انتوني. كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
أخطاء أمريكا الاستراتيجية:
أرتكبت الولايات المتحدة أخطاء ستراتيجية كبيرة في إعدادها للتعامل مع هذا الموقف. حيث أظهرت فعلاً أن باستطاعتها خوض الحرب التي خططت خوضها: حرب تقليدية إقليمية وبكفاءة ملحوظة، وبكلفة منخفضة وبسرعة كبيرة. إن مشكلة الولايات المتحدة أنها قد أنتهجت ستراتيجية قبل الحرب أهدافها كانت غير واقعية ومستحيلة الأنجاز، لقد خططت فقط لحرب أرادت خوضها وليس للـ "السلم" والذي كان من المفترض أن يليها بالتأكيد.
ان خطاءها الكبير كان أساس منطقها في خوض الحرب: تهديد على أساس معلومات استخبارية تشير الى ان العراق يحث الخطى في صنع أسلحة دمار شامل، ثم اكتشفت الولايات المتحدة عدم وجود مثل هذه الأسلحة. ومن الناحية الثانية،وعلى المستوى الاستراتيجي الأوسع، أرتكبت ادارة بوش والقيادة العليا للجيش الأمريكي خطأ كبيراً في طموحها عمليا حل مشاكل العالم الحقيقة من خلال عمليات احلال الاستقرار وبناء الوطن، وأنها شنت عملية سياسية ضخمة وأرتكبت أخطاء عسكرية خلفت المزيد من أجواء "التمرد" في العراق.
ان السرد التأريخي للإحداث مازال غير واضح، وأنه من السهل اتهام الأخرين، كون أن هناك تفهم بين قادة الولايات المتحدة عن الذي حدث فعلا اوعن تحميل المسؤولية باية مصداقية. إنه من الواضح أن إتخاذ العديد من القرارات داخل حكومة الولايات المتحدة قد تمت بطرق تغاضت فيها عن عملية "التمرد"، وتجاهلت تحذيرات من داخل الولايات المتحدة ومن خبراء المخابرات،وقد تجاهلت سوابق الحرب العسكرية وخطط الاستقرار من قبل القيادة المركزية للولايات المتحدة، وتجاهلت تحذيرات صناع السياسية والخبراء من دولة أساسية في التحالف وهي المملكة المتحدة.
وفي نفس الوقت، أنه من الواضح أنه قد تم الاعتماد كثيرا على المنظرين والمعتقدين بقوة في قضية إن مثل تلك الحرب من الممكن خوضها ومن الممكن بناء وطن. يشمل ذلك المحافظين الجدد في مكتب وزارة الدفاع، ومكتب نائب الرئيس، وبعض من المسؤولين في مجلس الأمن الوطني، وكذلك في العديد من صانعي سياسية "الفكر في الحل العسكري". ان نفس الشيء ينطبق على مختلف مجاميع المنفى العراقيين والذين بالغوا كثيرا في مستوى الدعم الشعبي العراقي لعملية "التحرير" الاحتلال وحالة نظام صدام حسين التي من الممكن ان يتم استبداله، وقد قللت من اهمية التقسيمات المذهبية والعرقية وكذلك المشاكل الاقتصادية.
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
أخطاء أمريكا الاستراتيجية:
أرتكبت الولايات المتحدة أخطاء ستراتيجية كبيرة في إعدادها للتعامل مع هذا الموقف. حيث أظهرت فعلاً أن باستطاعتها خوض الحرب التي خططت خوضها: حرب تقليدية إقليمية وبكفاءة ملحوظة، وبكلفة منخفضة وبسرعة كبيرة. إن مشكلة الولايات المتحدة أنها قد أنتهجت ستراتيجية قبل الحرب أهدافها كانت غير واقعية ومستحيلة الأنجاز، لقد خططت فقط لحرب أرادت خوضها وليس للـ "السلم" والذي كان من المفترض أن يليها بالتأكيد.
ان خطاءها الكبير كان أساس منطقها في خوض الحرب: تهديد على أساس معلومات استخبارية تشير الى ان العراق يحث الخطى في صنع أسلحة دمار شامل، ثم اكتشفت الولايات المتحدة عدم وجود مثل هذه الأسلحة. ومن الناحية الثانية،وعلى المستوى الاستراتيجي الأوسع، أرتكبت ادارة بوش والقيادة العليا للجيش الأمريكي خطأ كبيراً في طموحها عمليا حل مشاكل العالم الحقيقة من خلال عمليات احلال الاستقرار وبناء الوطن، وأنها شنت عملية سياسية ضخمة وأرتكبت أخطاء عسكرية خلفت المزيد من أجواء "التمرد" في العراق.
ان السرد التأريخي للإحداث مازال غير واضح، وأنه من السهل اتهام الأخرين، كون أن هناك تفهم بين قادة الولايات المتحدة عن الذي حدث فعلا اوعن تحميل المسؤولية باية مصداقية. إنه من الواضح أن إتخاذ العديد من القرارات داخل حكومة الولايات المتحدة قد تمت بطرق تغاضت فيها عن عملية "التمرد"، وتجاهلت تحذيرات من داخل الولايات المتحدة ومن خبراء المخابرات،وقد تجاهلت سوابق الحرب العسكرية وخطط الاستقرار من قبل القيادة المركزية للولايات المتحدة، وتجاهلت تحذيرات صناع السياسية والخبراء من دولة أساسية في التحالف وهي المملكة المتحدة.
وفي نفس الوقت، أنه من الواضح أنه قد تم الاعتماد كثيرا على المنظرين والمعتقدين بقوة في قضية إن مثل تلك الحرب من الممكن خوضها ومن الممكن بناء وطن. يشمل ذلك المحافظين الجدد في مكتب وزارة الدفاع، ومكتب نائب الرئيس، وبعض من المسؤولين في مجلس الأمن الوطني، وكذلك في العديد من صانعي سياسية "الفكر في الحل العسكري". ان نفس الشيء ينطبق على مختلف مجاميع المنفى العراقيين والذين بالغوا كثيرا في مستوى الدعم الشعبي العراقي لعملية "التحرير" الاحتلال وحالة نظام صدام حسين التي من الممكن ان يتم استبداله، وقد قللت من اهمية التقسيمات المذهبية والعرقية وكذلك المشاكل الاقتصادية.
إن مكمن المشاكل كانت في قيادة مكتب وزارة الدفاع التي ضغطت كثيراً على الجيش الأمريكي في تخطيطه لاقل مستوى ممكن من الانتشار العسكري الاميركي، ومن ثم تأجيل ذلك الإنتشار كون ان الحالة السياسية تقتضي تحاشي ظهورأمريكا كمتهور إزاء الأمم المتحدة. وفي نفس الوقت، فان قيادة الجيش الأمريكي قد قاومت بإصرار مثل هذا التخطيط، ومثل هذا التورط، وتحمل أنشطة إحلال الاستقرار وبناء الوطن على صعيد كبير، وقد فشلت في التخطيط ونشر الجيش لمواجهة مخاطر تمرد واسع.
حقيقة ان فشل الولايات المتحدة في التخطيط لعمليات إحلال استقرار ذات مغزى وبناء الوطن كان أكبر خطأ ستراتيجي أدى إلى التمرد والى الجريمة، والذين يقعان في ضمن اهتمام هذا التحليل، ومن الناحية الثانية أن تلك الأخطاء قد نتجت من خلال مشاكل أخرى:
* الفشل في التقييم الصحيح لطبيعة الوطنية العراقية، والمستوى الحقيقي للخلافات الثقافية وحجم المشاكل العراقية.
الفشل في التقييم الاستراتيجي تضمن الفشل في التعرف على الاختلافات المذهبية والعرقية، وضعف إقتصاد البلد ومشاكله، وصعوبة تحديث البنية التحتية التي شملت اكثر من 16-17 مليون، أو أكثر من عدد السكان الحالي المقدر بـ 25-26 مليون، ان التقديرات الغير منطقية "للثروة النفطية"، والدعم الاحتمالي للنظام السابق في المناطق السنية، والتوترات الثيوقراطية المضادة للعلمانية، والتأثير القبلي، والتأثير الديموغرافي في المجتمع الفتي جداً، ومع مشاكل بطالة كبيرة، كما انه يحتوي على مشاكل عالمية حقيقية والتي اصبحت مشاكل الولايات المتحدة والتحالف في اللحظة التي عبرت قوات التحالف الحدود العراقية. إذ أن الفشل في تخطيط وتنفيذ عمليات معلومات حدودية قبل وخلال وبعد الاحتلال من أجل كسب "قلوب وعقول" العراقيين واقناعهم ان قوات التحالف أتت محررة تروم المغادرة أكثر من كونها محتلة تروم البقاء واستغلال العراق. وان التحالف يسعى لتقديم يد المساعدة والدعم لاية حكومة مستقلة حقيقية ولاية دولة. والفشل الثاني هو في التوقعات وفي تهدئة النفوس من نظرية المؤامرة التي من المؤكد انها ستعقب عمليات التحالف العسكرية.
* الفشل في إيجاد وتزويد أي شيء يقارب من نوعية وأعداد العناصر المدنية التي تخدم في حكومة الولايات المتحدة التي هي ضرورية لبناء الوطن ولعمليات الاستقرار. تلك المشاكل كانت خطيرة وخاصة في وزارة الخارجية وفي الوكالات المدنية الأخرى، وان العديد من القدرات المدنية الأمريكية والتي كانت في متناول يد الولايات المتحدة لم تجند أو لم تكن مستعدة لتحمل المخاطر على أرض الواقع.
* الفشل في تخطيط وتنفيذ جهود الحفاظ على عملية الحكم على المستوى المركزي والإقليمي والمحلي: وتوقع الخطر بان أية تركيبة للحكومة من الممكن ان تنهار من خطر النهب، وان يتم انشاء خطة من اجل اعادة تركيب القوات العسكرية، الشرطة وقوات الأمن وان يتم اعلان ونشر جميع تلك الامور،قبل وخلال ومباشرة بعد الاحتلال الأولي من أجل كسب دعم الضباط العراقيين المسؤولين الذين لم يكونوا مرتبطين بالدعم الفعلي من صدام حسين وفي انتهاكاته الماضية، وفي الحفاظ على جوهر الحكم الذي من الممكن أن يقود الى انشاء سريع للحكومة الشرعية ويساعد على إحلال الأمن على حد سواء.
حصل فشل كبير قام به ضابط قيادي كان مكلف بالتخطيط للعمليات في العراق من قبل "قادة لجنة المخابرات والجيش الأمريكي والذين لاحظوا أنحراف، وأرتباك وتوتر المعلومات والتي قادت إلى استنتاجات خاطئة وتخطيط متدني المستوى"، وايضا فشلت في إدخال حالتهم داخل القضية.
* الاعتماد بشكل كبير جداً على مجاميع المنفى ذوي المصداقية والتأثير المحدودين في العراق.
والفشل في التصور والاستعداد للتوقعات العراقية بعد أنهيار نظام صدام وللحقيقة أن العديد من العراقيين سوف يعارضون الاحتلال ويعتبرون أي وجدود للتحالف والولايات المتحدة هواحتلال معادي...
* سوء تقدير الحسابات حيال دعم الامم المتحدة، والناتو، والتحالف والمرور عبر تركيا.
* الفشل في تزويد الافراد بالمهارات الضرورية لتأمين المناطق النائية العراقية ، والمناطق المدنية عند تقدم التحالف ،ومنع السلب والنهب الكبيرين لمكاتب الحكومة وأبنيتها وقواعدها العسكرية، ومخازن الأسلحة في فترات القتال وبعده. لقد دمرت تلك الأحدات بشكل فعلي الركيزة الموجودة للحكومة وللأمن من دون تقديم اية جهود رئيسية في استبدالها. وبقي الحال على ماهو عليه حتى ايار 2003، أي تقريبا بعد شهرين من "سقوط بغداد"، تم السماح لـ 4.000 فرد من رجال الشرطة العسكرية الاميركية للانتشار في بغداد، ومن ثم استغرق الأفراد الوقت الطويل للوصول. لم تقدم جهود فعلية لإعادة بناء قوات الشرطة العراقية حتى حزيران عام 2004، رغم الهروب الجماعي بعد انتهاء فترة القتال والإضطراب الذي سببه تسريح قوات حزب البعث وقوات الامن والجيش.
* إنشاء كادر صغير من المدنيين والعسكريين في مكتب إعادة الاعمار والمساعدة ، العديد تم تعينهم لثلاث شهور فقط. مكتب إعادة الاعمار والمساعدات خطط للعمل في العراق حيث جميع الوزارت وجميع اعمال الحكومة تبقى سليمة. لقد تم تكليفها بمهمة بناء الوطن الروتينية، مع اهمال المصادر المادية والأنسانيةِ، من دون السماح لأية أرتباطات ذات دلالة مع السلطات الاقليمية وهي غير مندمجة مع القيادة العسكرية. لم يحدث أبداً تنسيق عسكري مدني فعال بين مكتب إعادة الاعمار والمساعدة والقيادة الأمريكية خلال الحرب وبعدها، ومهمتها قد اعطيت لها أولوية أساسية محدودة حتى انها لم تصل الى بغداد حتى 12 نيسان عام 2003. اثنتى عشرة يوما على تواجد قوات الولايات المتحدة، على الأرض، لم يكن لديها أمن مناسب.
* الفشل ليس فقط في توقع التهديد "التمرد" واختراق المتطرفين الأجانب بالرغم من التحذير الاستخباراتي الكبير، ولكن أيضا بنشر عمليات مقارعة التمرد والعمليات العسكرية المدنية وبناء الوطن إثناء تقدم الولايات المتحدة ومباشرة بعد انهيار النظام. قامت بأنشاء قيادات اقليمية على أساس السهولة الإدارية، وحولت مهام الاستقرار وعملياتها وبناء الاعمار الى مايقدمه قادة محلين فرديين يتمتعون بدعم مدني خبراتي محدود ان لم يكن معدوم.
* استبدل مكتب إعادة الاعمار وتقديم المساعدة، بعد سقوط صدام حسين "بسلطة الأئتلاف المؤقتة"، والقيام مباشرة بحملة بناء واسعة للبلاد ونشر جهود الاستقرار، وتجنيد وتمويل مثل تلك العملية بفترة وجيزة من التخطيط ومن ثم محاولة القيام بمهمة الحصول على النتائج على طول الخطوط الايديولجية التي تحاول فرض المناهج والقيم الأمريكية والقيم على العراق.
* وضع سلطة الائتلاف المؤقتة والولايات المتحدة في مناطق منفصلة، وتأمين المناطق التي عزلت جهود الولايات المتحدة عن العراقيين والقيام بتنسيق محدود فقط مع التحالف في التحالف.
* تزويد" سلطة الأئتلاف المؤقتة" بشكل كبير بأُناس ذوي قدرات محدودة، وغالباً ما يتم اختيارهم على أساس التوجه الايديولوجي والسياسي، أكثر من الاعتماد على الخبرة والكفاءة.
* لقد رافق هذا الفشل نقص في اللغة والمهارات الميدانية، والتدريب بين صفوف القوات الأمريكية والقدرات الاستخبارية المخصصة من أجل تزويد استخبارات إنسانية، والتقنيات التركيبية، والقدرات التحليلية ومراكز الاندماج الضرورية من اجل عمليات الاستقرار، ومقارعة الارهاب والتمرد.
اصدر March 13, 2006 4:19:00 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق