الجمعة، 4 سبتمبر 2009

تطور "التمرد" العراقي (5)

انتوني. كوردسمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي


كان هناك توازن نسبي بين النظريات الثلاث الأولية للهجوم،من أيلول 2003 إلى تشرين الأول 2004، وهي العبوات التفجيرية ذات الصناعة المحلية، والنار المباشر، والغير مباشر، وبشكل اقل هناك هجمات بالسيارات المفخخة بعبوات ذات صناعة محلية،ان اعداد الهجمات قد اختلف بشكل كبير حسب المعدل الشهري. كان هناك انخفاض بطيء من 400 هجوم بالعبوات الناسفة، واسلحة النارالمباشرة،والغيرمباشرة إلى حوالي 300. كان هناك أيضاً، زيادة خفيفة في الهجمات في السيارات المفخخة.
توزيع الهجمات يتغير هو الأخر، مع تزايد مستمر للهجمات في مناطق الموصل في الشمال. ولكن بغداد، أصبحت مسرح لتلك الأحداث وبمعدل ضعف مما هو عليه في المحافظات الأخرى، مع معدل شهري يصل الى 300-400. الانبار، صلاح الدين، ونينوى كان لها بشكل عام(من 1/3- 1/5) وبهذه الزيادة. معدل محافظتي بابل وديالي يصل الى قرابة 100 هجوم في الشهر، وأن اقل مستويات للانفجارات هي في التأميم والبصرة.
منذ أن توقف قتال جماعات الصدرالشيعية، تدنت أنشطة التمرد. كان هناك بشكل نسبي مستويات خفيفة من الهجمات في محافظات كربلاء، ذي قار، واسط ، ميسان، مثنى، النجف، والقادسية أربيل ودهوك والسلمانية وهي المحافظات الشمالية التي تديرها الحكومات الإقليمية الكردية وهي تعيش نسبياً فترة سلم. أغلب الهجمات تمت في النهار، رغم ذلك، فأن 60% من الهجمات قد تم أعتبارها غير محددة. ومن تلك التي حدثت في وقت محدد، يشار إلى إن 10% حدثت في الصباح ، و11 % في العصر و 19% حدثت في الليل.
وتشير اللجنة التنسيقية في العراق"منظمة غير حكومية" إلى تقديرات الأهداف والخسائر من أيلول 2004 إلى تشرين الأول 2005 كما في الشكل أدناه(2)، وهي تساعد على توضيح التنوع المستمر في الهجمات وتوسعها إلى ما هو أنجز من الخسائر الاميركية منذ بداية الصراع.

الشكل 2: نماذج توضيحية تشير الى إحصاءات الاستهداف و الى الخسائر للفترة (أيلول 2003- تشرين الأول 2004)
(أيلول 2003- تشرين الأول 2004)
الهدف -عدد الهجمات/الحوداث -القتلى -الجرحى
قوات التحالف: 3227 ، 451 ، 1002
قوات التحالف الجوية: 49 ، 55 ، 32
قوات الائتلاف/مسئولي الولايات المتحدة/المنطقة الخضراء:
32 ، 60 ، 206
المهمة الدبلوماسية: 11 ، 7 ، 9
السلطة المحلية: 31 ، 56 ، 81
المقاول: 113 ، 210 ،203
المدني: 180 ، 1981 ، 3467
اجرام و شبهة: 49 ، 31 ، 972
القوات العراقية: 58 ، 191 ، 310
الجيش الكردي: 31 ، 25 ، 8
الشرطة: 209 ، 480 ، 1012
الأمم المتحدة: 67 ، 2 ، 3
منظمات عراقية: 1 ، 2 ، 0
منظمات غير حكومية: 5 ، 5 ، 11
صحافة: 8 ، 27 ، 38
مترجم: 7 ، 17 ، 6
ممتلكات عامة: 182 ، 5 ، 15
غير محدد : 43 ، 1 ، 1

دروس الحرب في المعلومات والحرب النفسية والسياسية
تطور تهديد "التمرد" والإرهاب بشكل سريع بعد عام 2003، وقد استمر في التطور منذ ذلك الحين. وتقريبا منذ بدأ، استغلال المتطرفون، والإرهابيون والمتمردون حقيقة أن وسائل الإعلام تميل إلى التركيز على الحوادث الدراماتيكية المثيرة التي تخلف الخسائر الكبيرة، والتي تعطي أهمية إعلانية كبيرة مقابل القليل من الوقت في تحليل نماذج التمرد. ومن الناحية الثانية، هنالك حقيقة مفادها أن هناك مجاميع مختلفة من المتمردين والارهابيين أيضاً وأن ذلك يقود الى نماذج أنشطة تمرد تتطور بطرق تشمل مستوى واسع من التقنيات التي تسعى كل مجموعة استغلالها حالما تجدها مناسبة ، ثم تحسن استخدام المجاميع المهاجمة تلك التقنيات مع مرور الوقت. استغل المتمردون الطرق التالية والتقنيات المتعلقة بحرب المعلومات النفسية والسياسية:

مهاجمة تركيبة الحكم والأمن باستخدام أساليب سياسية وأيدلوجية ووسائل العنف: استخدام الوسائل السياسية والأيديولوجية في مهاجمة شرعية الحكومة وعملية بناء الوطن. تخويف وتدمير القوات الأمنية والعسكرية. تخويف ومهاجمة مسؤولي الحكومة والمؤسسات على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية. ضرب الـبنية ألتحتية، والمصالح ،والخدمات بحيث تظهر أن الحكومة لا تتمكن من تأمين الخدمات الاقتصادية الضرورية أو الأمن الشخصي.

انشاء تحالفات مساندة وشبكات غير رسمية مع المجاميع الأخرى من أجل مهاجمة الولايات المتحدة، وكذا مجاميع مختلفة من الحكومة العراقية المؤقتة والحكومة المنتخبة، وضرب جهود بناء الدولة: إن الجبهات المشتركة الغير رسمية تعمل على مبدأ أن "عدود عدوي هو صديقي بشكل مؤقت". وفي نفس الوقت، اجراء تنقلات وحركات من اجل انشاء خلايا انفرادية ووحدات مستقلة، واشخاص مختلطين ومختلفين مكونة بذلك عدو يصعب مهاجمته.

مهاجمة النخب العراقية والمذهبية والعرقية: استخدامهم لمنع بناء الوطن والحكومة من خلال اشعال حرب أهلية: بينما تقوم الولايات المتحدة وقوات التحالف بالتقليل من دورها، ولزيادة سيادة الحكومة العراقية في تاثيرها وفي سلطتها، يقوم المتمردين بشكل متزايد بتغيير تركيز هجماتهم على أهداف الحكومة العراقية، وكذا على الجيش، والشرطة، وقوات الأمن العراقية. وفي نفس الوقت، يستمرون في هجماتهم لمنع السنة من المشاركة في الحكومة الجديدة، والتسبب في زيادة التوتروالصراع بين السنة والشيعة، والعرب والكرد.

ليس هناك خطوط واضحة للتقسيم بين المتمردين، ولكن "المتمردون" العراقيون من السنة يركزون بشكل كبير في الهجوم على عملية الحكم المنبثقة في العراق الجديد، بينما تستخدم الحركات الاسلامية المتطرفة الهجمات الانتحارية وبهجمات أخرى من أجل التسبب بخسائر كبيرة بين صفوف الشيعة والاكراد- وأحيانا يربطون تلك الهجمات بمهرجانات دينية أو العطلات، بعض الأحيان في مهاجمة القوات العراقية أو مراكز التجنيد. إنهم أيضاً يركزون هجماتهمم على ضرب مسؤولين سياسيين اكراد وشعية ، وقادة ورجال دين.
إن استهداف مجاميع أخرى مثل الشيعة والكرد، مستخدمين السيارات المفخخة من أجل القتل الجماعي وضرب العتبات المقدسة والمهرجانات وقدرات قوات الامن،وجعل المناطق المتضررة تبدوا غير أمنة ، وتقويض جهود الحكومة ، ومحاولة اشعال الحرب الاهيلة كطريقة في هزيمة الولايات المتحدة والحكومة العراقية المؤقتة وجهودها في بناء الدولة.

على سبيل المثال، تشجيع مهاجمة السنة لاهداف شيعية بعد انتخابات 30 كانون الثاني عام 2005 ، مما قاد بعض الشيعة للتحدث عن "التطهير العرقي السني". لقد ضاعفت التفجيرات الانتحارية الدامية من هذا التأثير، والتي إستهدفت الأهداف الحكومية، ولكنها قتلت أعداداً كبيرة من المدنيين الشيعة. شملت تلك الهجمات حالات، حيث رميت 58 جثة في نهر دجلة،وثم العثور على 19 من جنود الحرس الوطني الشيعة قتلى في ملعب رياضي في حديثة وقد شمل ذلك انفجار في الحلة في الأول من آذار 2005 والذي قتل 136 - اغلبهم من الشرطة الشيعة ومجندين الجيش.
اندلعت هجمات اخرى مشابهة على الاكرد، ولكن الأكراد احكموا الأمن على مناطقهم في الشمال وهي أفضل بكثير مما موجود في بقية العراق، ولكن هنالك هجومين انتحاريين بالمتفجرات اخترق الملتقى السياسي في أربيل في الاول من شباط عام 2004، وقتل على الأقل 105شخص وفي 10اذارعام 2005، قتل انتحاري 53 من اكراد كركوك. وفي 3 ايار 2005، انتحاري أخر- وهذه المرة تم تعريفه بشكل علني كأحد عناصرمجموعة متطرفة تطلق على نفسها أنصار السنة ، قد فجر نفسه خارج محطة تجنيد في أربيل ، وقتل 60 وجرح مالايقل على 150 اخرين (10). وفي نفس الوقت، استهدفت هجمات أخرى القادة الاكراد بشكل منظم وعناصر كردية في القوات العراقية. بدأ ذلك باثارة رد فعل شيعي في أيار 2005، رغم الجهود لتحاشي ذلك من قبل القادة الشيعة ، وساهم ذلك في تفاقم مشكلة ارساء حكومة شرعية وقوات وطنية. ثم بدأ الكشف على جثث لسنة في قبور غير معلمة، وكذا جثث شيعية، وأنتشر القتل بين صفوف رجال الدين الشيعة والسنة على حد سواء.

ربط منسق بين الحرب والجريمة والنهب: استغلال الفقر واليأس الاقتصادي:استخدم المجرمون من أجل دعم الهجمات على البنية التحتية وعلى انشطة بناء الوطن، جمع الامول، وتقويض الأمن، استغلال البطالة في تقوية خلايا التمرد والتمرد المتفاني. مسح أثار التعاون بين قوات التهديد، والفرق الاجرامية، وبين القوات التي تعمل بشكل مؤقت.

ضرب المؤسسات النفطية والبترولية، والطاقة الكهربائية ،الماء، وبنى تحتية مهمة أخرى: الهجوم على مؤسسات الماء والطاقة والتي كلاهما يؤثرعلى مساعدات الولايات المتحدة ويثير الغضب العراقي على الحكومة. وجدت القاعدة والمجاميع البعثية إن مؤسسات النفط وخطوط النفط تمثل اهداف مثيرة بشكل خاص حيث أنهم يقطعون الدخل الحكومي ويؤثرون على الطاقة وقدرة العراق في الحصول على الوقود، وانهم يحصلون بهذا على أهتمام إعلامي كبير واهتمام أستثماري خارجي، ويمنعون الاستثمارت في أحد أهم القطاعات العراقية.
اصدر March 19, 2006 3:30:00 AM

ليست هناك تعليقات: