الخميس، 20 أغسطس 2009

تطور "التمرد" العراقي (20)

انتوني. كوردسمان
ترجمة الباحث:أمير جبار الساعدي

ارتباط الزرقاوي باسامة بن لادن والمجموعات الاسلامية السنية الخارجية
قامت جماعة الزرقاوي بتوطيد العلاقة مع المجاميع الارهابية في الخارج. ففي شهر تشرين الاول عام 2004، قدم الزرقاوي ولاءه لأسامة بن لادن،بصورة علنية،كما انه غير تسمية تنظيمه من "جماعة التوحيد والجهاد" الى
"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". وفي الوقت الذي لا يوجد فيه دليل يبين ان لقاءا قد حصل بين الرجلين،أو يبين ان هناك وسيلة اتصال مباشرة بينهما،اصدر بن لادن بيانا،في شهر كانون أول عام 2004،يؤكد فيه ان للزرقاوي منصب"اميراً" لتنظيم القاعدة في العراق.

ان حركات مثل "جيش انصار السنة" التي اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف موقع الخيمة الامريكية في مدينة الموصل في كانون أول 2004،وعن بقية الهجمات الانتحارية،مثل هذه الحركات يبدو انها تتكون من خليط محتمل يجمع بين الزرقاوي وتنظيمه مع احتمالية ان يكون الطرف الاخر،تنظيم القاعدة.حيث يبدو الامر وبصورة واضحة،ان هذا الخليط هو من العراقيين،إلا انه من غير المؤكد كونهم خليط هو من السنة والاكراد.بل ويمتد ليصل الى مرحلة تكون فيها المجموعة وخلاياها،وعلى الاقل،بمثابة من يرث مجموعة انصار الاسلام-وهي مجموعة اسلامية نشطة قامت بتامين ملجأ للزرقاوي قبل بدء الحرب ففي تشرين الثاني(2004)اعلنت مجموعة انصار السنة تعاونها الثنائي مع مجموعة الزرقاوي ومجموعة اخرى تعرف بالجيش الاسلامي في العراق.

لقد تسربت معلومة استخباراتية أمريكية، في شهر شباط (2005)تشير الى توقف الاتصال ما بين اسامة بن لادن والموجهة إلى ابو مصعب الزرقاوي والتي يشجع فيها "المتمردين" العراقيين لمهاجمة الاراضي الامريكية.ومع ذلك، فان المحللين التابعين للمخابرات الامريكية يرون بن لادن والزرقاوي كجهتين منفصلتين،ويبقى ذلك غير واضح فيما لو تم تزويد منظمة ابو مصعب الزرقاوي بالدعم المالي او المنظماتي من قبل اسامة بن لادن.

وقد تم كتابة "رسالة اخرى للزرقاوي" في السابع والعشرين من شهر نيسان(2005) من قبل واحد من مساعديه وهو (أبو عاصم القصيامي اليمني)، يبدو انها مثلت ردا لشكوى الزرقاوي حول فشل بعض المتطوعين الوافدين اليه والمفروض ان يقوموا بعمليات استشهادية ، وهو نفس الاسلوب المتبع في الشكاوى والدعوات لطلب المزيد من الدعم، التي استخدمها الزرقاوي في محاولته جلب مزيد من الدعم المقدم من اسامة بن لادن وكذلك نفس الطريقة التي جعلته يتسلم المزيد من الدعم المقدم من العرب خارج العراق. ويعتقد بعض المحللين بان اسامة بن لادن قد اقترف خطأ ستراتيجي باعلان الزرقاوي "أميرا".

لان العراقيين لا يثقون بتاتا بالأجانب، وخصوصا دول الجوار الجغرافي للعراق. فقد ينظر العراقيون لإعلان أسامة بن لادن (وخصوصا بالنسبة لاولئك العراقيين الذين لهم الروح الوطنية العالية) بمثابة امر صادر من شخص سعودي موجه الى شخص أردني يامره فيه بقتل العراقيين. كما ويعتقد هؤلاء المحللون بان من شأن ذلك تحفيز اولئك العراقيين والذين هم غير واثقون،مسبقا،فيما لو يقومون بتقديم دعمهم للحكومة العراقية المنتخبة او ان لا يقوموا بذلك.
كما ويبدو أن الزرقاوي يقبل على محاولة اعادة تشكيل سمعة وصيت منظمته وذلك بتقليل التوتر الحاصل مع العراقيين السنة، وأيضاً التوتر المحتمل مع العراقيين الشيعة.

حيث اعلن الزرقاوي في رسالة صوتية على شبكة الانترنت، ادعاءه محاولة تجنب مجموعته الحاق الاذى بالمسلمين مع ملاحظة استثناء قوات الجيش العراقي وقوات الامن. كما ان مجموعة سارعت الى شجب الهجمات التي استهدفت المدنيين مثل السيارة المفخخة التي فجرها احد الانتحاريين في مدينة الحلة في اذار (2005)- وكان قد تبنى الزرقاوي مهاجمة الشيعة الذي سماهم بالرافضة - حيث ان من غير الواضح ان مثل تلك النشاطات ادت الى حدوث تصادم بين الاطراف. بينما من الواضح ان الكثير من الهجمات الانتحارية الوحشية وبقية الهجمات الاخرى، قد تم دعمها من قبل عناصر موالية للزرقاوي، وان الكثير من تلك الهجمات كانت تتخذ الطابع الطائفي ضد الشيعة، او انها تتخذ الطابع العرقي لمهاجمة الاكراد. اما الان فمن غير الواضح ان تقوم عناصر شيعية، مثل الكثير من المؤيدين لجماعة الصدر ، بالتعاون المستقبلي مع مثل تلك الجماعات السنية المتطرفة.

وفي نفس الوقت، ظهر شريط منسوب الى الزرقاوي، في ايار (2005)، حيث ظهر فيه الزرقاوي اقل تحفظا وتكتمية، حيث استمر الشريط لمدة ساعة واربع عشر دقيقة ، أوضح فيه عن سبب قتل المسلمين من المدنيين ، ضمن الهجمات التي تقوم بها منظمته، وبرر ذلك من خلال الشريط، مستندا على ما قاله (عبد الله المهاجر) حيث ادعى التخلي عن الكثير من العمليات لانها (حسب وجهة نظره) سوف تؤدي الى قتل العديد من المسلمين، الا ان هناك بعض الاخطاء قد حدثت في تلك العمليات، واضاف "ليس لدينا خيار آخر- فمن المستحيل محاربة الكافرين من دون وقوع ضحايا من المسلمين" حيث اكد وقوع ضحايا من المسلمين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهجمات الرياض، نيروبي وتنزانيا ، فاذا اعتبر قتل اولئك الضحايا غير مشروع، فهذا يعني ايقاف فريضة الجهاد في كل مكان.

ليست هناك تعليقات: