جون براون*
ترجمة الباحث:أمير جبار الساعدي
علّقَ توم (إنجيلهاردت) في المقالة الأخيرة (هَل نحن في الحرب العالميةِ الرّابعة؟) تماماً بشكل صحيح "بأنّ الحرب العالميةِ الرّابعة أصبحت مجازياً شيء مألوف ومِن الحقِّ الإمبراطوري". لَكنَّه لَم يَذكر مسألة بسيطةَ واحدة - بقيّة بلادِنا، أَن لا يَتكلّمَ عن العالم الخارجي، لمَ يشتري المحافظون الجدد جُهود تَبرير مغامراتِ الرّئيس العسكرية في الخارج مع دعاية فظة لحرب عالميةِ رّابعة القَصد من ورائها تَعبِئة الأمريكان لمساندةً حماقات سياسة الإدارةَ الخارجيةِ. لِهذا،فإن جورج دبليو بوش في فترته الرئاسية الثانية، قلق أولاً وقبل كل شيء سياسيا بشأن إبْقاء الدعمِ المحليِ - فهو يَتكلّمُ دائما حول شَنّ حرب عالمية ويصرح دائما حول دَمَقرطة العالمِ.
حرب المحافظون الجدد العالمية
أَيّد المحافظون الجدد كلامياً ولمدة طويلة الحاجةِ للديمقراطيةِ في الشرق الأوسطِ، لكن تأكيدَهم الأساسي قد كان على تحويلهم بالحربِ، ولَيسَ بالسياسة. إنك سَتَتذكّرُ بأنّ، طبقاً لمحاربينا العالميين اليمينيين، نحن متورطون بشكل معقّد في كفاح عالمي ضدّ الأصوليين المُتعصّبينِ من المسلمين.
سيطمأنوننا، وعندها تَكُونُ نكساتَ مؤقتةَ في هذا النزاعِ الجيلي الشامل، كما كَانت الحالةَ أثناء الحرب العالمية الثانيةِ والحرب الباردةِ (معتبرا الحرب العالمية الثالثةَ مِن قِبل المحافظين الجدد)، لَكنَّنا يُمكِنُ أَن نَربحَ في النهاية، إذاً، نحن "نَبْقى على الطريق" بالثباتِ الوطنيِ. نحن وقبل كل شيء لا يَجِبُ أن نُعاق بالتفاصيلِ الدمويةِ للحربِ الحقيقية السيئةِ في العراق والتي نحن متورطون بها الآن، على الرغم مِما تطلب من فقدانِ الدمِّ والثروة. مثل العديد من المواطنون السوفيت الجيدون الذين يَتوقّعونَ شيوعيةَ مثاليةَ في المستقبلِ الغامض، كُل ما علينا فعله هو أَن نَنتظرُ القرنَ الأمريكيَ الجديد الذي في النهاية سَيُجلَبُ لأن يَكُونَ بانتصارات الأسلحةِ الأمريكيةِ (والهتاف الذي يَقُودهُ المحافظين الجدد).
استطرد المحافظين الجدد على الأقل منذ 11/9، باستمرار... حول "حرب عالمية رّابعة". لكن ليس مهماً كيف كانوا في أغلب الأحيان يحاولون إقحام هذه العبارةِ إلى رؤوسِنا، وهو ما لم يَصبَح جزء من الفكرِ الأمريكي. السلام والعمل الصادق، لَيسَ حرباً دائمةً ونزاعَ بلا شعور، ما زالَت تبقى هناك نماذجَنا المعتدلةَ- حتى مَع وجود (بسبب ؟) مأساة البرجِين التوأمين. فالصدق، مباشرةً قبل الانتخابات الرئاسية، ظهرت الحرب العالمية الرابعة على السطح مراراً وتكراراً في أجهزةِ الإعلام، حيث غَذّى دعائياً من قبل المحافظين الجدد، وحتى يومنا هذا يَظهرُ هنا وهناك، مثلما غالباً يظهر في النقدِ، كعملية التشجيع. استعمل بات بيوكانان وجوستن ريموندو العبارة مؤخراً لانتقاد هستيريا المحافظين الجدد في أعمدتِهم؛ وفي قضيتها الشتويةَ عام 2005، نشرت مجلة ويلسون الفصلية "الحرب العالمية الرّابعة، "مقالة مهمة مِن قِبل أندرو جي. باسيفيتش، التي تَردُ حجّةَ المحافظين الجدد على رأسها بالاقتراح بأن الولايات المتّحدةَ هي التي بَدأت حرباً عالمية جديدة - وكفاح كارثي للسيطرةِ على الاحتياطيات النفطية الشرق الأوسطيةِ - أثناء إدارة كارتر. أَما باسيفيتش، يُظهرُ، أيقونة الكلام المتعلقة بالمحافظين الجدد يَجِبُ أَن لا تَكُونَ نداء إلى الأسلحةِ، لكن رسالة تذكير حزينة تتخطى كبرياء الجيش.
جربها لمدة طويلة
سَألَ سيد الطابع العصري العقلي والأخلاقي والثقافي، فرانك ريتش للنيويورك تايمز، في وقت مبكّر من يناير/كانون الثّاني. إن المحافظين الجدد، بكُلّ سخافة حججِهم في عدّة أشكال، هم رجال الأفكارِ. لَكنَّهم لا يَعيشونَ على كوكب أخر.إنهم يَعرفونَ "بأنّ الحرب العالميةِ الرّابعة" أَو حتى"حرب عالمية أكثر اعتدالا على الإرهابِ"، إنها لن تكون الأشياءِ الأولى في أفكارِ الأمريكان العاديينِ عندما يَنهضونَ في الصباحِ "هل هناك احد ما زال يَتذكّر الحربَ على الإرهابِ؟". هذا الإحجامِ بيننا يضعنا مجرّد هالكون لرُؤية العالمِ بصورة كفاح الموت العالمي، لاري هاس متعاطف من المحافظين الجدد، وعضو لجنة الخطر الحالي، يعتقد إن سبب ذلك هو "إيمانِنا في العقلانية" يُزعجُ البعض مِن المتلألأين مثل المحافظين الجدد، وبشكل ملحوظ جداً عميدهم الشرس، نورمان بودوريز.
عرضَ بودوريز في فبراير/شباطِ في تعليقه (في مجلة كان محرّرا فيها ذات مرّة)، بأن العالم في الحربَ ضدّ الحرب العالميةِ الرّابعة, متابعة إلى المبشر وتاريخيا تَزييف عمل سبتمبر/ أيلول2004، الحرب العالمية الرّابعة: كيف ستبَدأَ، ماذا تعني، ولِماذا نحن يَجِب أَن نَربح. يُوبّخُ نورمان في عمله الأخير"العصف" الأمريكان من اليمين واليسار "بضمن ذلك معتزلة اليمين من المحافظين القدامى" مايكل مور وكُل اليساريون المتشددين الآخرون اختفوا في هوليود، الجامعات، وفي مجتمع المثقفين بشكل عام"، و"اللبراليون المؤمنون بالدّولية"- لأَن نكون "في حالة الحرب" يُعاملُ باهتمام كبير إكليل الورد "حربٌ عالمية رّابعة". بشكل دفاعي بعض الشّيء (لمُشعل حرب متطرّف)، يُطمأنُنا بأنّنا، أي الشعب الأمريكي، سَنواصلُ، على الرغم مِن أفضل جُهودِ النقّاد، نَدعمُ السّيدَ بوش، الذي بالمقابل سوف لَن يُخفقَ في تَأييد "مذهب بوش"، الذي يَعكسُ، بأن بودوريز لَن يَتركَ أي شَكِّ، حول أفكاره الخاصة بحربه العالمية الرّابعة "الرائعة" (كما عبّر عن الإعجاب زميله المثقّفِ الجديدِ وليام سافير وَصفَهم في عمود النيويورك تايمزِ أغسطس/آب الماضي).
فالسّيد بودوريز غاضب مِن أولئك الذين ببساطة لا يَستطيعونَ قُبُول وجهةُ نظره الهوبزيةُ الخامُّ للإنسانيةِ، لذا يَستمرُّ بالصَياح فينا، لكن أقل قسوة من المحافظين الجدد وحلفائهم، يُدركُ بأن "الحرب العالمية الرابعة" لم يمسك بها بعد، لهذا يَبتدعُ شروطَ جديدةَ لخَدع المحافظين الأمريكان إلى جدولِ أعمال المحافظين الجدد للحربِ الشاملة.
أوّل مابين هذه الحروب "الحرب الطويلة"، يَثير... في رأيي على الأقل... الحرب العالمية الأولى،"الحرب الكبرى" كما كانت معُرِوفَة سابقا، التي عَملَت الكثير لتقود إلى ارتقاء الفاشيةِ في أوروبا. (لكن كم عدد الأمريكان الذين يَهتمّونُ بالحرب العالمية الأولى في الحقيقة؟) ففي بحث جووجل (Google) يَكشفُ بأنه في حدود مايو/مايس عام 2002، في تحليل سياسةِ كاتو، "بناء القوة في الحربِ الطويلةِ:ضمان إبداعِ مجتمع المخابرات في المعركةِ ضدّ الإرهابِ"، جيمس.هاريس كَتبَ عن "الحرب الطويلة" في وَصف التَوَتّرات العالمية بعد أحداث 11-9. أعلَن جون. وهلستيتير، وهو زميل أقدّم في معهدِ الاكتشاف ومقرّه فيِ سياتل في يونيو/حزيرانِ السَنَة الماضية: "الآن جورج دبليو بوش يَجِبُ أَن يُحشدَ الأمةَ في آخر معركة إلى النهايةِ بين الحضارةِ الناقصةِ والهمجيةِ المثالية، الذي تكون فيه البلدانِ الحرة مقابل إرهابِ الموتِ الهائلِ مِن كلا "دول أسلحة الدمار الشاملِ والمجموعاتِ مثل القاعدة. إنّ هديةَ جيبير الوصائية إلينا ماذا يجب أن يكُونُ هدفَنا في الحرب لمدة طويلة، هذه إستراتيجية إليوت كوهين التي يَدعوها الحرب العالميةَ الرّابعة".
َذكرَ بودوريز نفسه "الحرب الطويلة" في مقالته التعليقية في سبتمبر/أيلولَ."لقد لاحظَ "[نحن] فقط،"في المراحلِ المبكّرةِ جداً لما يُعدُ أَن تَكُونَ حرباً لمدة طويلة جداً". لكن النجمَ الحقيقيَ لمقترحي الحربِ الطويلة قائدُ المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد، هذا ما كَتبَهُ الصحفي ديفيد إجناتيوس بصورةً متملقة حول من وراء غزو العراق في الواشنطن بوستِ في أواخر ديسمبر/كانون الأول. وقد أعلنَ إجناتيوس"إذا كان هناك إمبريالية أمريكية حديثة"،"فأن الجنرال أبي زيد القائد الأعلى لها". لعب دورِ الصحفي الباسلِ بـ"العملِ" في مقدمة خطوطِ المعارك العالميةِ في "مركز عمليات قيادة المنطقة الوسطى المضطرب، "ويُخبر إجناتيوس قرّائه بذلك بشكل يحبس الأنفاس.
"سافرتُ هذا الشهرِ مَع الجنرال أبي زيد عندما زارَ العراق ومناطق أخرى مِن قيادتِه. سَمعتُه خلال عِدّة أيام، يُناقشُ إستراتيجيتَه التي يَدعوها "الحرب الطويلة" لاحتواء التطرف الإسلامي... يَعتقدُ أبي زيد بأنّ الحربَ الطويلةَ في مراحلِها المبكّرةِ فحسب. وإن النصر سَيَكُونُ من الصعوبة أَن يَقاسَ، يَقُولُ أبي زيد، لأن العدو لَن يُلوّحَ بعَلَم أبيضِ ويُسلّمُ في يومَ واحد... وهو يُجادلُ، إن أعداء أمريكا في هذه الحربِ الطويلة، من الذين يَدعون "الجهاديين السلفيين". وذلك تعبير أبي زيد عن المسلمينِ الأصوليين الذين يَستعملونَ الوسائلَ العَنيفةَ لمحَاوَلَة إعادة إنشاء الذي يَتخيّلونَ بأنه كَانَ الحكومةَ الإسلاميةَ الصافيةَ والمثاليةَ لعصرِ النبي محمد (ص)، التي تُدعَى أحياناً "السلف".
لذا نَفهمُ الآن، لِماذا نحن نخوض حربا طويلة: لتَحرير أنفسنا من السلفيين الغريبي الأطوار (salacious).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة الباحث:أمير جبار الساعدي
علّقَ توم (إنجيلهاردت) في المقالة الأخيرة (هَل نحن في الحرب العالميةِ الرّابعة؟) تماماً بشكل صحيح "بأنّ الحرب العالميةِ الرّابعة أصبحت مجازياً شيء مألوف ومِن الحقِّ الإمبراطوري". لَكنَّه لَم يَذكر مسألة بسيطةَ واحدة - بقيّة بلادِنا، أَن لا يَتكلّمَ عن العالم الخارجي، لمَ يشتري المحافظون الجدد جُهود تَبرير مغامراتِ الرّئيس العسكرية في الخارج مع دعاية فظة لحرب عالميةِ رّابعة القَصد من ورائها تَعبِئة الأمريكان لمساندةً حماقات سياسة الإدارةَ الخارجيةِ. لِهذا،فإن جورج دبليو بوش في فترته الرئاسية الثانية، قلق أولاً وقبل كل شيء سياسيا بشأن إبْقاء الدعمِ المحليِ - فهو يَتكلّمُ دائما حول شَنّ حرب عالمية ويصرح دائما حول دَمَقرطة العالمِ.
حرب المحافظون الجدد العالمية
أَيّد المحافظون الجدد كلامياً ولمدة طويلة الحاجةِ للديمقراطيةِ في الشرق الأوسطِ، لكن تأكيدَهم الأساسي قد كان على تحويلهم بالحربِ، ولَيسَ بالسياسة. إنك سَتَتذكّرُ بأنّ، طبقاً لمحاربينا العالميين اليمينيين، نحن متورطون بشكل معقّد في كفاح عالمي ضدّ الأصوليين المُتعصّبينِ من المسلمين.
سيطمأنوننا، وعندها تَكُونُ نكساتَ مؤقتةَ في هذا النزاعِ الجيلي الشامل، كما كَانت الحالةَ أثناء الحرب العالمية الثانيةِ والحرب الباردةِ (معتبرا الحرب العالمية الثالثةَ مِن قِبل المحافظين الجدد)، لَكنَّنا يُمكِنُ أَن نَربحَ في النهاية، إذاً، نحن "نَبْقى على الطريق" بالثباتِ الوطنيِ. نحن وقبل كل شيء لا يَجِبُ أن نُعاق بالتفاصيلِ الدمويةِ للحربِ الحقيقية السيئةِ في العراق والتي نحن متورطون بها الآن، على الرغم مِما تطلب من فقدانِ الدمِّ والثروة. مثل العديد من المواطنون السوفيت الجيدون الذين يَتوقّعونَ شيوعيةَ مثاليةَ في المستقبلِ الغامض، كُل ما علينا فعله هو أَن نَنتظرُ القرنَ الأمريكيَ الجديد الذي في النهاية سَيُجلَبُ لأن يَكُونَ بانتصارات الأسلحةِ الأمريكيةِ (والهتاف الذي يَقُودهُ المحافظين الجدد).
استطرد المحافظين الجدد على الأقل منذ 11/9، باستمرار... حول "حرب عالمية رّابعة". لكن ليس مهماً كيف كانوا في أغلب الأحيان يحاولون إقحام هذه العبارةِ إلى رؤوسِنا، وهو ما لم يَصبَح جزء من الفكرِ الأمريكي. السلام والعمل الصادق، لَيسَ حرباً دائمةً ونزاعَ بلا شعور، ما زالَت تبقى هناك نماذجَنا المعتدلةَ- حتى مَع وجود (بسبب ؟) مأساة البرجِين التوأمين. فالصدق، مباشرةً قبل الانتخابات الرئاسية، ظهرت الحرب العالمية الرابعة على السطح مراراً وتكراراً في أجهزةِ الإعلام، حيث غَذّى دعائياً من قبل المحافظين الجدد، وحتى يومنا هذا يَظهرُ هنا وهناك، مثلما غالباً يظهر في النقدِ، كعملية التشجيع. استعمل بات بيوكانان وجوستن ريموندو العبارة مؤخراً لانتقاد هستيريا المحافظين الجدد في أعمدتِهم؛ وفي قضيتها الشتويةَ عام 2005، نشرت مجلة ويلسون الفصلية "الحرب العالمية الرّابعة، "مقالة مهمة مِن قِبل أندرو جي. باسيفيتش، التي تَردُ حجّةَ المحافظين الجدد على رأسها بالاقتراح بأن الولايات المتّحدةَ هي التي بَدأت حرباً عالمية جديدة - وكفاح كارثي للسيطرةِ على الاحتياطيات النفطية الشرق الأوسطيةِ - أثناء إدارة كارتر. أَما باسيفيتش، يُظهرُ، أيقونة الكلام المتعلقة بالمحافظين الجدد يَجِبُ أَن لا تَكُونَ نداء إلى الأسلحةِ، لكن رسالة تذكير حزينة تتخطى كبرياء الجيش.
جربها لمدة طويلة
سَألَ سيد الطابع العصري العقلي والأخلاقي والثقافي، فرانك ريتش للنيويورك تايمز، في وقت مبكّر من يناير/كانون الثّاني. إن المحافظين الجدد، بكُلّ سخافة حججِهم في عدّة أشكال، هم رجال الأفكارِ. لَكنَّهم لا يَعيشونَ على كوكب أخر.إنهم يَعرفونَ "بأنّ الحرب العالميةِ الرّابعة" أَو حتى"حرب عالمية أكثر اعتدالا على الإرهابِ"، إنها لن تكون الأشياءِ الأولى في أفكارِ الأمريكان العاديينِ عندما يَنهضونَ في الصباحِ "هل هناك احد ما زال يَتذكّر الحربَ على الإرهابِ؟". هذا الإحجامِ بيننا يضعنا مجرّد هالكون لرُؤية العالمِ بصورة كفاح الموت العالمي، لاري هاس متعاطف من المحافظين الجدد، وعضو لجنة الخطر الحالي، يعتقد إن سبب ذلك هو "إيمانِنا في العقلانية" يُزعجُ البعض مِن المتلألأين مثل المحافظين الجدد، وبشكل ملحوظ جداً عميدهم الشرس، نورمان بودوريز.
عرضَ بودوريز في فبراير/شباطِ في تعليقه (في مجلة كان محرّرا فيها ذات مرّة)، بأن العالم في الحربَ ضدّ الحرب العالميةِ الرّابعة, متابعة إلى المبشر وتاريخيا تَزييف عمل سبتمبر/ أيلول2004، الحرب العالمية الرّابعة: كيف ستبَدأَ، ماذا تعني، ولِماذا نحن يَجِب أَن نَربح. يُوبّخُ نورمان في عمله الأخير"العصف" الأمريكان من اليمين واليسار "بضمن ذلك معتزلة اليمين من المحافظين القدامى" مايكل مور وكُل اليساريون المتشددين الآخرون اختفوا في هوليود، الجامعات، وفي مجتمع المثقفين بشكل عام"، و"اللبراليون المؤمنون بالدّولية"- لأَن نكون "في حالة الحرب" يُعاملُ باهتمام كبير إكليل الورد "حربٌ عالمية رّابعة". بشكل دفاعي بعض الشّيء (لمُشعل حرب متطرّف)، يُطمأنُنا بأنّنا، أي الشعب الأمريكي، سَنواصلُ، على الرغم مِن أفضل جُهودِ النقّاد، نَدعمُ السّيدَ بوش، الذي بالمقابل سوف لَن يُخفقَ في تَأييد "مذهب بوش"، الذي يَعكسُ، بأن بودوريز لَن يَتركَ أي شَكِّ، حول أفكاره الخاصة بحربه العالمية الرّابعة "الرائعة" (كما عبّر عن الإعجاب زميله المثقّفِ الجديدِ وليام سافير وَصفَهم في عمود النيويورك تايمزِ أغسطس/آب الماضي).
فالسّيد بودوريز غاضب مِن أولئك الذين ببساطة لا يَستطيعونَ قُبُول وجهةُ نظره الهوبزيةُ الخامُّ للإنسانيةِ، لذا يَستمرُّ بالصَياح فينا، لكن أقل قسوة من المحافظين الجدد وحلفائهم، يُدركُ بأن "الحرب العالمية الرابعة" لم يمسك بها بعد، لهذا يَبتدعُ شروطَ جديدةَ لخَدع المحافظين الأمريكان إلى جدولِ أعمال المحافظين الجدد للحربِ الشاملة.
أوّل مابين هذه الحروب "الحرب الطويلة"، يَثير... في رأيي على الأقل... الحرب العالمية الأولى،"الحرب الكبرى" كما كانت معُرِوفَة سابقا، التي عَملَت الكثير لتقود إلى ارتقاء الفاشيةِ في أوروبا. (لكن كم عدد الأمريكان الذين يَهتمّونُ بالحرب العالمية الأولى في الحقيقة؟) ففي بحث جووجل (Google) يَكشفُ بأنه في حدود مايو/مايس عام 2002، في تحليل سياسةِ كاتو، "بناء القوة في الحربِ الطويلةِ:ضمان إبداعِ مجتمع المخابرات في المعركةِ ضدّ الإرهابِ"، جيمس.هاريس كَتبَ عن "الحرب الطويلة" في وَصف التَوَتّرات العالمية بعد أحداث 11-9. أعلَن جون. وهلستيتير، وهو زميل أقدّم في معهدِ الاكتشاف ومقرّه فيِ سياتل في يونيو/حزيرانِ السَنَة الماضية: "الآن جورج دبليو بوش يَجِبُ أَن يُحشدَ الأمةَ في آخر معركة إلى النهايةِ بين الحضارةِ الناقصةِ والهمجيةِ المثالية، الذي تكون فيه البلدانِ الحرة مقابل إرهابِ الموتِ الهائلِ مِن كلا "دول أسلحة الدمار الشاملِ والمجموعاتِ مثل القاعدة. إنّ هديةَ جيبير الوصائية إلينا ماذا يجب أن يكُونُ هدفَنا في الحرب لمدة طويلة، هذه إستراتيجية إليوت كوهين التي يَدعوها الحرب العالميةَ الرّابعة".
َذكرَ بودوريز نفسه "الحرب الطويلة" في مقالته التعليقية في سبتمبر/أيلولَ."لقد لاحظَ "[نحن] فقط،"في المراحلِ المبكّرةِ جداً لما يُعدُ أَن تَكُونَ حرباً لمدة طويلة جداً". لكن النجمَ الحقيقيَ لمقترحي الحربِ الطويلة قائدُ المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد، هذا ما كَتبَهُ الصحفي ديفيد إجناتيوس بصورةً متملقة حول من وراء غزو العراق في الواشنطن بوستِ في أواخر ديسمبر/كانون الأول. وقد أعلنَ إجناتيوس"إذا كان هناك إمبريالية أمريكية حديثة"،"فأن الجنرال أبي زيد القائد الأعلى لها". لعب دورِ الصحفي الباسلِ بـ"العملِ" في مقدمة خطوطِ المعارك العالميةِ في "مركز عمليات قيادة المنطقة الوسطى المضطرب، "ويُخبر إجناتيوس قرّائه بذلك بشكل يحبس الأنفاس.
"سافرتُ هذا الشهرِ مَع الجنرال أبي زيد عندما زارَ العراق ومناطق أخرى مِن قيادتِه. سَمعتُه خلال عِدّة أيام، يُناقشُ إستراتيجيتَه التي يَدعوها "الحرب الطويلة" لاحتواء التطرف الإسلامي... يَعتقدُ أبي زيد بأنّ الحربَ الطويلةَ في مراحلِها المبكّرةِ فحسب. وإن النصر سَيَكُونُ من الصعوبة أَن يَقاسَ، يَقُولُ أبي زيد، لأن العدو لَن يُلوّحَ بعَلَم أبيضِ ويُسلّمُ في يومَ واحد... وهو يُجادلُ، إن أعداء أمريكا في هذه الحربِ الطويلة، من الذين يَدعون "الجهاديين السلفيين". وذلك تعبير أبي زيد عن المسلمينِ الأصوليين الذين يَستعملونَ الوسائلَ العَنيفةَ لمحَاوَلَة إعادة إنشاء الذي يَتخيّلونَ بأنه كَانَ الحكومةَ الإسلاميةَ الصافيةَ والمثاليةَ لعصرِ النبي محمد (ص)، التي تُدعَى أحياناً "السلف".
لذا نَفهمُ الآن، لِماذا نحن نخوض حربا طويلة: لتَحرير أنفسنا من السلفيين الغريبي الأطوار (salacious).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جون براون ، موظف سابقِ في الخارجية والذي إستقالَ إحتجاجاً على إحتلالِ العراق، انضم إلى جامعةِ جورج تاون. براون يَؤلف في عرض الدبلوماسيةِ الصحفية العامة اليومية (PDPR) وبعيدا عن الدبلوماسية العامّة، يَغطّي عرض دبلوماسيةِ الصحفي العامّة المواد مثل معاداة أمريكا، دبلوماسية ثقافية، دعاية، الرأي العام الخارجي، والثقافة الشعبية الأمريكية في الخارج.
اصدرت في August 16, 2006 10:55:00 AM
هناك تعليقان (2):
عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة وإن شاء الله من العايدين بصحة وسلامة وتحقيق الأماني..
تصفحت مدونتك سابقا وتولد لدي تساؤل وهو: أن هذا الموقع يخص الروح العراقية، لكنني لم أرى الروح نفسها وإنما وجدتها تترجم لغيرها!.. وودت رؤيتها هي ليقيني أنه لا جون ولا أقرانه أحرص من الروح العراقية في طرح مشاكل وهموم العراق!.. بلي.. لست مع من يتهم الآخر أو ممن يحبذ الحجر على الفكر الآخر فهذا عين الحرمان.. القصد أني دخلت إلى هنا سابقا وقرأت بعض مما ترجمته - بالطبع مشكوراً على هذا الجهد- لكنني رأيت مدونتك قد أصبحت نافذة لنشر الفكر الآخر! نستشهد به عند الحاجة؛ بلي.. لكن أن يطغي على فكرنا لا! والأهم من ذلك كله كنت قد قرأت بعض من تعلقاتك في مدونة نوفل ورأيتها قد كتبت بلغة بليغة حملت بين طياتها رقة وعذوبة لسان عراقي، للقلم العراقي نكهته التي تميزه عن غيره، ناهيك عن حنينه. لاتتصور كم أعجبتني عبارة " مية هلا " التي علت عداد زائريك بأختصار لو كنت أمتلك لغة وأسلوب كالذي لديكم لجعلت مدونتي تضيء بأريج ما يختلج النفس من أفكار وهواجس:)
معذرة عن الإطالة والتطفل والتأخر في التهنئة.. أكرر لكم الأعتذار..
شكرا ياسراج لأرتحالكِ وحط رحالكِ في ثنايا مدونتي التي غلب على طابعها الترجمان لما يقول الأخر فينا وهذا أحد أهم الأسباب التي بني عليه مفهوم علم الترجمة قديما وحديثا،فهو ليس سمة طاغية على الفكر،ولكن لكي نفهم ما يقولون عنا وماذا يخططون وكيف يفهمومنا وبأي طريقة يمكن جعلهم يروننا ويقدرون ما لدينا...ألخ،وعلى سبيل المثال لا الحصر فأنت مهندسة في تخصص تكنولوجيا الأتصالات، كم لدينا من هذا العلم الصرف في مكنون الكتب التي درستهاأو التي يمكن أن تقرأيها لكي تحصلي على أرقى شهادات التخصص، فالجواب هو أن جميعها منقول من الغرب، وهذا ليس تبرير فأنا أفقه بأنك تدركين هذه الحقيقة ولكن وددت أن أذكر وحسب لمن يقرأ التعليق.وأما بخصوص الروح العراقية فأرجو الرجوع الى تعليقي في موضع(الأنتماء والامل العراقي المعلق)على الرابط(http://iraqiwill.blogspot.com/2009/09/blog-post.html.) وقد وجدت الكثير ممن يكتبون بأقلام جميلة وعذبة ومبدعة في ساحة التدوين وغيرها فأحببت أن أعلق بين الحين والأخر على ما أقرأ وأدلو بدلوي حينا أخر لكي يرى من يقرأ بأني أكتب في غير الترجمة أيضاً،وهناك بعض ما كتبت وهو سياسي في المدونة ولكن لم أفرده في تصنيف واضح فأختلط ماأكتب مع ما ترجمتهوأن كان قليل.
وأثني على ما ذهبت اليه بأن أهل الدار أعلم بما فيها،وأقول لك أنك تمتلكين ذلك الضياء الذي تتحدثين عنه فهو موجود في حنايا حروف كلماتك وأن أهم ما يميز العراقيين هو حسهم العاطفي العالي بمن حولهم،فهم يكتبون بصدق مشاعرهم أحرفا من حنين وشوق تلهم القارئين من أين ما كانوا، وشكرا للأطالةوتبادل الأفكار ولن يكون هناك تأخر في التهاني فهي موصولة بالروح لا بوقت الوصول، وأنا أكرر شكري لك.
تقديري وأحترامي
إرسال تعليق