الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

خيار البوسنة للعراق (2-3)

الخارجية الأمريكية أقلّ خيارات العراق السيئة

مايكل أوهانلون وإدوارد يوسف
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي


الإنتقال العرقي مقيت جدا وبالكاد خالي من الخطر، لكن إذا نفّذت كسياسة حكومية التي هي يمكن أن تحدث مع صدمة أقل من دول البلقان.في الحقيقة، فرق الموت السنيّة والمليشيات الشيعيّة التي تهاجم حتى المستشفيات الآن، ربما لا يكون هناك بديل.كما أثبت في دول البلقان، فإن حملات تنافسية من التطهير العرقي يمكن أن تطلق عنان ديناميكية الدعم الذاتي خارج السّيطرة. إن أكثر من 500,000 عراقي طردوا منذ أن سقط صدام، وإن هذا العدد يزداد سريعا. مواطنو بغداد، نقطة الصفر لعنف البلاد، يهربون من بيوتهم على نحو متزايد. لإستئصال لولب الانتقام الطائفي، نحن يجب أن نساعد في عملية إنتقال أكثر إنسانية، نزوّدهم بالسكن والوظائف البديلة لأولئك الذين يتركون بيوتهم.
إن هذا المنهج كان عاملاً في البوسنة التي مزّقتها الحرب. كان جندي حفظ السّلام التّابع للأمم المتحدة هناك، مثل (E. جوزيف) منسّق مختلط لحركة عدّة ألاف من النساء والأطفال المسلمون من جيب زيبا في يوليو/تموز 1995. فالإخلاء حدث بعد أن إستولى الجنرال راتكو مالاديج وقواته الصربية على "المنطقة الآمنة"، متزامن مع الذبح في مكان قريب من سريبرينيكا الذي ترك أكثر من 7000 مسلم موتى. إن قرار الأمم المتّحدة للمشاركة في إنتقال المسلمين خارج زيبا كان جدلي، إلى حدّ أنّ مندوب الأمم المتّحدة السامي للاجئين رفض المساعدة. لكن مسؤولين تلك الوكالة لم تشهد صرخات الرعب من النساء المسلمات المكوّمات في سيارات الجيب الصربية التي تدور هناك - الصوت الذي محى أيّ هواجس كانت عندنا حول صلاحية مهمّتنا.
نحتاج نفس المنهج الآن في العراق.إذا القوات الأمريكية والعراقية لا تستطيع حماية المدنيين، هناك معضلة أخلاقية صغيرة حول تسهيل حركتهم إلى المناطق الأكثر أمانا. في الحقيقة، عمل ذلك يمكن أن يساعد على هزيمة الجهاديين والبعثيين السابقين والذين مصمّمون على التسبّب بإنهيار عامّ للحكومة العراقية.هذه الخطة يمكن أن تساعد على إبقاء تلك الحكومة، وهي يمكن أن تنقذ الأرواح.

الإعتبارات العملياتية
إن تسهيل الإنتقال الطوعي صعب التوقيت بشكل صحيح. إذا عُمل به قريبا أيضا، والإنتقال بمساعدة الحكومة يمكن أن تصنّف على إنها عملية تفرقة عرقية وذلك ما لا يرغبه أكثر العراقيين أصلا. والذي يمكن أن يشجّع بعض(المليشيات) الجيوش الشعبية حتى لتعجيل العنف ضدّ الأقلّيات ضمن أحيائهم ظناً بأنّه يكون من السهل نسبيا لنقل الناس من بيوتهم إذا عرفوا بأنّ الوظائف والبيوت الجديدة في إنتظارهم في مكان آخر. وإذا عُمل به متأخر جدا،على أية حال، فأنّ معظم القتل الذي نتمنّى منعه يحدث (كما في البوسنة). لهذا خيار البوسنة من الضّروري أن يناقش الآن، حتى إذا كان لا يطبّق لعدة شهور أكثر كما نحاول إنقاذ النجاح في الإستراتيجية الحالية.
إنّ المفتاح- والجزء الأكثر صعوبة لسياسة الإنتقال العرقية- أن تحصل على قبول الأطراف بشكل غير رسمي. فالتفاهم الغير رسمي بين المحاربين، والإنتقال العرقي يمكن أن يكون مؤلم ومربك بشكل أقل.على سبيل المثال، الأغلبية الواسعة لصرب كرواتيا طردت أثناء عمليتين عسكريتين (في مايو/ مايس وأغسطس/آب عام 1995) والتي كان عندهما رضوخ ضمني على الأقل من بلغراد. ومن دون تقليل الصدمة للصرب (في الحقيقة، القائد الكرواتي سيحاكم في لاهاي لجرائم الحرب المزعومة)، إن حقيقة بأنّهم لم يعانوا من شيء مثل كوارث المسلمين حيث إجتثّت أجزاء بالقوّة من تحت السيطرة الصربية من البوسنة. على نفس النمط، ترك آلاف الصرب غرب البوسنة بعد الحرب، بأمان، كجزء من مقايضات الأرض التي أتفق عليها الكرواتيين والصرب في دايتون.
الحصول على الإتفاقية في العراق سيتطلّب ليس وفاق بين بعض زعماء السنّة والشيعة الرئيسين فحسب، لكن دور بنّاء من قبل الأكراد، الذي يحتجبون في الأمن النسبي في مناطقهم الخاصة. يرى الأكراد كركوك المدينة المتعددة الأعراق والغنية بالنفط على إنها عاصمة دولتهم المنتظرة ورمز ظلمهم على يدي صدام حسين (الذي هندسة الهجرة السنيّة *الجماعية إلى كركوك بينما طرد الأكراد). وإن عودت آلاف الأكراد إلى كركوك ، يصعّد التوتّرات.
شجّعت الزيادة السريعة في الحرب الطائفية الأكراد ومسانديهم لتقدّم تقسيم/ جدول أعمال إستقلال. إن الضغط الأمريكي على الأكراد (والذي إستعملت أرضهم كقاعدة للإنفصاليين الأكراد في تركيا) يمكن أن يشجّعهم لقطع صفقة على نفط كركوك بينما تكسب التعاون السني الأعظم على مقايضات الملكية في المدينة. إن التقدّم في الحركات العرقية في بغداد وكركوك يمكن أن يؤسّس القاعدة لمقايضة الأرض أكثر طموحا مشابهة لتلك في سرايفو وغرب البوسنة والذي كان شرط حاسم للتوصّل إلى السلام في البوسنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(ليس العرب السنة وحسب بل الشيعة أيضا)
نشرت في February 17, 2007 5:50:57 AM

ليست هناك تعليقات: