الخميس، 20 أغسطس 2009

تطور "التمرد" العراقي (21)

انتوني. كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

كما أنه ذكر بان جغرافية العراق ساعدت في خلق صدمات مباشرة مع العدو الى درجة الصعوبة،وان السبيل الوحيد لمواجهة ذلك كان عن طريق تكثيف العمليات الانتحارية. حيث قام بمقارنة العراق بافغانستان بجباله،ومقارنة العراق بالشيشان حيث توجد فيها الغابات،واضاف..ان من السهل على المجاهدين لكي يتخذوا اماكن آمنة ليختبئوا وليقوموا بالتخطيط، بعد قيامهم بالعمليات القتالية ضد الاعداء،واضاف إن من الصعوبات التي واجهت المجاهدين في العراق،هي كثرة نقاط التفتيش والقواعد الامريكية،ولذلك اصبح القيام بالعمليات الانتحارية،عملية يسهل القيام بها، ولاجبار العدو على أن يترك المدن،والتوجه الى مناطق اخرى،حيث يصبح من السهل اطلاق النار عليهم واضاف قائلا"ان هذه العمليات هي سلاحنا-ولو اوقفناها،فسيضعف ذلك من واجب الجهاد،ولو بسط العدو سيطرته الكاملة على بغداد،فمن شأن ذلك تفعيل خططهم والسيطرة على الامة ككل،فلقد شاهد العالم أجمع ما فعلوه في سجن ابو غريب ومخيم بوكا،وبقية السجون في الكوت،النجف وكربلاء-وحدث ذلك في الاماكن التي لا تكون فيها السيطرة كاملة عليها-فماذا سيحصل لو انهم سيطروا بالكامل على البلاد؟

فلقد هاجم بشدة الشيعة العراقيين،بل الشيعة بصورة عامة.وقال ان مجموعته لم تهاجم الطوائف الاخرى في العراق الذين لا يعتبرون من الاسلام، وانما قام بمهاجمة الشيعة كونهم يقومون بمساعدة العدو ولانهم من الخونة.كما انه اضاف بان الشيعة يتظاهرون بانهم ملمون بالمصائب التي لحقت بالمدنيين واضاف إن تلك العمليات التي قام بها فيلق بدر(مصحوبة بالتواريخ ومواقع تنفيذ تلك العمليات،واعداد ضحايا تلك الهجمات)خلال الثمانينات والتسعينات.كما إنه أدعى وجود خطة مبيتة لتصفية السنة في العراق وان الشيعة قاموا بالسيطرة على الجوامع التابعة للسنة وانه قد تم تصفية رجال الدين السنة بالاضافة الى المدربين والاطباء والخبراء من هذه الطائفة.وأدعى كذلك بان النساء المسلمات من السنة قد تم خطفهم،وان الشرطة العراقية من الشيعة شاركوا بعمليات اغتصاب لنساء في سجن ابو غريب.

كما أدعى وجود مصاعب ومشاكل في طريقة ادارة السجون في الحكومة العراقية،بما فيها احد السجون في مدينة الكوت الذي يقول انه يدار من قبل المخابرات الايرانية،وسجن آخر في مدينة الحلة يديره اللواء قيس وهو من الشيعة الذي قام "بقطع أجساد المسلمين" وأغتصب النساء. كما أنه قام بسرد قصة هدد من خلالها المدعو قيس باغتصاب زوجة احد المقاتلين.(في الحقيقة ان اللواء قيس حمزة هو قائد الشرطة في مدينة الحلة).كما ذكر إن مقاتليه حاولوا تصفية المدعو قيس إلا أنه نجا من هذه المحاولة(هناك تصريح نشر على شبكة الانترنت بتاريخ الثلاثين من اذار،حول التفجير الانتحاري في مدينة الحلة الذي استهدف اللواء قيس).

الزرقاوي وسوريا
تختلف وجهات نظر الخبراء عن المدى الذي تدار به عمليات الزرقاوي من سوريا وعن مدى التهاون السوري مع ذلك. حيث تحدثت تقارير عن اجتماعات جمعت الزرقاوي وكبار مساعديه في سوريا، ربيع عام (2005)،إلا أن تلك التقارير لم يتم تأكيدها من قبل المسؤولين في الولايات المتحدة.إلا أن المسؤولين الأمريكان يعتقدن ومن كل بد،بان عدداً مهما من المجندين مرروا من خلال الاراضي السورية،وذلك بمساعدة غض النظر من سوريا،أو إبداء اللامبالاة المتعمد من سوريا -لو لم يكن ذلك بصيغة دعم متعمد وفاعل منها.


الوطنيون العراقيون السنة، مقابل المتطرفون الاسلاميون السنة، عداء أم تعاون؟
تتباين وجهات النظر بشكل حاد، فيما لو كانت عناصر"التمرد" من السنة،منقسمة فيما بينها،أو انها ملتحمة فيما بينها،حيث يظن الكثير من المحللين بان تحالف"المتمردين" يمتد ويتسع وراء التركيبة العشائرية للسنة العراقيين-وهو ما كان يجده البعثيون واعداءهم السابقون، ن سلفيين واكراد،من ذريعة مشتركة،بالتعاون مع مقاتلين اجانب.ومع ذلك،فهناك تقارير أخرى تفيد وقوع قتال بين اكثر"المتمردين" علمانية من السنة وبين المتطرفين الاسلاميين من السنة ايضا.حيث تم تصفية بعض عناصر اولئك المتطرفين من قبل مجاميع علمانية اخرى.واخيرا،تبقى مستويات الاتصال والتعاون بين مختلف تلك الحركات،غير واضحة المعالم.

ان العجز في القدرة على تصنيف الكثير من الحركات الاسلامية،وحقيقة ان تكون للهجمات الانتحارية الناجحة وبقية الهجمات،تاثيرا عظيما على الصعيدين السياسي والاعلامي،حتى لو انها كانت ضمن غايات عسكرية قليلة الوضوح،فقد بينت حقيقة وجوب ان تقاس تلك التهديدات الخارجية ضمن معايير التاثير الفعلي لها وليس ضمن مقاييس الارقام.ومن الناحية العملية،فباستطاعة "المتمردين" اختيار مكان وزمان الهجمات التي ينفذونها،مع التركيز على أهداف ذات اهمية سياسية وإعلامية مؤثرة،ولديها وقع كبير حتى في حالة فشل تلك الهجمات لتحقيق الغايات المقصودة من الهجمات،إلا انها تسبب انفجارات قوية أو أنها تقتل المدنيين العزل.

وكثيرا ما يمتلك "المتمردون" معلومات استخباراتية ممتازة تزودهم بها مصادر من داخل الحكومة العراقية،والقوات العراقية المساندة لـ"قوات التحالف"والمنشآت الحكومية،والصناعية العراقية.
وهذا ما يمكنهم من إنتقاء الأهداف سهلة المنال،وضرب النقاط المهمة فيها والتي تكون ضمن الاقتصاد العراقي والمشاريع المساعدة الأخرى،وتوقيت هجماتهم والتركيز على الأهداف المكشوفة استثنائيا وتعطيلها.

ومن الناحية التطبيقية،فلقد سمحت لهم تلك المعلومات الاستخباراتية بإنتقاء عناصر ضعيفة ومكشوفة تابعة للجيش العراقي،وقوات الأمن،وقوات الشرطة،وكثيرا ما انتجت تلك الهجمات عن إصابات بالغة،ولها وقع مهم في الساحة العراقية.وفي نفس الوقت وفي العديد من المناطق،فباستطاعتهم استعمال الاغتيال لشل وتدمير الوحدات العراقية.وهذا يعني عددا صغيرا بالمقارنة مع"المتمردين" الرئيسيين ممن لديهم القدرة للمرور أو مهاجمة القوات العراقية المدربة وتحقيق نجاحات كبيرة.
وكما هو الحال بالنسبة "للمتمردين" العراقيين من العرب السنة، فان للجماعات في خارج العراق القدرة على تحسين قدرتهم للاستفادة من الحقيقة التي تغطيها وسائل الاعلام من عمليات القتال الدائر هناك،وخصوصا تلك التغطية التي تقوم بها محطات التلفزة العربية الفضائية،لما تعرضه من صور حية تبين عمل وفاعلية التكتيكات والأسلحة المستعملة هناك، وما تركت تلك الهجمات من تأثيرات ونتائج سياسية وإعلامية،فكثيرا ما كانت تلك الأهداف غير حصينة بالشكل الكافي. فان "لتأثير قناة الجزيرة" كان بديلا عن كثير من القنوات التلفازية الأخرى.وبنفس الوقت،فان مواجهة تلك التغطية المشوشة التي تخص تلك التهديدات،يصعب من المشكلة لو لم يوجد الانتماء العراقي العام والوجود الانفرادي للقوات العراقية حيث تفرض تلك المجاميع،أخطارا ذات طابع خاص،كونها لا تمتلك حدودا واضحة تحدهم مع العراق،وليست لديهم القيود والحدود اللازمة،حول نوعية أعمال العنف التي يمارسونها في العراق،فبالنسبة لوجهة نظرهم،فان العراق يشكل تهديدا بعيدا لعملياتهم،وسببا يوجب عليهم القيام بتلك الأعمال.

ليست هناك تعليقات: