الحاسم لكي يَفُوز حزبه بانتخابات الكونجرسِ القادمِ- وبعد ذلك الانتخابات الرئاسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصدرت في August 17, 2006 11:35:00 AM

ليست هناك تعليقات: