الاثنين، 28 سبتمبر 2009

أربعة حروب والعد مستمر (8-10)

أربعة حروب والعد مستمر
إعادة النظر في المعنى الأستراتيجي للحرب على العراق

أنتوني . كورد سمان
ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي

نزاع أجهزة التفجير المصنعة محلياً والسيارات المفخخة والمتفجرات
ما تزال أجهزة التفجير المصنعة محلياً تشكل تهديداً كبيراً. وقد أشار تقرير قدمه لويس مارتنيز من قناة ABCغطى المدة المحددة حتى 21 تشرين الثاني أن حوادث سقوط المروحيات الثلاث في تشرين الثاني قد رفع بشكل مفاجئ عدد الضحايا الأمريكيين وكانت نتيجة هذه الحوادث 39قتيلاً من بين 69 قتيلاً في شهر تشرين الثاني وجدير بالذكر أن 22 من ضحايا 30 الباقين حتى 21 من تشرين الثاني كانوا ضحية أجهزة التفجير المصنعة محلياً. وهذا العدد من ضحايا أجهزة التفجير المحلية كان ضعف العدد في نفس الوقت من شهر تشرين الأول الذي عد في وقته الشهر الأسوء من حيث ضحايا أجهزة التفجير المحلية إذ وصل أجمالي الضحايا الى 17 قتيلاً خلال شهر تشرين الأول وقدم مارتنيز إحصائية لضحايا التفجير المحلية منذ شهر أيار.
الشهر ـــ ضحايا أجهزة التفجير المحلية
تشرين الثاني 22
تشرين الأول 17
أيلول 7
أب 6
تموز 5
حزيران 1
أيار 0
ـــــــــــــــــــــــ
المجموع 59

وبالنتيجة فقد يكون تهديد أجهزت التفجير المحلية أكبر خطر متواصل يواجه الجنود الأمريكان في العراق وبالمقارنة فقد أورثت حوادث إطلاق النار المعادية بحياة 4 اشخاص في شهر تشرين الثاني.
وتدعي الولايات المتحدة بأنها ترصد وتمنع حوالي 40% من هجمات أجهزت التفجير المحلية وهذا يبقى 60% وقد كشف حزب الله في لبنأن أنهم تمكنوا من ابتداع أجهزة متطورة وتقنيات هجومية لم تتمكن التقنيات الإسرائيلية من صدها صداً فاعلاً.
لقد طرأ تحسن على جهود الحماية والرصد الأمريكية في التعامل مع الأنتحاريين والسيارات المفخخة، لكن أنصار النظام السابق يمكنهم أن يضربوا مدنيين عراقيين ومتعهدين وأهدافاً تمثل التحالف والمنظمات غير الحكومية. وقد ظهرت منذ البداية قدرتهم على التعرف على أهداف تمثل شخصيات سياسية وإعلامية بارزة، وهم مطلعون على طرق أكثر تطوراً في نشر المتفجرات وتفجيرها مما تستخدمها حتى الأن.

نزاع صواريخ أرض- جو ومضادات الطائرات
يحسن الجيش الأمريكي التكتيكات المضادة لـ(الصواريخ المحمولة) والاجراءات المضادة، لكن المروحيات أصبحت عرضة للهجوم منذ أصبحت مسارات طيرأنها متوقعة وبارتفاعات منخفضة، كما تعرضت الطائرات ذات الاجنحة الثابتة لمشاكل مشابهة. وهذه الاخطار محدودة بسبب قصر مديات الصواريخ المحمولة والرشاشات الخفيفة ولكن ستنجح بعض هجمات أنصار النظام السابق طالما تزايدت بأعداد كبيرة. فضلاً عن ذلك، فحتى هذا الوجود المتواصل بتهديد بسيط سيعرقل النقل الجوي التجاري ويزيد من درجة الخطر حتى بالنسبة لسيارات وسفن النقل المدني العدوانية.

نزاع حماية القوة مقابل العزلة والاختراق
ساعد استخدام قوات الامن العراقية المنتشرة في المدن الرئيسية والمناطق السكنية وإجراءات حماية القوة الأمريكية المتطورة في زيادة الشعور بالامن بالنسبة للقوات الأمريكية لكنهم لم يفعلوا كل هذا من أجل العراقيين وغيرهم.
لقد أصبحت الولايات المتحدة قادرة على تنسيق نشاطاتها المدنية والعسكرية وبرامج المشاركة المحلية في عدة مناطق، ولكن يبقى موقع سلطة الائتلاف المؤقتة في بغداد يمثل كابوساً في حماية القوة، كما أن الموقع في وسط بغداد يهيج العراقيين كثيراً ويعزل سلطة وقوات الائتلاف كذلك في الوقت الذي تحتاج فيه الى جهد كبير في حماية القوة .

نزاع توسيع نطاق الحرب
ليس هنالك من إحصائيات حول نتائج هجمات أنصار النظام السابق، لأن الجيش الأمريكي لا يقدم بيانات حول محاولات الاعتداء، كما أن إحصائياتها للهجمات الفعلية حسب المناطق غير مفيدة بسبب توسع ترتيبها. مع ذلك فمن الواضح أن بامكان قوات أنصار النظام السابق أن تقوم بعمليات في الموصل والشمال وتقوم بقيادة هجمات في الجنوب والوسط. ويمكن القول أن الهجمات قد تركزت في المثلث السني ومنطقة بغداد الكبرى، ولكن جهود أنصار النظام السابق في توسيع النطاق الجغرافي للحرب قد أحرزت بعض النجاح.
يشمل المثلث"السني" وهي المنطقة الممتدة من بعقوبة وبغداد والفلوجة والرمادي الى سامراء في الغرب وجلولاء في الشرق. مع ذلك فقد أصبحت بعض البلدأن وعدد من المنشآت والمطارات في هذه المنطقة "أمنة" لدرجة لم تشهد عمليات كبيرة لأنصار النظام السابق.
ولم تقدم الولايات المتحدة لحد الأن تقرير رسمي حول توسع عمليات أنصار النظام السابق، لكن مصادر مثل (دبكا) تشير الى توسع منطقة عمليات أنصار النظام السابق على طول الضفة الشرقية من نهر دجلة من سامراء الى قضاء الكاظمية وحتى جنوب مصفى بيجي. ويوجد بعض أنصار النظام السابق في المنطقة الممتدة من الكاظمية وحتى المدخل الجنوبي لحد مصفى بيجي وكركوك حيث تمثل حقول النفط الشمالية للعراق وأنابيب النفط ومنشآت أنتاجية أهدافاً مغرية.
كما توسعوا أيضاً الى المنطقة الممتدة شمالاً من جلولاء باتجاه منطقة كفري ومدينة طوزخورماتو التركمانية والمنطقة التي تصل الى مدينة داقوق وحتى المدخل الشرقي لمدينة كركوك وبين المدخل الجنوبي لطوزخورماتو وكركوك. ويبدو أن التوسع شأن أي شيء أخر هو نتيجة غارات وعمليات أمريكية بعد التحسين. وإذا ما صحت المصادر الأمريكية فأن القوة الفعلية لقوات أنصار النظام السابق قد أنخفضت أنخفاضا كبيراً. لقد تقلص المثلث السني بنسبة الثلث….

نزاع التسلل من الحدود واختراقها
لقد عززت الولايات المتحدة من التغطية الأمريكية والعراقية وتغطية التحالف على الحدود السورية والأيرانية، كما حسنت الكويت والسعودية وتركيا بعض جوانب أمنها الحدودي مع ذلك فالحقيقة أن عمل كهذا من شأنه أن يوقف التحركات النشيطة للمعدات ومن المستحيل إيقاف حركة الافراد: فالحدود ببساطة طويلة جداً ومفتوحة.
أن نشر طائرات أستطلاع وطائرات المراقبة المسيرة ومتحسسات أرضية غير ظاهرة ورادارات أرضية يمكن بل يساعد فعلاً في تحقيق الهدف. وكذلك نشر قوات الحدود العراقية. مع ذلك فمن المستحيل أن تميز المتطوع الاجنبي من أي أجنبي أخر يعبر الحدود، كما أن معظم نشطاء أنصار النظام السابق غير معروفيين بما فيه الكفايه ليتم التعرف عليهم. وفي الوقت الذي تدخل فيه بعض الاسلحة والمتفجرات من الخارج، فهناك العديد من مستودعات الاسلحة وذخائرها- لدى أنصار النظام السابق والمزيد من الوقت لاستغلالها فيه - والتي يشعر العديد من القادة الأمريكان أن بذل جهد كبير لتأمينها جميعاً سيكون مضيعة للقوات الأمريكية والعراقية. وفي ذات الوقت لا يبدو أن أنصار النظام السابق قد أثاروا أعداداً كبيرة من متطوعي ما بعد الحرب أو أي من الكوادر الإرهابية المحترفة أو الأسلامية المتطرفة التي كانت صغيرة فيما مضى.

نزاع قوات الامن العراقية ضد أنصار النظام السابق العراقيين والأسلاميين والمتطوعين الاجأنب.
بلغ أجمالي عدد قوات الامن العراقية 147,200 فرداً حتى 27 من تشرين الثاني 2003. ويمكن مقارنة ذلك بـ 123 ألف جندي من القوات الأمريكية و 23,900 جندي من قوات دول التحالف الاخرى. وتضم الشرطة 68,800 شرطي من أصل 71,00 ألف تهدف الى ضمهم، وتضم قوات الدفاع المدني 12,700 من أصل 40,000 ألف، ويضم الجيش العراقي الجديد 900 عنصر فعال أضافه الى 600 متدرب أخر من أصل 35,000، وتضم مديرية شرطة الحدود 12,400 من أصل 25,700 وتضم حماية المؤسسات 52,700 من أصل 50,000 ألف.
وتبدو هذه القوات العراقية أكثر إخلاصا وفعالية من المتخوفين، وهذه القوات كثيرة الأندفاع. مع ذلك فهي تفتقر الى التدريب الجيد والاسلحة والمعدات وغالباً ما تكون عرضة للخطر في المناطق العدائية. فضلاً عن أن الاعتماد المتزايد على هذه القوات جعل إخلاصهم وفعاليتهم مهمة أكثر فأكثر، ولا محالة أن هذا سيخلق قوات شبه عسكرية ستطور برامجها السياسية الخاصة بها.
وسيصبح هذا في ما إذا تحركت الولايات المتحدة قدماً في عملها من أجل تدريب عناصر من مختلف المليشيات تدعم رؤوساء مجلس الحكم وتحويلهم الى كتائب للقيام بعمليات فعالة لصد التمرد. وقد صرحت الولايات المتحدة أن تنفيذ عملية تجنيد أول كتيبة من هذا النوع والكتائب التي بعدها ستتركز على مبدأ أن أي فرد يتم تجنيده عليه أن يخدم كفرد في ظل مؤسسة أمنيه لعراق موحد ولا يخدم بوصفة ممثل حزباً سياسياً أو مليشيات محددة. ولكن من السهل قول ذلك قبل تطبيقه.
مع ذلك فهذه التطورات تساهم في فهم تفسير سبب تحول أنصار النظام السابق نحو أهداف عراقية وليست أمريكية عندما أصبحت القوات الأمريكية فعالة وحذرة ويبدو أن هذا الوضع مرشح للاستمرار. لقد أصبحت قوات الامن العراقية هدفاً رئيسياً لأنصار النظام السابق خلال شهر تشرين الثاني فقد أحصى 21 قتيلاً و62 جريحاً كما قتل 40 مدنياً عراقياً برئياً وجرح 108 أخرين. وقتل 7 مدنيين عراقيين في 14 محأولة أعتداء أخرى. وقد أرتفعت الاحصائيات أرتفاعاً مطرداً منذ تموز وأب ، فيما كان شهر تشرين الأول أسوء شهر سجل الضحايا المدنيين العراقيين.

ليست هناك تعليقات: