الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

لماذا لا تَستطيعُ (بَيع) حرباً عالميةً رّابعة ؟(3-3)

جون براون*
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

يَخدع المحافظون الجُدد- بضمن ذلك، وبإنصاف،الذين بينهم الصادق في اتهاماتهم الغير واضحةِ- والتي صادف أنها حول البيت الأبيضِ (بالطبع، تَأكّدوا بأنّهم سَيَكُونونَ) لإعطاء التبرير لأعمال بوش العسكرية بعد 11/9 مَع الدارونيين، يَأْكلُ الكلبَ كلباً، "نحن ضدهم" مقابلهم وجهة نظر العالمِ. وكذلك "أفكارهم" (جَعلت الظُهُور أقل قسوة بعض الشّيء في الحرب العالمية الرابعة من مرحلة الحربِ العالميةَ على الإرهابِ) وُضّح روف وسياسي الحزب الجمهوري الآخرين والذي أُستعمل لفترة مِن قِبل قادة البيت الأبيضَ داخلياً لإقناع الناخبين الأمريكانِ بأن احتلال العراق كَانَ ضرورةً مُطلقةً لأمنِ البلادِ.
لكن الأمريكان يَشعرونَ الآن على نحو متزايد بالخطر من "نجاحنا الهائل" في العراق."تُظهر آخر الاستطلاعات بأنّ 53 بالمائة مِن الأمريكان يشعرون بأن الحربَ لم تكن تستحق أن يذهبوا إليها، وإن 57 بالمائة من الآراء يَرفضونَ معالجة السّيدِ بوش للأوضاع في العراق، و70 بالمائة يُفكّرونَ بأن عددَ الإصاباتِ الأمريكيةِ سعرٌ غير مقبول أَن يدفع". إن مواجهة الجيش الصعوباتِ في التَجنيد أدى إلى قلقٍ كبير في وزارة الدفاع الأمريكيةَ؛ وإن الحرّاس الوطنيون غاضبون مِن جولاتِ الواجبِ الطويلةِ بإفراط في العراق؛ وزوجات الجنود يَعترضن بأن أحبائِهم يَكُونون بعيدين عن البيتِ لأكثر مما ينبغي من الوقت.
لذا، بينما بياناتهم العامة الموالية للحربَ أصبحت تتناقص وأقل ما تكون مفيدة سياسياً إلى إدارة بوشِ، فإن المحافظين الجدد يُصابون بخِيبة أمل جائزةً لبوشَهم المحبوب'. أبعد ما يكون عن مسئول لصيَاغَة السياسةِ إلى حدّ أَنَّهُم بلا شكّ يوَدّونَ، بأنهم أُبعدوا عن لِعب الأدوار التمثيليةِ جوهرياً، تشبه تلك المُؤَدّية مِن قِبل البستاني البسيطِ بما سَمّي "الفرصة" أدى الدور من قبل باعة بيتر في فلمِ "التواجد هناك"- في الأُمم المتّحدةِ (جون بولتون) وفي البنك الدولي (بول ولفويز)، مؤسستان التي لا ناخبين جمهوريينَ أُصلاء سَيَهتمّونَ بها أبداً، ماعدا كونها أهداف للكراهيةِ.
في نفس الوقت، وعلى الرغم مِن أن العديد مِن القلقين الأجانب باختيار بولتون وولفويز (محسوس جداً في الخارج بأنهم مؤمنون باستقلالية السياسة الخارجية وغير دبلوماسيون) للخِدمَة في المنظماتِ الدوليَّةِ، يَظهرُ الرئيسَ بوش بأنه عَرفَ بوجودَ الرأي العامِ الأجنبيِ المعادي للأمريكانِ، الذي كَانَ بحدّة ناقد لوجهات النظر العدوانية للمحافظين الجدد وعمل الولايات المتّحدةِ الأحادي الجانبِ في العراق.
اختيار كارين هيوز, مستشارة بوش التي صادف أن كَانت ولدتَ في باريس (لا، لَيسَ باريس، تكساس)، كوكيل وزارة للدبلوماسيةِ العامّة والشؤون العامة في وزارة الخارجية تقترح بأنّ موظّفي البيت الأبيضَ بَدأوا (ضدّ تدمير غرائزها) والاعتراف إن ما طَردَ في فترة بوش الأول- فائدة "القوَّة الناعمة" في التَعَامُل مع الأممِ الأخرى. هذا قَد يَكُون مِن الخوفِ وحسب من الأخبارِ السيئةِ بإفراط التي تأتي من الخارج والتي يُمكِنُ أَن تُؤدّي إلى انخفاض التأييد في استطلاعات الرأي الداخلية وهذا يُهدّدُ هيمنةَ الجمهوريين الحاليةَ في أمريكا، ولكن هذا ليس مهماً.

نحن لا نُهدّمُ، نُدمقرط !
خُدِعَ البعض في حقيقة حرب المحافظين الجدد، مهما تكُونُ مقومة فنكهتها مَع- "الحرب الرّابعة"، " لمدة طويلة"، أَو
"الألفية". البيت الأبيض الآن، بعيداً مِن إعلان المحافظين الجدد أفكارَ الحرب العالمية الرابعة، تُهمل أكثر الإشاراتِ إلى الحربِ عند بداية فترة بوش الثانية. فالقائد الأعلى، ما زالَ يَمرُّ بصنعِ متطرّفِ أكثر من اللازمِ كرجلٍ يَعتبرُ المفاوضاتَ السلميةَ على الأقل أحد الخيارات، يُتحوّلُ إلى مُحامي مُضطهدِ سياسياً في البلدانِ الأخرى لذا جاءَ مع تفسير جديد لبَيع "سياستِه" الخارجية العاطلةِ: دمقرطة العالم، مع تركيزه على الشرق الأوسط .
ذَكر بوش كلمة دمقرطةَ في فترته الأولى، لكن اليوم أصبحَت أحدثَ نزعة متكررة فجأة لتَوضيح البلايا في الخارج. الذي، يَسألُ الشعب الأمريكي الآن، هَل نَعملُ في الخارج؟ فأنه يَردُّ، نحن لا نُهدّمُ العالمَ - نحن نُدمقرطُه! وشكراً إلى دَمَقرطتنا حتى الآن في الشرق الأوسطِ ، بضمن ذلك القصف وغَزو العراق، العالم العربي مثل برلين عندما أسقط حائطها.(ينسى الحقيقة بأنّ هذين الحدثين حَدثا أثناء قرون مختلفة وفي أجزاء مختلفة جداً من العالمِ مستندة على تطبيقِ السياسات الأمريكيةِ المختلفة جداً)!
ولا نَنسى، بوش يُخبرنا، بأنّنا على الطريق لإصلاح نظام ضماننا الاجتماعي، أكثر بكثير أهمية مِن الحربِ في العراق - مع ذلك نداء دوبيا(Dubya) للحساباتِ الشخصيةِ قَد يكون، في استئناف، يُثبتُ الحرب العالميةَ الرّابعة مِن السياسة الداخليةِ. أما بالنسبة إلى الديمقراطيةِ في الداخل، التي يُمكنُ أَن تَنتظر.
لذا، بعد كل الذي عَملته الإدارة لتَخريب قيم أمريكا الموجودة وصورتها في الخارج- ضربات عسكرية "وقائية" والتي تَنتهكُ المبادىء الأخلاقيةَ البسيطةَ والقواعدَ الأساسيةَ للحرب؛ تَفتيش دون جدوى لأسلحة الدمار الشاملِ الغير موجودة؛ الإسراع من دون هدف لتَطبيق "تغيير النظامِ" في بلد بعيد من العالم الثالث، جُهد مُخَطَّط بشكل سيئ الذي يُمكنُ أَن يُؤدّي إلى مؤسسةِ حكومة دينيةِ معادية للغربِ ضارّة بمصالح الأمريكيين؛ بقسوة سَجن "الإرهابيين" مَع قليلاً، إذا كان هناك أيّ، احترام للقانون الدوليِ؛ يَضربُ بشكل متغطرس "أوروبا القديمة" فقط للتَباهي أمام الأمريكيين المانوية* ؛ وإهانة الملايينِ في الخارج بشَطب آرائهم- أَن الأمريكان الآن يُخبَرون مِن قِبل دوبيا وعصابته ما نحن كُنّا عليه حقاً خلال كُلّ هذا الوقتِ عبر المحيطات: نحن نَدمقرطُ الشرق الأوسطَ، وبالنجاحِ العظيمِ لهذا الحدّ! أنا لا أُصدّقُ أيَ كلمة منه.
كَتبت الصحيفةِ العسكريةِ "نجومُ وأشرطةُ" في عام 1919:
"الدعاية ليست سوى شيءٍ لإسم مُبهرج للشهرة والإعلان، ومَن يَعرفُ لعبة الشهرة أفضل مِن أبناء الولايات المتحدة الأمريكية(Yanks)؟ لماذا، الألمان لَن يَتركوا أي روابط حول الإعتِراف بأنهم تَعلّموا الخدعةَ منّا (الأمريكيين). الإختلاف الآن بين Boche واليانك (الأمريكي) فقط هذا -- وهو إن Boche شخص ما والذي يَعتقدُ بكُلّ شيءَ يُخبَر به أما اليانك فهو شخص ما والذي ينكرُ كُلّ شيءَ يُخبَر به".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جون براون، موظف سابقِ في الخارجية والذي إستقالَ احتجاجا على احتلال العراق، انضم إلى جامعةِ جورج تاون. براون يَؤلف في عرض الدبلوماسيةِ الصحفية العامة اليومية (PDPR) وبعيدا عن الدبلوماسية العامّة، يَغطّي عرض دبلوماسيةِ الصحفي العامّة المواد مثل معاداة أمريكا، دبلوماسية ثقافية، دعاية، الرأي العام الخارجي، والثقافة الشعبية الأمريكية في الخارج.
* أحد أتباع ماني الفارسي الذي دعا الى الأيمان بعقيدة ثنوية مفادها الصراع بين النور والظلام وتعني المؤمن بعقيدة دينية أو فلسفية ثنوية.
اصدرت في August 20, 2006 4:13:00 AM

ليست هناك تعليقات: