الخميس، 20 أغسطس 2009

تطور "التمرد" العراقي (18)

انتوني. كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي


وفي شهر كانون الأول،اعلن الزرقاوي مسؤوليته عن هجوم انتحاري استهدف مكتب السيد عبد العزيز الحكيم،رئيس المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق،وهو من اكبر الأحزاب الشيعية في العراق،حيث قتل في الهجوم(15) ضحية وجرح اكثر من(50).بينما نفى الزرقاوي مسؤوليته عن هجمات قوية أخرى وقعت في نفس الشهر في النجف وكربلاء،وهي مدينتين من أكثر المدن قدسية لدى الشيعة حيث قتل وجرح اثر تلك الهجمات اكثر من(120) شخص.

فلقد استخدمت العمليات الإرهابية في العراق عمليات الخطف والاغتيال لترويع العراقيين والاجانب(من غير قوى التحالف)الذين يعملون في العراق مثل المقاولين من المدنيين،حيث تم قتل(60)أمريكيا ممن هم لا ينتمون إلى القوات الامريكية المشاركة في التحالف،وذلك نتيجة لحوادث إرهابية في العراق عام 2004فحسب.كما تم تصفية عناصر أمريكية (غير مقاتلة)نتيجة هجمات على مواقع تابعة لجيش التحالف وعلى من يقوم باعمال الحماية او المرافقة. فلقد اعلن الزرقاوي مسؤوليته عن مقتل رئيس مجلس الحكم العراقي المعين من قبل التحالف،وذلك بواسطة تفجير سيارة مفخخة في شهر حزيران الماضي.وفي شهر نيسان،تم خطف احد المدنيين الأمريكان وبعد ذلك تم قطع رأسه،وتم عرض عملية قطع رأس ذلك الأمريكي بعد شهر واحد على موقع القاعدة في الانترنيت حيث اثارت التحليلات بان الزرقاوي قام بنفسه بعملية قتل الرهينة الأمريكي،كما قام بنفس الشيء مع الرهينة الكوري الذي تم اختطافه في حزيران،كما اعلن الزرقاوي مسؤوليته المباشرة عن عملية خطف وقتل اثنين من المدنيين الأمريكان،ومن ثم مساعدهم المهندس البريطاني وهي العملية التي جرت في أيلول،وكذلك عملية قتل المواطن الياباني في شهر تشرين الأول.
اما في آب، فقد ادعت مجموعة أنصار السنة الكردية "الإرهابية"مسؤوليتها عن عملية خطف وقتل(12) من عمال البناء النيباليين واتبع ذلك،عملية قتل لاثنين من المواطنين الاتراك في ايلول.
كما يتم خطف الكثير من المدنيين الاجانب،ولحد الان،حيث يتم قتل بعضهم ويتم اطلاق سراح البعض الاخر،ويبقى البعض رهن الاعتقال وكل حسب قدره المحتوم،مثل مصير مدير مؤسسة"كير"الغير معروف.اما بقية المجاميع الإرهابية فقد كان لها نشاط اخر في العراق،فبات من المؤكد ان مجموعة انصار السنة هي فرع من مجموعة انصار الاسلام والمتواجدة في العراق منذ ايلول(2001)،فلقد أصبحت الأولى معروفة في العراق في شهر نيسان(2003)بعد اصدار بيان على شبكة الانترنت.وقد اعلنت جماعة أنصار السنة مسؤوليتها عن عدد من الهجمات استهدفت أماكن للحزبين الكرديين السياسيين في مدينة أربيل وذلك في شهر شباط(2004)والتي راح ضحيتها(109)من المدنيين العراقيين.
كما اعلن الجيش الاسلامي في العراق عن مسؤوليته عن عدد من الاعمال الارهابية.ولقد قدر عدد النزلاء العزل المقيمين في قاعدة عسكرية تابعة لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية السابقة لحوالي(3800)شخص في مكان يدعى مخيم اشرف، حيث ادرجت الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق ضمن المنظمات الارهابية الخارجية.حيث أعاد(400)عضوا إعلان عضويتهم في المنظمة عام(2004).

بينما تم انتخاب(41)عضو غير مرغب فيه وتم إعادتهم إلى إيران،و(200000) أخرين ينتظرون المساعدة لتسهيل دخولهم إلى إيران في نهاية العام. كما أعلنت منظمات مثل حزب العمال الكردستاني(PKK) ومنظمة (الكونكراكل) كمنظمات إرهابية اجنبية والتي تحتفظ بحوالي (3000-3500) من العناصر العسكرية المسلحة شمال العراق،وذلك طبقا لما اعلنته المصادر الحكومية التركية ومجموعة المنظمات غير الحكومية. وفي صيف عام (2004) اعلنت مجموعات ( PKK) و(الكونكراكل) اعادت اعلان وقف اطلاق النار من جانبها وهددت باعادة كفاحها من أجل الانفصال في كل من منطقة جنوب شرق تركيا ومراكز المدن. حيث تنشر الصحافة التركية مجموعة أمثلة تبين الأعمال الإرهابية التي تقودها تلك المنظمات في جنوب شرق البلاد أو المصادمات بين قوى الأمن التركية والمسلمين التابعين لمجموعات (PKK ).

وكما بين تقرير وزارة الخارجية المزيد من الوصف المفصل لدور جماعة أنصار الإسلام (وهم أنصار السنة،وهم من أنصار الإسلام الأكراد التابعين لطالبان) وكما يأتي:
[إن أنصار الإسلام مجموعة إسلامية رايديكالية تضم عناصر من الاكراد العراقيين والعرب الذين اخذوا على عاتقهم عهدا بانشاء دولة اسلامية مستقلة في العراق].حيث تم تشكيل هذه المجموعة في كانون الاول (2001)، بينما صدر في خريف عام (2003) بيانا دعا فيه كل المجاهدين في العراق لكي يتوحدوا تحت راية واسم أنصار السنة.ومنذ ذلك الوقت من المرجح ان كل ما اصدرته مجموعة أنصار الاسلام من تبني مسؤولياتها عن الهجمات، كانت تحت مسمى أنصار السنة.حيث ثبت ان مجموعة انصار الاسلام هي حليف مقرب لجماعة القاعدة ومجموعة ابو مصعب الزرقاوي،وهو ما يسمى بتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين.حيث تم تدريب بعض عناصر أنصار الاسلام في معسكرات تنظيم القاعدة في افغانستان،حيث هيئت لهم ملاذا امنا لمقاتلي تنظيم القاعدة قبل عملية "تحرير العراق".حيث أصبحت جماعة أنصار الاسلام واحدة من القيادات التي انخرطت في الهجمات المعارضة للتحالف في العراق وذلك منذ بدء عملية تحرير العراق ، كما انها طورت من حملاتها القوية بمناهضة الاحتلال في وسائل الاعلام،حيث استمرت جماعة أنصار الاسلام بشن هجماتها ضد "قوات التحالف" وضد المسؤولين في الحكومة العراقية وضد قوات الأمن كما استهدفت الجماعات العرقية العراقية وبعض الاحزاب السياسية.حيث تورط بعض اعضاء مجموعة انصار الاسلام في عمليات الاغتيال ومحاولة اغتيال اعضاء الحزب الوطني الكردستاني و"قوات التحالف"،كما انهم تعاونوا بشكل حثيث مع كل من تنظيم القاعدة وقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بصورة قوية ومتزامنة.
كما اعلنت مجموعة انصار الاسلام مسؤوليتها عن عدد من الهجمات عالية التخطيط،والمتضمنة عمليات تفجير انتحارية مستمرة ضد مكاتب الحزب الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة اربيل وذلك في الاول من شباط (2004)وكذلك اعلنوا مسؤوليتهم عن تفجير قاعة تناول الطعام التابعة للجيش الأمريكي في مدينة الموصل في الحادي والعشرين من كانون الأول (2004).وتكمن قوتهم في امتلاكهم ما يقارب (500-1000) عضو يمارسون عملياتهم في مناطق وسط وشمال العراق-حيث تتلقى المجموعة "أنصار الاسلام" عمليات التمويل والتدريب والتجهيز بالمعدات من تنظيم القاعدة وقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وبقية الداعمين من الجهاديين في بلدان العالم ومن كل الاطراف.وكما ان لانصار الاسلام خلايا دعم لوجستي قوي في اوربا.

عمليات الزرقاوي في عام (2005)
لقد قام مسؤولون في الولايات المتحدة في ربيع عام(2005)بتقدير عدد المقاتلين الأجانب في العراق بما يقارب
(1000) مقاتل أجنبي أو أقل يحاربون في العراق او بعدد يقترب من(2000) مقاتل كحد أعلى.بينما أدرك الكثير منهم بان هذه الاعداد تتسلل من بقية الحدود من خلال الحدود السورية إلى العراق بشكل زاد وبسرعة كبيرة من العدد الإجمالي للمتسللين،بينما ذهبت بعض تقديرات التقارير الصحفية بأن الرقم قد يصل الى(10000) مقاتل وذلك قبل معركة الفلوجة.
فاحتمال احتواء حركة الزرقاوي على سلسلة من الخلايا في الوقت الحاضر احتمالية كبيرة لتكون منظمة مركزية محدودة. فمن المرجح ان يصل اجمالي عدد المنتمين، بأقل من(2000) مقاتل-ما بين مقاتلين دائميين او مؤقتين بالمنظمة من الأعضاء العراقيين والأجانب-وبقوة مركزية محتملة لا تتجاوز عدة مئات.

وبيد أن للزرقاوي القدرة على تجنيد الكثير والكثير من المتطوعين الاجانب وخصوصا بعد معركة الفلوجة وبالاحرى الكثير من المتطوعين لتنفيذ العمليات الانتحارية بعد الثلاثين من كانون الثاني(2005) موعد الانتخابات العامة في العراق والتي ادت الى ان يسيطر الشيعة والاكراد على الحكومة وتستتب السلطة في أيديهم.وبات من غير الواضح فيما لو أدى ذلك لتقوية حركة تنظيمه بصورة كبيرة او ساعدت ببساطة ليصل الى ما وصل اليه القوات متعددة الجنسية من الهجمات العراقية من انهاك. وعلى اية حال فقد كانت وما زالت مشكلة التسلل عبر الحدود خطرة للدرجة التي تجعل من عملية تامين امن الحدود واحدة من أهم الاولويات القصوى للحكومة العراقية ولـ"قوات التحالف" في الفترة ما بين كانون الثاني وشباط من عام(2005)وهو اكثر عامل مؤثر ضمن واجبات قوات البحرية الامريكية في المنطقة الحدودية مع سوريا في شهر أيار من نفس السنة.

ليست هناك تعليقات: