الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

الصيـــــــن في عالم متغير(2-2)

ترجمة الباحث: أمير جبار الساعدي
(WA) ماهو وضع علاقات الصين مع الاتحاد الاوربي؟ وكيف تنظر خطة توسيعها في اوربا الوسطى واوربا الشرقية؟
(TJ) في السنوات الاخيرة تطورت العلاقات بين الصين والاتحاد الاوربي ودوله تطوراً جيداً على العموم وحدث التبادل في الزيارات على مستوى عالي بين الجانبين وتوسع التعاون بينهما في كافة المجالات. وقبل فترة قصيرة رافقت السيد شورونجي رئيس الوزراء في زيارته الى مقر الرئيس الاوربي حيث جرت مع النظراء الاوربين مناقشات عميقة حول تعزيز العلااقات الصينية مع الاتحاد الاوربي وتم التووصل الى اجماع عام.واقامت الصين مع الاتحاد آلية مؤتمر قمة سنوي في 1998وستعقد القمة الثالثة بين الصين والاتحاد في بكين في تشرين الاول يتبادل الطرفان المزيد من الآراء حول تعميق التعاون المتبادل, كما كانت المحادثات والحوار السياسي بين الصين والاتحاد الاوربي وعلى المستويات كافة فعالة مما ساهم في نعزيز التفاهم المتبادل والتعاون الافضل في الشؤون الاقليمية والدولية بين الطرفين والاتحاد الاوربي هو ثالث أكبر شريك تجاري بالنسبة للصين اضافة الى كونه شريك مهم في مجالات التعاون التقني والاستثمار. ونحن نثمن تثميناً ايجابياً الاجراءات التي اتخذها الاتحاد الاوربي في السنوات الاخيرة لتحسين علاقاته مع الصين وتطويرها وطبعا هناك بعض المشاكل والاخنلافات في هذه العلاقات ونفضل معالجتها من خلال الحوار على اساس المساواة والاحترام المتبادل.
وتعلق الصين أهمية على تطوير علاقاتها مع الاتحاد الاوربي والدول الاعضاء فيه وتامل ان يؤدي الاتحاد دوراً ايجابيا في حفظ السلام العالمي وتعزيز التعاون بين الشمال والجنوب والتنمية المشتركة وترغب الصين في تطوير شراكة ثابتة وبناءة وطويلة الامد مع الاتحاد على اساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والبحث عن ارضية مشتركة في حين تطرح الخلافات جانبا هذه هي المصالح الاساسية للجانبين وهي تخدم السلم والاستقرار والتنمية عي العالم.
ونأمل ان تكون عملية توسيع الاتحاد الاوربي مفيدة للسلم والاستقرار والرفاهية في اوربا وتخدم التعاون المشترك بين الدول الاعضاء في الاتحاد وغير الاعضاء فيه بما فيهم الصين والهند.
(WA) وماذا عن توسيع حلف الناتو في اوربا الوسطى والشرقية ؟
(TJ) قد مرت عشر سنوات منذ نهاية الحرب الباردة وطرأت تغييرات كبيرة في وضع الامن في اوربا، فان نوع الية الامن الجيد التي يجب ان تقام في اوربا لا تؤثر على المصالح المباشرة للدول والشعوب كافة في اوربا حسب بل انها مهمة كذلك للدول كافة والشعوب في مناطق مختلفة. إن توسيع وتعزيز التحالفات العسكرية واستخدام القوة المتعمدة أو التهديد باتستخدامها يناقض الاتجاه السائد حاليا حيث تسعى الى السلام والتنمية والتعاون وقد حظى درس حرب كوسوفو برد فعل عميق من لدن المجتمع الدولي, وقد اثبتت الحقائق ان مبادئ ميثاق الامم المتحدة ليست قديمة وانه لايمكن الاستغناء عن الامم المتحدة ومجلس الأمن في حفظ السلام والأمن في العالم ولابد أن تتخلى الدولة عن عقلية الحرب البارردة الى الابد وأن تضع مفهموما جديدا للأمن, ةتجري الحوارات وتزرع الثقة المتبادلة وترعاها وتعزز التعاون من أجل اقامة نظام دولي جديد سياسي واقتصادي عادل وعقلاني من أجل أن يسود السلام والاستقرار والتنمية في العالم في القرن الجديد.
(WA) ماهو موقف الصين ازاء رئيس تايوان الجديد والذي يطالب حزبه باستقلال الجزيرة ؟
وهل ماتزال حكومتكم تعتقد ان هذا شأن داخلي او انكم ترون ثمة مجال للوساطة من قبل دولة صديقة؟
(TJ) كما يعلم الجميع هناك صين واحد فقط في العالم وان حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الشعب الصيني برمته وتايوان جزء لا يتجزء من ارض الصين ليكن من يكن رئيسا لمنطقة تايوان فانه لايمكن تغيير حقيقة ان تايوان جزء من الصين, وسننظر ونرى ان كان الرئيس الجديد لتايوان سيأخذ العلاقات عبر المضايق على محمل الجد فسنستمع لما يقوله ونراقب ما يفعل، سوف ننتظر ونرى قد ذكرنا أكثر من مرة ان المبدأ الاساس الذي يقود الى ايجاد حل لمسألة تايوان هو "اعادة الوحدة سلميا ودولة واحدة بنظامين" ونحن على استعداد لتبادل الاراء حول مسألة اعداة توحيد الوطن الام سلميا مع كل الاحزاب والجماعات الشخصيات في تايوان بشرط ان يستند الحوار والمفاوضات على الاعتراف اولا بمبدا الصين الواحدة , وتحت هذا الشرط يمكننا نناقش أي شئ باختصار نحن صادقون للغاية في اعادة توحيد الوطن وسنحبط المحاولات الانفصالية ونحمي سيادتنا الوطنية وسلامة اراضينا.
ولطالما تمسكنا بأن مسألة خلفتها الحرب الاهلية في الصين وهي شأن داخلي محض لذلك فمن المنطقي ان يحل الشعب الصيني عل جانبي مضايق تايوان المسألة الخاصة بأعادة الوحدة الوطنية سلميا فشعب الصين كله , بما في ذلك مواطنونا التايوانيون قادرون تماما على تسوية هذه المسألة.
(WA) ازداد اهتمام الصين ازديادا ملحوظا في الشرق الاوسط لاسيما بعد ان زار السيد جيانك زيمن المنطقة, فهل اتخذت حكومتكم موقف من انهيار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ؟
(TJ) لطالما تابعت الصين عملية السلام في الشرق الاوسط متابعة دقيقة, وقبل كل شئ تابعت تسوية المسألة الفلسطينية والتي هي قلب مسألة الشرق الاوسط. وعموما فبفضل المعينة كلها تتقدم محادثات السلام بين فلسطين واسرائيل وقد قطعت شوطا كبيرا ونظرا لان المسائل الواردة في هذه المحادثات لها تأثير على المصالح المباشرة ذات الاهمية الحيوية للجانبيين فمن غير الممكن ان لا تحدث صعوبات وعقبات اثناء المحادثات. ونعتقد انه طالما ان الاطراف كلها تأخذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبدأ "الارض مقابل السلام" قاعدة لها وتواصل المفاوضات باسلوب واقعي نابع من الضمير وتنفذ الاتفاقيات بحرص شديد وبروح الثقة المتبادلة فان محادثات السلام ستشهد تقدم جديد.
وباعتبار الصين عضوا دائم في مجلس الامن فقد ساندت بقوة عملية السلام في الشرق الاوسط وبذلت جهودا مكثفة لدفع هذه العلمية الى الامام وفي منتصف آب زار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والوزير الاسرائيلي للتعاون الاقليمي شيمون بيريز الصين لاطلاعنا على تطور محادثات السلام في الشرق الاوسط ونحن من جانببنا انتهزنا هذه الفرصة لاقناع الطرفين بالالتزام بخيار السلم ومواصلة ازالة الاختلافات من خلال المفاوضات بهدف الوصول الى اتفاقيات نهائية في وقت مبكر. وعبر كلا الطرفين عن امتنانهما للموقف الذي تتخذه الصين والدور الايجابي الذي تؤديه في القضية وستواصل الصين مساهمتها المطلوبة في مساعدة الطرفين والتغلب على الصعوبات ودفع المحادثات قدما لاحراز مزيد من التقدم.
(WA) ماهي وجهة نظركم بشأن عملية مفاوضات التسوية الجديدة في شبه الجزيرة الكورية ؟
(TJ) شهد عام 2000 تغيرات ايجابية مرضية في العلاقات بين شمال وجنوب شبه الجزيرة الكورية, وعقدت قمة تاريخية بين قائد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية كيم يونك ايل ورئيس جمهورية كوريا كن داي يونك لمسائل مثل اعادة الوحدة الوطنية وصدر اعلان مشترك.
ابدى الطرفان في الوقت الحاضر صدقهما في تطبيق الاتفاقية وحققا تقدما كبيرا كما كانت المحادثات بين جمعيات الصلبي الاحمر والوزراء في كل من الشمال والجنوب مثمرة كذلك. إذ جرى تبادل وفود من أول مجموعة من العوائل المجزأة من كلا الطرفين, ونشا موقف جديد تعاون اقتصادي ــ تجاري بين الشمال والجنوب ونحن نرحب بهذا كله.
وباعتبارها الصين صديقة مجاورة لشبة الجزيرة الكورية فهي تعتبر الحفاظ على السلم والاستقرار في شبه الجزيرة المبدأ الاساس الذي يحدد سياستها ازاء شبه الجزيرة, ولطلما ان مسألة اعادة ةحدة شبة الجزيرة الكورية لايمكن تسويتها إلاعن طريق الحوار والتشاور. كما نعتقد ان تحقيق المصالحة الوطنية بين الشمال والجنوب لايتوافق مع مصالح الامة الكورية وطموحاتها حسب بل وسيؤدي كذلك الى الحفاظ على السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية خصوصا ومنطقة آسيا ــ المحيط الهادئ عموما. ونأمل ان يواصل الطرفان تعزيز الثقة المشتركة وزيادة التبادلات والتعاون في المجالات شتى بروح الوفاق والتعاون وخلق جو ملائم لتحقيق وحدة شبه الجزيرة بصورة مستقلة وسلمية في النهاية.
(WA) وماهو رأي حكومتكم بالتسليح النووي في جنوب آسيا ؟
(TJ) كما نعرف جمعيا ان ما يجري الان يستند الى خلفية تاريخية خاصة, ففي الستينات اجبرت الصين في ظروف معينة على تطوير كمية قليلة من الاسلحة النووية من اجل كسر التهديد النووي والابتزاز الموجه ضدها. وفي التسعينيات اصبح السلم والتنمية موضوع العصر الرئيس اذ انتهت الحرب الباردة وتحسنت الالية الدولية لمنع الانتشار وتم عقد اتفاقية الصواريخ البالستية (CTBT). وعلى اية حال كان نزع السلاح النووي يتقدم ولكن ببطئ. ولابد من القول ان التطورات المتغيرة هي من صنع الحقبة الزمنية, اذ ان جهود الدول لتحقيق السلم والتنمية بالعمل على تقليص الاسلحة, لاسيما اسحلة التدمير الشامل كالاسلحة النووية كلنت هي التيار العام في ذلك الوقت وكانت في خدمة المصالح المشتركة للمجتمع الدولي.
وقد وجه التسلح النووي في جنوب آسيا صفعة عنيفة لعملية منع انتشار السلاح النووي التي يقوم بها المجتمع الدولي , كما ادى هذا التسلح الى دورة جديدة من سباق التسلح بين الدول المعنية في المنطقة وبهذا ازدادت المواجهة المتبادلة وعدم الثقة وتضررت مصالح الدول الموجود في المنطقة.
وباعتبار الصين جارة قربية لمنطقة جنوب اسيا فهي تأمل بصدق ان ترى السلم والاستقرار يسودان وترى الصين ان قرار مجلس الامن رقم (1172) يعكس اجماع المجتمع الدولي على قضية الاسلحة النووية جنوب اسيا وان التطبيق الشامل لهذا القرار هو وسيلة فعالة لحل هذه المشكلة.
(WA) ماهو الوضع الراهن لعلاقات الصين مع باكستان ؟
(TJ) الصين وباكستان على علاقة جوار طيبة ومنذ اقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 49 سنة تطورت علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين على اساس سليم وثابت, وكان التعاون ذو المنفعة المتبادلة بين الطرفين مثمراً ورغم الاختلاف في الخلفية التاريخية والنظام الاجتماعي والايدلوجي، اقامت الصين وباكستان علاقات ثنائية ثابتة عبر العقود, واحد الاسباب المهمة لذلك هو ان الطرفين قد التزما بمبادئ التعايش السلمي الخمسة لاسيما مبدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين. ونحن نعتقد بان الحفاظ على صداقة طويلة الامد بين الصين وباكستان لاتخدم المصالح الاساسية للبلدين وشعبيهما بل انها تساهم ايضا في السلم والاستقرار في المنطقة فان علاقات الصداقة والتعاون بين الصين وباكستان ليست موجهة ضد اية دولة ثالثة.
(WA) هل تتحسن العلاقات الصينيةـ الهندية مع الزيارات المختلفة التي يقوم بها القادة الصينيون والهنود؟
(TJ) الصين والهند دولتان جارتان قريبتنا وكلاهما دولتان ناميتان كبيرتان تضمان اكبر عدد للسكان في العالم وتجمع الشعبين الهندي والصيني صداقة منذ عهد بعيد وتواجه الدولتان حاليا المهمة المشتركة في تنمية اقتصاديات شعبيهما وتحسين معيشتهم لذلك فكلانا يحتاج الى صداقة وتعاون فعليين.
ونحن مسرورين بتواصل علاقتنا في التحسن بفضل المساعي الثنائية, واحتفلنا معا في الذكرى السنوية الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والهند, وقام الرئيس الهندي شري كي ارنريان بزيارة ناجحة الى الصين, وفي تموز الماضي قمت بزيارة للهند بدعوة منهم واثمرت الزيارة عن نتائج ايجابية وتوصل الطرفان الى اتفاقية ذات خمسة جوانب مثل زيادة العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية وتوسيع التبادل العسكري وبدء حوار امني ثنائي على مستوى عالي والتسريع بعلمية تحقيق (LAC) والشروع بمحفل الشخصيات الصينية الهندية البارزة وكذلك تعزيز التبادل في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية. واعتقد ان التطوير المطرد للعلاقات الصينية الهندية يمكن ان يعزي الى عاملين اساسين:
الاول: ان قادة الدولتين قد اكد موافقتهم بشأن تطوير العلاقات الثنائية وهذا يعني ان لا أحد منا يرى في الآخر خطرا يهدده وان علاقتنا محكومة بمبادئ التعايش السلمي الخمسة.
الثاني: كلانا على استعداد لبذل جهود متواصلة لتطوير العلاقات الثنائية منطلقين من هدف الحفاظ على السلم الاقليمي والعالمي. ونأمل ان نرى تطور مستمر للعلاقات الثنائية ونحن واثقون تماما من مستقبل هذه العلاقات. وبالتأكيد فاننا حين نرى التيار الاساس للعلاقات الصينية الهندية نعتقد انهم طالما ان كلا الجانبين ينطلقان من المصالح الشاملة للعلاقات الثنائية ويسرعان بالمشاورات بروح من الصراحة والصداقة والعدل والمنطق وعلى اساس التفاهم والتكيف المشتركين فان هذه الخلافات كلها يمكن ان تحل ونحن على اعتاب نهاية القرن. يعتقد الجانب الصيني انه مع الجهود الثنائية سنتمكن بالتأكيد من الحفاظ على المزيد من التطور في العلاقات القائمة بين الصين والهند.
(WA) ماهو الوضع الدقيق للمحادثات بين الصين والهند حول الحدود ؟
(TJ) ان مسألة الحدود الصينية الهندية معقدة وهي من مخلفات التاريخ ونتجية للتوسع والغزو الاستعماري وهذه المسألة تشمل التاريخ والجغرافية والمشاعر، لذا فمن الطبيعي ان يستغرق حلها وقتا وتحتاج الى الصبر ولطالما علقت الحكومة الصينية اهمية على المسألة الصينية الهندية والتزمت بالتوصل الى حل سلمي, ومع تحسن العلاقات الثنائية والجهود المشتركة من لدن الطرفين فقد حافظنا بشكل اساسي على السلم والهدوء في منطقة الحدود عبر سنوات, وقد خلق هذا بلا شك جوا ملائما وظرفا مواتيا للوصول تدريجيا الى حل مسألة الحدود. وقعت الصين والهند اتفاقية الحفاظ على السلام والهدوء على امتداد خط السيطرة الفعلية في منطقة الحدود ، عام 1993وكذلك اتفاقية اجراءات بناء الثقة بالمجال العسكري على امتداد الحدود الصينية الهندية 1996وتوفر هاتان الاتفاقيتان قاعدة قانونية للحفاظ على مزيد من السلام والاستقرار في منطقة الحدود, وتعتقد الصين دائما انه من اجل مسالة الحدود فمن المهم احترام الحقائق التاريخية والاخذ بنظر الاعتبار المشاعر الوطنية والمصالح المباشرة للشعبين. ومن المهم بذل الجهود الحثيثة للبحث عن حل مشترك ومقبول بموجب مبادئ المشاور الودية والتفاهم المتبادل والاستقرار المشترك باسلوب عادل منطقي. وفي المرحلة الحالية يمكن للطرفين, اولا توضيح رسم القطاع الاوسط لخط السيطرة الفعلية(LAC) على الحدود والتحقق من ذلك بما ينسجم واجماع الطرفين على معالجة القضايا الاسهل قبل القضايا الاصعب والتحقق من كل قطاع. وخلال زيارتي الى الهند في تموز الماضي اقترح الجانب الصيني عقد مزيد من الاجتماعات بين مجاميع من الخبراء كل سنة من اجل التسريع بعملية التحقق من رسم (LAC) وهذا يعبر عن صدق الصين وموقفهما الايجابي اتجاه حل مسالة الحدود. ونعتقد بأنه طالما ينطلق الجانبان من المصالح الشاملة للعلاقات الثانئية ويلتزمان بالاجماع الذي توصل اليه قادة الدولتين وبسلسة المبادى التي وضعها الطرفان فان مسالة الحدود الصينية الهندية ستحل في النهاية وستواصل الصين وكعادتها في بذل جهودها في هذا المضمار.
(WA) أعلن وزير الخارجية الهندي جيسوانت سينك في مقابلة صحفية في مجلة شؤون العالم ان البلدين قد بدءا الحوار الامني فهل اخبرتنا عن هذا "الحوار الامني"؟
(TJ) في حزيران عام 1999حين زار وزير خارجية الهند جيوسونت سينك الصين قرر الطرفان الشروع بآلية الحوار الامني والتي تهدف الى تعزيز التفاهم المشترك والثقة المتبادلة وتوسيع الاجماع وتعزيز التعاون من خلال التبادل الصريح للافكار حول قضايا الامن الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, وفي شباط من عام 2000 اجرى الطرفان وبنجاح الدورة الاولى من الحوار في بكين وهذا يعني بداية هذه الآلية, وتوصلا الى اجماع مهم على بعض الامور واعتقد الجانبان ان اهداف ميثاق الامم المتحدة ومبادئه ومبادئ التعايش السلمي الخمسة, يجب ان تخدم المبادئ الاساسية لاقامة نظام دولي جديد عادل وعقلاني, وفي تموز من عام 2000 حين زرت الهند توصلت انا والسيد سينك الى اجماع بشان تطوير الحوار الأمني الى مستوى عالي, وسيذهب الوزير (وانك يي) الى نيودلهي لرئاسة وفد للمشاركة في الجولة الثانية من الحوار الامني في نهاية السنة.
ــ الصين والهند دولتان من اكبر الدول النامية في العالم وكلتاهما تتحملان مسؤولية حفظ السلام والاستقرار الاقليمي وتعزيز التنمية والرفاهية الاقليمية والصين مستعدة للعمل بلا كلل مع الجانب الهندي لتعزيز سهولة تطوير هذه الآلية.
(WA) هل ترى امكانية كبيرة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين الصين والهند؟
وان كنت ترى هذا ففي أي القطاعات ؟
(TJ) ان النهوض بالتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي وتطوير جزء مهم في العلاقات الصينية الهندية, ومنذ التسعينيات تطورت العلاقات التجارية الثنائية تطورا سريعا بمعدل سنوي للنمو وصل الى (30%) , ووصل حجم التجارة الكلي الى (1,978) مليار دولار عام 1999, على ان حجم التجارة الثنائية لازال ضيئلا مقارنة بالمستوى الاقتصادي والقوى الوطنية للبلدين.
ـ ولطالما اعتقدت الصين ان لبلدينا امكانية عظيمة لتطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية ويمكن ان يتعلم كلا منا من الاخر ونتبادل السلع والخدمات الضرورية وان يجري تعاون ذا منفعة متبادلة ونعزز التنمية المشتركة ومن اجل تحسين علاقتنا الثنائية الاقتصادية يجب ان يطور الجانبان التجارة تطويرا فعالا باتجاهين ويتعاونان في المشاريع التعاقدية وخدمات اليد العاملة ويعززان الاستثمار المتبادل والتعاون التكنولوجي وصناعة البرامجيات, وتبدي وزارة الخارجية الصينية والسفارة الصينية في الهند استعدادهما ليكون جسرا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ونامل ان تتصل اطراف العمل الهندية الراغبة بالتعاون لسفارتنا في الهند. واعتقد انه مع المزيد من تحسين وتطوير العلاقات الثنائية ستصل التجارة والتعاون الاقتصادي بالتأكيد الى مستوى عالي جديد في القرن الجديد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
صدرت عن مركز الدراسات الدولية في بغداد/2001

ليست هناك تعليقات: