الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

خيار البوسنة للعراق (3-3)

الخارجية الأمريكية أقلّ خيارات العراق السيئة

* مايكل أوهانلون وإدوارد يوسف
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي


إنّ خيار البوسنة الذي لُخّص هنا أكثر واقعية من الخطط المختلفة لتقسيم العراق رسميا والذي قد تقدّمت سابقا. أيّ محاولة تقسيم رسمية تثير النزاع على النفط، بغداد وكركوك من دون المطلب الأساسي القليل من الأمن الطائفي. وذلك يجعل الظهور النهائي لدولة عراقية موحدة مستحيل أيضا.إن خيار البوسنة، من الناحية الأخرى، يساعد على تأسيس الشروط المسبقة لدولة فيدرالية عراقية فعّالة.
كيف يمكن للسياسة أن تتقدّم؟ بعد تأمين الإتفاقية الشكلية، يمكن أن يميّز المسؤولون العراقيون تلك المناطق ذات الأقلية العالية وقابلية تعرضها للهجوم.وبمساعدة الشركاء في"التحالف والأعضاء الآخرين" من المجتمع الدولي، يمكن للحكومة العراقية أن تعرض البيوت والوظائف الجديدة إلى أولئك الذين تمنّوا الإنتقال طوعا، بالإضافة إلى تأمين الحماية لهم حينما يتركون بيوتهم لمناطق مختلفة. فالبيوت التي تركت خلفهم تعود إلى ملكية الحكومة، لكي تعرض إلى أفراد المجموعات الأخرى في ما سيصبح بشكل كبير برنامج تبدّيل. هناك أمثلة للعراقيين الذين يبدّلون البيوت لوحدهم. مع وقاية الأمن، يمكن للحكومة العراقية أن تشكّل لجان المُلكية- كما شكّل في كركوك - لتسهيل وضع القضايا المتشابهة وتجنّب الخدع. ولإنجاز معظم المهمّة نخمّن بأنّ نستغرق أقل من سنة واحدة، والتي بعدها تكون فرص تقدم الإستقرار والانسحاب النهائي للقوات الأمريكية كبيرة.
نحن قد لا نريد القوات الأمريكية أن تشارك مباشرة في ما البعض قد يرونه كإقرار لشكل من أشكال التفرقة، بالرغم من أنّه سيكون وصفه بدقّة أكثر كأنه حماية الناس حين يبدأون حياة جديدة. رغم ذلك، هناك حجّة لمنظمة حلف الشمال الأطلسي التي تنفّذ هذه المهمّة تحت رايتها الخاصة، مع وحدات المتعددة الجنسيات حيث تساعد في الجهد الوقائي. (القوات العراقية يمكن أن تكون غير ملائمة إلى المهمّة، لكون البعض يمكن أن يصفّوا بالتحيّز في أيّ من المعارك التي حدثت).وهذا لا يتطلّب أعداد إضافية كبيرة من "قوّات الإئتلاف"، لكنّه يغيّر النظرة من مهمّة الإنتقال نحو الأحسن.
إذا كانت قيادة منظمة حلف الشمال الأطلسي لا يمكنها أن تكسب، فعليها ضم وحدات أمريكية وبريطانية يمكن أن تميّز وحدات عراقية منتقاة للمساعدة في بعض العمليات المتحركة. تركيب هذه الوحدات من الجيش العراقي تعكس المزيج العرقي للمناطق أين ما تحدث الحركات. بما إن أكثر العمليات ستكون ذات نطاق ضيق، يمكن أن تكون الوحدات من الحجم الصغير نسبيا. ويمكن أن يستغل الضبّاط الأمريكان والبريطانيون تلك الوحدات التي أثبتت ولائها في المعركة فحسب.على سبيل المثال، في إنتقال السنّة من حيّ شيعي, يتم إختيار وحدة من الجيش ذات غالبية شيعيّة مسيطرة توفّر أمن محيط المنطقة، بينما الوحدة السنيّة تؤمن الحماية القريبة لأولئك الذين يغادرون. والعكس سيكون في حالة الإنتقال من حي سني إلى الأحياء الشيعيّة.
ينظوي تحت هذه الخطة أيضا، قوّات الشرطة في العراق الذي يصبح أكثر فعّالية بمرور الوقت كتجانسهم العرقي، مع مشاركة(المليشيات)الجيوش الشعبية ومستويات القدرة المحدودة ستصبح المشاكل أقل حدّة. إنهم ما زالوا يؤدّون وظائفهم في منع الجريمة على نحو متوسّط، لكنّهم سيكونون أقل عرضة لوقود العنف الطائفي بما إنهم سيعملون قبل كل شيء بين ناسهم الذين يعرفونهم.
* * * نحن لا يجب أن ننتظر الذبح في العراق للوصول الى نقطة الإعياء قبل مواجهة حقيقة الحركات الجماعية العرقية في النهاية.إن تسهيل الحركات العرقية ليست خطرا يحرّر، وهو ليس دواء حاسم. لكنّه قد يصبح خيارنا الوحيد بإدانة العراق قريبا إلى سنوات تشبه البوسنة من العنف والإنقسامات قاتلة الأخوة والتي كلاهما كارثي ودائم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مايكل أوهانلون زميل متقدّم في مؤسسة بروكنجز، مؤلف مشارك قوّة صعبة: السياسة الجديدة للأمن القومي والمؤلف الكبير لدليل عراق بروكنجز. إدوارد يوسف خدم لأكثر من عقد في دول البلقان بالجيش الأمريكي/ منظمة حلف شمال الأطلسي، الأمم المتّحدة ومجموعة الأزمة الدولية. هو الآن باحث زائر وأستاذ محاضر في مدرسة جونس هوبكنز للدراسات الدولية المتقدّمة.
نشرت في March 6, 2007 7:28:12 AM

ليست هناك تعليقات: